دعا مؤتمرون من قوى وطنية وإسلامية، اليوم السبت، إلى بناء استراتيجية وطنية تعمل على تحرير القدس، وتعزيز التعاون المشترك مع محور القدس لتصعيد الاشتباك المقاوم مع الاحتلال الإسرائيلي على مختلف السبل والإمكانات.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظّمها “مركز الدراسات السياسية والتنموية” بمدينة غزة تحت عنوان “نحو بناء استراتيجية وطنية لتحرير القدس”، بحضور أكاديميين ومحللين وشخصيات اعتبارية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” محمود الزهار إنّ نظرية الأمن القومي الإسرائيلي بُنيت على أربعة أعمدة هي “التفوق، الحرب الخاطفة، الدولة الآمنة، الدعم الدولي، وإذا ضربنا هذه الأعمدة نكون قد اقتربنا من زوال هذا الاحتلال، وإذا ضربنا أحد الأعمدة سنعمل على إضعافه”. وشدّد الزهار على “أهمية تعزيز محور القدس المتضرر من الاحتلال، والمتمثّل في فلسطين وسوريا ولبنان وإيران، ومن يظن أنّه غير مستهدف من الاحتلال الإسرائيلي فهو واهم”.
واعتبر أنّ معركة “سيف القدس” حملت إشارة على أنّ غزة وحدها وليس كل أطراف “محور المقاومة” قادرة على ضرب منظومة الأمن الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ “إمكانية دخول الدول المتضررة من الاحتلال إلى داخل فلسطين واردة، والاحتلال غير محصن من ذلك”، مشددًا على أهمية “شنّ حرب موحّدة ضد الاحتلال”. ولفت الزهار إلى أنّ الدعم الدولي للاحتلال بات غير مطلق وبات الكيان الإسرائيلي عبئًا حقيقيًّا على المجتمع الدولي، مشدّدًا على أنّ “معركة وعد الآخرة هي وعد رباني لنا بتحرير القدس وفلسطين”.
بدوره، شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش على “ضرورة تركيز شعبنا على مقاومة الاحتلال “كطريق لاستعادة الحق الفلسطيني، ورفض كل ما من شأنه إعطاء شرعية للمحتل على أرضنا سواء إقامة العلاقات والاتفاقيات أو التطبيع معه”. ودعا البطش إلى “تفعيل كل الساحات في غزة والضفة والداخل ولبنان وسوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي “لأن إشغال العدو دائما يستنزفه، أما إبقاء العلاقات معه فيضعفنا ويقويه”.
وأكّد “أهمية تشكيل جبهة وطنية للمقاومة تضم القوى الوطنية كافة، من أجل إدارة الصراع مع المحتل”، مطالبًا “باستكمال بناء حلف القدس بما يشمل قوى المقاومة ليكون شريكًا بالمعركة القادمة ضد المحتل”. وشدّد على ضرورة تثبيت هذا المحور باعتبار أنّ “إسرائيل هي عدو للامة العربية والإسلامية، ومواصلة الاشتباك الميداني، وتعزيز فلسفة اقتحامات الحدود. وأكّد البطش أنّ “القدس ستبقى عربية إسلامية بمقدساتها مهما اختل ميزان القوى مع العدو”، مشددًا على “رفض حركته الدائم لخيار التسوية، وإدانتها لكل من يطبع ويقيم علاقات مع المحتل”.
من جهته، قال عضو الأمانة العامة لحركة المجاهدين نائل أبو عودة إنّ “معركة سيف القدس هي نموذج مصغر عن معركة التحرير، والتي أحدثت تحولًا جديدًا بطبيعة الصراع مع الاحتلال”. وأوضح أبو عودة أنّ استراتيجية تحرير القدس يجب أن تمر من خلال ثلا استراتيجيات هي “الاستراتيجية السياسية، والعسكرية، والأمنية”، داعيًا لحشد الجهود عبر برنامج وطني مشترك. ودعا للإعداد والتجهيز بشكل مستمر من خلال مراكمة هذه القوة التي أربكت حسابات الاحتلال، والعمل على استنزاف مقدرات العدو بكلّ الوسائل.
المصدر: يونيوز