سوقُ عكاظٍ سياسيٌ من على منبرِ الاستشاراتِ النيابيةِ غيرِ الملزمةِ التي يُجريها الرئيسُ المكلفُ تشكيلَ الحكومةِ نجيب ميقاتي في ساحة النجمة.. ورغمَ كلِّ ما تعانيهِ البلادُ من أزماتٍ فقد اَظهرت الساحاتُ السياسيةُ المتناحرةُ الا شيءَ عَلَّمَ البعضَ او جعلَه يعتبر، بل ما زالَ بعضُهم في حالٍ من التَخَدُّرِ السياسي بل الغيابِ عن الوعيِ الوطني، والاصرارِ على المزايداتِ بعيداً عن تحملِ المسؤوليات ..
وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصر، كتلةٌ فيها نائبُ رئيسِ حكومةٍ سابق وعددٌ من الوزراءِ السابقينَ تتحدثُ كأنها لم تدخل الحكمَ يوماً، ونائبٌ ثائرٌ على الدوامِ يهاجمُ كلَّ العهودِ – وهو الوليدُ السياسيُ لاَصعبِها – والى جانبِه زميلٌ له هو وزيرٌ سابقٌ في حكوماتِ هذا المزيجِ السياسي الذي يتبرأُ منه اليوم، فيما نوابٌ آخرون وُجِدوا ليَعترضوا دونَ معرفةِ سببِ الاعتراضِ او تقديمِ طرقِ او مقترحاتِ حل ..
وعلى طريقةِ اليومِ الاولِ من هذه الاستشاراتِ التي ستُسكتملُ غداً، فانَ نوايا التعطيلِ كاملةُ الملامحِ في طياتِ بعضِ المواقفِ التي ظَهرت ، ولا همَّ عندَ هؤلاءِ للتخفيفِ من اعباءِ اللبنانيين، بل كما قالَ رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد فانَ صانعي الازمةِ في الخارجِ يجدونَ من يتناغمُ معهم في الداخل ..
البلدُ الداخلُ في اصعبِ المراحلِ يحتاجُ الى حكومةٍ سريعةٍ كما قالَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي نصحَ باسهلِ الطرقِ لتشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ ولو عبرَ تعديلاتِ بعضِ الاسماءِ لادخالِ من يرغبُ الى التركيبةِ الحكوميةِ الحاليةِ والاسراعِ بايجادِ ما امكنَ من حلولٍ للازماتِ المتراكمة ..
في اليومياتِ المتراكمةِ خبزٌ محترقٌ بالمازوتِ والبانزين، وطحينٌ مخصصٌ للمحظيين، ورواتبُ الموظفين على قِلَّتِهَا حبيسة الاضراب، وكهرباءُ مفقودةٌ مع خروجِ معاملِها عن الخدمة، وآخرُ مآسي تلكَ اليومياتِ إقامةُ عزاءِ الطفلةِ “جمانة الديكو” – الموؤودةِ بينَ ركامِ الاهمالِ – على انقاضِ المبنى المدمرِ في احدِ احياءِ البؤسِ في طرابلس ..
المصدر: قناة المنار