غيرت الازمة الاقتصادية اللبنانية مشهد الاعياد والمناسبات، فخلافاً للعادة التي كانت تجري مع حلول أيام الاضحى المبارك، تراجع الاقبال على سوق الاضاحي بعدما كان يُعوَّل على المناسبة لتنشيط السوق والتعويض عن باقي أيام السنة.
اليوم اختلف الظرف -يقول أبو علي- صاحب احدى الملاحم الكبرى، هناك إقبال على شراء اللحم ولكن “شراء مع مداراة “، أي أن الزبون كان خلال فترة الاعياد يوصي على عدة كيلوغرامات، اليوم بالكاد أن يدفع ثمن الكيلو الواحد مع التململ من سوء الحال.
وفي اطلالة على أسعار اللحوم يسجل اليوم ثمن كيلو لحم البقر 260 ألف ليرة لبنانية ويصل الى حدود 300 ألف ليرة في بعض الملاحم دون أي مبررات لهذا الفارق، غير الجشع والطمع ومزاجية التاجر.
وبالعودة للحديث عن أضاحي العيد يشير ممثل “اتحاد القصابين وتجار المواشي” ماجد عيد إلى “تراجع مبيعات المواشي من 80 الى 90%. فسعر الخروف الذي يزن 50 كيلو غرام يتراوح ما بين 200 -225 دولار أمريكي أي ما يعادل في اللبناني على سعر السوق الموازي (5 مليون و820 ألف ليرة – 6 مليون 545 ألف ليرة لبنانية ). وهذا السعر كان قبل عدة أيام قليلة لا يتجاوز 190 دولار أمريكي بعدها ارتفع لأسباب لا يختلف عليها عاقلان “جشع وطمع” وحتى نصل الى صباح العيد يكون السعر قد تجاوز 250 دولار. أما البقر الحي المستورد الذي يزن 400 كيلو غرام فيصل سعره الى 1200 دولار أمريكي.
وعن حالات الاغلاق التي شهدتها بعض الملاحم يقول عياد إن “هناك سببين للإغلاق، الأول نتيجة انخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني وعدم قدرة صاحب الملحمة على الاستمرار في عملية الشراء والبيع. والثاني، يتعلق بعدم قدرة صاحب الملحمة على تغطية نفقاته”، ولفت الى أن بعض الملاحم لجأت الى خلط اللحم الطازج بالهندي على سبيل الغش وهذا سلوك تجاري غير مبرر.
فالفرق بين الاسعار من ملحمة الى أخرى يطرح علامة استفهام كبيرة، فالذي يبيع بالسعر المرتفع يستغل وجع الناس والذي يبيع بسعر منخفض يغش الناس في نوعية وسلامة اللحم المُباع في ظل غياب للمعنيين للتدخل ومراقبة ما يحصل! ومؤخرًا تجاوز الفرق بالأسعار بين ملحمة واخرى الـ 150 الف ليرة.
.. بعض من أوجاع ويوميات السوق اللبناني وعلى قاعدة مين بيزيد! لا حولٌ ولا حلٌ أمام المواطن.
المصدر: موقع المنار