عندما تُزرَعُ الارضُ رجالاً يكونُ الحصادُ كما كانَ اليومَ في سهلِ الخيام، وتصبحُ رصاصاتُ العدوِ هباءً تُنثرُ في الهواء..
ففي الهواءِ الطَلْقِ وعلى عينِ شمسِ الجنوبِ الساطعة، حصدَ مزارعٌ جنوبيٌ قمحَه حتى آخرِ سنبلةٍ عندَ الحدودِ معَ فلسطينَ المحتلة، وحصدَ معه هيبةَ جنودٍ صهاينةٍ انتشروا مذعورينَ محاولينَ منعَه من جنيِ رزقِه، شاهرينَ أسلحتَهم التي لم تَستطع اَن تُطلقَ رصاصَها الا في الهواءِ ظناً انها قادرةٌ على اخافةِ الثابتِ على حقِّه وفي أعماقِ ارضِه..
حادثٌ فيه الكثيرُ من العِبَرِ على مرمى ساعاتٍ من ضِحكاتٍ ساخرةٍ لموفدٍ اَميركيٍّ اَطلقَها في الهواءِ اللبناني عبرَ اثيرِ قناةٍ اميركيةٍ رداً على مطالبةِ الدولةِ اللبنانيةِ بحقوقِها البحرية. فالموفدُ الاميركيُ عاموس هوكشتاين خاطبَ اللبنانيينَ بالامسِ محاضراً بالتعاليمِ الاميركيةِ عن كيفيةِ تحصيلِ الثرواتِ وفقَ الممكنِ والمتاح، لا وفقَ الحقِّ الذي تَكْفَلُهُ القوانينُ والاعراف، داعياً اللبنانيينَ للقَبولِ بأيِّ شيءٍ لانهم لا يَملِكونَ شيئاً..
فيما مَلَكَ المزارعُ الجنوبيُ قوةَ الحقِّ مستنداً الى حقِّ القوةِ الذي اَوصَلَهُ حتى آخرِ سنبلةٍ من قمحِه، واللبنانيونَ قادرونَ اِن اَرادوا الوصولَ حتى آخرِ قطرةِ نفطٍ وغازٍ في اعماقِ بحرِهم، وفقَ المعادلةِ نفسِها، وعندَها كلُّ رصاصاتِ العدوِ وعنترياتِه ستُذيبُها مياهُ البحرِ المالحة..
وفيما لبنانُ لا يزالُ يبحثُ عن رسمِ الخطوطِ وانتزاعِ الحقوق، كانَ الصهاينةُ يَرسُمونَ المعاهداتِ والاتفاقاتِ معَ الاوروبيينَ لنقلِ غازِ ونفطِ فلسطينَ المحتلةِ عبرَ مصرَ الى البلادِ الاوروبيةِ المتجمدةِ بفعلِ حربِها النفطيةِ معَ روسيا. اتفاقياتٌ بملياراتِ الدولاراتِ سَرَّعتها الحاجةُ الاوروبيةُ للغاز، فلِمَ لا تُسرِّعُ الحاجَةُ اللبنانيةُ خُطُواتِ المعنيينَ لاستخراجِ الغازِ اللبناني من الحقولِ غيرِ المتنازعِ عليها، وعدمِ انتظارِ المفاوضاتِ غيرِ المباشرة؟ فالاوروبيونَ محتاجون، وشركةُ توتال فرنسيةٌ، وفرنسا دولةٌ اوروبيةٌ ومعنية، فلِمَ لا نَستثمرُ لتسريعِ انتاجِ غازِنا في ظلِّ الحاجةِ الملحّةِ اليه؟
في ظلِّ الخطواتِ الدستوريةِ الملحة، دعوةٌ رئاسيةٌ للاستشاراتِ النيابيةِ الخميسَ المقبلَ لتسميةِ رئيسٍ لتشكيلِ الحكومة، وحتى الخميسِ ايامٌ من المفاوضاتِ والمشاوراتِ السياسيةِ لرسمِ معالمِ استشاراتٍ هادئة..
المصدر: قناة المنار