إذا لم تكن متآلفًا مع تعبير “الاختلال المعرفي المعتدل” (MCI)، لا تقلق فأنت لست وحيدًا، لأنّ أكثر من 80% من الأمريكيين لا يعلمون بهذا المرض الذي يصيب 18% ممّن يبلغون الـ60 عامًا وما فوق، وقد يتطوّر إلى مرض الزهايمر، وفقًا لاستطلاع جديد.
ويُعد الضعف الإدراكي الخفيف مرحلة مبكرة من فقدان الذاكرة الخفيف أو فقدان القدرة الإدراكية، مثل اللغة أو الإدراك البصري / المكاني، وفقًا لبحث نُشر في تقرير حقائق وأرقام عن مرض الزهايمر لعام 2022 الصادر عن جمعية الزهايمر.
ويمكن أن تكون العلامات خطيرة بما يكفي لملاحظتها من قبل الشخص المصاب والأحباء، لكنها خفيفة بدرجة كافية بحيث يتمكن الشخص المصاب من الحفاظ على قدرته على القيام بغالبية أنشطة الحياة اليومية.
ويخلط الكثير من الناس بين هذا الضعف الذي يُطلق عليه غالبًا “MCI”، والشيخوخة الطبيعية. ولكن يكمن الاختلاف بأن حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف يُصابون بالخرف بسبب مرض الزهايمر في غضون خمس سنوات، وفقًا للبحث.
ومن أجل فهم أفضل للوعي حول “الاختلال المعرفي المعتدل” وتشخيصه، وعلاجه في الولايات المتحدة الأمريكية، أجرت جمعية الزهايمر استطلاعًا شمل أكثر من 2400 بالغ، و801 طبيب رعاية أولية في نهاية السنة الماضية. وأجاب الجميع على الأسئلة عبر الإنترنت أو على الهاتف. وأظهرت الإجابات أنّ أكثر من 80% من المشاركين لديهم معلومات قليلة أو لا يعرفون بمرض الاختلال المعرفي المعتدل. وعندما شُرح لهم ما هو، فقد أعرب أكثر من 40% عن قلقهم من تطور هذه الحالة لديهم مستقبلًا.
وقال مورغن دايفن، نائب رئيس الأنظمة الصحية في جمعية الزهايمر لـCNN: “كان مفاجئًا بالنسبة إلينا إدراك أنّ عامة الناس وأطباء الرعاية الأولية على حد سواء لا يميزون بين الاختلال المعرفي المعتدل، والانخفاض المعرفي الطبيعي المتعلق بالشيخوخة”، مضيفًا: “هذه النتائج تلقي الضوء على كم يلزمنا من العمل لمواصلة التثقيف والتوعية حول هذا الأمر”.
وترغب نسبة 85% من البالغين بمعرفة ما إذا كانوا سيُصابون بمرض الزهايمر مسبقًا، ما يفسح لهم المجال للتخطيط، ومعالجة الأعراض باكرًا، واتخاذ خطوات لحماية وظيفة الإدراك المعرفي، أو فهم ما يجري، بحسب ما كشفت الدراسة.
لكن، رغم هذا الحس الطارئ، أظهر هؤلاء البالغون تقاعسًا للحصول على نصيحة اختصاصي، في حال بدأوا باختبار هذه الأعراض. وقال 40% منهم فقط إنهم سيتواصلون مع طبيب فور ملاحظتهم الإصابة بأعراض الاختلال المعرفي المعتدل.
وتشمل المخاوف من الحصول على المساعدة احتمال تلقي تشخيص أو علاج خاطئ، أو اكتشاف مشكلة صحية خطيرة، أو الاعتقاد بأن الأعراض قد تختفي.
وتساهم العديد من العوامل بالإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل، لذا يشكل مصطلح هذا المرض مظلة نوعًا ما لأسباب عدة عوضًا أن يكون سببًا واحدًا، وفقًا لما ورد في التقرير.
وأوضح الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير الوقاية السريرية للزهايمر بمركز صحة الدماغ في كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، أنه “ممكن أن ينتج عن أمور قابلة للعلاج، مثل نقص في الفيتامينات، أو ظروف صحية كخلل في عمل الغدة الدرقية، على سبيل المثال”.
وثمة أسباب أخرى تشمل الأعراض الجانبية للأدوية، ونقص النوم، والقلق، والاختلال العصبي أو النفسي، والوراثة، واضطرابات جهازية مثل ارتفاع بضغط الدم، والسكتة الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية، وإصابات الدماغ الرضية.
حماية الدماغ
وعندما يُشخص الأطباء مرض الاختلال المعرفي المعتدل لدى المرضى، يوصون عادة بتغيير نمط الحياة، والخضوع لفحوصات مخبرية، وفقًا لما كتب المؤلفون.
وأوضح إيزاكسون أنّ “الناس في وسعها السيطرة على صحة دماغها من خلال الإقدام على تغييرات حقيقية في حياتهم اليومية”، مضيفًا: “لا يتعلّق الأمر فقط بالتمارين الرياضية، والحمية الغذائية، والنوم والإجهاد، لكن أيضًا بالظروف الطبية التي في وسع أطباء الرعاية الأولية المساعدة في تحسينها وعلاجها، مثل ضغط الدم، والكوليستيرول المرتفع، والسكري”.
المصدر: سي ان ان