زار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس خامه يار تجمع العلماء المسلمين مودعا، واستقبله أعضاء مجلس الأمناء والهيئة الإدارية.
وقال رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبدالله: “شرفنا سعادة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور عباس خامه يار في هذه الزيارة الوداعية التي لن تكون، بإذن الله، وداعا بالمعنى الحرفي للكلمة لأن التواصل سيبقى مستمرا بيننا وبينه، لأن العلاقة بيننا طويلة وقديمة منذ بدايات انتصار الثورة الإسلامية في إيران”.
وأضاف: “لقد كان للمستشار الثقافي أثناء فترة عمله في لبنان الأثر الكبير في نشر ثقافة إسلامية عصرية تقبلها الشارع اللبناني بكل أطيافه، لم تكن ثقافة حدية ولم تكن ثقافة بالمعنى الذي أراد الغرب أن ينشره عن الإسلام عبر الجماعات التكفيرية، وإنما كانت ثقافة الإسلام المحمدي الأصيل، الدين الوسطي الذي يدعو الى المحبة والذي ينشر رسالة الإسلام التي هي رحمة للعالمين. لقد كان يعمل في جميع ميادين الثقافة لم يكن في ميدان محدد لا يعني أن تكون مستشارا ثقافيا لدولة إسلامية أن تتحدث في العناوين الإسلامية البحتة، ولكن أن تتطرق إلى كل ميادين الفكر والثقافة سواء المسرح أو الرسم أو التصوير أو الأفلام أو المسلسلات أو كل عناوين الثقافة التي يمكن أن نتطرق إليها، تطرق إليها سعادة المستشار ضمن العناوين الإسلامية الأصيلة وضمن الأهداف الإسلامية الأصيلة، وقد كان ناجحا نجاحا باهرا استطاع أن يقدم إنموذجا للمستشار الثقافي الذي نطمح إليه، ونتمنى أن يكون الخلف بمستوى السلف وأن يسير على نهجه وفي المضمار نفسه الذي سار فيه لأنه قدم إنموذجا يجب أن يحتذى ليس في لبنان فقط بل في كل المستشاريات الثقافية في العالم الإسلامي. أنا لا أقول لسعادة المستشار وداعا، أقول له نحن دائما في لقاء وتواصل مستمر، ونتمنى أن يكون في الموقع الذي سيحتله في داخل الجمهورية الإسلامية رسولا لتجمع العلماء المسلمين ينقل الى الإخوة المسؤولين هناك أهداف هذا التجمع، والسعي الحثيث الى الوحدة الإسلامية، وهي العنوان الأساسي للثورة الإسلامية في إيران وفكر الإمام الخميني”.
وتوجه الى المستشار الثقافي: “في آخر كلمتي، اسمح لي، سعادة المستشار، أن أقدم اليكم هذه الدرع البسيطة تقديرا من تجمع العلماء المسلمين لإسهاماتك وعملك”.
وقال خامه يار: “مجرد ساعات قليلة قبل مغادرتي الجسدية لهذا البلد الحبيب. تشرفت، مرة أخرى، بزيارة اخوتي وأساتذتي أعضاء تجمع العلماء المسلمين سنة وشيعة، وكان من واجبي أن أتشرف بزيارتهم وأشكرهم على الدعم المتواصل الذي لقيته خلال سنوات عملي في لبنان، الحقيقة مشروع التقريب هو مشروع قديم جديد وهو المشروع ربما الأهم للثورة الإسلامية الإيرانية والجمهورية الإسلامية في إيران، وهو مشروع علماؤنا الكبار، سنة وشيعة، مدى التاريخ الإسلامي، وهذا المشروع هو مشروع الأمة. إضافة إلى ذلك، أتيت لأؤكد أن الجمهورية الإسلامية مع كل أطياف الشعب اللبناني بكل أشكاله وألوانه ومكوناته وللبنانيين محبة خاصة ومكانة خاصة عند الإيرانيين، ونحن نحزن لحزنهم ونفرح لأفراحهم. ودعم الجمهورية الإسلامية، حكومة وشعبا، متواصل، وستبقى إيران تدعم هذا الشعب المقاوم وتكون معه دائما وأبدا”.
وأضاف: “كانت سنوات وأيام سعيدة جدا بالنسبة الي أن أكون في خدمة هذا الشعب وأستطيع، كما تفضل سماحة الشيخ حسان، أن أعكس، ولو قليلا جدا أن الوجه الثقافي لإيران، إيران حضارة، ثقافة، فن، ولكن ربما الإمبراطوريات الإعلامية الغربية وبعض العربية، والعبرية، مع الأسف، لا تسمح وتشوش على هذه الثقافة وعلى هذه الحضارة. ولكن، في النهاية، لا تبقى الأمور كما كانت، ونستطيع أن نقول إن ما تقوم به إيران من إنجازات كبيرة علميا وفكريا وخصوصا ثقافيا وفنيا أصبح معروفا للعيان، وهناك إقبال شديد، كما شاهدنا مواكبة الشعب اللبناني خلال أيام فجر الثقافية والأسبوع الثقافي الإيراني في الأسابيع الماضية. ونحن، كما أكد سماحة الشيخ حسان، يجب أن نستمر في هذا النهج وأن نعمل بكل ما نستطيع ونحمل من قدرة أن نبين ونوضح من أجل تعريف الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى بما يحدث في إيران من تطورات فكرية وفنية وثقافية وأدبية. الحقيقة أستطيع أن أقول إنها مذهلة، وهذه الإنجازات الكبيرة وما نسميه في إيران الفن النظيف يعتبر قيمة إضافية لشعوبنا التي تحافظ على قيمها ومكانتها وتاريخها. ونسأل الله القبول، وأؤكد نحن مع كل المجتمع اللبناني والشعب اللبناني بكل مكوناته وأطيافه وأديانه ومذاهبه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام