كغيره من الأمراض التي تظهر مع التقدم بالسن، فإنّ لـ “الزهايمر” عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به، والتي يمكن اكتشافها من خلال إجراء عدد من الفحوصات أو ملاحظة بعض العلامات أثناء الفحص الروتيني للفرد.
ووفقاً للخبراء، فإن نسيان الفرد لـ 4 أشياء محددة يمكن أن يكون علامة إنذار مبكر لمرض “الزهايمر”، وهي:
الأسماء، والقصص، والكلمات، وأي شيء قاله الفرد بالفعل.
وأشار تقرير جديد صادر عن جمعية الزهايمر إلى أنّه يمكن أن تظهر المراحل الأولى من مرض “الزهايمر” أولاً كمرض يعرف باسم الاختلال المعرفي المعتدل، وهي حالة تؤثر على واحد من كل سبعة بالغين فوق سن الـ60، إلا أنّه من الصعب على الكثيرين اكتشافها بسبب نقص الوعي حولها. ومما يؤكد ذلك، أن دراسة حديثة وجدت أن 81 من المرضى يعتقدون أنّ الأعراض التي يسببها الاختلال المعرفي المعتدل تعد جزءاً من الشيخوخة الطبيعية.
وقالت كبيرة مسؤولي العلوم بجمعية “الزهايمر”، ماريا كاريلو، للإذاعة الوطنية العامة إنّه غالباً ما يتم الخلط بين الضعف الإدراكي المعتدل والشيخوخة الطبيعية، وذلك لأنّ الفرق بين أعراض كل منهما يعد دقيقاً للغاية. وتتضمن أعراض الاختلال المعرفي المعتدل نسيان أسماء الأشخاص، أو ربما نسيان الفرد بأنّه قال شيئاً معيناً بالفعل، أو نسيانه لقصة ما، أو نسيانه لأحد الكلمات.
وحول أسباب صعوبة التعرف على الاختلال المعرفي المعتدل، فيقول الخبراء بأنّه يعود لانطوائه على ملاحظة التغيير في النمط السلوكي، الأمر الذي لا يلاحظونه الأفراد الذين يعانون منه. ولهذا السبب، غالباً ما يعتمد الأطباء على المعلومات التي يتمّ تقديمها من قبل أفراد الأسرة المقربين أو الأزواج من أجل تقييم ما إذا كان الفرد مصاباً بالاختلال المعرفي المعتدل أم لا.
ولكن لا داعي للخوف دوماً عند ملاحظة أي أعراض متعلقة بالذاكرة واعتبارها دوماً بأنّها أولى علامات التدهور المعرفي، حيث يشير الخبراء إلى أنّ هناك مشاكل صحية وعوامل أخرى يمكن أن تسبب بعض الأعراض المتعلقة بالذاكرة، بما في ذلك التعب، وعدم النوم بشكل جيد، وتناول بعض أنواع الأدوية.
ولحسن الحظ، يمكن أن تساعد زيارة الفرد للطبيب في تحديد ما هي أسباب حدوث تغييرات في سلوك الفرد، والتي يمكن علاجها بكل سهولة في بعض الأحيان.
كما يجب التنويه إلى أنّ أعراض الاختلال المعرفي المعتدل لا تقتصر فقط على المشكلات المتعلقة بالذاكرة، وإنما يمكن تتضمن تغييرات سلوكية الأخرى، بما في ذلك الاكتئاب، أو القلق، أو اللامبالاة، أو الهيجان، والعدوانية.
نهاية، إن الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل لا يعني أن حالة المريض ستزداد سوءاً بمرور الوقت وتؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بـ “الزهايمر”، حيث يشير آخر تقرير صادر عن جمعية الزهايمر إلى أنّه يحدث فقط في 30 – 50% من الأشخاص المصابين الاختلال المعرفي المعتدل وذلك خلال فترة تتراوح من 5 – 10 سنوات.
ومع ذلك، يشدد الخبراء على أن التشخيص والعلاج المبكر هما مفتاحان رئيسيين في علاج المرض، وخاصة بوجود العديد من الاختبارات المطورة والحديثة والتي يمكن أن تكتشف عدد من مؤشرات بيولوجية معينة يمكن أن تعطينا مؤشراً على الإصابة الاختلال المعرفي المعتدل أو مرض “الزهايمر”.
المصدر: الميادين