أعلنت الدفاع الروسية فتح ممرات إنسانية في كييف وتشيرنهيف وسومي وخاركوف وماريوبول اعتباراً من الثلاثاء في السابعة صباحا بتوقيت غرينتش. وفي السياق، أفادت وسائل إعلام أوكرانية، أن المرحلة الأولى من إجلاء المدنيين بدأت في مدنية سومي بأوكرانيا، ونشرت مقاطع فيديو تظهر أشخاصًا يستقلون حافلات.
أما في ما يتعلق بالجانب الميداني العسكري، قالت وزارة الدفاع إن القاذفات والمقاتلات الحربية التابعة للقوات الجوية الروسية دمرت 158 منشأة عسكرية في أراضي أوكرانيا خلال اليوم الماضي.
وتم تدمير 2482 من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا خلال العملية العسكرية، من بينها: 87 موقعا للقيادة ومركزا للاتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و124 من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “Buk M-1” و “Osa”، بالإضافة إلى 79 محطة رادار.
كما دمرت القوات الروسية 866 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و 91 نظام إطلاق صاروخي متعدد، و317 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و634 وحدة من الآليات العسكرية الخاصة، و81 طائرة بدون طيار.
وخلال الليلة الماضية تم تعطيل مطار “OZERNOE” التابع لسلاح الجو الأوكراني بالقرب من جيتومير، بأسلحة بعيدة المدى عالية الدقة. وأسقطت الطائرات المقاتلة التابعة لقوات الفضاء الروسية مقاتلتين من طراز”ميغ 29″ وواحدة من طراز “سو 27” من سلاح الجو الأوكراني.
وتم تعطيل فرقتين أوكرانيتين من نظام الصواريخ المضادة للطائرات “إس 300″، و3 أنظمة إطلاق نار ذاتية الدفع من طراز “Buk M-1″، و4 مراكز قيادة، ومحطتي رادار، و9 مستودعات للذخيرة، و 11 منطقة تضم أسلحة ومعدات عسكرية.
وتواصل قوات جمهورية لوغانسك الشعبية، تقدمها في مناطق بورسونينو، وكريمينيا، وبيشانوي، وفارفاروفكا، وبشنشنو، وإيفانوفكا، ونوفودروزيسك، وبيلوغوروفا. كما فرضت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية سيطرتها على حي أوسافيكيم في ماريوبول.
هذا وقالت مصادر مسؤولة في قوات دونيتسك الشعبية إن المسلحين القوميين الأوكرانيين يمنعون المدنيين من الخروج من ماريوبول وفولنوفاخا.
وقال ممثل القوات، إن “المسلحين يواصلون منع خروج المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا. ونحن نسجل باستمرار استفزازات نارية. وحاليا وبسبب أفعال المسلحين القوميين، لا يستطيع السكان الخروج والمغادرة”.
وفي وقت سابق، قال الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الروسية ، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن القوات المسلحة الروسية أعلنت “نظام التهدئة” من الساعة 10.00 بتوقيت موسكو وفتح ممرات إنسانية في كييف وتشيرنيغوفا وسومي وخاركوف وماريوبوللخروج المدنيين.
من جهته، قال مدير قسم شؤون أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر دارتشيف، إن “الولايات المتحدة من خلال تصرفاتها تسببت في وصول العلاقات مع روسيا إلى نقطة اللاعودة”. وأكد دراتشيف أنه سيتعين على الولايات المتحدة أن تحسب حساب مصالح موسكو ومناطق نفوذها.
وقال في حوار مع وكالة “انترفاكس” الثلاثاء “لقد كانت واشنطن من خلال أعمالها العدائية وتجاهلها المتغطرس للمطالب الروسية بضمانات أمنية ملزمة قانونا، بما في ذلك عدم توسع الناتو، وعدم نشر أسلحة هجومية بالقرب من حدودنا، وإعادة الإمكانات العسكرية للتحالف (الناتو) إلى حالة عام 1997، هي التي أوصلت العلاقات الروسية الأمريكية، في الواقع، إلى نقطة اللاعودة”.
وشدد على أن أوكرانيا التي “وضعها حكامها المفلسون في وضع كارثي”، فهي بالنسبة للولايات المتحدة ليست سوى أداة في المواجهة الجيوسياسية مع روسيا.
وقال دارتشيف إنه “من الواضح أن واشنطن ستحتاج إلى وقت لتعتاد على حقيقة أن هيمنتها باتت من الماضي، وعليها أن تحسب حسابا للمصالح الوطنية لروسيا، التي لها مجال نفوذها ومسؤوليتها الخاصة”.
في المقابل، طالبت أوكرانيا بمنع روسيا من الوصول إلى الموارد التكنولوجية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك قطع العلاقات مع المواطنين الروس في هياكل الأمم المتحدة المتعلقة بالمجال النووي والطاقة.
وبحسب بيان الوزارة ورد أن كييف “أرسلت مناشدات رسمية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحدد رؤيتها لضمان الأمن في ظروف الحرب”. وتطالب أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم طلب إلى الناتو لإغلاق المجال الجوي فوق أراضي أوكرانيا، بالنظر إلى جغرافية محطة الطاقة النووية”.
وفي سياق ردود الفعل قال وزير الحرب البريطاني بن والاس الثلاثاء، إن بلاده ستدعم بولندا في حال اختارت تزويد أوكرانيا بمقاتلات “ميغ 29”. وفي تصريح لشبكة “سكاي نيوز”، قال “سندعم قرار بولندا حال أرادت تزويد أوكرانيا بطائرات “ميغ 29″ لكن هذا يجب أن يكون اختيارهم”.
وأضاف “يجب أن تتفهم بولندا أن الاختيارات التي ستتخذها لن تساعد أوكرانيا بشكل مباشر فقط، وهو أمر جيد، لكنها قد تضعها أيضا في خط النار المباشر من دول مثل روسيا أو بيلاروس”.
ورأى والاس، أن “هذه مسؤولية كبيرة حقا تقع على عاتق رئيس بولندا ووزير الدفاع أيضا”. يأتي هذا التصريح، وسط تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وبولندا تناقشان مثل هذه الصفقة، حيث تحث الولايات المتحدة بولندا على تزويد أوكرانيا بالطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، مقابل حصولها على مقاتلات أمريكية من طراز “إف-16”.
هذا وذكر الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن “هناك تقارير تفيد باستهداف روسيا للمدنيين الأوكرانيين في الممرات الإنسانية”، حسب قوله، واصفا الأمر بـ” جريمة الحرب”. وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي جمعه برئيس لاتفيا، إغيلس ليفيتس، “ناقشنا الهجوم الوحشي الروسي على أوكرانيا والآثار المدمر الناتجة عنه”.
المصدر: روسيا اليوم