قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن السعودية لا يمكنها أن تتصور لنفسها أي مستقبل من دون الدعم الأميركي، لافتا الى الوحدة الاستراتيجية المتبلورة بين السعودية والكيان الصهيوني بعد فشل مشروعي التخويف من ايران وتفريغ قوة ايران الاستراتيجية.
ووفق ما نقلت وكالة “فارس” فقد أكد ظريف في كلمة له خلال اجتماعه بطهران مع الملحقين العسكريين الايرانيين في الخارج ان ايران تريد الامن والاستقرار للمنطقة وكل جيرانها. واكد وزير الخارجية الايراني بانه قد مضى العهد الذي تكون فيه قوة ما او حتى عدة قوى قدرا مقدرا وقال، انه لهذا السبب نرى اليوم بان قوى عالمية مثل اميركا وروسيا لا يمكنهما حتى بالتعاون مع بعضهما البعض حل المشاكل الدولية وهما بحاجة الى حضور وتعاون قوى مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعتبر ظريف ان الهدف من طرح موضوع الملف النووي هو تفريغ قوة ايران الاستراتيجية، وقال ان الاثمان التي دفعتها الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى 30 عاما ونيف اوجدت ظروفا خاصة في بداية العقد الثالث من الثورة جعلت ايران القوة الاقليمية الاولى في المنطقة خاصة بعد سقوط طالبان وصدام. واضاف “ان هذه القوة كانت مصدر قلق لمعارضي ايران وبالتالي اختلقوا بعض العقبات ومن ضمنها طرح الملف النووي بهدف تفريغ ايران من قوتها الاستراتيجية”.
واعتبر ظريف ان السعودية مدينة لاميركا بدءا من شرعيتها حتى امنها الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مرتكزة في قوتها على طاقاتها الذاتية والمبنية على مقاومة وارادة الشعب. واكد بان الاعداء وبهدف التاثير على قدراتنا الاستراتيجية طرحوا مشروع التخويف من ايران والتهديد النووي والحظر وسائر الامور واضاف، ان قوة ايران كانت قائمة قبل المفاوضات النووية وكما قلت فان الموضوع النووي طرح لتفريغ قوة ايران لذا فان الاتفاق النووي قد اطلق قوة ايران مرة اخرى.
وتابع ظريف، ان فشل مشروع تفريغ ايران من قوتها الاستراتيجية بعد مشروع التخويف من ايران قد خلق ظروفا استراتيجية جديدة ولهذا السبب فان السعودية والكيان الصهيوني كمخططين وداعمين اساسيين لمشروع التخويف من ايران وتفريغ قوة ايران الاستراتجية، قد اصبحا حليفين استراتيجيين بعد ان شاهدا ارصدتهما الهائلة التي وظفوها قد ذهبت ادراج الرياح.
واوضح بان السبب الثاني لسلوك السعودية هو حاجتها الاستراتيجية والحيوية لاميركا واضاف، ان السعودية لا يمكنها ان تتصور مستقبلا لنفسها من دون اميركا وهي تتصور بانها ومن دون الدعم الخارجي، وهو الان متمثل في الغرب واميركا، ليست قادرة على تحمل الضغوط الداخلية والاقليمية.
واشار الى محاولات قامت بها السعودية لحرف التهديد الموجه لها صوب ايران، وقال، ان السعودية وحلفاءها تمكنوا خلال 6 اعوام (من 2001 الى 2006) عبر مخطط سياسي واسع من تحويل مشروع الشرق الاوسط الكبير من مشروع مناهض لهم الى مشروع مناهض لايران، وما ساعد على توفير الاجواء المثارة من قبل السعودية هو الاستعداد الكامن لدى الاميركيين لمواجهة ايران. واضاف، ان لهم الان نفس المسعى بالضبط والدليل على ذلك هو تضاعف ميزانية اللوبي السعودي في اميركا البالغة مئات ملايين الدولارات.
واكد ظريف بان الظروف الراهنة جعلت ايران في موقع مميز حيث يمكنها المضي بذلك الى الامام من خلال الاعتماد على اهداف الثورة الاسلامية وخطابها الاصيل والمعرفة والايمان الدقيق بقدراتها والقيود التي يواجهها الاخرون.
المصدر: موقع قناة العالم