يبدو أن هذا الأسبوع سيزيد من صداع الملياردير الأميركي إيلون ماسك الذي أثار حوله كثيراً من الجدل منذ بداية العام الحالي، فإلى جانب المشكلات التي تواجهها صفقة استحواذه على موقع التواصل “تويتر” بمبلغ 44 مليار دولار، التي بدأت تحوم الشكوك حول إتمامها، والأنباء السلبية من شركته للصناعات الفضائية “سبيس إكس”، صدرت دراسة تتوقع أن تفقد شركة “تيسلا” لصناعة السيارات الكهربائية مكانتها الرئيسة في العالم لمصلحة منافسيها الصاعدين.
وذكرت دراسة أعدتها “بلومبيرغ إنتليجنس” أن شركة “فولكس فاغن” الألمانية ستضاعف إنتاجها من السيارات الكهربائية إلى مليونين بحلول العام 2024، لتزيح “تيسلا” من موقعها كأكبر شركة سيارات كهربائية في العالم. وتقول الدراسة إن ارتفاع كلفة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية ومحدودية طاقة الإنتاج تجعل كبار المنافسين مثل شركتي “فورد” و”جنرال موتورز” أكثر تردداً في زيادة الإنتاج بقوة مثل “فولكس فاغن”، وبالتالي يمكن أن تظل “تيسلا” البائع الأكبر للسيارات الكهربائية في السوق الأميركية لكن ليس عالمياً.
وإذ تركز “فولكس فاغن” في إنتاج وبيع السيارات الكهربائية على السوق الأوروبية، توقع تقرير “بلومبيرغ إنتلجينس” أن تتوسع الشركة الألمانية في الصين أكثر من الولايات المتحدة، ولم تتجاوز المبيعات في أميركا نسبة الـ 10 في المئة من مبيعات “فولكس فاغن” العام الماضي، بحسب تقرير الأداء السنوي للشركة، كما يتوقع أن تعاني مبيعات “تيسلا” في الصين تراجعاً بسبب توسع “فولكس فاغن” في السوق الصينية.
كما أن الشركات الصينية لإنتاج السيارات الكهربائية تزيد من إنتاجها، وتشير التوقعات إلى أنها ستحصل على نصيب من السوق على حساب “تيسلا” وغيرها. وعلى الرغم من استمرار “تيسلا” في موقع أكبر شركة سيارات كهربائية في السوق الأميركية، إلا أن شركات صناعة السيارات الكبرى تستفيد من حجمها لتزيد نصيبها من السوق على حساب “تيسلا” التي باعت ما نسبته 75 في المئة من السيارات الكهربائية المباعة داخل أميركا خلال الربع الأول من العام 2022، بحسب بيانات “كيلي بروك بوك”.
وتتقدم شركة “فورد” في المنافسة، إذ تلقت 200 ألف طلب على موديل “فورد إف- 150 لايتننغ” الجديد، بينما تعمل “جنرال موتورز” على تطوير الجيل الجديد من بطاريات السيارات الكهربائية “ألتيوم”، فيما تخطط “فولكس فاغن” لزيادة مبيعات الموديل الرياضي من “بورش” الذي يعمل بالبطارية.
وتشير الدراسة إلى أن “تيسلا” تسعى إلى الاستفادة من موقعها كأول شركة تتوسع في مجال إنتاج السيارات الكهربائية، وقد بدأت في مارس (آذار) الماضي شحن السيارات إلى الأسواق من مصنعها الكبير في برلين الذي تستهدف أن يبلغ حجم إنتاجه 500 ألف سيارة سنوياً.
وحاول رئيس شركة “تيسلا” إيلون ماسك التقليل من أهمية المنافسين وتهديدهم لنصيب شركته من السوق، معلقاً بشكل ساخر عبر “تويتر” بأن هؤلاء يقدمون “دعاية مجانية” لـ “تيسلا”.
وتعاني شركة “تيسلا” من تراجع مستمر في سعر سهمها مما يجعل قيمتها السوقية في تآكل مستمر، ويتوقع محللون أن تستمر أسهم الشركة في الهبوط نتيجة عوامل عدة، منها مشكلات داخلية وتغريدات ومواقف رئيسها التي أصبحت “تضر أكثر مما تنفع”.
وفقدت أسهم “تيسلا” نحو نصف قيمتها في السوق منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وفي الأسبوع الماضي وحده هبطت قيمة سهم “تيسلا” ستة في المئة. ومع أن التراجع الأخير يأتي في سياق تخلص المستثمرين من مراكزهم في شركات التكنولوجيا مع ارتفاع أسعار الفائدة، إلا أن منحى الهبوط لسهم “تيسلا” يسبق تلك العوامل التي بدأت مع تشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي.
ومما أضاف متاعب “تيسلا” الأنباء المتكررة الأسبوع الماضي عن المشكلات التقنية والمتعلقة بالسلامة في نظام التحكم أثناء قيادة سياراتها، وكذلك السيارات ذاتية القيادة.
وكثرت خلال الآونة الأخيرة التعليقات والتحليلات التي تشير إلى أن مواقف إيلون ماسك، خصوصاً تغريداته على “تويتر”، أصبحت تشكل عبئاً على شركته الرئيسة “تيسلا”، وقبل أيام طردت شركته الأخرى “سبيس إكس” عدداً من العاملين كتبوا رسالة أعربوا فيها عن انتقادهم مواقف رئيس الشركة التي تضر بالعمل.
المصدر: الاندبندنت