يواصل الجيش الروسي تنفيذ عمليته في اوكرانيا، إذ يستمر في تدمير المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية، فيما يصعّد الغرب بإمداد كييف بالمزيد من الأسلحة والعتاد الحربي والذخائر.
وفي السياق، قصف الطيران العملياتي والتكتيكي للجيش الروسي 67 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. جاء ذلك في البيان الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، إذ صرح اللواء إيغور كوناشينكوف أن “من بين المواقع التي تم قصفها 6 مراكز للقيادة، ومعقلان للسرايا، ومخازن كبيرة للصواريخ والمدفعية والوقود في قرى “برياوبراجينكا” و”أوريخوف”، وكذلك 55 موقعا لتركز القوى البشرية العاملة والمعدات العسكرية للعدو”.
وخلال الليل، “نجحت الصواريخ الجوية عالية الدقة التابعة لسلاح القوات الفضائية الجوية الروسية في قصف 4 منشآت عسكرية من بينها منطقتي تمركز للقوى البشرية والمعدات العسكرية، وكذلك مستودعين لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق قريتي “بارفينكوفو” و”إيفانكوفكا””.
ونتيجة للقصف “تم القضاء على أكثر من 300 عنصر من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، وما يصل إلى 40 مركبة ومصفحة”، بحسب الدفاع الروسية.
كذلك “أكملت القوات الصاروخية والمدفعية زهاء 408 مهمة قتالية خلال الليل، وأصابت 18 مركز قيادة، و383 موقع تركز للقوى البشرية العاملة والمعدات العسكرية الأوكرانية”.
وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرة من طراز “سو-24” تابعة للقوات الجوية الأوكرانية فوق مستوطنة نيكولايفكا في جمهورية لوغانسك الشعبية.
كذلك، فقد تم تدمير 5 مسيرات أوكرانية في مناطق قرى “فيسيلوغوروفكا” و”زاتشينويه” و”نوفوميخايلوفكا” و”ليوبيموفكا” و”خاركوف، وصدت أنظمة الدفاع الجوي صباح الخميس هجوماً بصاروخ باليستي “توتشكا – أو” الأوكراني على مناطق سكنية بمدينة “إيزيوم” بمنطقة خاركوف، بحسب الدفاع الروسية.
إضافة إلى ذلك، قصفت القوات الأوكرانية مدينة خيرسون، صباح الخميس، ووفقا لوكالة “نوفوستي” الروسية لم يسفر القصف عن سقوط قتلى بين سكان هذه المدينة الأوكرانية التي حررتها القوات الروسية.
وقال مصدر للوكالة إن صواريخ من طراز “توتشكا-أو” و راجمات “أوراغان” قد قصفت منطقة في مركز تلفزيون خيرسون، وقد أطلقت القوات الأوكرانية 3 صوايخ “توتشكا-أو” على المدينة، أسقطت الدفاعات الروسية اثنين منها.
كذلك أفادت وكالة “نوفوستي” أن “برج تلفزيون خيرسون صمد أمام الهجوم الصاروخي، وأعاد بث القنوات الروسية في المدينة والمنطقة، ولم يتعرض لأضرار مرئية”.
وكان الجيش الروسي قد بسط سيطرته على منطقة خيرسون بأكملها في جنوب أوكرانيا وعلى جزء من آزوف من منطقة زابوروجيه، وتم تشكيل إدارات عسكرية-مدنية في تلك المناطق، وبدأ بث القنوات التلفزيونية والإذاعية الروسية، واستعادة العلاقات مع شبه جزيرة القرم الروسية.
وتابع ستريموسوف إن آلة الدعاية الأوكرانية “تمارس الآن ضغوطا إعلامية على سكان المنطقة، بشأن ما يزعم أنه (تحرير) وشيك لخيرسون، إلا أن تلك معلومات كاذبة”.
ووفقا له، فإن “المهمة الآن وقبل كل شيء، هي استعادة اقتصاد المنطقة”، مضيفاً “ليس هناك أي تخطيط لاستفتاءات بشأن ما يزعمه المروجون الأوكرانيون من قصص مزيفة حول إنشاء جمهورية خيرسون الشعبية، من أجل ترهيب السكان المحليين. لكن منطقة خيرسون ستتحول إلى أرض مزدهرة، ولن يكون فيها مكان للأيديولوجية النازية الأوكرانية”.
وفي سياق تداعيات الأزمة المستمرة بين روسيا والغرب، تراجع سعر صرف اليورو أمام الروبل، في بداية تعاملات الخميس، دون مستوى 75 روبلا ، وذلك للمرة الأولى منذ آذار/مارس 2020، لكنه عاد للارتفاع قليلا بعد ذلك.
وبحلول الساعة 10:42 بتوقيت موسكو، تم تداول العملة الأوروبية عند مستوى 75.60 روبل، بعد أن تم تداول اليورو في مستهل التعاملات دون مستوى 75 روبلا، إذ بلغ 74.35 روبل.
كذلك تراجع سعر صرف الدولار بواقع 18 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك) إلى 72.60 روبل، وفقا لبيانات بورصة موسكو. وخلال تعاملات اليوم انخفضت العملة الأوروبية أمام نظيرتها الأمريكية دون مستوى 1.05 دولار، وذلك للمرة الأولى في نحو 5 سنوات.
وبعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تراجعت العملة الروسية في النصف الثاني من شهر مارس الماضي إلى مستويات تاريخية، إذ تجاوزت مستوى 140 روبلا للدولار، ولكن بعد إعلان البنك المركزي الروسي الشهر الماضي مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في روسيا بدأ الروبل بالتعافي وأصبح الدولار اليوم يساوي 72.60 روبل.
ومن أبرز الإجراءات، التي أطلقها المركزي الروسي، هو إلزام المصدرين في روسيا بييع 80% من عائدات النقد الأجنبي في بورصة موسكو.
في سياق ردود الفعل الغربية، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، إنه على الحلفاء الغربيين “مضاعفة” دعمهم للحكومة في كييف، من خلال توفير الأسلحة الثقيلة التي تحتاجها “لإخراج روسيا من أوكرانيا بأكملها”.
وقالت إن “أحداث الأشهر الماضية يجب أن تكون حافزا لتغيير أوسع وإصلاح شامل لنهج الغرب تجاه الأمن الدولي”، معتبرة “أننا الآن بحاجة إلى نهج جديد، نهج يمزج بين الأمن القوي والأمن الاقتصادي، نهج يبني تحالفات عالمية أقوى، وحيث تكون الدول الحرة أكثر حزما وثقة بالنفس، نهج يعترف بالجغرافيا السياسية”.
وأوضحت أنه “في الداخل ذلك يجب أن يعني زيادة الإنفاق الدفاعي بحد أدنى لحلف الناتو يبلغ 2٪ من الدخل القومي”، مشددة على أن “ذلك حدا وليس سقفا”، مشددة على أن “المملكة المتحدة بحاجة إلى تعزيز جيشها مع بناء تحالفات مع الدول الحرة في جميع أنحاء العالم، باستخدام قوتها الاقتصادية لردع المعتدين الذين لا يلتزمون بالقواعد”.
ورأت تروس أن مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) يجب أن تكون بمثابة “الناتو الاقتصادي للدفاع عن الرخاء الجماعي، بينما يجب أن يكون التحالف العسكري الغربي (الناتو) مستعدا لفتح أبوابه أمام دول مثل فنلندا والسويد”.
من جهة ثانية، أكد وكيل وزارة الخارجية الإيطالية بينيديتو ديلا فيدوفا، أن بلاده “لن تدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل”، مشيراً إلى أن إيطاليا من بين الدول التي “تعد نفسها للاستغناء عن الغاز الروسي”.
وأشار في مداخلة تلفزيونية إلى أنها “كانت محاولة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن تصدينا لها”.
واضاف “نحن نبحث عن مصادر أخرى للإمداد، وعلينا تسريع مشاريع الطاقة المتجددة التي تنتظر الحصول على التراخيص ويمكن البدء فيها على الفور”.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد حذرت وفي وقت سابق من الاستجابة لمطالب روسيا، منوهة بأن “الدفع بالروبل يشكل انتهاكا للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا”.
المصدر: روسيا اليوم