تقترب روسيا من تحقيق الهدف الرئيسي المعلن من عمليتها العسكرية في أوكرانيا المستمرة منذ شباط/فبراير الماضي، ألا وهو احكام السيطرة على اقليم دونباس. فمع استكمال سيطرتها على كامل ليسيتشانسك وبالتالي السيطرة على اقليم لوغانسك، يمكن القول إن القوات الروسية باتت في المراحل الأخيرة من الانجاز الميداني، خصوصاً في ظل ما يؤكده خبراء عن التأثير المعنوي الكبير الذي خلفته معركة ليسيتشانسك في صفوف القوات الأوكرانية.
ويوضح الخبراء أن قوات موسكو “اتّخذت موطئ قدم لها عند الضفة الغربية للنهر الذي يمرّ عبر باخموت، تمهيداً لإحكام سيطرتها على سوليدار وسيفيرسك، ومن ثمّ التقدُّم إلى مشارف كراماتورسك وسلافينسك، وتوجيه ضربة للنسق الخلفي للتشكيلات الأوكرانية المتموضعة في أفدييفكا، لتنتهي هذه الخطّة عملياً بالسيطرة على كامل مساحة دونباس”.
وفي السياق، تستكمل القوات الروسية عملياتها الميدانية مدفوعة بإنجاز الأيام الأخيرة، إذ أعلنت الدفاع الروسية الثلاثاء أن قواتها الجوية “أصابت بأسلحة عالية الدقة نقطة تمركز مؤقتة للمرتزقة الأجانب قرب بلدة ليماني في مقاطعة نيكولايف بجنوب أوكرانيا”.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن “الطيران الروسي قتل بأسلحة عالية الدقة ما يصل إلى 150 جنديا أوكرانيا ودمر 12 قطعة من المعدات العسكرية التابعة للواء الآلي 93 في مدينة خاركوف (شمال شرق)”.
وأضاف المتحدث أن “الغارات الجوية الروسية أصابت موقعين للقيادة وأربعة مستودعات للذخيرة والصواريخ والمدفعية إضافة إلى قوات ومعدات أوكرانية في 18 منطقة متفرقة خلال اليوم الماضي”.
وفي إطار مكافحة البطاريات، “تمت إصابة أربعة فصائل أوكرانية لراجمات الصواريخ “أوراغان” و”غراد” في دونيتسك، بالإضافة إلى فصيلة من مدافع هاوتزر “غياتسينت-بي” في خيرسون”.
وأدت الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية الروسية إلى “تدمير ثلاثة مواقع قيادة للقوات الأوكرانية، ومستودعين للذخيرة والصواريخ والمدفعية، ومحطة رادار تابعة لمنظومة صواريخ “إس-300 ” المضادة للطائرات، إضافة إلى إصابة قوات ومعدات في 63 منطقة”. وخلال معركة جوية في سماء خيرسون، أسقطت مقاتلات روسية طائرة أوكرانية من طراز “سو-25”.
وبحسب الدفاع الروسية، فقد أسقطت الدفاعات الجوية ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية، كما اعترضت ثلاثة صواريخ تكتيكية من طراز “توتشكا-أو”، وثماني قذائف من راجمات الصواريخ مناطق متفرقة.
من جهته، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن “العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قضت على 170 مرتزقا أجنبيا، بينما غادر 99 مرتزقا رفضوا المشاركة في الأعمال العدائية”.
وتابع شويغو أن “الغرب يواصل ضخ إمدادات الأسلحة إلى كييف على نطاق واسع، أملا منه في إطالة أمد الصراع في أوكرانيا، حيث تم بالفعل تسليم أكثر من 28 ألف طن من البضائع العسكرية”، لافتاً إلى أن “جزءاً من هذه الأسلحة يذهب إلى الشرق الأوسط، وينتهي إلى السوق السوداء”.
وقال وزير الدفاع الروسي إنه “سيتم في العام الحالي إنجاز الاختبارات الحكومية لصواريخ جو – جو قصيرة ومتوسطة المدى خصيصا لمقاتلات الجيل الخامس الروسية “سو-57″”. وأضاف شويغو، في اجتماع عبر الإنترنت “نخطط في عام 2022، لإنجاز الاختبارات الحكومية على هذه الصواريخ، وسيتم كذلك توريد أول دفعات منها إلى القوات”. وأشار شويغو، إلى أنه “تم تصميم هذه الصواريخ في مؤسسة “فيمبل” التابعة لشركة “الأسلحة الصاروخية التكتيكية” وهي مخصصة لتسليح المقاتلات الحديثة من الجيل من طراز “سو-57″، ولنصبها على حوامل أخرى”.
كما صرح وزير الدفاع الروسي أن بلاده أنشأت ممرين إنسانيين للسفن التجارية في البحر الأسود وبحر آزوف، “حيث تم القضاء تماما على خطر الألغام في مياه ميناء ماريوبول”.
وفي ظل الانجازات العسكرية الروسية، صرّح الأمين العام لحلف “الناتو” أن “السويد وفنلندا بإمكانهما الآن المشاركة في أعمال الحلف بدءاً من 5 تموز/يوليو بوصفهما دولتين مدعوتين لعضويته”. ووصف الأمين العام ذلك بـ”اليوم التاريخي للبلدين، اللذين نتشارك معهما نفس القيم والتحديات، ونقف في مواجهة “خطر تاريخي”.
كما أعرب ستولتنبرغ عن اقتناعه بأن “كل الدول الأعضاء ستسرع من إجراءات ضمان إتمام عضوية فنلندا والسويد”، مشيرا إلى أن “الحلف سيكون أقوى، وأوروبا ستكون أكثر استقرارا”، على حد تعبيره. من جانبه، صرح وزير خارجية فنلندا أن بلاده “تتطلع إلى الموافقة الكاملة على العضوية في الحلف، وقد بدأت بالفعل هذه الإجراءات”. ويحتاج بروتوكول انضمام فنلندا والسويد، الذي تم توقيعه، إلى تصديق برلمانات دول الحلف الثلاثين.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن “لدى وزارة الدفاع الروسية خطط لإجراءات وتدابير لأمن البلاد، في ضوء انطلاق عملية انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو”.
المصدر: موقع المنار+روسيا اليوم