منح مرضى السرطان أملاً جديداً من خلال اختبار يحلل الأورام للتنبؤ بالعقاقير الأكثر فاعلية لكل مريض بمفرده.
ويقول علماء من معهد أبحاث السرطان في لندن إن هذه التقنية، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات المأخوذة من عيّنات الورم، تتيح للأطباء تحديد تركيبات الأدوية التي من المرجح أن تعمل بشكل سريع.
واختبر الباحثون الخلايا السرطانية من مرضى سرطان الرئة، وفحصوا كيف أثرّت 7 عقاقير على 52 بروتيناً مرتبطاً بنمو المرض وانتشاره.
ومن بين 252 مجموعة من الأدوية التي اختُبرت، أظهر 128 مستوى معيناً من التآزر، ما يعني أن تأثيرها المشترك تجاوز تأثير كل دواء فردي مضاف معاً. ويخطط الباحثون الآن لدراسة متابعة أكبر.
وقال رئيس المعهد كريستيان هيلين: “أحد أكبر التحديات التي نواجهها هو قدرة السرطان على التطور ويصبح مقاوما للأدوية. نتوقع أن يكون مستقبل علاج السرطان في الجمع بين العلاجات للتغلب على المقاومة، لكننا بحاجة إلى تحسين التنبؤ بمجموعات الأدوية التي ستعمل بشكل أفضل مع المرضى الفرديين”.
وأضاف قائد الدراسة البروفيسور أدي بانيرجي: “يوفر اختبارنا دليلاً على مفهوم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التغييرات في طريقة تدفق المعلومات داخل الخلايا السرطانية والتنبؤ بكيفية استجابة الأورام لمجموعات الأدوية.
ومع وقت استجابة سريع أقل من يومين، فإن الاختبار لديه القدرة على توجيه الأطباء في أحكامهم بشأن العلاجات التي من المرجح أن تفيد مرضى السرطان الأفراد. إنها خطوة مهمة للمضي قدماً من تركيزنا الحالي على استخدام الطفرات الجينية للتنبؤ بالاستجابة.
ويضيف “تظهر النتائج أن نهجنا المبتكر ممكن، ويقدم تنبؤات أكثر دقة من التحليل الجيني لمرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة. وقبل أن يدخل هذا الاختبار إلى العيادة ويوجه العلاج الشخصي، سنحتاج إلى مزيد من التحقق من صحة النتائج التي توصلنا إليها – على سبيل المثال، من خلال إجراء دراسة حيث نجري الاختبار على المرضى الذين يتلقون بالفعل علاجا للتحقق مما إذا كانت التوقعات صحيحة”.
ويمكن أن يكشف التحليل الجيني للأورام عن الطفرات التي تغذي نمو السرطان، ما يسمح للأطباء بوصف الأدوية التي تستهدف هذه التغييرات.
ومع ذلك، فإن علم الجينوم وحده لا يوفر تنبؤات دقيقة بما فيه الكفاية حول أفضل مجموعة من الأدوية يمكن استخدامها.
المصدر: الميادين