أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أمل موسكو في تحقيق تقدم أكبر خلال الجولات اللاحقة من المفاوضات مع أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا الأربعاء أثناء موجز صحفي يومي “إن الاتفاقات لا يتم احترامها في كثير من الأحيان، ندعو الجانب الأوكراني إلى عمل ما في وسعه لضمان الخروج الآمن للمدنيين ونأمل في تحقيق خطوة ملموسة إلى الأمام خلال الجولات اللاحقة من المفاوضات”.
وذكرت زاخاروفا أن الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية التي عقدت في 7 آذار/مارس في بيلاروس أسفرت عن تقدم معين، خاصة فيما يخص ممرات إنسانية لخروج المدنيين من مناطق القتال. وأشارت إلى أن حوالي مليوني شخص في أوكرانيا تقدموا إلى السلطات الروسية بطلب الإجلاء، وقد جرى انتقال حوالي 140 ألفا منهم إلى أراضي روسيا”.
وأضافت زاخاروفا “إن الأهداف المطروحة المتمثلة في عودة أوكرانيا إلى أسس سيادتها المثبتة في إعلان استقلالها الذي كان ينص على وضعها الحيادي وتعاونها مع روسيا، سيتم تنفيذها، كما أكدته القيادة الروسية. وحبذا لو تم ذلك عن طريق مفاوضات سلمية. ونعول على أن تقف السلطات الأوكرانية الموقف نفسه”.
وكان ممثلو كل من موسكو وكييف أعلنوا سابقا أن الجولة الأخيرة من المفاوضات الروسية الأوكرانية لم تثمر عن نتائج مرجوة. وأعرب الطرفان عن استعدادهما لمواصلة الحوار، كما أنهما أشارا إلى تحريك الأمور في موضوع الممرات الإنسانية، بعد فشل إطلاقها الاثنين الماضي.
وقال عضو الوفد الروسي، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، إن الجولة الجديدة ستعقد في بيلاروس في أقرب وقت.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الأربعاء، أن روسيا “كانت ولا تزال وستبقى ضامناً موثوقاً لأمن الطاقة في العالم”. وقال بيسكوف للصحفيين “يدرك القادة الأوروبيون بالإجماع، أن روسيا تفي بالتزاماتها بموجب جميع المعاهدات والعقود القائمة دون انقطاع وبالكامل. لكنكم ترون الفوضة، الفوضى المعادية التي نظمتها دول الغرب الجماعي، والتي، بالطبع ، تجعل الوضع معقداً للغاية ما يدفعنا إلى التفكير فيه (بهذا الوضع) بجدية”.
هذا وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن احتمال استخدام أوكرانيا لمطارات عسكرية لدول أخرى “هو سيناريو غير مرغوب فيه وله عواقب خطيرة”.
وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال حول خطط بولندا تزويد اوكرانيا بمقاتلات ميغ “كان هناك تصريح من وزارة الدفاع حول إمكانية الاستخدام (من قبل أوكرانيا) بعض المطارات الأخرى لطلعات الطائرات المقاتلة، وهذا سيناريو غير مرغوب فيه للغاية ويحتمل أن يكون خطيراً”.
كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية أن الولايات المتحدة “أعلنت بحكم الأمر الواقع شن حربًا اقتصادية ضد روسيا”. وكان بيسكوف، أكد أن العقوبات الغربية خطيرة للغاية، وروسيا استعدت لها مسبقًا، مضيفا أنها تتطلب التحليل والتنسيق بين الإدارات من أجل تطوير إجراءات الاستجابة التي تلبي مصالح روسيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الشركات الغربية التي ترفض العمل مع روسيا فعلت ذلك تحت ضغط هائل، لكن روسيا ستحل جميع المشكلات الاقتصادية التي يخلقها الغرب لها.
وفي سياق ردود الأفعال، قررت دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء، خلال اجتماع في بروكسل، فرض عقوبات جديدة على موسكو ومينسك، عقب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ومن بين هذه العقوبات، فصل ثلاثة مصارف بيلاروسية من نظام “سويفت” للتحويلات المالية، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وبحسب ما ذكرت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي في “تويتر”، أقر ممثلو الدول الأعضاء خلال الاجتماع أيضا عقوبات جديدة تستهدف القطاع البحري والعملات المشفرة، كما أضافوا قادة روس و”أوليغارش” إلى قائمتهم السوداء، في تدابير تهدف إلى استكمال الحزم الثلاث من العقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي في الأسبوعين الماضيين.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيشدد عقوبات ضد 160 رجل أعمال روسي، وأعضاء مجلس الاتحاد الروسي، وقطاع البنوك في بيلاروسيا.
وبحسب تغريدة على حساب كل من مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن “الاتحاد الأوروبي سيزيد من تشديد شبكة العقوبات، ردًا على العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا، بإدراج 160 فردًا من الأوليغارشية الروسية، وأعضاء مجلس الاتحاد الروسي، قطاع البنوك في بيلاروسيا، وتصدير تكنولوجيا الملاحة البحرية إلى روسيا”؛ بالإضافة إلى “الأصول المشفرة”.
وأكد مفوض الشؤون الخارجية، خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي، لمناقشة الوضع الأمني في أوروبا جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا، “المجلس الأوروبي يتبنى فرض عقوبات اقتصادية إضافية ضد روسيا رسميا، قبل نهاية جلسة اليوم”. وعقب قائلاً، “آمل أن يتم اعتماد هذه الحزمة، قبل نهاية هذه الجلسة اليوم”. وتابع، “العقوبات الأوروبية ضد روسيا لها تداعيات علينا على المدى الطويل”.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن اليابان تتصرف بشكل هدام فيما يتعلق بمصالحها الوطنية من خلال انضمامها إلى التيار الغربي للعقوبات ضد روسيا.
المصدر: روسيا اليوم + سبوتنيك