أقام تجمع العلماء المسلمين، في يوم القدس العالمي، احتفالا في مركزه بحارة حريك، حضره أعضاء المجلس المركزي والهيئة العامة.
وألقى رئيس مجلس أمنائها الشيخ غازي حنينة كلمة قال فيها: “كم من أناس سقطوا شهداء دفاعا عن الحق، كم من أناس كانوا في مكان وأطيح بهم لأنهم كانوا من أهل الحق وأزيلوا من مواقع ومناصب لمجرد أنهم كانوا دعاة للحق ومناصرين له”.
وسأل: “هل هناك من حق اليوم، أجلا وأنقى وأنصع وأصفى وأروع وأفضل وأعظم مما يجري على أرض فلسطين، هذه فلسطين، أرض المحشر والمنشر، فلسطين أرض الرسالات ومهبط وحي الله، فلسطين مسرى رسول الله ومعراج رسول الله، ونحن على أبواب يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني، الرجل الذي كان ينظر بنور الله”.
أضاف: “بعد هذه السنوات والعقود الأربعة وقليل من بعدها، بتنا ندرك أن في اللد رجالا استطاعوا أن يرغموا الصهاينة على كثير من الأمور التي يريدها هؤلاء الشباب. جنين اليوم محصنة، وكل ذلك بفضل الله عز وجل، ثم بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. السيد القائد الإمام الخامنئي عام 2017 في مؤتمر فلسطين أعلنها صراحة، قال إننا سنسلح الضفة الغربية من دون أي مواربة ومن دون أي اعتبار لأي مصلحة أو لأي غاية أو خوف على مستقبل لإيران، إنما كان الخوف من الله والحرص على رضوان الله وعلى نصرة المستضعفين والفقراء ونصرة الحق”.
وتابع: لذلك، بتنا اليوم نجد قبضات المجاهدين المقاومين المناضلين في داخل تل أبيب تل الربيع وفي اللد وفي عسقلان وفي الضفة الغربية، في جنين وفي القدس وفي حي الشيخ جراح وفي حي العمود وفي كل أطراف فلسطين الحبيبة حتى في داخل فلسطين هنا في الجليل في منطقة عكا وغيرها، كل هذا لأن الذي يقف مع الحق وينصر المستضعف ينصره الله تبارك وتعالى إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
وألقى رئيس هيئتها الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله كلمة قال فيها: “إن اجتماعنا اليوم إحياء ليوم القدس العالمي، إنما هو لنؤكد أهمية هذا اليوم الذي أعلنه الإمام المقدس آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، ويلفتني هنا أنه رضوان الله تعالى عليه قال: إن إحياء يوم القدس هو إحياء للاسلام”، ودعا الأمة إلى إحيائه بكل الوسائل المتاحة، فتساءلت كيف يكون إحياء يوم باسم القدس إحياء للاسلام، والجواب أن الإسلام إن لم يحرك الأمة نحو عزتها وكرامتها لا يكون حيا في قلوب هذه الأمة، وإن الإسلام إن لم يدفع الأمة نحو الجهاد الحقيقي لا يكون حيا في قلوب أبنائها، وإن الإسلام إن لم يدفعنا لتحرير قدسنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يكون حيا في قلوبنا”.
أضاف: “لذا، أراد الإمام أن نعمل لإحياء هذا اليوم لنؤكد رفضنا للاحتلال الصهيوني لفلسطين، وسعينا لتحريرها من براثن العدو الصهيوني ورفضنا لكل محاولات الصلح مع هذا العدو والاستسلام له، إن لم تتوافر لنا الظروف الموضوعية للتحرير اليوم حيث إن التحرير يحتاج إلى أمة واحدة وقيادة واحدة وجيش واحد، فعلى الأقل فليعمل الشرفاء على إبقاء هذه القضية حاضرة في الأذهان حتى تتوافر الظروف المناسبة ونخرج من صراعاتنا وضعفنا وجمودنا وانصياعنا لإرادة الشيطان الأكبر من حيث ندري أو لا ندري لأننا إن تجاهلنا هذا الواجب وسكتنا ورضينا بالواقع فلن نسترد حقوقنا المغتصبة ولن نحرر أرضنا ولن نسترد عزتنا وساعتئذ لن يكون هناك إسلام حي في نفوسنا، بل سيكون بعيدا عن ساحة الوجود بما كسبت أيدينا الآثمة، وهذا معنى قول الإمام الخميني إحياء يوم القدس إحياء للاسلام”.
وأعلن “على صعيد الوحدة الإسلامية، أن مشروع الفتنة المذهبية لم يحقق أهدافه، وهو وإن أحدث بعض الندوب إلا أننا استطعنا الانتصار عليه وحددنا بشكل واضح أن الصراع في الأمة ليس صراعا مذهبيا، بل هو صراع سياسي بين نهجين، نهج مقاومة تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران، ونهج استسلام للشيطان الأكبر بقيادة الولايات المتحدة الأميركية”، وقال: “مع ذلك، فإن أعداء الأمة ما زالوا يبحثون عن الطرق التي يستطيعون من خلالها إيقاظ الفتنة من جديد، فما حصل بالأمس القريب في أفغانستان من تفجير المساجد التي تقام فيها الصلوات في هذا الشهر المبارك هو دليل على أن الأمر مستمر ويجب أن نعد العدة لمواجهته من خلال نشر الوعي والدعوة للإسلام المحمدي الأصيل دين الوحدة والرحمة”.
أضاف: “على صعيد فلسطين، فستبقى هي قضية الأمة والشرفاء فيها، وسنبقى نواجه المؤامرات التي تحاك عليها من الأعداء، ولن نسمح للحكام المتخاذلين الذين اتجهوا نحو التطبيع مع العدو الصهيوني بأن يصلوا إلى غايتهم، والرد كان واضحا من الشعب الفلسطيني على امتداد التراب الفلسطيني، وما شهدناه في الشهرين الماضيين من عمليات بطولية أرعبت الصهاينة تأكيد أن القضية ستبقى حية في قلوب الأمة عموما، والشعب الفلسطيني خصوصا، وإسرائيل سيكون مصيرها الزوال قريبا، والأبطال الذين رفعوا علم فلسطين وحركة حماس في باحات المسجد الأقصى سيرفعونه قريبا في كل ساحات فلسطين عند تحقق النصر الإلهي القريب”.
وتابع: “على صعيد لبنان، نؤكد أن لا حماية لوطننا العزيز من المؤامرات الصهيونية سوى بالوحدة الوطنية واعتماد الخيار الناجح الذي أمن لنا التحرير شبه الكامل لأراضينا المحتلة، وهو الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، وهذا لن يؤدي إلى مناعتنا سوى بجبهة داخلية متينة بعيدة عن المناكفات السياسية والحزبية الضيقة، ونؤكد في هذا المجال أن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر هي لبنانية، وكذلك القرى السبع”.
ودعا إلى “مكافحة الفساد وإيقاف الهدر والتوجه للاستفادة من ثرواتنا النفطية كاملة، وعدم السماح للولايات المتحدة الأميركية بتمرير صفقات لصالح الكيان الصهيوني في هذا المجال”، وقال: “نحن نعتبرها طرفا في النزاع، وليست وسيطا، خصوصا المدعو عاموس هوكشتاين الصهيوني، ونعتبر أن الانتخابات النيابية المقبلة تشكل فرصة لإعلان الشعب اللبناني تأييده للمقاومة وحلفائها، ونطالبهم بكثافة الاقتراع كي تكون هذه الانتخابات استفتاء أكثر من كونها مجرد اقتراع يؤكد فشل المشروع الصهيوأميركي في المنطقة وقرب تحقيق النصر الإلهي على العدو الصهيوني”.
أضاف: “نتوجه باسم التجمع إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسماحة قائدنا وعزنا وفخرنا وإمامنا ومرجعنا وسيدنا آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بأسمى آيات الولاء، ونعلن أننا معه ولو خاض البحر لخضناه معه، ونحن سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه لأنه اليوم رمز الإسلام المحمدي الأصيل”.
وأعلن أن “العقوبات الظالمة التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على إيران لن تؤدي إلى دفعها للتنازل على طاولة المفاوضات، بل ستزيدها تمسكا بحقوقها وحماية شعبها، ولن تتراجع إيران عن دعمها للقضية الفلسطينية ولمحور المقاومة، فهذا جزء من معتقدها وليست سياسة مبنية على المصالح”.
وشكر ل”الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل ما قدمته للأمة العربية، خصوصا في دعمها للمقاومة والقضية الفلسطينية مع ما كلفها هذا الأمر من تضحيات تحملها الشعب الإيراني البطل بكل محبة وفخر”.
وشكر أيضا لـ”وزير الخارجية الإيرانية السيد حسين أمير عبد اللهيان عرضه الأخير الذي قدمه بخصوص الكهرباء والنفط والأدوية”، داعيا “الدولة اللبنانية إلى اغتنام الفرصة وقبول هذا العرض، فشكرا إيران”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام