انقسم رأي المعلّقين والمحللين والخبراء في الكيان المؤقت الى اثنين بما يخصّ البدء بعمليات استخراج النفط من حقل كاريش، الأوّل يرى أنّ “حزب الله ليس في وارد الدخول في مواجهة واسعة”، والثاني يرى أن من الواجب أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجدّ، وهو ما دعا اليه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) السابق تامير هايمن. بينما غابت التصريحات والتعليقات الرسمية على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
نقل موقع “واللا” العبري عن ضابط في الجيش الإسرائيلي نهار الجمعة 10-6-2022 قوله:
– الانتقادات تعالت داخل الجيش الإسرائيلي حول حجم جهوزية سلاح البحرية لمواجهة أحداث محتملة.
– من دون الدخول في تفاصيل خطة حراسة السفينة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يحشد قوات كافية حول المنصة، التي تحولت بسرعة كبيرة إلى مورد إستراتيجي إسرائيلي على بعد 80 كيلومترا عن شواطئ حيفا. وهذا وضع شائك ومعقد جدًا، يستوجب تفكيرًا عسكريًا ودبلوماسيًا.
– يجب الاستعداد لـ”سيناريو متطرف”، بدءًا من هجوم بطائرة بدون طيار، ومحاولة استهداف مباشر يشنه مقاتلون في حزب الله، وانتهاء باستهداف بواسطة صاروخ.
– المسافة بين السفينة وشواطئ إسرائيل تضع مصاعب كبيرة أمام هذه المهمة. وهذا الوضع يستوجب حراسة من خلال خروج قطع بحرية من إسرائيل وتحليق مروحيات لتهبط على المنصة.
– البارجة الحربية الاسرائيلية التي تحمي السفينة اليونانية ليس عملياتية بعد، وينبغي تزويدها بأنظمة متنوعة.
ونقل الموقع عن ضابط اسرائيلي آخر : نحن نتوقع سيناريوهات متنوعة حول رد فعل حزب الله.. شكل الجيش الإسرائيلي قوة مهمتها التركيز على جمع معلومات استخبارتية حول تهديدات ضد سفينة الغاز، وتعزيز تحليق طائرات بدون طيار في منطقة حقل “كاريش”.
المحلل السياسي “الإسرائيلي” تسافي بارئيل في صحيفة “هآرتس” قال :
– لا لبنان ولا إسرائيل يريدان خوض حرب على جهاز التنقيب عن الغاز.
– كما يحصل قبل كل مواجهة عنيفة، فرضية العمل هي أن الدولتين غير معنيتين بتدهور الخلاف بينهما إلى عراك عسكري. في الوقت عينه، سواء حكومة لبنان أو إسرائيل لا تستطيعان أن تكونا متأكدتين من أن حزب الله لن يبادر إلى عملية عسكرية مستقلة.
مسؤول إسرائيلي عبر موقع واللا العبري في 5-6-2022 يزعم:
. خزان كاريش موجود بالكامل داخل المياه الاقتصادية الإسرائيلية المعترف بها من الأمم المتحدة.
. إسرائيل تقوم بالتنقيب عن الغاز في مناطق غير متنازع عليها، لكن لبنان لا يفعل الشيء نفسه ولا يستغل الفرصة لتحسين أوضاع مواطنيه.
أورنا مزراحي الباحثة الأولى في معهد دراسات الأمن القومي، قالت عبر صفحتها على التويتر في 9-6-2022:
. أثار وصول سفينة Energian، ردود فعل قاسية في لبنان، هذه المرة ليس فقط من حزب الله، ولكن أيضًا من مسؤولين لبنانيين بسبب الخلاف الحدودي الاقتصادي المائي بين “البلدين”.
. هم يجادلون بأن بدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل (المخطط له في الثلث الثالث من عام 2022) يعني عدوان إسرائيلي ونهب لموارد لبنان الطبيعية. حتى أن العوامل نفسها تلمح إلى إمكانية رد “المقاومة” (أي حزب الله) هجوماً.
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) السابق تامير هايمن، لذي يشغل منصب مدير «معهد أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي، 10-6-2022:
– من الواجب أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجدّ.
“كان” العبرية، 10-6-2022:
– المنظومة الأمنية الإسرائيلية متخوّفة من الوصول إلى مواجهة عسكرية مع لبنان على خلفية أزمة ترسيم الحدود.
– تهديدات نصر الله تؤدّي إلى تفاقم الأوضاع، ويبدو أن الأزمة مع لبنان حول موضوع الحدود البحرية بعد وصول الحفّارة إلى حقل كاريش قد تتحوّل إلى مواجهة عسكرية.
نشر «المركز اليروشالمي للشؤون العامة والدولة» مقالاً تحدّث فيه عن مخاوف الاحتلال الإسرائيلي من قيام إيران بهجومٍ انتقامي ضد العمليات التي قام بها «الموساد» الإسرائيلي عبر مهاجمة منشآت غازٍ طبيعي ونفط حيوية تابعة لـلاحتلال في البحر الأبيض المتوسط. وقال : هناك مشاورات جارية بين الكيان ومصر ربطاً بما سمّاه التقرير «معلوماتٍ استخبارية لديها عن خطط الكوماندوس البحري لحماس لضرب منصات غاز ومنشآت نفطٍ إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط بواسطة زوارق متفجرة أو صواريخ بحر – بحر. جهات أمنية كبيرة أوضحت للمصريين أنّ استهدافاً كهذا سيُلحق الضرر بتزويد الغاز الإسرائيلي لمصر وأوروبا ودول عربية إضافية».
المصدر: مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير