مع استمرار الجيش الروسي في تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، تشهد الأزمة الأوكرانية جهوداً متجددة لإجلاء مدنيين من مناطق القتال ونشاطاً دبلوماسياً مكثفاً من أجل احتواء الصراع، تجلى بانعقاد اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميتري كوليبا بحضور وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو في مدينة انطاليا التركية.
وأعلن أوغلو عقب الاجتماع أن “الاجتماع الثلاثي الذي عقده إلى جانب نظيريه الروسي والأوكراني أكد على ضرورة إبقاء الممرات الإنسانية بأوكرانيا مفتوحة دون أي عائق”.
وتحدث تشاووش أوغلو عن إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وقال إن هذه الفكرة “كانت على جدول أعمال الاجتماع الثلاثي في أنطاليا”.
وأفاد أن “أوكرانيا جددت مطالبة تركيا بأن تكون دولة ضامنة”. هذا وأكد لافروف استعداد موسكو لمواصلة الاتصالات مع كييف للتوصل إلى تسوية، مؤكداً أن روسيا “تريد أن تكون أوكرانيا محايدة لا يصدر عن أراضيها تهديد لأمن روسيا”.
من جهته، قال كوليبا، إنه “لا يوجد تقدم بشأن محادثات وقف إطلاق النار مع روسيا، مشيرا إلى أن “وزير الخارجية الروسي، لم يقدم تعهدات بخصوص الممرات الإنسانية”.
عسكرياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن قواتها دمرت ما مجموعه 2911 هدفاً من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في آخر تحديث إن “الأهداف المدمرة تضمنت 97 طائرة و107 مسيرات، و 141 منظومة صواريخ للدفاع الجوي، و 86 موقع رادار، و986 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و107 راجمات صواريخ، و368 قطعة من المدفعية الميدانية وقذائف الهاون، و749 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة”. وأضاف كوناشينكوف أن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية واصلت عملياتها الهجومية واستمرت في تنفيذ عملية لتحرير مدينة ماريوبول من القوميين الأوكرانيين.
وأشار إلى أن قوات دونيتسك سيطرت على عدة أحياء في شرق المدينة ووصلت إلى محيط مصنع “آزوفستال”، كما أنها حررت أحد الأحياء في غرب المدينة. وفي وقت سابق، دحض النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، نبأ قصف الجيش الروسي مستشفى مدني في ماريوبول.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الخميس، أن “كييف تخرج دائماً باقتراح لعقد مفاوضات مباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي”، مشيرا إلى أن وزيرا خارجية البلدين يبحثان هذه المسألة، في إشارة إلى اجتماع سيرغي لافروف وديميترو كوليبا في مدينة انطاليا التركية.
كما أعلن بيسكوف أن “انسحاب روسيا من مجلس أوروبا سيعني انسحابها من جميع المؤسسات”.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها روسيا “غير مسبوقة”، مشيرا إلى أنه ليست هناك حاجة الآن للتنبؤ بشأن ارتفاع في الأسعار.
ولم يجب بيسكوف على سؤال الصحفيين بشأن بلوغ التضخم الأسبوعي نسبة 2.2 بالمئة، قائلاً “سأترك هذا السؤال بدون إجابة، لأن التنبؤ بشيئ ما الآن ليس عملا نبيلا، هذا بمثابة قراءة الطالع في فنجان قهوة، لأن الموقف غير مسبوق إطلاقا”.
هذا وكشف وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين الخميس، أن “الناتو يعزز جناحه الشرقي، وينشر قوات ومعدات عسكرية إضافية في أوروبا”. وأضاف الوزير “وفقا لتقديراتنا، وصل أكثر من 10 آلاف عسكري إلى الدول الغربية، بالإضافة إلى الذين شاركوا في تدريبات العزيمة الأطلسية – 12 ألف عسكري. وهناك طلبات لنشر كتائب إضافية بالقرب من حدودنا حيث توجد بالفعل إحدى الكتائب الأمريكية في ليتوانيا”.
وأشار إلى أن بلاده ترصد تعزيزات للمجموعة الجوية، كما يجري الاستطلاع بالقرب من الحدود الغربية لجمهورية بيلاروس باستخدام الطيران، وتصل المدمرات بأسلحة صاروخية إلى بحر البلطيق.
وذكر الوزير أن “أكثر من 80 طائرة حربية وصلت من الجزء القاري لأمريكا إلى المنطقة، ويوجد بالفعل 156 طائرة مقاتلة مباشرة في بولندا، منها أكثر من 30 طائرة أمريكية، تطير يومياً، وتنفذ تحليقات على مسافة غير بعيدة من الحدود البيلاروسية”. ونوه الوزير أن “المدمرات الأمريكية الموجودة في البلطيق تحمل صواريخ يبلغ مداها 1600 كلم وهو ما يجعل كل بيلاروس في مدى إصابتها”.
وفي سياق ردود الفعل على الحرب المستمرة، أعلنت الحكومة البريطانية الخميس، إدراج سبعة رجال أعمال روس بارزين في قائمة العقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا، بينهم مالك نادي تشيلسي الإنكليزي رومان أبراموفيتش، ورئيس شركة “روسنفط” إيغور سيتشين.
وأشار بيان الحكومة إلى أنه تم فرض عقوبات على 7 رجال أعمال روس من الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، بسبب الأزمة الأوكرانية وبينهم مالك نادي تشيلسي لكرة القدم رومان أبراموفيتش، مضيفا أنه “تم تجميد كل ممتلكات مالك تشيلسي، وتم حظر التعامل المالي معه على الأفراد والشركات، إلى جانب حظر السفر والتنقل”. وأوضح البيان أيضاً أن العقوبات طالت أيضاً رئيس شركة روسنفط أيغور سيتشين، ورجل الأعمال البارز أوليغ ديريباسكا.
وشملت العقوبات أيضا كل من رئيس مصرف “في تي بي” الروسي أندريه كوستين، ورئيس شركة “غاز بروم” أليكسي ميلر، ورئيس شركة “ترانس نفط” نيكولاي توكاريف، ورئيس مجلس إدارة بنك روسيا دميتري ليبيديف.
وبوقت سابق اليوم، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التزام بلاده مواصلة تشديد العقوبات على روسيا.
من جهتها، قالت فرنسا إن 7500 شخص فروا من أوكرانيا ووصلوا إلى أراضيها، معلنة افتتاح وحدة الأزمات الوزارية لمتابعة أوضاعهم. وكتب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان عبر “تويتر” “وفاء لتقاليد الضيافة، تقف فرنسا على أهبة الاستعداد وتتوقع سيناريوهات مختلفة”.
من جهتها، قالت الوزيرة المفوضة بوزارة الداخلية المكلفة بالمواطنة مارلين شيابا “قمنا اليوم بتفعيل وحدة الأزمات المشتركة بين الوزارات لاستقبال الناس من أوكرانيا، وهدفنا أن نقدم مع الوزارات المعنية أفضل ظروف الاستقبال والحماية لمن يلتمسون اللجوء في فرنسا”، حسب قولها.
وأعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الخميس، أن مينسك لا يمكنها السماح بتوجيه “طعنة في الظهر” للقوات المسلحة الروسية. ونقلت وكالة بيلتا الحكومية عن لوكاشينكو، قوله “حتى لا يتمكنوا (الأعداء) من قطع خطوط الإمداد للجيش الروسي، حتى لا يتمكنوا من التوغل في العمق وتوجيه ضربة لمواطني روسيا من الخلف”. كما صرح الرئيس البيلاروسي أنه تحدث ليل امس عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن موسكو أبلغت مينسك بالوضع في منطقة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية .
وحسبما ذكرت وكالة بيلتا الحكومية، أصدر لوكاشينكو تعليمات للمتخصصين البيلاروس لتوفير الطاقة لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. ونقلت الوكالة عن لوكاشينكو قوله “تم قطع إمدادات الطاقة عن محطة تشيرنوبيل، تفهمون جيدا أن المحطة نفسها تنتج الكهرباء، ولكنها أيضا تستهلك الكثير من الكهرباء من أجل التشغيل”. يذكر انه نتيجة للعملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية تمت السيطرة على المنطقة المحيطة بمحطات الطاقة النووية في تشيرنوبيل (المتوقفة) وزابوروجيا (العاملة).
وزارة الخارجية الروسية، أكدت أن سيطرة روسيا على محطتي “تشرنوبيل” و”زابوروجيا” للطاقة النووية “جرت لمنع القيام باستفزازات نووية من قبل كييف”.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم