التقى وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان صباح الخميس نظيره الروسي سيرغي لافروف في مبنى الخارجية الايرانية في العاصمة طهران. وأعلن وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، عن التوصل لاتفاق مع روسيا حول التعاون المعلوماتي وعدد من المشاريع الاقتصادية والتجارية الأخرى.
وأعرب وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران الخميس، عن أمله في عقد قمة ثلاثية لرؤساء إيران وروسيا وتركيا في طهران، على أن يخصص جزء من القمة لمسار أستانا. وحول الملف النووي الإيراني قال عبد اللهيان، إنه “في حال استئناف المفاوضات، نأمل بالتوصل إلى الاتفاق”، مشيرا إلى أن لافروف أكد دعم روسيا للتوصل إلى هذه النقطة.
وتعليقا على الوضع في أوكرانيا أكد وزير الخارجية الإيراني وجهة نظر بلاده حول جذور هذه الأزمة، وتدخلات الناتو، مشيرا إلى أن طهران “لا ترى الحرب حلاً للأزمة وترحب بالحل السياسي والدبلوماسي”. كذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده “لن تسمح أن تهدد “إسرائيل” أمن واستقرار المنطقة”.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي إن روسيا “ستسعى لاستئناف الاتفاق النووي الإيراني في صيغته الأصلية، واستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة دون استثناءات وإضافات”. وأضاف لافروف “أكدنا لإيران استعدادنا دعمها فيما يخص العملية التفاوضية حول الاتفاق النووي الإيراني على عكس الادعاءات الأمريكية”.
وتابع لافروف “سنسعى جاهدين لاستعادة JCPOA (خطة العمل الشاملة المشتركة بخصوص الاتفاق النووي) في شكلها الأصلي، ونؤكد ضرورة رفع هذه العقوبات غير الشرعية ضد إيران والتي تتعارض مع خطة العمل الشاملة المشتركة”. ولفت لافروف إلى ان موسكو “تأمل أن تتخذ واشنطن خيارا منطقيا بشأن الصفقة النووية وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران”.
من جانب آخر، أكد لافروف أن روسيا وإيران اتفقتا على ضرورة اتفاق خبراء البلدين على وثيقة جديدة حول التعاون الاستراتيجي “في أسرع وقت ممكن”، قائلاً “العمل يجري على معاهدة كبيرة جديدة وشاملة بدأها رئيس إيران”. وأوضح أنه “منذ فترة، قدمت مقترحاتنا وإضافاتنا إلى هذه المبادرة إلى طهران. واتفقنا اليوم على أن يتفق الخبراء في أسرع وقت ممكن على هذه الوثيقة الجديدة المهمة، التي ينبغي أن تحدد آفاق تعاوننا الاستراتيجي، على مدى العقدين المقبلين”.
كما قال وزير الخارجية الروسي إن موقف روسيا واضح تجاه التسوية السورية، منوها بضرورة وقف اعتداءات العدو الاسرائيلي المتكررة ضد سوريا، والتي سيتم بحثها أممياً خصوصا الضربة الأخيرة على مطار دمشق، الذي اثرعلى آلية إيصال الشحنات الإنسانية جواً. وأكد الوزير الروسي “ضرورة تنفيذ القرار الأممي 2254 المستند على ضرورة احترام سيادة سوريا”.
ووصل وزير الخارجية الروسي إلى العاصمة الايرانية طهران مساء الاربعاء، حيث التقى في مستهل زيارته ايضاً الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس الايراني أن “تعزيز التعاون والتنسيق بين روسيا وايران أسلوب مؤثر في مواجهة الحظر والنهج الاقتصادي الأمريكي ضد الدول المستقلة”. وأضاف السيد ابراهيم رئيسي، أن “اللقاءات والحوارات المستمرة بين ايران وروسيا على مستوى الرؤساء وباقي المسؤولين مؤشر على عزم البلدين الجاد للتعاون الاستراتيجي المثمر للشعبين وخاصة في المجال الاقتصادي”.
وحول قضية اوكرانيا، أكد الرئيس الايراني “أهمية وضع نهاية سريعة للحرب في اوكرانيا”، معربا عن استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للمساعدة في العثور على حل ديبلوماسي لهذه القضية. وقال في السياق إنه “بلا شك ان استفزازات اميركا والناتو وراء نشوء هذه الصدامات، ولذلك ينبغي علينا ان نكون نشطين حيال اي محاولات لتوسيع نفوذ الناتو في اي منطقة بالعالم ومنها غرب آسيا والقوقاز وآسيا الوسطى”.
واشار الرئيس الايراني الى اهمية تعاون الدول الجارة في منطقة بحر الخزر، مؤكدا عدم السماح بأي تواجد عسكري اجنبي في هذه المنطقة وخاصة سواحل الجمهورية الاسلامية الايرانية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي أن “موسكو تدعم توسيع دور ايران في المنظمات الاقليمية و الدولية”.
وتطرق لافروف بشكل مفصل الى جوانب التعاون المختلفة بين ايران وروسيا لاسيما التعاون الاقتصادي، معربا عن استعداد بلاده برفع مستوى التعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية الى المستوى الاستراتيجي.
واشار لافروف في هذا اللقاء الى اهمية عضوية ايران في منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، مؤكدا دعم روسيا لتوسيع دور ايران الفاعل في المنظمات الاقليمية والدولية .
وبدأ وزير الخارجية الروسي زيارته تلبية لدعوة نظيره الايراني حسين اميرعبداللهيان.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها لافروف إلى إيران خلال عهد الحكومة الايرانية الحالية، ومن المقرر أن يبحث مع المسؤولين الايرانيين خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين قضايا الاتفاق النووي والوضع في أوكرانيا وسوريا وأفغانستان، إضافة إلى تعزيز التعاون التجاري والطاقة وتوسيع التعاون مع منطقة أوراسيا والقوقاز.
المصدر: فارس
