تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تقدمها لليوم الحادي عشر، وسط استمرار الغرب في دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا.
هذا وأعلن مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية الأحد، أنه يمكن الآن إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية، بعد يوم واحد من التاريخ الذي تم الاتفاق عليه في البداية مع روسيا على خلفية العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.
وسيتمكن المدنيون، بحسب المجلس، من مغادرة ماريوبول من ثلاثة أماكن بالحافلات أو بوسائل نقل خاصة. في السياق، أجلت جمهورية دونيتسك الشعبية أكثر من 300 شخص من مدينة ماريوبول وضواحيها إلى منطقة نوفوازوف على الرغم من “الاستفزازات”، حسبما ذكرت قوات الدفاع في بيان.
وقال الناطق باسم القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك، إدوارد باسورين، في تصريح لقناة روسيا 24، إن القوات الأوكرانية رفضت ضمان عدم انتهاك وقف إطلاق النار في مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا لضمان الإجلاء الآمن للمدنيين عبر الممرات الإنسانية.
من جانبه، قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشلين، إن التعاون مع مواطني ماريوبول صعب للغاية، حيث كانت المدينة على وشك وقوع كارثة إنسانية.
وقال بوشلين بحسب قناة روسيا 1، إن “ماريوبول كادت أن تصل إلى كارثة إنسانية عبر عدة مؤشرات: نقص المياه والغذاء والدواء والكهرباء والغاز”، مضيفا أن “الوضع فظيع، هناك أيضًا اضطرابات في الاتصال، التواصل والتعاون مع سكان ماريوبول صعب للغاية”.
في وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف السبت، أن القوات المسلحة الروسية دمرت 2203 مواقع من البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا منذ بداية العملية الخاصة، من بينها: 76 موقع قيادة ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية”. وأضاف أنه “حتى الآن تم تدمير 69 طائرة على الأرض و24 طائرة في الجو، و 778 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و62 طائرة بدون طيار”.
وأشار كوناشينكوف إلى أنه “خلال الـ 24 ساعة الماضية قصفت القوات المسلحة الروسية 61 موقعا من البنية التحتية العسكرية للقوات الأوكرانية بالإضافة إلى تدمير منظومة إس-300 المضادة للطائرات في أوكرانيا وإسقاط 8 طائرات مقاتلة بينها 4 من طراز سو-27 و6 طائرات بدون طيار”. وتابع أنه “تم تعطيل مطار سلاح الجو الأوكراني في ستاروكونستانتينوف غربي البلاد باستخدام أسلحة عالية الدقة”.
هذا وأعلن متحدث قوات دونيتسك عن “إعادة فتح الممرات الإنسانية في ماريوبول وفولنوفاخا صباح الأحد”.
من جهة ثانية، قال مصدر روسي مطلع على الصناعة النووية لوكالة سبوتنيك إن “الاشتباكات الأخيرة في المباني الإدارية بالقرب من محطة الطاقة النووية زابوريجيا قد تكون نتيجة لتخزين أوكرانيا لوثائق حول عملها على تطوير الأسلحة النووية هناك”. وأضاف أن السلطات الأوكرانية دمرت جزئيًا، ونقلت، غالبية الوثائق المتعلقة بالقضية من كييف وخاركيف إلى لفيف. وتابع، “في مجالات التوتر المتزايد في العلاقات مع روسيا ، قررت القيادة الأوكرانية إتلاف جميع الوثائق القيمة المخزنة في المراكز العلمية في كييف وخاركوف، أو إجلائها إلى جامعة لفيف بوليتكنيك الوطنية”.
وأشار المصدر إلى أنه تم القيام بذلك حتى تتمكن أوكرانيا من “تجنب اتهام نظامها بوجود عنصر تسلح في البرنامج النووي السلمي لأوكرانيا”. وقال المصدر “وفقا للمعلومات المتاحة، تم العمل هناك على إنتاج قنبلة قذرة واستخراج البلوتونيوم. معدل الإشعاع المرتفع في منطقة تشيرنوبيل أخفى مثل هذا العمل”.
وفي سياق ردود الأفعال على العملية العسكرية المتواصلة، رأى رئيس أركان الحرب البريطاني الأدميرال السير توني راداكين، أن “آخر شيء نريده هو حرب بين الناتو وروسيا “، معتبرا أن “الأوكرانيين يواجهون وضعا مروعا”.
وفي تصريحات صحفية، رأى السير توني راداكين أنه “يتعين على المملكة المتحدة وحلفائها توخي الحذر الشديد بشأن تهديدات روسيا”، مضيفاً “يتعين علينا الحفاظ على الهدوء والمسؤولية حتى لا نكتفي بالرد على نحو متهور لأي تعليق صريح أو غريب أو مثير للسخرية في بعض الأحيان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، لافتا إلى أن “المملكة المتحدة جزء من أكبر تحالف عسكري في العالم، “الناتو”، ولديها رادع نووي”.
وسئل عما إذا كانت المملكة المتحدة لا تزال على اتصال مع روسيا، فقال راداكين إن “الحكومة لديها خط مباشر مع مقر العمليات في موسكو، والذي يتم اختباره كل يوم”، مشيرا إلى أن هذا الخط “استخدم مؤخرا لطلب لقاء مع نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، وينتظر الرد”.
كما انتقد الأدميرال السير توني راداكين ما ذكرته وزيرة الخارجية ليز تراس بالسماح للمتطوعين بالتوجه الى أوكرانيا للقتال، معتبرا أنه “غير قانوني وغير مفيد” للمواطنين البريطانيين أن يذهبوا ويقاتلوا في أوكرانيا.
أعلن البيت الأبيض الأحد، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، بحث مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مستجدات مفاوضات التهدئة التي جرت بين وفدي روسيا وأوكرانيا، في بيلاروس.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن “الرئيس بايدن أشار إلى أن إدارته تعزز المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية لأوكرانيا، وتتعاون بشكل وثيق مع الكونغرس لتقديم تمويل إضافي لأوكرانيا”، حسب البيان.
وحسب البيان، أعرب الرئيس الأميركي عن قلقه حيال الوضع في محطة “زابوروجي” للطاقة النووية. كما رحب بايدن خلال اتصاله بزيلينسكي بقرار شركتي “فيزا” و”ماستر كارد” تعليق خدماتهما في روسيا، وأشار إلى “الجهود المستمرة التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها وكذلك القطاع الخاص، لزيادة كلفة عدوان روسيا على أوكرانيا”.
من جانبه، قال زيلينسكي عبر حسابه بموقع “تويتر” إنه بحث مع الرئيس الأميركي قضايا الأمن، والدعم المالي لأوكرانيا، والعقوبات ضد روسيا. وجرت حتى الآن جولتان من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، استضافتها بيلاروس، حيث تم التوصل خلالهما إلى تفاهم بشأن توفير ممرات إنسانية مشتركة لإجلاء المدنيين وإيصال المواد الغذائية والأدوية لمحتاجيها.
من جهته، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف الأحد، أن “الخطاب المناهض لروسيا في الولايات المتحدة وصل إلى حد السخافة والشعارات التي يتم ترديدها في واشنطن تشكل خطراً على الأمن العالمي”. وأكد الدبلوماسي الروسي أنه “مستعد للقاء أي سياسي أميركي، بما في ذلك أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس من أجل مناقشة سبل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي”.
ونفت وزارة الدفاع البيلاروسية المعلومات التي تفيد بوجود جنود مظليين في أوكرانيا، مؤكدة أن جميع العسكريين البيلاروس موجودون داخل البلاد. وجاء في بيان خدمة الوزارة “انتشرت معلومات سابقة في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية بأن المظليين في بيلاروس كانوا بالقرب من جيتومير وخاركوف، وبالقرب من كييف وتشرنيغوف”.
وتابع البيان “نؤكد أن المظليين، مثل جميع القوات المسلحة، موجودون في بيلاروس ويقومون بمهام وفقا للمهمة التي حددها القائد العام للقوات المسلحة”.
هذا وأعلن رئيس الاتحاد الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، أن “الوضع في أوكرانيا خطير، ونحن نقدم الدعم لأوكرانيا عسكريا بما في ذلك الأسلحة الفتاكة”، لكننا “الاتحاد الأوروبي ليس في حرب مع روسيا”.
وصرح ميشال في حوار مع صحيفة “جورنال دو ديمانش”، أن “الحرب هي تلك التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا، وهي دولة صديقة وقريبة جدا من الاتحاد الأوروبي. هذا هو السبب في أننا ندعم أوكرانيا على جميع المستويات”.
وأضاف أنه “وبالنسبة لروسيا، على الرغم من الوضع المأساوي الذي نمر به، فقد أبقينا جميع قنوات الاتصال لدينا مفتوحة بغض النظر عن أنها صعبة وهشة”. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي “يجب علينا بذل قصارى جهدنا لضمان وقف التصعيد وتجنب تفاقم الصراع”.
من جهة ثانية، أعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة فيليبو غراندي، أن أكثر من 1.5 مليون لاجئ أوكراني عبروا إلى الدول المجاورة خلال 10 أيام وذلك على خلفية مواصلة القوات المسلحة الروسية تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس. وكانت المفوضية الأوروبية لشؤون الهجرة أعلنت في الثالث من الشهر الجاري أنه بإمكان لاجئي أوكرانيا في الدول الأعضاء تقديم طلب لجوء إلى أي دولة بالاتحاد.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم