تُعدّ أجهزة التوجيه الشبكي (الراوتر) ضرورية لاتصالات الشبكات اللاسلكية (واي فاي)، وتُضاف ملايين أجهزة الراوتر الجديدة يوميًا في المنازل وأماكن العمل حول العالم.
ووفقًا لدراسة تحليلية أجرتها كاسبرسكي، فقد اكتشفت أكثر من 500 ثغرة أمنية في أجهزة الراوتر في العام 2021، بينها 87 ثغرة خطرة.
وتؤثر التهديدات التي تنطوي عليها هذه الأجهزة ذات الثغرات الأمنية في كل من المنازل والمؤسسات، وتتجاوز أخطارها مسألة اختراق البريد الإلكتروني لتصل إلى الأمن المادي للمنازل.
ويُعدّ الراوتر محور الشبكة المنزلية، إذ يمكن من خلاله وصول جميع أجهزة المنزل الذكية إلى الإنترنت وتبادل البيانات، وبالتالي فإن إصابته قد تمكّن مجرمي الإنترنت من الوصول إلى الشبكة وتثبيت برمجيات خبيثة على أجهزة الحاسوب والهواتف المتصلة بها لسرقة البيانات الحساسة والصور وملفات العمل، ما قد يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها.
وتُعتبر الثغرة الأمنية خطرة إذا كانت غير محمية بالمرّة والتي يمكن للمهاجم النفاذ من خلالها لاختراق شبكة منزلية أو مؤسسية.
وقد تسمح هذه الثغرات للمهاجم بتجاوز آلية المصادقة أو إرسال أوامر إلى الراوتر عن بُعد أو حتى تعطيله. وتظلّ أجهزة الراوتر من أكثر الأجهزة خطرًا، بالرغم من أن الباحثين باتوا أكثر حرصًا على التوعية بالثغرات التي يُعثر عليها.
وقالت ماريا نامستنيكوفا رئيس فريق البحث والتحليل العالمي في روسيا لدى كاسبرسكي، إن مستوى الأمن الرقمي لم يواكب السرعة التي تدخل بها التقنية إلى حياة الأفراد، لافتة إلى أن العديد من الموظفين كانوا يعملون من منازلهم على مدار العامين الماضيين، ولكن أمن أجهزة الراوتر لم يتحسّن خلال تلك المدة، وما زالت لا تُحدَّث سوى في حالات نادرة.
وأضاف: “ما زال خطر استغلال مجرمي الإنترنت للثغرات الأمنية في أجهزة الراوتر مصدر قلق في 2022، لذا فمن المهم منع التهديد في أقرب فرصة، نظرًا لأن الأشخاص عادةً ما يكتشفون حدوث هجوم ما عند فوات الأوان وسرقة الأموال مثلًا”.
وأوصت ماريا المستخدمين عند شراء الراوتر بالاهتمام بالأمن الشبكي اهتمامَهم بسرعة نقل البيانات العالية وبالأسعار الجيدة، كما دعتهم إلى قراءة التقييمات وملاحظة مدى سرعة الشركة المنتجة في حلّ المشاكل المُبلغ عنها، إضافة إلى الحرص على تحديث الراوتر بمجرد إصدار المنتِجين تصحيحًا برمجيًا لثغرة مكتشفة فيه، تجنبًا لفقدان البيانات والأموال.
وتوصي كاسبرسكي المستخدمين باتباع التدابير التالية لحماية أجهزة الراوتر من هجمات المجرمين الرقميين:
-شراء الأجهزة الذكية المستعملة يُعتبر ممارسة غير آمنة، إذ إن بإمكان مالكيها السابقين “تعديل” برمجياتها الثابتة لمنحهم القدرة على التحكّم بها عن بُعد في منزل مشتريها عبر راوتر مُخترق.
-ضرورة تغيير كلمة المرور الافتراضية التي تأتي مع الراوتر، والحرص على اختيار واحدة معقدة مع تغييرها بانتظام.
-الامتناع عن مشاركة الأرقام التسلسلية أو عناوين IP أو غيرها من المعلومات الحساسة المتعلقة بالأجهزة الذكية على الشبكات الاجتماعية.
-استخدام تشفير WPA2 باعتباره الأكثر أمنًا لنقل البيانات.
-تعطيل القدرة على الوصول عن بُعد في إعدادات جهاز الراوتر، وإذا كانت هناك حاجة إلى هذه الميزة فينبغي تعطيلها عند عدم الاستخدام.
لمزيد من الأمان، يمكن للمستخدم تحديد عنوان ثابت لبروتوكول الإنترنت وتعطيل بروتوكول “التهيئة الآلية للمضيف” (DHCP)، فضلًا عن حماية شبكة الإنترنت اللاسلكية باستخدام فلتر “عنوان التحكم بالنفاذ للوسط” (MAC).
وتتطلب هذه الإجراءات ضبطًا يدويًا لإعدادات العديد من الأجهزة المتصلة بالراوتر، في عملية طويلة ومعقدة، لكنها ستصعّب على مجرمي الإنترنت اختراق الشبكة.
التحقّق دائمًا من أحدث المعلومات المتعلقة بالثغرات المكتشفة في أجهزة الراوتر، والتحديثات والتصحيحات البرمجية التي يصدرها المطورون، والمسارعة إلى تثبيتها في الوقت المناسب.
الحرص على تثبيت حل أمني خاص يساعد في حماية الشبكة المنزلية وجميع الأجهزة المتصلة.
المصدر: مواقع