انجلت صفحة الانتخابات على نتائج لا تُسِرُّ المتربصين بلبنان وأهله، فاعادوا على ما يبدو فتح صفحة الازمات لاستغلالها في باقي الاستحقاقات، والانتقام من اللبنانيين وتدفيعهم المزيد من الاثمان..
لم يكن استثمار السفارات في الانتخابات النيابية منتج على قدر آمالها، رغم كل التحريض والتهويل والنفخ بابواق الفتن وشراء الذمم، وبعد ان ذَمَّهُمُ اللبنانيون واحبطوا مشاريعهم العدوانية، عادوا الى سلاحهم الذي اعترفوا انهم استثمروه للدعاية السياسية والانتخابية،عادوا الى تسعير الازمة الاقتصادية المتجذرة اصلا، وبيوم واحد عاد الدولار الى الجنون وعادت طوابير الخبز والبانزين، وفقد الطحين، واختفت الكهرباء وعادت العتمة لترهق البلاد والعباد.
صحيح ان الازمات لا تحل بيوم انتخابي، وصحيح ان حجم الاستحقاق تصدر ما عداه فغاب النفخ بالازمات عن الشاشات لايام انتخابية، لكن ان تشتعل كل الملفات دفعة واحدة، تستلزم سؤالاً: أليست ناراً معروفة المصدر قد سَعَّرتها، كما كانت تُسَعِّرُها عند كل حاجة للنافخين بها؟..
وعلى التسعيرة الانتخابية بقي البيع والشراء بالمواقف السياسية، والتحليل بارقام الناخبين رغم وضوحها وسط اصرار البعض على التضليل واستخدام كل ادوات الضرب والجمع والتقسيم السياسي عسى ان يتمكن من الوصول الى حاصل سياسي تناسب اوهامه..
ومن واقع الاعتزاز بثقة الناس التي لا تقدر بثمن وتتفوق بكل الحسابات، دعت كتلة الوفاء للمقاومة كل القوى والتيارات السياسية المتنافسة الى وقف السجالات والتوجه فوراً نحو الاهتمام العملي للنهوض بالوضع البائس للمواطنين،وبالوضع المتردي للدولة ومؤسساتها التي هشمتها الازمة الاقتصادية لغايات سياسية.
ولغايات وطنية، وبحكمة سياسية خاطب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية جميع الافرقاء بالتطلع الى مستقبل البلاد لا مستنقع المزايدات. فنصح من بنشعي الجميع لا سيما من يسمون بالقوى التغييرية الى عدم وضع الشروط، لان السلبية لن توصل الى نتيجة، ولا بديل عن الحوار والتفاهم لايجاد الحلول كما قال..
وبقول واضح عن الانتخابات وآخر التطورات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف مساءً عبر شاشة المنار..
المصدر: قناة المنار