د. جمال شهاب المحسن
لا يحق لامبراطورية الارهاب العالمي الولايات المتحدة الأميركية إعطاء دروس في حقوق الإنسان والحريات العامة وحق تقرير المصير للشعوب وهي التي تدعم الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين والجولان ومزارع شبعا.
إن المكارثية المتجدّدة والعنصرية البنيوية الأميركية التي تظهر بأبشع صورها وبفجاجتها القصوى هذه الأيام لا يحقُّ لها أن تتهم الآخرين بقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان تحت يافطة «حماية المدنيين» وهي التي تعمل في كلّ لحظةٍ من نهارٍ وليل لخنق الشعوب وتجويعها ومنها وتخريب أوطانها بالحروب والحصار الإقتصادي والعسكري وسلب خيراتها النفطية والغازية وحرق محاصيلها وغاباتها وأشجارها المثمرة .. ومن ذلك ما أسمته قانون «سيزر أو قيصر» ضدّ الشعب السوري وقيادته الوطنية ومؤسّساته الشرعية واقتصاده الصامد بعد حربٍ إرهابيةٍ شنّتها منذ أكثر من أحد عشر عاماً واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة وأشرسها قتلاً وفتكاً وتخريباً وتهجيرا.
إنّ أخطر ما تقوم به إمبراطورية الإرهاب العالمي الأميركية المتهالكة هو التَّعمِية والتضليل والتلاعب بالصور والكلمات والشعارات والمصطلحات الإعلامية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الفنية وبثّه على شكل «مطالب وحقوق» للآخرين وهي لا تعرف سوى مصالحها الإستعمارية وحماية ربيبتها «إسرائيل» ولا تعبّر سوى عن طبيعتها العدوانية اللاأخلاقية واللاإنسانية منذ شروعها بإبادة الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين، ولقد تبيّن ذلك في كثير من الشواهد التاريخية في سورية ولبنان وفلسطين والمنطقة كلها .
إن الأجهزة الأمنية المخابراتية الأميركية تتفنّن في خلق الثورات المضادة كما فعلت في جورجيا وأوكرانيا وصربيا وأميركا اللاتينية .. ومن «ربيع براغ» عام 1968 الى ما يسمّى «الربيع العربي» رافعةً عبر عملائها وأدواتها المحليين المدرَّبين شعارات برّاقة فارغة من مضامينها الوطنية والإجتماعية والإنسانية الفعلية..
وبرسم مَن يتبجّحون بالدعاية الأميركية المغرضة وأكاذيبها نحيلُهم الى تنديد المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه بالعنصرية “البنيوية” والاعتداء غير المسبوق على صحافيين في الولايات المتحدة.
وقالت المفوضية في بيان لها منذ فترة غير بعيدة : «إن الأصوات التي تطالب بإنهاء الجرائم بحق الأميركيين العزل من أصل أفريقي يجب أن يتمّ الإصغاء إليها وإن الأصوات التي تطالب بإنهاء عنف الشرطة والعنصرية المزمنة والبنيوية التي تسود المجتمع الأميركي ينبغي الإصغاء إليها بعد جريمة قتل جورج فلويد الأميركي من أصول أفريقية خنقا من قبل الشرطة”.
وعند الإطلاع على تقرير حقوق الإنسان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أمس في الثالث عشر من نيسان الحالي تأكدنا أكثر فأكثر بأن مهزلة المجرم الأميركي مستمرة فهو يعمل ليل نهار على تغطية جرائمه وارهابه باتهام غيره بما عنده من انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
المصدر: بريد الموقع