السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
اولاً،اسأل الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي المباركة ان يتقبل من الجميع اعمالهم، ان يتقبل صيام الصائمين وقيام القائمين وتلاوة التالين واعمال الخير والصلاح والعبادة والتوجه الى الله سبحانه وتعالى.
طبعاً حديث الليلة يتعلق بالتطورات السياسية، إن شاء الله في الايام القليلة المقبلة نلتقي في بعض المناسبات ونتحدث في الشأن الديني والثقافي والرمضاني والتربوي بعونه تعالى.
في التطورات السياسية سواءً في المنطقة او بالخصوص فيما يرتبط بالاوضاع عندنا في لبنان والاستحقاق الانتخابي.
أولاً، يجب أن نبدأ من فلسطين في المقدمة، ونقول يجب ان نقف بكل اجلال وتقدير واعتزاز امام بطولات شباب فلسطين، رجال فلسطين، نساء فلسطين، امام بطولات اطفالها وشيوخها، امام عظيم الايمان بالله والقضية، امام عظيم الشجاعة والبأس الشديد، واقتحام الموت من اجل صنع حياة عزيزة لشعبهم ووطنهم، وأملاً بالوصول لتحرير مقدساتهم ومقدسات الأمة، كذلك الوقوف بإجلال وتعظيم أمام عائلات الشهداء الاباء والأمهات وأفراد العائلة ومواقفهم الواضحة والحاسمة والقوية والواعية وامام صمود هذه الشعب المجاهد والصابر رغم التاريخ الطويل من المجازر في مثل هذه الايام ذكرى مجزرة دير ياسين في نيسان 1948، رغم تاريخ طويل من المجازر والحروب والتي كان آخرها حرب سيف القدس والتهجير والمظلومية والغربة والشتات والخذلان والطعن في الظهر، حتى من الدول والانظمة والجماعات التي كان يتوقع منها ان تقف وتصمد الى جانب الشعب لفلسطيني. ما جرى ويجري هذه الايام له دلالات عظيمة وكبيرة جداً في ما يتعلق بموضوع الصراع مع العدو ومستقبل فلسطين ومستقبل الكيان المؤقت الكيان الاسرائيلي الغاصب، طبعاً من أهم الدلالات ومن اهم النتائج وفي رأيي من أهم النتائج الاستراتيجية لما جرى في الايام القليلة الماضية هو ما كُنا نتحدث عنه منذ سنوات ولكن في الايام القليلة الماضية أنا قرأت تصريحات لمعلقين اسرائيليين ومحللين وكتّاب اسرائيليين يعترفون بهذه الحقيقة التي كُنا نتحدث عنها خلال السنوات الماضية وهي: أنكم اذا كنتم تراهنون على يأس الشعب الفلسطيني، على انهيار إرادة الشعب الفلسطيني، على احباط الشعب الفلسطيني، على تخلي الشعب الفلسطيني عن فلسطين وقضيته المقدسة وعن المقدسات انتم واهمون ومشتبهون، هذا الشعب منذ 1948 وما قبل 1948 إلى اليوم وعلى مدى اجيال يتوارث الشباب والصبايا الذين سمعنا اسماءهم وشاهدنا صورهم على شاشات التلفزة، هؤلاء من هذا الجيل الجيل الجديد جيل الشباب، يتوارثون المقاومة والصمود والقضية والجهاد وعشق الشهادة وارادة القتال جيلاً بعد جيل، اذا كنتم تظنون ان التطبيع مع بعض الدول العربية وان زيارات بعض المسؤولين العرب المطبعين الى الكيان الصهيوني المؤقت، اذا كنتم تظنون ان هذا الخذلان الرسمي العربي يمكن ان يؤدي الى ان يتخلى هذا الشعب الفسطيني عن قضيته ويقبل بالفتات كما راهنتم في صفقة القرن انتم واهمون.
اليوم الحمد لله المعلقون المحررون الكثير من الكتاب الصهاينة بداًوا يقولون هذه الحقيقة، انه بعد كل هذا الذي حصل نحن يبدوا اننا امام شعب لا يمكن اخضاعه، لا يمكن اركاعه، لا يمكن فرض الحلول عليه يجب ان نستجيب لمطالبه، يجب ان نستجيب لحقوقه ولو بالحد الادنى من الحقوق لانه ليس امامنا خيار سوى ذلك وإلا المزيد من المواجهة التي لن يحصد منها العدو سوى المزيد من الذل والهزيمة ولن يجد امامه سوى المزيد من الشجاعة والصلابة والايمان والعزم والاستعداد للمضي في لطريق حتى النهاية.
في كل الاحوال، ما يجري في فلسطين في داخلها وحولها يحتاج الى وقفة طويلة والى كلام مفصّل لا يتّسع له الوقت الآن، ونحن امام فرصة ايمانية جهادية رمضانية للتعبير عن تضامننا وتضامن شعوب العالم وتضامن الأمة مع فلسطين في آخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل سنة، الذي كان قد أعلنه سماحة الامام الخميني (قدس سره) يوماً عالمياً للقدس يوم القدس العالمي، أنا أدعو في هذه المناسبة أيضاً الجميع في عالمنا الاسلامي في لبنان خصوصاُ الى المشاركة الواسعة والكثيفة في جميع الفعاليات في لبنان وفي غير لبنان، وفي لبنان خصوصاُ نحن ان شاء الله سنقيم مهرجاناً شعبياً كبيراً يوم الجمعة في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) في الضاحية الجنوبية وانا آمل من جميع اخواني واخواتي وجميع المؤيدين لهذه القضية المقدسة ان ننتهز هذه الفرصة لنعبّر في يوم القدس عن تضامننا ودعمنا وصمودنا وتأييدنا المطلق لشعب فلسطين لمقاومته لرجاله ونسائه واطفاله وشيوخه وتضحياته وصبره، وأننا شركاء هذه المعركة وشركاء هذه المصير وشركاء هذا الانتصار الاتي ان شاء الله بعونه سبحانه وتعالى، وفي تلك المناسبة ان شاء الله نأخذ راحتنا ونركّز على هذه المسألة التي هي اساس قضية الصراع وتحولات وصياغة المستقبل في منطقتنا.
ادخل الى الموضوعات اللبنانية، النقطة الاولى ونحن في ايام نيسان نستذكر هنا العدوان الصهيوني على لبنان في شهر نيسان 1996 العدوان الذي سماه العدو بعملية “عناقيد الغضب”، نستذكر في هذه الايام ما جرى حينها من جهة من صمود وتضحيات وبطولات وثبات المقاومين كل المقاومين من حزب الله وحركة امل والقوى الوطنية، كل الذين كانوا وما زالوا حاضرين في ميادين المواجهة، ايضاً نستذكر صمود شعبنا الذي بقي في البلدات والذي هُجّر ولم يُبدل موقفه من المقاومة ونستذكر المجازر التي ارتكبها العدو من اسعاف المنصوري الى مجازر متنقلة في بلدات الجنوب والبقاع الغربي والذي كان ذروتها في بلدة قانا، مجزرة قانا الاولى المعروفة في عناقيد الغضب، هنا في هذه الذكرى اقف عند نقتطين سريعيتن:
النقطة الاولى، ان المقاومة في ذلك الوقت في سنة 1996 في حرب نيسان نحن نسميها حرب نيسان، استطاعت ان تفرض على العدو وعلى ما يسمى بالمجتمع الدولي معادلة حماية المدنيين في لبنان مع استمرار المقاومة والعمليات العسكرية في الشريط الحدودي المحتل في ما عرف في ذلك وقت بتفاهم نيسان، الذي يُجيز للمقاومة ان تقاتل على الاراضي اللبنانية المحتلة وتستهدف جنود الاحتلال وعملاء الاحتلال في الشريط الحدودي وعلى خط التماس ويمنع على العدو ان يقصف قرانا وبلداتنا، وهي الوسيلة التي كان يلجأ دائماً اليها للرد على عمليات المقاومة، هذا التفاهم الذي حصل برعاية دولية واجبرت على القبول به اميركا واوروبا وتشكلت لجنة وكان لهم مندوبون فيها، ويجب ان نُسجل هنا في البعد الدبلوماسي الى جانب الصمود الشعبي وصمود المقاومة وايضاً موقف الدولة الرسمي في ذلك الوقت، لكن يجب ان نُسجل بشكل خاص الجهد المميّز الذي قام به الرئيس الراحل حافظ الاسد وايضاً الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ادى الى ما سمّي حينئذٍ بتفاهم نيسان وتشكيل لجنة تفاهم نيسان، والتي اسست لانتصار المقاومة عام 2000 وهزيمة العدو لأنها اطلقت يد المقاومة، حمت المدنيين، قيدت يدي العدو، هم يقولون ان تفاهم نيسان حولهم الى كيس ملاكمة في جنوب لبنان مما اجبرهم على الانسحاب عام 2000 وهذا من انجازات النقاومة وسلاح المقاومة وجهاد المقاومة، انها في قلب المعركة استطاعت ان تفرض على العدو القتّال المتوحش مرنكب المجازر ان لا يمسّ المدنيين وإلا سيدفع الثمن، وهذه المعادلة التي ما زالت قائمة اليوم ايضا بفضل المقاومة، والامر الآخر الذي يجب ان اذكر به واشير اليه انه في مجزرة قانا وقفت اميركا ومنعت اصدار ان يقوم مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يُدين العدو الاسرائيلي لإرتكابه هذه المجزرة، وهذا موقف اميركا وما يسمى ايضاً بالمجتمع الدولي، من مجزرة دير ياسين في فلسطين 1948 الى اليوم، امام كل الحروب التي شنّت على الفلسطينيين في غزّة وفي الضفة وامام كل الحروب التي شنت على لبنان والمجازر التي ارتكبت في فلسطين وفي لبنان والحروب على بقية الدول العربية، على سوريا في الجولان وعلى مصر في سينا، دائما نجد ان الولايات المتحدة الامريكية تدافع عن العدو المعتدي، عن المرتكب للمجازر وعن الذي يشن الحروب وعن الذي يحتل أراضي الآخرين، وتمنع حتى من إدانته فضلاً عن اتخاذ قرارات عقوبات بحقه، أُنظروا كيف تتعاطى أميركا وما يسمى بالمجتمع الدولي مع “إسرائيل” وعدوانها على الفلسطينيين واللبنانيين وشعوب المنطقة، وكيف تتصرف اليوم في موضوع الحرب الروسية الاوكرانية والعقوبات الهائلة التي تفرضها والتي ليس لهل سابقة في التاريخ، هذا للتذكير أيضاً لأصدقاء أميركا في لبنان وفي المنطقة.
أَنتقل الى موضوع الانتخابات، نحن دخلنا الآن مرحلة مهمة في هذه العملية السياسية، تسجيل اللوائح بشكل رسمي، البدء بإعلان اللوائح الذي يجري هذه الأيام، كل هذا يعني أننا نحن اللبنانيين أصبحنا متقدمين بإتجاه الاستحقاق لأنه تبقى لدينا اسابيع قليلة للإنتخاب وفرز الأصوات وإعلان النتائج.
من بداية الأمر أي منذ أشهر عندما بدأنا نقترب من الاستحقاق الانتخابي كنّا دائمًا نسمع أصواتًا من الفريق السياسي الآخر، دائمًا يتهمّ ويشكّك في إجراء الانتخابات طبعًا من يتهمّ من يعتبر أنّه اليوم يملك الغالبية النيابية في المجلس النيابي الحالي، يعني الفريق السياسي الذي نحن ممّن ينتمي إليه. وأنّ هؤلاء هذه الغالبية أو بعض أطراف هذه الغالبية لا يريدون إجراء الانتخابات يريدون التمديد للمجلس النيابي الحالي هم كانوا دائمًا يفتعلون منها قصة.
طبعًا سارت الأمور بشكل طبيعي التحسينات القانونية المطلوبة الإجراءات وتعيين المواعيد، المطلوب من المجلس النيابي أنجز بالرغم من الخلافات التي كانت قائمة، المطلوب من الحكومة الإنجاز، والعالم الآن سجّلت ورشّحت وشكّلت لوائح وبدأت بإعلان اللوائح، لكن الآن بدأنا نسمع أيضا نغمة جديدة في نفس السياق السبب النغمة الجديدة ما هي؟ وهذا الذي أريد أن أبني عليه بعض الملاحظات وبعض المطالب للنّاس ما أطلبه من الناس. وهناك جو ينقل عن السفارات خصوصًا السفارة الأمريكية وبعض السفارات الأخرى، وينقل أيضًا عن أجواء جهات سياسية، وبدأ يكتب منذ أسابيع في الأسبوعين الماضيين بالحدّ الأدنى في الصحف، مواقع التواصل، وأيضًا ما صدر عن بعض تقديرات مراكز دراسات وجهات تقوم بعمليات استطلاع يتحدّث بمناخ أنّه الآن لأسباب عديدة يبدو أنّ الانتخابات المقبلة أو الغالبية الحالية هم يقولون حزب الله وحلفائه. نحن نقول هذا الفريق السياسي نحن جزء منه يقولون أنّه سيحافظ على الأغلبية النيابية.
طيب أنا سأعلّق على هذا الكلام، بل ذهب بعضهم أحد الرؤساء السابقين إلى القول بأنّه هناك خطر أن يحصل هذا الفريق السياسي على الثلثين يجب أن يخوض الفريق الآخر معركة الحصول في الحدّ الأدنى على الثلث الضامن. طبعًا هنا بين هلالين لماذا؟ يقول هذا الفريق قد يحصل على الثلثين وهو يكمل يقول لأنّه هذا لديه قدرة على إحداث تغييرات دستورية، ويريدون تغيير النظام وتغيير وجه البلد وهوية البلد…إلخ. أنا فقط بين هلالين بهذه النقطة أولًا الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، وثانيًا هذا الهدف غير منطقي وغير واقعي. كلّ الجدل القائم في البلد من يحصل على غالبية النصف زائد واحد أو النصف زائد خمسة أو النصف زائد عشرة، لكن لا أحد بباله ولا أعتقد أحد من القوى السياسية أو الائتلافات السياسية الموجودة في البلد أصلًا يعتبر أنّ هدف الحصول على ثلثي أعضاء المجلس النيابي المستقبلي هو هدف منطقي وواقعي، وثالثًا أنّه بمعزل إن كان هذا هدف واقعي أو لا، أو ممكن أو لا.
نحن أساسًا ثقافتنا وموقفنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير أساسي يتعلّق بالنظام، ويتعلّق بالدستور، ويتعلق بمقومات البلد وهوية البلد، وهذا يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني وإجماع وطني وحوار وطني لا يحصل بالاستقواء لا بأغلبية، أغلبية نصف زائد واحد، ولا بأغلبية ثلثين، ولا بأغلبية سلاح، ولا بأغلبية شارع على الإطلاق. هذه قناعتنا وهذه ثقافتنا، لكن على كلّ حال الآن هذا يقال الآن فقط لشدّ الهمم وللتحريض للناس المنكفئة عن المشاركة بالانتخابات حتى تأتي وتنتخب أو المنكفئة عن التصويت لهؤلاء حتى تصوّت لهؤلاء.
أعود للموضوع إذًا ينشأ مناخ أنّه خلص الظاهر الأمور هيك. ويذكرون أسباب لها علاقة بانسحاب تيار المستقبل وانعكاسه على الطائفة السنية الكريمة وموقفها بالانتخابات وتشتت الـ (NGOS)، وما يسمّى بجمعيات المجتمع المدني. وهناك خلافات للقوى السياسية، ترون تشكيلات اللوائح إلى ما شاء الله في فريقنا السياسي تمكنّا في أغلب الدوائر من أن نكون في لائحة واحدة ولو من باب التحالفات الانتخابية، ولكن هم تشتّتوا في مقابل اللائحة الواحدة 4 لوائح 5 لوائح 7 لوائح 9 لوائح أحيانًا.
في كل الأحوال هم يتحدّثون عن أسباب موضوعية واقعية حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية تعني بأنّ النتيجة المتوقعة بحسب الاستطلاعات والدراسات أنّ فريقنا السياسي سيحصل على الغالبية النيابية. وبناءً عليه بدأ همس وكلام أكثر من همس في بعض السفارات وفي بعض الأوساط بالحديث مجدّدًا عن تأجيل الانتخابات النيابية ولو بالحد الأدنى لعدة أشهر حتى يمكن تحسين ظروف الفريق الآخر. مثلًا يعاد الحديث مع تيار المستقبل ليعود إلى الانتخابات، يعود أحد ويتدخّل ليلمّ اللوائح ويوحّد اللوائح. على كلٍ ليجدوا أسباب تقنية أو يستحدثوا اليوم نحن من حقّنا أمام أي حادث يحصل في البلد أمام قطع طرقات هنا أو هناك أمام اعتصامات أو إضرابات سأشير إليها أنّه لا نقف ونقول هذا فيه شبهة. نحن اليوم من يحق لنا أن نتهمّ السفارة الأمريكية وقوى سياسية في الفريق الآخر بأنّها ستعمل على تعطيل إجراء الانتخابات وتأجيل الانتخابات. مثلًا هناك أمور اليوم تحتاج إلى تأمّل مثل إضراب عدد كبير من القضاة. نحن لا نريد أن نشارك هذا يؤدّي إلى تعطيل العملية الانتخابية، أو إضراب المعلمين لأنّ العمدة بإدارة الانتخابات التنفيذية على أساتذة المدارس أو مثلًا إضراب بعض أو ما يقال عن إضراب موظّفي البعثات الدبلوماسية الذي يعطّل الانتخابات في الخارج، ويفتح الباب أمام الطعن بنتائج الانتخابات.
هذا كله الآن يدعونا إلى التأمّل، أنا لديّ هنا نداء أقول أولًا هؤلاء مطالبهم محقة هم يريدون أن يستفيدوا من حاجة الدولة لهم لإجراء الانتخابات للضغط من أجل تحقيق مطالبهم. أدعو الحكومة بما تستطيع أن تستجيب لمطالبهم، ولكن أدعوهم هم أيضًا رجاءً لا تضعوا حقوقكم الطبيعية والمحقّة، لا تجعلوها سببًا لتعطيل استحقاق سياسي مؤسساتي قانوني كبير في لبنان اسمه الانتخابات النيابية. عندما نصل إلى الجد نحن نطالبكم بأن لا تضربوا وأن لا تعطّلوا، وأن تكونوا جزءًا من إدارة الانتخابات وإنجاز هذا الاستحقاق وأن تفتشوا على وسائل أخرى للضغط على الحكومة، وهذه الوسائل متاحة في كلّ الأحوال إليكم.
بكلمة أيضًا الرجاء من القضاة ومن المعلمين ومن موظفي البعثات الديبلوماسية أن لا تجعلوا الانتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة التي لا أناقش في أحقّيتها. هذا من جهة ومن جملة الآثار هذا الحديث الموجود الآن في البلد هو ما أتوجّه به إلى النّاس وخصوصًا إلى الجمهور المؤيّد للمقاومة ولأصدقاء المقاومة وحلفائها وهذا الخط السياسي الذي ننتمي إليه سويًا. قد يكون أحد أهداف هذا الحديث سواء كان التقدير صحيح أو لا، قد يكون أحد الأهداف هو أن تهدأ النّاس وتبرد، وبالتالي تعتبر أنّ المعركة منتهية النتائج ومحسومة، وخصوصًا في العديد من الدوائر, وبالتالي لا داعي لنذهب ونشتغل بالانتخابات ولا نتواصل مع الناس ولا يوم الانتخابات نذهب لنقترع هذا يمكن أن يكون هدفًا حقيقيًا.
في كل الأحوال نحن أولًا يجب أن لا نركن ونقبل بهذه القراءة، نحن نعتبر أنّ هناك انتخابات حقيقية ستجري في 15 أيار، وأنّ هناك معركة انتخابية ديمقراطية شعبية سياسية حقيقية تخوضها كلّ الأطراف، ويجب أن نشارك فيها بكلّ حماسة وحيوية وقوة، وأيًا تكون استطلاعات الرأي والتقديرات يجب أن لا يؤثّر ذلك، لا على حماستنا ولا على حضورنا في كل الدوائر، ولا على فعاليتنا.
هنا أريد أن أذكّر بتجربة 2009 سنة 2009 في انتخابات 2009 كان الجو نفس الشيء، ولذلك البعض كان يتعاطى أنّ المعركة محسومة، وأنّ هذا الفريق السياسي سيحصل على الغالبية في المجلس النيابي سنة 2009 استطلاعات الرأي كانت تقول هكذا والمزاج الشعبي كان يقول هيك ولكن فجأة في الأسابيع الأخيرة دخل عامل المال بشكل هائل، ورأينا كيف قلبت النتائج في بعض الدوائر بالحد الأدنى.
على كل حال الفريق الآخر حصل على الغالبية النيابية بإضافة عدد قليل من النواب دائرة واحدة استطاعت أن تقلب المتوقع الغالبية إلى جهة أخرى. والمال الذي أنفق مال هائل، أنا سمعت هذا من مسؤول سعودي كنا ما زلنا نجلس مع بعضنا في ذلك الوقت. والآن لن أقول لكم الرقم الدقيق، هو قال لي الرقم الدقيق المال الهائل الذي جاء في انتخابات 2009 ونقل بالحقائب، وليس عبر البنوك. لكن أستطيع أن أقول لكم مئات ملايين الدولارات مئات ملايين الدولارات أنفقت في انتخابات 2009 وخصوصا في الأسابيع الأخيرة في بعض الدوائر بالحدّ الأدنى. أنا أذكر كان حتى الذي يصوّت لنا وليس جاهز أن يصوّت لهم يقال له أعطنا بطاقتك يعني حجب الصوت مقابل 500 دولار على البطاقة الواحدة. في بعض الدوائر وصل ثمن الصوت صباحًا 1000 دولار وعلى مقربة من الظهر 2000 دولار وبعد الظهر 5000 دولار. وهذا المال أنفق بشكل هائل طبعًا عندما نسمع أحيانًا مبالغ ضخمة، وفي المقابل لا نجد مشاريع خدماتية وإنمائية نعرف كيف أنفقت هذه المئات من الملايين أنفقت على التلفزيونات ووسائل الإعلام هذا 50 مليون وهذا مئة مليون و70 مليون أنفقت على الحملات الإعلامية على الماكينات الإعلامية، وأنفقت على شراء الأصوات. وكثير منها في الحقيقة لم ينفق على الانتخابات، وإنّما وضع في أرصدة السياسيين التي تضخّمت خلال السنوات القليلة الماضية. ولذلك من حق السعودية مثلًا أن تقف وتقول وهذا المال كان مال سعودي بالمناسبة أن تقول أنّه نحن من العام 2005 للـ2017 أنفقنا 20 مليار دولار في لبنان، هذا جزء من الإنفاق.
في كل الأحوال نحن لا نعرف الساحة واضحة على كل حال قد يدخل خلال الأسابيع بدأ يدخل، لكن مازال في البدايات قد يدخل مال انتخابي كبير وبحجة أنّ الناس محتاجة ولديها ظروف معيشية صعبة قد يلجأ كثيرون لبيع أصواتهم، وهذا يعني أنّ في الحقيقة إذا أردنا أن نقول كما انتخابات 2009 أنّ هذه انتخابات شرعية بالمقاييس القانونية هي انتخابات مئات الملايين التي أنفقت على شراء الأصوات على كلّ حال.
فإذًا في خلاصة هذه النقطة أريد أن أقول لجميع إخواني وأخواتي لجميع المؤيّدين لجميع المحبين لجميع الحريصين في هذا البلد على مستقبل هذا البلد لا تركنوا لا لاستطلاعات الرأي ولا لمراكز دراسات ولا للتوقّعات حول نتائج حاسمة. يجب أن تدخلوا هذه العملية الانتخابية وهذه المعركة السياسية بكامل العدة بكامل الحماسة، وبكامل الفعالية بكامل الجهد حتى لحظة إغلاق الصناديق.
النقطة التي تليها أيضًا بالانتخابات نحن باللقاءات الداخلية ولاحقًا كان ينزل جزء في الإعلام غير دقيق أو ينزل مجتزأ أنا قلت هدفنا إنجاح مرشحينا مرشحي حزب الله ومرشحي أصدقائنا وحلفائنا، طبعًا بعض وسائل الإعلام اجتزأت الجزء الأول أنّ هدفنا هو إنجاح مرشحينا وركّزت على إنجاح مرشحي أصدقائنا وحلفائنا. وكان الهدف هو الطعن على أصدقائنا وحلفائنا، لا أنا قلت والآن بشكل خطاب علني أقول هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشحينا بالتأكيد ولا يتعاطى أحد كما قلت قبل قليل أنّ المعركة محسومة حتى في الدوائر التي لنا فيها مرشحون. وأيضًا إنجاح مرشّحي أصدقائنا وحلفائنا، وهذا أمر طبيعي هذا لا يرتبط بأنّ أصدقاءنا أقوياء أو ليسوا أقوياء وهم أقوياء وحتى استطلاعات الرأي تقول أنّهم أقوياء، وأنّهم متقدّمون في الكثير من الدوائر، وأنّهم ليسوا بحاجة لمساعدتنا في الكثير من الدوائر.، ولكن في كل الدوائر حيث لنا أصوات من الطبيعي أن نحضر في العملية السياسية، ومن الطبيعي أن ندعم أصدقاءنا وان ندعم حلفاءنا، وهذا معنى الصداقة، وهذا معنى التحالف، نحن لسنا جهة مثل البعض، وهذا سبب تشتت اللوائح عند الفريق الآخر، لأن في الفريق الآخر كل يفتش عن نفسه، كل يفتش كيف يكبر كتلته النيابية، ولو على حساب حلفائه وأصدقائه، ولذلك لم يسطيعوا أن يتفاهموا على تشكيل لوائح موحدة، أما نحن كلا لسنا كذلك، نحن نريد أن ننجح، لا نريد أن نشكل كتلة كبيرة وعظيمة ولو على حساب أصدقائنا وحلفائنا، نحن نريد أيضا لحلفائنا وأصدقائنا أن ينجحوا في هذه الانتخابات، لأننا جميعا نستطيع ان نتعاون وان نتحمل المسؤوليات الوطنية المتوقعة، ولذلك أيضا هنا أضيف إلى النقطة السابقة خصوصا لمؤيدي حزب الله ولجمهور المقاومة ولمن يحترمون كلمتنا وصوتنا ورأينا في كل الدوائر التي لا يوجد فيها مرشحون لحزب الله أن يحضر إخواننا واخواتنا بقوة وأن يصوتوا للأصدقاء وللحلفاء ولوائحهم واضحة ومعروفة، هذه النقطة هي نقطة فخر وإعتزاز وليست نقطة ضعف ولا نقطة تستحق ان يستفاد منها للطعن، هو للأسف في هذا البلد الصدق مطعون به، الكذب والخيانة والطعن في الظهر هذا يسموه عندنا في لبنان شطارة وذكاء، لكن هذا واقع الحال بالنسبة لموقفنا.
النقطة التي تليها، نحن كيف سنصوت، نحن سأتكلم عن حزب الله بالتحديد، ليس لدينا شيء أسمه فوق الطاولة وتحت الطاولة، أنه في العلن نحن نتحالف هنا وخلف الستار او تحت الطاولة نتفق مع اطراف آخرين ونعطيهم أصوات، هذا ليس وارداً بالنسبة إلينا لأننا نعتبر هذا كذب وغدر وخيانة، نحن فوق الطاولة وبشكل واضح في وضح النهار، إذا كنا نريد أن ندعم لوائح في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة ان ندعم لائحة أخرى من الأصدقاء والحلفاء في نفس الدائرة أن نعطيهم بعض الاصوات هذا سيكون فوق الطاولة وبعلم الحلفاء في اللائحة الاولى، نحن لا نعد احدا في أننا سنعطي كل أصواتنا ثم يوم الانتخابات نعطي بعض أصواتنا للائحة أخرى، حتى في داخل اللائحة الواحدة، تعرفون القانون النسبي ويوجد شيء أسمه الصوت التفضيلي وبالتالي من اللائحة سينجح من الذين سيحصلون بالأعم الأغلب على أعلى الأصوات التفضيلية الترجيحية، نحن في تشكيل اللوائح رفضنا أن نعطي التزاما مسبقا لأي من أصدقائنا في اللائحة بأننا سنجير له اصواتنا التفضيلية الزائدة لأنه سيكون على حساب بقية الحلفاء والاصدقاء في نفس اللائحة، هناك شخصيات كنا نرغب ان يكونوا في هذه اللوائح لكنهم طلبوا التزام مسبق ونحن نحترمهم ونقدر أن وجودهم في المجلس النيابي سيعطي المجلس النيابي قيمة عالية، ولكن لأن التزامنا المسبق معهم سيؤذي بقية الاصدقاء والحلفاء ويخل باتفاق مع بقية الحلفاء والاصدقاء لم نعطيهم ”وزعلوا” وحقهم أن “يزعلوا”، ونحن نتفهم زعلهم، وأنا أقول الزعل على صدق أفضل من الزعل على إتهام بالخيانة، يعني إزعل مني لأنني صادق وواضح وشفاف معك أحسن من ان تعتقد انني وعدتك ولم أفي بوعدي وغدرت بك وطعنتك في ظهرك، إذا أصواتنا وتصويتنا للوائح، أو تحويلنا لما قد، قد لا نعطي أحدا أصوات تفضيلية إضافية، قد نعطي في بعض الدوائر هذا كله سيدرس خلال الايام القليلة المقبلة، لكن لم نفعل شيئا بدون التفاهم والوضوح الكامل مع أصدقائنا وحلفائنا في نفس اللائحة، وتصويتنا سيكون واضح وعلني، وإذا بعد ذلك لانه تعرفون انه جزء من الحرب الانتخابية البعض يلجأ الى الكذب والاتهام والتضليل والتشويه، مثل ما يقومون مع بعض الكتل السياسية، من الآن يتهمونهم بأنهم يريدون التصويت خلاف التزاماتهم باللوائح وما شاكل، اي شيء يكتب عن حزب الله في الحد الادنى لا تصدقوا ذلك على الاطلاق، وأنا اقول دائما ان اهم ما عندنا هي هذه المصداقية التي صنعتها دماء الشهداء وعرق المجاهدين والصبر والتضحيات، ونحن لسنا حاضرين لأن نمس هذا الصدق وهذه المصداقية بسبب خلاف سياسي هنا وإنتخابي هناك ان خجل من حليف او صديق، لا نخجل لا من حلفائنا ولا من أصدقائنا نتكلم معهم بصراحة نعدهم بصدق ونفي بوعودنا لهم بصدق.
النقطة التي تليها ايضا لا زلنا بالانتخابات، البعض منذ مدة، انا مفهوم من اقصد، بدأوا يتكلمون بشكل أساسي أن هدفهم، يقولون محور الممانعة والمقاومة في لبنان ويدخل ايران وسوريا ويدخلنا جميعا، ان هدفنا إلغاء الآخرين، او إلغاء زعامات أو بيوتات، او الغاء قوى سياسية، أريد أيضا هنا ان اكون واضحا وشفافا، نحن حريصون ان يتمثل الجميع باحجامهم الطبيعية، لا نريد إلغاء أحد على الاطلاق، خصم صديق حليف، مختلفين معه، عدو، صنفوه مثلما تريدون، لكن لا نريد ان نلغي أحدا على الاطلاق، القانون النسبي الذي ناضلنا طويلاً من اجل ان يصبح هو القانون الانتخابي في لبنان اصلاً لا يعطي فرصة لإلغاء احد، لا يعطي فرصة من هذا النوع، كل أحد في القانون النسبي بحسب حجمه الطبيعي الواقعي يتمثل في مجلس النواب، نحن القانون الأكثري الذي كان معتمدا في كل الانتخابات السابقة هو الذي كان يشكل المحادل التي كانت تلغي الآخرين وأغلقت البيوتات السياسية وألغت أحزاب وقوى سياسية وقضت على زعامات تاريخية، اما القانون النسبي هو يتيح المجال أمام أي حزب لديه حضور حقيقي، أمام أي شخصيات، أمام أي زعامة أن تتمثل في المجلس النيابي، أنا أريد أن أؤكد ان أصلا نحن ليس هذا في نيتنا وهذا امر ليس من ثقافتنا ولا من سياستنا، نعم أسمحوا لي هنا ليس فقط أن أُدافع إنما ان أُهاجم، أنا أقول لكم من هو الإلغائي، للذين يتحدثون عن الإلغاء في لبنان، بشكل مختصر، نحن لم نكن إلغائيين، نحن منذ ال2005 حتى عندما كنا في التحالف الرباعي، وقى 14 اذار هي التي ألغت التيار الوطني الحر، يعني منعته من المشاركة في الحكومة، وألغت بقية القوى السياسية، وقبلت فقط بأمل وحزب لله، لأنه في النهاية يريدون تمثيل شيعي في الحكومة، نحن منذ 2005 كُنا ننادي بحكومة وحدة وطنية، في 2018 عندما اصبحت الغالبية النيابية لنا أي لفريقنا السياسي أصرينا على حكومة وحدة وطنية، وتشكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري وشارك فيها الجميع، حتى هؤلاء الذين يتحدثون عن الإلغاء، وبعد أحداث تشرين 2019 كنا نُصر ان تكون حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، وعندما كلف الرئيس حسان دياب، أيضاً كنا نُنادي بحكومة وحدة وطنية، وهكذا، نحن ليس هذا جونا على الاطلاق، أما الإلغائين الإلغائي هو من كان يراهن في حرب تموز 2006 على سحق المقاومة وبيئة المقاومة، الإلغائي هو من كان يطالب في جلساته مع الأميركيين التي وثقتها ويكيليكس، الذي كان يتحدث ويطالب المسؤوليين الاميركيين بعدم وقف الحرب في تموز واستمرار المعركة حتى النصر الإسرائيلي الكامل والقضاء على المقاومة، الإلغائي هو الذي كان يجلس مع الأميركيين ويُقدم لهم إقتراحات ليقدموها للإسرائيليين ليحققوا النصر، يعني يدلهم على نقاط الضعف ليقوموا بالتركيز عليها، الالغائي هو الذي كان لديه حكومة في ال2006 ونحن “وزراء أمل وحزب الله” إستقالوا من الحكومة بسبب الاعتراض على طريقة إقرار موضوع إتفاقية المحكمة الدولية وإستقلنا، وأيضا في ذلك الوقت تضامن معنا الوزير السابق يعقوب الصراف، الوزير الصديق والحبيب، حسناً، لكن يوجد طائفة بكاملها خرجت، لم يقفوا لا عند طائفة غائبة ولا عند ميثاقية ولا شيء، واكملوا، من 11- 11- 2006 الى 11- 7 -2008 يعني الى ما بعد 7 أيار وإتفاق الدوحة، 20 شهراً، ما يقارب العشرين شهرا، اكملوا وكانوا كل 14 اذار موجودين، حتى الذين يتكلمون عن الالغاء اليوم، اكملوا إلغاء وأخذوا مئات القرارت، ولا كأنه يوجد آخرين في البلد حقهم ان يكونوا مشاركين وهم شركاء وهم جزء من الميثاقية الموجودة في البلد، هذا الإلغائي، الإلغائي هو الذي لم يُعر أي إهتمام لهذا الغياب من كل القوى السياسية التي شاركت في حكومة الرئيس السابق السنيورة واكملت معه في ذلك الحين، الإلغائي هو دائما جاهز ويقدم نفسه للخارج أنه حاضر أن يقيم حرب اهلية هدفها الإلغاء، وهدفها سحق الاخرين، الإلغائي هو الذي بشطبة قلم في مقال او في خطاب إنفعالي أو غير انفعالي يعتبر ان ثلث الشعب اللبناني جالية ايرانية، هذا إلغائي، أما نحن ليس كذلك، نحن دائما كنا حريصين، الإلغائي هو الذي يعلن اليوم وهذه هي النقطة التي تليها والتي سوف أصل لها، الذي يعلن اليوم وهو يقول لك لا داعي لبرنامج إنتخابي ولا خطاب إنتخابي ولا شيء، لديه نقطة واحدة، نزع سلاح المقاومة، الغاء المقاومة، هذا هو الالغائي، أما نحن فلا، فليطمئنوا جميعا، نحن حريصون على الشراكة وعلى التفاهم، وعلى تعاون الجميع، لا نريد ان نحكم البلد، يعني “ملينا” من هذا الكلام ولكن سنظل نقوله، ولا نريد ان نسيطر على البلد، ونؤمن بأن إدارة البلد من أي طرف او حزب او طائفة او مجموعة هو أمر غير عقلائي وغير منطقي وغير عملي، وهذا البلد بسبب تنوعه وتركيبته يحتاج الى تعاون الجميع.
النقطة التي تليها، المفترض بعد ما تشكلت اللوائح وأعلن عنها، أن نسمع برامج انتخابية، خصوصاً أن البلد اليوم يعاني من أزمات خانقة جداً، لم يسبق لها مثيل على المستوى الاقتصادي والنقدي والمالي والحياتي والمعيشي والصحي والتربوي والبيئي وعلى كل صعيد وحتى على مستوى بعض المستويات الامنية الداخلية، والامن الاجتماعي، لكن للاسف الشديد في الاعم الأغلب انا لا أنفي وأقول الجميع، لكن بالأعم الأغلب اللوائح التي أُعلنت حتى الآن لم نرى أنه قدمت برامج تلامس المشاكل الحقيقة للشعب اللبناني في المرحلة الحالية وانما ذهبت الى عناوين أخرى سأعود اليها، نعم البعض قدم شيئا، لكن الخطاب الطاغي الترويج السياسي والانتخابي الطاغي هو لا يقارب هذه المسائل وانما ذهب إلى مكان آخر، مثلا نرى مجموعة من العناوين، البعض هدفه استقطابي، والبعض من هذه العناوين هي عناوين كاذبة، يعني لا تستند الى حقائق، مثلاً، لائحة بكاملها، ماذا يعلن الهدف، الهدف هو رفع هيمنة حزب الله على قرار الدولة اللبنانية، يعني لا يوجد شيء اسمه سالبة بإنتفاء الموضوع، ليس هناك شيء اسمه هيمنة حزب الله على قرار الدولة اللبنانية، أنت تقاتل وهماً، أنت تقاتل الهواء، تقاتل الخيال، الفراغ، لكن هذا يضعه هدفاً. حسناً، ماذا عندك شيء آخر؟ عندما نرفع هيمنة حزب الله عن قرار الدولة اللبنانية كل شيء يُحل في البلد، الحمد لله رب العالمين، عظيم إذا كان كذلك. رفع تسلط السلاح على الحياة السياسية!! كيف تسلط سلاح على الحياة السياسية وأنتم أخذتم أغلبية في عام 2005 وبالتحالف مع هذا السلاح أخذتم أغلبية في عام 2009 وبقي المجلس لعام 2018 وشاركتم بحكومات كانت الأغلبية دائماً في الحكومات في أغلب الحكومات لكم ورئاسة الحكومات لكم.
نزع سلاح المقاومة، أحد يقول لك نريد أن ننزع سلاح المقاومة، هناك أحد لا يأخذه إلى عنوان أوسع قليلاً، مواجهة حزب الله، ماذا برنامجك يا حبيبي، يا عيني، أيتها اللائحة الفلانية، يقول لك مواجهة حزب الله، أصلاً ليس هنالك من داعٍ أن نتحدث عن برامج أو أي شيء آخر.
الاحتلال الايراني، تحرير لبنان من الاحتلال الايراني، الهدف – بعض اللوائح ماذا تقول – الحفاظ والدفاع عن الهوية العربية للبنان، أنا أعتقد أن هذا فيه تطور كبير جداً، يعني ليس كل شيء نسمعه نحزن منه، لا بالعكس هناك أشياء نفرح بها. دائماً بعض هؤلاء كان عندما تناقشهم بهوية لبنان العربية قبل الطائف كان يقول لك لبنان عربي! ما دخله بالعربي، لبنان فينيقي، آخر شيء لبنان له وجه عربي، يعني هذا آخر التنازلات قبل الطائف أن لبنان له وجه عربي، الآن بعض هؤلاء الحمد لله يتحدث عن الهوية العربية ويؤكد على الهوية العربية ويريد أن يقاتلنا – باعتبار أننا ايرانيين – يريد أن يقاتلنا سياسياً وانتخابياً من أجل تأكيد الهوية العربية، ممتاز، عظيم، إن شاء الله تبقون على هذا الالتزام. وإن كان على كل حال أيضاً من جملة الأمور التي تحتاج إلى حسم لنتفق من الذي يحافظ على الهوية العربية للبنان ومن الذي يضحي بها، ماذا تعني الهوية العربية؟ ما هو ثقافتها؟ ما هو خطها السياسي؟ ما هو ثوابتها؟ ما هو أركانها؟ هذا يحتاج إلى نقاش الآن ليس وقته.
البعض تضليلاً يحاول أن يقول للبنانيين أن سلاح المقاومة هو سبب كل هذه المصائب، يا أخي أعطيه سهم لسلاح المقاومة، سياسات ثلاثين سنة الاقتصادية، السياسات التي تبين أنها خاطئة، هذه ليس لها علاقة؟ الفساد الإداري والمالي المسلم بالبلد، هذا ليس له علاقة؟ تهريب الودائع والأموال من لبنان، ما علاقة سلاح المقاومة؟ هذا ليس له علاقة؟ كل هذا ليس له علاقة فقط سلاح المقاومة!؟ إذا تحلون سلاح المقاومة كل شيء سيُحل في البلد. أيضاً إن شاء الله في المهرجانات الانتخابية أناقش هذه النقطة أكثر.
أنا أحببت أن أقول هذه الإشارة لأقف عند استنتاج سريع، هو إحساس، أنا لا أريد أن أتهم أحداً، لكن يشعر الانسان أن هذه اللوائح وهذه القوى السياسية تركز على هذه العناوين لماذا؟ لأن هذه العناوين جاذبة خارجياً وليس لأنها جاذبة داخلياً، داخلياً هم يريدون أن يقنعوا الناس بهذه الأكاذيب، هيمنة حزب الله والاحتلال الايراني وتسلط السلاح وسبب المقاومة بالكارثة الاقتصادية، يعني هم يريدون أن يبذلوا جهداً حتى يقتنع اللبنانيين معهم وأنا شاهدت استطلاعات رأي، دراسات قامت بها جهات محايدة أن هذا الجهد الإعلامي، وسائل الإعلام، الجيوش الالكترونية، مقالات مدفوعة الثمن و..و..و.. بالحقيقة لم تستطع أن توصل الشعب اللبناني لقناعة من هذا النوع، يعني فشلوا فيها، هذا هدفه استرضاء الخارج، استرضاء أميركا، استرضاء الغرب، استرضاء السعودية، استرضاء بعض الدول العربية التي عندها مشكلة مع المقاومة وبالتحديد عندها مشكلة مع حزب الله، أنه نحن نقف بوجه حزب الله، هذه كل الحقيقة، كل هذه الشعارات والعناوين سببها أنه نحن يا أميركا، نحن يا مجتمع غربي، نحن يا سعودية، نحن يا كذا دولة، نحن نقف بوجه حزب الله، نواجه حزب الله، نطالب بنزع سلاح حزب الله، نرفع الصوت بحزب الله، من أجل أي شيء؟ استدراج الدعم السياسي والدعم المعنوي والأهم الدعم المالي، يعني الدولار الطازج، أنا هذا فهمي، وإلا إذا واحد حقاً يريد أن يجلس على الطاولة ويناقش ويكون موضوعياً قليلاً، يعني اللبنانيين لم تنطلِ عليهم هذه الأكاذيب ولم يقنعوا بهذه الأسباب التي يطرحونها.
على كل حال، طبعاً إذا قال أحد أنا عندي إشكال حول سلاح خارج الدولة والمفترض أن نضع استراتيجية دفاعية ونرى كيف نستفيد من عناصر القوة المتاحة للشعب اللبناني والدولة اللبنانية، هذا لا يمكن أن نتهمه، يتحدث برؤية ومنطق وقابل للنقاش، ولكن الذي هو خارج أي نقاش له علاقة بالاستراتيجية الدفاعية، هكذا هو حاسماً، نزع سلاح المقاومة، نزع سلاح حزب الله، مواجهة حزب الله، بديلك لحماية البلد ماذا؟ لا يوجد شيء، هذا ماذا؟ هذا لا يتحدث منطق ولا يقدم مشروع ولا برنامج لمصلحة البلد، هذا يسترضي جهات خارجية من أجل الحصول على دعم سياسي ودعم مالي بكل صراحة ويقدم ويعرض خدمات.
نحن نتمنى بالأسابيع القليلة المقبلة أن نسمع برامجاً، نحن قدمنا برامجاً، نحن من 1992 قدمنا برنامج واقعي للانتخابات النيابية، بعام 1996، بعام 2000، كنا نطور ببرنامجنا على ضوء التجربة، بعام 2005 لأن البلد كان “مخبوص” بعد الأحداث التي حصلت بعد استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والانقسام الحاد بالبلد، بعام 2009 قدمنا برنامج انتخابي، بعام 2018 قدمنا برنامج انتخابي، وقبل أيام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة عقد مؤتمر صحافي وتلا برنامجنا الانتخابي لانتخابات 2022. برنامجنا الانتخابي تحدثنا في أول عدة أسطر لها علاقة بالمقاومة والباقي كله له علاقة بالوضع اللبناني، الوضع الداخلي، مؤسسات الدولة، بناء الدولة، النهوض، القضاء، الوضع الاقتصادي، المعيشي، النقدي، المالي، الصحي، التربوي، أربع صفحات ممتلئة قرأهم، طبعاً لم نسمع بالطرف الآخر أحد يناقش لا البرامج ولا الأفكار، لا السابقة ولا الحالية، لكن نحن لا، نحن مصرين أن هذا برنامجنا، نحن لم نتحدث فقط عن موضوع المقاومة وأنه يا أناس يجب أن تصوتوا لأن المقاومة مستهدفة، هذا واحد من العناوين الأساسية قطعاً، ولكن ليس هو العنوان الوحيد كما يقول بعض خصومنا، لا، هناك عناوين كثيرة وتفصيلية ومملة أيضاً، لأن بعض إخواننا قالوا أننا البرنامج كبير، وضعنا الكثير من البنود، كان يجب أن نختصر، لكن نحن توسعنا بالبنود لأن هذا برنامج العمل لأربع سنوات. أيضاً اليوم من أسابيع، نوابنا مثلاً يعرضون القوانين، ماذا فعلوا، ماذا قدموا، بالخدمات ماذا قدموا، مثلاً بملف مكافحة الفساد، أين أصبحنا، ماذا فعلنا، أجري مؤتمراً صحافياً، عُرض تقارير حول هذا الموضوع، أيضاً الجهات الأخرى المعنية بحزب الله تعرض ماذا فعل حزب الله كحزب الله خلال أربع سنوات، البعض الآن يقول هذا هدفه انتخابي، من الطبيعي، الناس انتخبتنا قبل أربع سنوات بناءً على وعود، بناءً على برنامج، يجب وليس عيباً – للأسف كل شيء واجب هنا أغلب الواجب يصبح عيباً عند بعض اللبنانيين – واجب علينا وعلى القوى السياسية أن تأتي للشعب اللبناني وتقول له نحن بالأربع سنوات نوابنا قاموا بذلك ووزراؤنا قاموا بذلك، حزبنا قام بذلك، مؤسساتنا قامت بذلك، والناس تعرف، طبعاً الآن لن أتحدث عن التفاصيل لأنه هم يتحدثون وإن شاء الله نتحدث. فنحن هذا العرض لا بالعكس هو واجب وفي وقته الطبيعي ولكن السؤال أنه أنتم القوى السياسية المخاصمة لنا، الآن حلفاؤنا وأصدقاؤنا يتحدثون، أنتم قولوا للناس أنتم بالأربع سنوات الماضية ماذا فعلتم؟ وبالثماني سنوات، وأنتم أغلبكم كنتم بالسلطة منذ ثلاثين سنة وأقل شيء منذ خمسة عشر سنة وبعضكم كان في السلطة منذ أربعون سنة – مثل حزب الكتائب مثلاً – قولوا للناس أنتم ماذا فعلتم وماذا قدمتم وماذا أنجزتم؟ لكن هذا لا نجده، دائماً نسمع شتائم واتهامات وهجومات وتخوين واحتلال وهيمنة. نحن لا، نحن بالعكس نحاول أن نكون طبيعيين أن نأتي ونقول للناس نحن خلال أربع سنوات قمنا بذلك في المجلس النيابي، بالقوانين قمنا بذلك، بإقتراحات القوانين قمنا بذلك، بمشاريع القوانين قمنا بذلك، بالوزارات التي استلمناها قمنا بواحد اثنين ثلاثة أربعة، نوابنا بملفاتهم، بمكافحة الفساد، حزبنا، صحياً، تربوياً، اجتماعياً، ثقافياً، سياسياً، بماذا قمنا وماذا عملنا، نحاول أن نشرح للناس حتى يكونوا على بينة.
المحزن في لبنان أن هنالك أناس هم كانوا السلطة وليس نحن، نحن أتينا متأخرين، وهم كانوا المؤثرين وحتى خلال 15 سنة أغلبية الحكومة معهم والسلطة معهم والقرار معهم والآن هم أصبحوا المعارضة ويريدون أن يحاسبوا الأغلبية الحالية على 30 سنة و 40 سنة وكل السنوات الماضية وهذا في الحقيقة غير منصف على الإطلاق.
النقطة التالية، أنا لا أريد أن أنتظر فيه للمهرجانات الانتخابية بعد العيد، يعني نحن بعد العيد إن شاء الله نقيم ثلاث مهرجانات انتخابية نتحدث فيه بالمباشر عندها. لكن هنالك نقطة لا تحتمل التأجيل، سمعت بعض القوى السياسية وبعض وسائل الإعلام تحاول أن تشوه شعارنا وتقول أن حزب الله عندما يقول نحمي ونبني ويطالب الناس أن ينتخبوا لهذه اللوائح فهو يطلب من الدولة اللبنانية أن تحمي المقاومة بالوقت الذي من المفترض أن المقاومة هي التي تدعي أنها تحمي الدولة اللبنانية، شاهدوا التضليل والمغالطة، هذه مغالطة، ولا يوم من لما وُجد حزب الله منذ 40 سنة ولا يوم لا ببيان ولا بخطاب ولا مسؤول كبير ولا صغير في لبنان من حزب الله أحد وقف وقال نحن نطالب الدولة اللبنانية بحماية المقاومة، أبداً، أبداً. المقاومة هي التي تحمي البلد وحمت الدولة ولولا المقاومة ليس هنالك دولة، كان بلداً محتلاً من الاسرائيلي، الدبابات التي وصلت إلى بعبدا، الجنود الإسرائيليين الذين دخلوا إلى مكتب رئيس الجمهورية. المقاومة اليوم هي التي ضمن المعادلة الذهبية تحمي البلد، تقيم توازن ردع مع العدو الإسرائيلي، هي لا تطلب حماية الدولة أبداً، نعم الذي نقوله وهنا التضليل، نقوله يا ناس انتخبونا ليكون لدينا حضوراً بالدولة لنمنع أحداً من القوى السياسية أو من الخارج أن يستخدم الدولة لضرب المقاومة، نحن لا نريد من الدولة أن تحمي المقاومة، نريد من الدولة أن لا تطعن المقاومة في ظهرها، فقط، الآن ممكن أحد أن يقول هل هذا وارداً، طبعاً، لا أريد أن أفتح ملفات قديمة الوقت أصبح ضيقاً، لكن في عام 1993 هذا كاد أن يحصل لولا تدخل شخص الرئيس حافظ الأسد، كاد أن يحصل في عام 1993، هذا في حرب تموز كاد أن يحصل، كانت له بدايات، عندما أُمر بعض حواجز الجيش بأن تصادر شاحنات المقاومة، شاحنات السلاح والذخيرة الذاهبة إلى الجنوب وأمور أخرى لا أريد التحدث عنها، هذا الأمر نعم هو حصل في 5 أيار 2008 بقرارات الحكومة المعروفة بقصة السلكي. فإذاً نحن لا نتحدث عن أن هدفنا أن تحمي الدولة المقاومة، لا، لا أحد يستخدم الدولة ليطعن المقاومة في ظهرها فقط، هذا مشروع أميركي معلن، نحن ننزه الجيش اللبناني والأجهزة اللبنانية الأمنية عن هذه الوظيفة أو المهمة، ولكن اسمعوا الخارجية الأميركية، الدفاع الأميركي، وزارة الدفاع، اسمعوا أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركيين ماذا يقولون؟ نحن ندعم لبنان والدولة في لبنان والجيش اللبناني لأنها هي طريقتنا للانتهاء من موضوع حزب الله والمقاومة وسلاح حزب الله، هنالك أميركا تعلن بشكل واضح أن هذا مشروعها، نحن ماذا نقول؟ لا نريد فتنة ولا نريد حرباً أهلية ولا نريد صداماً بين اللبنانيين، لنمنع ذلك يجب أن نكون حاضرين في الدولة ولو لم نكن غائبين عن حكومة 5 أيار 2008 يعني الذي أخذت قرارات السلكي ما كان ليحصل 7 أيار وسقط شهداء وحصل قتالاً وما شاكل. إذاً هذه المغالطة نتمنى أن يصير الانتباه لها.
النقطة الأخيرة، التي يركزون عليها كثيراً نتيجة الحرص على الهوية العربية والعنوان العربي والعلاقات العربية، أن حزب الله هو يخرب العلاقات اللبنانية العربية أو يخرب العلاقات العربية – العربية، أيضاً بشكل سريع، إذا رجعنا قليلاً، للانصاف، حتى قبل حرب اليمن نحن والسعودية كنا على خلاف سياسي ولكن كنا نلتقي والسعوديين يأتون ويذهبون من لبنان. حسناً، في حرب اليمن أنا سؤالي من الذي يخرب العلاقات العربية – العربية، هناك دولة عربية اسمها السعودية أقامت تحالفاً مع دولة الامارات ودول عربية أخرى وشنت حرباً وعدواناً عسكرياً شاملاً وواسعاً ومدمراً على اليمن وعلى جزء كبير من الشعب اليمني، ويوم واثنين وثلاثة وأربعة وارتكبت مجازر ودمرت و..و..و.. من سبع سنين إلى الآن، هذا الذي يخرب العلاقات العربية الذي يشن حرباً على دولة عربية، يشن حرباً على شعب عربي، يشن حرباً عربية – عربية عمرها سبع سنوات قضى فيها الآلاف، عشرات الآلاف، حصلت فيها مآسي إنسانية تاريخية، أو يكون الذي يخرب العلاقات العربية هو الذي يأخذ موقفاً مع المظلومين المعتدى عليهم ويطالب بوقف الحرب ووقف العدوان، من يكون الذي يخرب العلاقات العربية – العربية؟ من يكون قانونياً وعربياً ومنصفاً وإنسانياً؟ هنا بين هلالين الحمد الله الهدنة في اليمن، هدنة الشهرين، بعد صمود اليمنيين المظلومين سبع سنوات، حرب ضروس، شعواء، أنفقت فيها مليارات الدولارات، جُيش لها جيوش عديدة في العالم، جيء لها بمرتزقة من كل أنحاء العالم، هؤلاء اليمنيون المظلومون صنعوا المعجزات، صنعوا الأساطير، صمدوا، ثبتوا، غيروا المعادلات وفرضوا أنفسهم على العالم، اليوم المبعوث الدولي مُجبر أن يجلس معهم، المبعوث الأميركي مُجبر أن يجلس معهم، الأوروبيين مُجبرين أن يجلسوا معهم، والعالم كله يريد أن يسمع لهم ويريد أن يتحدث معهم، هذه النتيجة السياسية هذه صنعوها بصلابتهم وصمودهم وايمانهم وثباتهم وتضحياتهم ودماء شهدائهم وجوعهم وعطشهم ومرضهم، هذه لا أحد منّ عليهم فيها، الله سبحانه وتعالى فقط منّ عليهم فيها، لكن هم صنعوها. طبعاً نحن سعداء للهدنة لأنه كل موقفنا وخطابنا السياسي محوره وقف الحرب، وقف العدوان، ونأمل إن شاء الله أن تفتح الهدنة باباً للحوار السياسي والوصول إلى الحل السياسي، نأمل أن تكون الهدنة مدخلاً لوقف الحرب ورفع الحصار والذهاب إلى الحل السياسي، من أول يوم شنّ هذا العدوان على اليمن، هذا كان موقفنا، لم يكن عندنا موقف آخر، لا أحد كان يطالب ولا يطالب لا بإسقاط المملكة العربية السعودية ولا بتغيير النظام ولا بسحق الجيش السعودي ولا ولا ولا بشيء من هذا، كل الخطاب كان أوقفوا الحرب، أوقفوا العدوان، كفاكم قتلاً، كفاكم ظلماً، كفاكم تدميراً، أيوجد غير ذلك؟ شاهدوا هذه سبع سنوات وكل خطابنا وموقفنا معروف في وسائل الإعلام نحن وكل أصدقائنا الاقليميين والمحليين. وأنا أود في هذه النقطة أن أوجه نصيحة للحكام في المملكة العربية السعودية وأقول لهم لا تراهنوا أنه أنتم ممكن مع أصدقاء، هناك جهة معنية بالتفاوض هي حكومة الانقاذ في صنعاء، المجلس السياسي الأعلى في اليمن، حركة أنصار الله ورمزهم وقائدهم وكبيرهم القائد السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي نصره الله وحفظه الله، هؤلاء طرف التفاوض تحدثوا معهم، الحديث مع دول أخرى مثل الجمهورية الإسلامية في إيران أو أصدقاء آخرين لا تتوقعوا أن أصدقاء هؤلاء اليمنيين المظلومين سيضغطون عليهم ليتنازلوا عن حقوقهم، أبداً، الجمهورية الإسلامية لا تفعل ذلك، وأصدقاء هؤلاء المظلومين في أي مكان في العالم لا يمكن أن يفعلوا ذلك على الإطلاق. إذاً الطريق الوحيد للحل السياسي هو التفاوض والحديث المباشر مع هؤلاء، والإصغاء إلى منطقهم، إلى حقهم، إلى لغتهم، إلى موقفهم، ولا تنتظروا من أحد من أصدقائهم أن يضغط عليهم ليتنازلوا عن شيء لا من كراماتهم التي بذلوا من أجلها الدماء ولا عن حقوقهم التي قدموا من أجلها كل هذه التضحيات. حسناً، هذا مثل، مثل آخر أيضاً في تخريب العلاقات العربية – العربية، موضوع سوريا عندما يتحدثون أننا ذهبنا إلى سوريا، أنا أتمنى، هنالك مقابلة أجراها رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني مع القبس الكويتية ومسجلة صوت وصورة، أنا عادة الشيء الذي أقرأه بمواقع التواصل أو حتى في بعض وسائل الاعلام، المكتوب يجب أن تدقق لأنه ممكن أن يكذب أحد عن أحد، لكن اسمع صورة وصوت وأيضاً الصورة والصوت يجب أن تتأكد لأنه في هذه الأيام هناك إمكانية تركيب صورة وصوت، لكن أنا سمعته وسمعته مرة واثنين وثلاثة لأتأكد أني أفهم صح، يقول عند بدء الأحداث في سوريا شُكلت لجنة خماسية مؤلفة من السعودية، قطر، الأردن، تركيا، أميركا، هدف اللجنة هو الدخول إلى سوريا وإسقاط النظام والسيطرة على سورية، يقول بعد مدة، عُين الامير بندر بن سلطان وصار هو رئيس جهاز المخابرات السعودي، وهو المعني بإدارة الموقف، يعني القطريين أصبحوا خلف الخط، صار الخط الأمامي إدارة سعودية ويقول ان بندر بن سلطان طلب ميزانية للإنتصار في سورية 2000 مليار دولار، يقول انه شكلت ميزانية ضخمة ولكن لا يقول كم هي، ولا أريد أنا أن احمل ذمتي ولم يقل انه تقرر 2000 مليار دولار، ولكن قال ميزانية ضخمة، حسنا، هؤلاء العرب عندما بدأت الاحداث في سورية كان يوجد إستعداد عالي جدا جدا جدا عند القيادة السورية وعند الرئيس بشار الاسد أن يذهب إلى حل سياسي وعبر عن هذا الموقف منذ الايام الاولى، حسنا هؤلاء العرب إذا هم حريصين جديين على سورية وشعب سورية وكبار وصغار سورية وعلى البلد العربي وهؤلاء كانوا أصدقاء قريبين جداً من الرئيس الاسد، يعني مثلا قطر وأميرها والمسؤولين القطريين كانوا اكلين شاربين نائمين في دمشق، الى عشية الاحداث في سورية، الرئيس التركي الحالي كان وقتها رئيس وزراء على ما أظن، ذاهب وقادم على سورية والقيادة السورية فتحت سورية لتركيا، الاسواق والتجارة والعلاقات، كان يوجد علاقة ممتازة جدا بين تركيا والقيادة السورية، بين قطر والقيادة السورية، الحريصين على العلاقات العربية، ليتدخلوا في سورية ويقيموا حلا سياسيا، ومصالحة، إذا يوجد مشاكل وحاجة الى دعم مالي، ما شاء الله لديهم اموال، ولكن هم حاضرون أن يضعوا مئات مليارات الدولارات ويأتوا بمئات آلاف المقاتلين من كل العالم لسورية ولكنهم ليسوا حاضرين ان يقيموا خيرا وصلاحا وإصلاح في سورية، من يكون يخرب العلاقات العربية؟ الذي فتح الباب وأدار حرب كونية على بلد عربي أسمه سورية؟ أو الذي وقف إلى جانب سورية في مواجهة هذه الحرب الكونية؟ واليوم على كل حال مطلوب منهم ان يُصححوا الموقف، مطلوب منهم أن يرفعوا الحصار عن سورية، مطلوب منهم ان يعالجوا النتائج والآثار الدامية التي تركوها على بنية سورية شعبا ودولة، إذا قبل ما تتهموننا نحن بتخريب العلاقات العربية أعملوا معروف وشوفوا وأدرسوا وقيموا الامور، هل الحريص على العلاقات العربية هو الذي يستخدم جيوشه ليشن حربا على دولة عربية اخرى، ويُسخر لها أمواله وإعلامه وعلاقاته الدولية، أم الحريص هو لذي يقف الى جانب العربي عندما يكون الشعب أو الدولة عندما تكون مظلومة او معتدى عليها؟
أطلنا عليكم، يبقى كلمتين من باب الوفاء، نحن اليوم ايضا في الذكرى السنوية لإستشهاد الامام الكبير والعظيم، الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه)، واخته الفاضلة العالمة والمجاهدة بنت الهدى، طبعا هذه الجريمة جريمة العصر، الجريمة التاريخية التي إرتكبها النظام العراقي السابق، أودت الى خسارة للعقل البشري، خسارة إنسانية، خسارة للأمة الاسلامية، وخسارة للإسلام، الاسلام كدين وحضارة وكفكر، لأن الشهيد السيد محمد باقر الصدر في الحقيقة لم يكن فقط مفكرا أو فيلسوفا كان نابغة من النوابغ في هذا العصر التي قلّ نظيرها حتى في التاريخ، اليوم نحن نستحضر ذكراه وما زالت تراثه واثاره الفكرية والثقافية والعلمية حاضرة وبقوة تسند كل حركة الاسلام والأمة في هذا العصر، ونداءاته ووصاياه وقيادته تحملنا جميعا المسؤولية، هنا المسؤولية ليست فقط عراقية، لأن الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان بمستوى العالم والانسانية وبمستوى الامة وبمستوى المستضعفين في كل العالم، كان يفكر لكل الدول ولكل الشعوب ولكل المظلومين والمستضعفين في العالم، مسؤوليتنا جميعا ان نحفظ أسمه وان نُعلي أسمه وأسم اخته الشهيدة العظيمة، وان نحافظ على تراثه وان نواصل دربه وهو الذي كان أستاذ أساتذتنا الأكبر والأهم، رحمه الله إن شاء الله ورحم كل الشهداء.
ان شاء الله نلتقي لاحقاً اذا اذن الله سبحانه وتعالى ومد في أعمارنا، نلتقي مجددا في شهر رمضان وبعد شهر رمضان في المهرجانات الانتخابية نتكلم اكثر في الانتخابات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.