يهتم الكثيرون باتباع عادات يومية صحية ويسعى البعض أحيانًا في محاولة لمساعدة أجسامهم على الابتعاد عن المرض غير المرغوب فيه في السنوات الأخيرة من حياتهم إلى تناول بعض المكملات الغذائية.
وبحسب ما نشره موقع “Eat This Not That”، توصلت دراسة حديثة إلى أن المكمل الغذائي الذي يحتوي على عنصر L-serine، وهو مركب أساسي يؤثر على وظائف المخ، ربما يؤدي إلى التسبب في تدهور معرفي لدى بعض البالغين.
إن “إل-سيرين” هو حمض أميني طبيعي يتكون داخل الجسم وهو ضروري للغاية لإنتاج فوسفاتيديل سيرين، أو بعبارة أخرى، يعد السيرين هو المكون الرئيسي الذي يشكل غشاء الخلايا العصبية بالدماغ. ويوجد إنزيم واحد محدد مسؤول عن تكوين مستويات السيرين الطبيعية في الجسم، ويسمى PHGDH.
أفادت الأبحاث في مجال التمثيل الغذائي للخلايا أن زيادة مستويات إل-سيرين (خاصة من خلال تناول المكملات الغذائية) يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى المساهمة في الإصابة بمرض الزهايمر والخرف.
جمع الباحث الرئيسي شو تشن وفريقه عينات جينية من أدمغة (بعد الوفاة) لأربع مجموعات، تتكون من 40 إلى 50 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 وما يزيد. وشملت المجموعات التي خضعت للبحث مرضى الزهايمر، والأشخاص الذين أظهروا علامات مبكرة مرتبطة بمرض الزهايمر، وأشخاص ذوي عقول سليمة.
كشفت نتائج الدراسة أن كلاً من مرضى الزهايمر والأشخاص، الذين ظهرت عليهم العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر، أظهروا زيادة في إنزيم PHGDH، مقارنة بالأشخاص ذوي العقول السليمة. كما ثبت أن هناك مستويات أعلى من الإنزيم PHGDH مرتبطة بمزيد مع التدهور في حالة مرضى الزهايمر، والذي تبين أنه ناتج عن إفراط في التحفيز داخل الدماغ نتيجة لزيادة نسب إل-سيرين.
يمكن أن يؤدي الضغط الشديد على الدماغ (من الإفراط في التنبيه) إلى انخفاض عدد الخلايا العصبية في الدماغ، ويعتقد الباحثون أن دورة شبيهة بالتمثيل الغذائي تحدث للتعويض عن فقدان نشاط الدماغ. يواصل الجسم إنتاج المزيد والمزيد من PHGDH لزيادة مستويات إل-سيرين وخلايا الدماغ السليمة. لسوء الحظ، عندما يكون هناك الكثير من PHGDH في الدماغ، يكون هناك الكثير من الضغط على الدماغ، وتستمر عملية ضمور الخلايا العصبية في الدماغ مع تكرار الدورة بسبب محاولة الدماغ استعادة التوازن.
في حين أن الدراسة جديدة إلا أنه سبق أن تم إجراء أبحاث أخرى توصلت إلى نتائج معارضة، فعلى سبيل المثال، ذكرت دراسة أخرى، تم نشرها في دورية Cell Metabolism عام 2020، أن العديد من مرضى الزهايمر لديهم بالمثل مستويات أقل من PHGDH في أدمغتهم. دعمت الدراسة استخدام مكملات L-serine لأن السيرين عنصر أساسي في المستقبلات العصبية في الجسم – التي تتحكم في وظائف المخ.
وفقًا لدورية Frontiers، توصلت دراسات وتجارب إكلينيكية أخرى إلى أن إل-سيرين عامل وقائي للأعصاب لعدد من الأمراض والحالات العصبية الأخرى (بخلاف مرض الزهايمر). وقد لوحظ أن هذا المكمل له تأثير علاجي على الصرع والفصام والذهان.
بشكل عام، إذا كان الشخص يبحث عن مكملات لاستيعاب المخاوف المتعلقة بوظائف الدماغ المستقبلية وإمكانية الإصابة بمرض الزهايمر، فيجب أن يستشير الطبيب، لمعرفة ما إذا كان ضروريًا أن يتناول مكملًا غذائيًا يحتوي على هذه المركبات، التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، وأن هناك بالفعل اختلال في التوازن يتطلب الدعم من خلال المكملات.
المصدر: مواقع