أكد “تجمع العلماء المسلمين”، في بيان، “اننا كنا دائما نرفض أن تكون الاستدانة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مرتبطة بشروط سياسية تمس السيادة اللبنانية، وكان هذا التحذير منطلقا من تجربة طويلة لشعوب العالم المستضعفة مع هاتين المؤسستين اللتين تداران من الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تعمل على إفلاس البلدان الممانعة والرافضة لإملاءاتها، ثم تعود إليهم لفرض قراراتها من خلال شروط تضعها هاتان المؤسستان، وهذا عينه ما يحصل في لبنان اليوم، فبعد مخاض عسير وحصار ظالم ومجرم لهذا البلد الممانع والرافض لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية، وبعد الإصرار على الوصول إلى حقوقنا كاملة في مياهنا الإقليمية وعدم الموافقة على تسويات المندوبين الأميركيين وآخرهم عاموس هوكشتاين، مورس التدمير المنهجي لاقتصاد البلد الذي يعاني أصلا من اللصوص والفاسدين والنهب والهدر، ثم جاء البنك الدولي ليعلن في نهاية مطاف المفاوضات على أن تمويل استجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن مرتبط بدراسة الجدوى السياسية، وهو تصريح واضح بأن على لبنان أن يوافق على كل ما تفرضه عليه الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الشعب اللبناني عدم اختيار خط الممانعة في الانتخابات النيابية المقبلة وتعديل الأكثرية النيابية لصالح أتباع أميركا، وإلا فإنه لا جدوى سياسية من تمويل هذا المشروع الحيوي للبنان وغيره من المشاريع”.
ورأى التجمع أن “ما قام به الشعب الفلسطيني البطل مشرف ورائع، إذ توافد إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، ورغم كل الحواجز ورغم منع أعداد كبيرة من الوصول إلى المسجد، استطاع المئات من الوصول وأدوا صلاة رائعة بعد مواجهات كبيرة أدت إلى إصابة العشرات من المصلين واحتراق شجرة في باحات المسجد الأقصى”.
وأعلن التجمع في بيانه انه “أمام الوقائع المستجدة على الصعيدين المحلي والإقليمي، رفضه المطلق أي شروط يفرضها البنك الدولي لتمويل استجرار الكهرباء والغاز إن كانت هذه الشروط تمس بالقرارات السيادية للبنان، ونعتبر أن بقاءنا بلا كهرباء غير الموجودة أصلا أفضل بكثير من تسليم بلادنا للشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأميركية”.
وايد “موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من أنه لا بد من إقرار الموازنة والكابيتال كونترول كي نضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي، ولكننا في نفس الوقت نعتبر أن موضوع هيكلة المصارف والسرية المصرفية إن استبطنت المس بودائع اللبنانيين فإننا نرفضها رفضا مطلقا وسنقف بوجهها”.
واكد على ضرورة توفير المواد الضرورية لصمود الشعب اللبناني في محنته خاصة تأمين القمح وعدم رفع الدعم عنه، وكذلك تأمين الدواء خاصة للأمراض المستعصية والدائمة مع تأمين الدعم اللازم لها، ونطالب الدولة من خلال وزارة الاقتصاد بالسهر على منع الاحتكار وملاحقة المحتكرين وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.
وتوجه بالتحية للشعب الفلسطيني البطل بخاصة الذي توجه بالمئات اليوم إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، سواء من وصل أو من لم يصل ومنع فكلاهما وقع أجره على الله، وندعو المولى عز وجل أن يمن على الجرحى الذين أصيبوا اليوم بالشفاء العاجل، ونطالب الفصائل الفلسطينية وخصوصا في غزة، بإبقاء اليد على الزناد للتدخل فيما لو صعد العدو الصهيوني من إجراءاته”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام