كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي القاها مساء الأربعاء 2-3-2022 عبر شاشة المنار وتناول فيها الشأن الانتخابي وأعلن فيها أسماء مرشحي حزب الله للانتخابات النيابية المقبلة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
اليوم حديثي مخصص بشكل أساسي لقضايا الانتخابات النيابية، طبعاً لأنه الآن عملياً دخلنا في الحملة الإعلامية الانتخابية وفي أجواء الانتخابات إضافة إلى أن هناك مناسبات مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة، فأنا سأكون في خدمتكم بأكثر من مناسبة، بأوقات متقاربة، ولذلك ليس كل شيء يتوقعه الناس أن يسمعوه مني سيسمعوه مني، أنا برمجت في ذهني وقسّمت القضايا والموضوعات التي يجب أن أتحدث عنها إن شاء الله إذا أبقانا الله سبحانه وتعالى على قيد الحياة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة إلى حين الانتخابات النيابية.
فإذاً موضوعي اليوم كله انتخابات، النقطة الأولى في أصل إجراء الانتخابات، تعرفون عندما طُرح الموضوع حتى الأسابيع القليلة الماضية كان هناك أصوات عالية تتحدث دائماً ، تُشكك في إجراء الانتخابات في موعدها، تتهم قوى سياسية بالعمل على تأجيل الانتخابات أو تطيير الانتخابات والتمديد للمجلس النيابي الحالي، وكان واضحاً أن هذه الأصوات ووسائل الإعلام من فريق معين أو متقارب وكأنها تُدار من غرفة واحدة. الحمد لله في الأيام القليلة الماضية هذا الأجواء إما انتهت أو خَفَت إلى الحد الأدنى، لم نعد نسمع الكثير من الكلام أنه يريدون تطيير الانتخابات، يريدون تأجيل الانتخابات، يريدون أن يمددوا للمجلس النيابي، انتهى هذا الموضوع والكل ذاهب باتجاه التحضير لموضوع الترشيحات لأن الوقت ضاق، موضوع التحالفات، تشكيل اللوائح، هذا الموضوع انتهى. وأعتقد خصوصاً عندما شاهدوا القوى السياسية المتهمة عندهم بأنها تعمل على تأجيل أوتطيير الانتخابات، عندما شاهدوا أن هذه القوى جادة في التحضير للانتخابات وتعمل داخلياً في الحد الأدنى في الليل والنهار لأن تكون جاهزة لهذا الاستحقاق أعتقد أنه لم يعد له منطقاً، هو بالأصل ليس له منطقاً، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يمكن أن يؤدي إلى تطيير أو تأجيل الانتخابات إلا إذا لا سمح الله حصلت حرب أو حدث كبير جداً، لكن بحسب منطق الأمور البلد ذاهب إلى الانتخابات في موعدها المحدد في أيار إن شاء الله.
النقطة الثانية، بالنسبة لنا، أيضاً في إطار التحضير الجدي خلال الأسابيع الماضية، الأخوة والأخوات في مختلف المناطق وبتعاون وإخلاص وتكامل شكلوا الماكينات الانتخابية من مجموعة كبيرة من الأخوة والأخوات في كل المناطق. طبعاً هناك دوائر فيها مرشحين من حزب الله وهناك دوائر ليس لدينا فيها مرشحين ولكن يوجد فيها مرشحون حلفاء لنا أو أصدقاء لنا ويوجد لدينا قواعد أو جمهور أو من لديه حق الانتخاب في تلك الدوائر.
نحن شكلنا ماكينات انتخابية حتى لا يضيع أي صوت من أصواتنا، وهي ستعمل سواء في الدوائر التي يوجد لنا فيها مرشحون أو في الدوائر التي لا يوجد لدينا فيها مرشحون وإنما نريد أن ندعم بأصواتنا حلفاءنا وأصدقاءنا في تلك الدوائر، يعني حتى لتلك الدوائر نحن شكلنا ماكينات انتخابية. وإن شاء الله غداً سيكون إطلاق أول مرحلة من إعلان الماكينات الانتخابية في عدد من المناطق ويتلوها تباعاً المناطق الأخرى.
النقطة الثالثة، فيما يتعلق بالاتصالات والتحالفات، طبعاً منذ مدة نحن نتصل مع الحلفاء، نتصل مع الأصدقاء، هم أيضاً يتصلون بنا، يعني المبادرة من كل الأطراف، هناك نقاش ثنائي، تفكير بصوت عالٍ، وضع لكل الخيارات، تقييم للعقبات، أيضاً للفرص المتاحة والموجودة، هناك أفكار تتبلور، ما زال هناك حاجة لبعض الوقت لأن إعلان التحالفات وإعلان اللوائح يأتي في مرحلة لاحقة بعد إنهاء الترشيحات وإغلاق بابها، ولذلك أنا أحب أن أقول ما تقرأونه أو ما تسمعونه في وسائل الإعلام أو ما يتم تداوله أحياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك حالات كثيرة – لأنني أتابع بدقة – يكون غير صحيح أصلاً وأحياناً يكون غير دقيق، في نهاية المطاف عندما نصل إلى نتائج حاسمة وواضحة سيتم الإعلان عنها أيضاً تباعاً.
بالنقاشات الأولية والمبدئية من الواضح أن هناك بعض الدوائر نحن وحلفاؤنا وأصدقاؤنا سنكون في لوائح واحدة موحدة، وفي بعض الدوائر نحن ندرس وإياهم فكرة، لأنه يمكن أن نكون في دائرة واحدة ولكن في لائحتين متفاهم عليهما، لأنكم تعرفون القانون الانتخابي قانون نسبي، هناك موضوع الحاصل وعدد الحاصل والكسر، يمكن أن يفوز نائب إضافي، ففي بعض الدوائر قد نذهب إلى لوائح واحدة في كل الدوائر وفي بعض الدوائر قد تكون المصلحة الانتخابية لنا جميعاً نحن وحلفاؤنا وأصدقاؤنا أن نذهب إلى لائحتين، فعندما نذهب إلى لائحتين هذا لن يكون على قاعدة الخصومة أو الخلاف وإنما على قاعدة التقييم المشترك للمصلحة الانتخابية.
النقطة الأخيرة في هذا العنوان، أيضاً يتداول في بعض وسائل الإعلام، تُقدم صورة وكأن حزب الله يتولى مسؤولية إدارة كل العملية الانتخابية لنفسه ولحلفائه ولأصدقائه في لبنان، وأنه هو يدير بشكل مركزي وهو الذي يشكل اللوائح وهو الذي يعقد التحالفات، هذا غير صحيح وليس فقط غير دقيق. في الدوائر التي لنا فيها مرشحون من الطبيعي نحن نتواصل مع حلفائنا وأصدقائنا لتشكيل اللوائح في الدوائر التي لنا فيها مرشحون لأننا سنكون حاضرين بشكل أساسي. أما في الدوائر التي ليس لنا فيها مرشحون، أصدقاؤنا هم الذين يقومون بتشكيل اللوائح، حلفاؤنا هم الذين يقومون بتشكيل اللوائح وليس نحن، نحن لا نلعب أي دور مركزي في هذا الأمر. نعم، في بعض الدوائر أو بعض الأصدقاء قد يحتاجون أحياناً إلى مساعدة، فكصديق يقوم حزب الله بتقديم المساعدة وقد يوفق وقد لا يوفق، أيضاً أحببت أن تكون هذه النقطة واضحة، في الدوائر التي لا يوجد لدينا فيها مرشحون، الحلفاء، الأصدقاء، هم أنفسهم يديرون هذه العملية، هم يشكلون اللوائح، هم يتواصلون فيما بينهم، إن كان هناك من مشكلة أو إمكانية مساعدة نستطيع نحن أن نقدم أمراً ما، مساهمة ما، نحن بالتأكيد لا نبخل وقد نوفق وقد لا نوفق.
إذاً أختم هذه النقطة بالقول، أن بعض ما يُنشر أو الكثير مما يُنشر في وسائل الإعلام هو مبّكر وبالأعم الأغلب فيما يتعلق بالتحالفات وباللوائح وبطريقة التصويت وتجيير الأصوات والأصوات التفضيلية هي أمور لم تحسم وما زالت بأغلبها موضع نقاش، وعلى كل حال عندما نريد أن نعلن عن لائحة واحدة أو عن تحالف معين لن يكون هذا الإعلان إفرادياً منفرداً وإنما بالتنسيق والتوافق مع شركاء اللائحة.
النقطة التالية، في احتفال القادة الشهداء ذكرت في خدمتكم أن شعارنا الانتخابي لهذا الموسم سيكون ” باقون نحمي ونبني”، في عام 2018 كان “نحمي ونبني”، الآن سنقول “باقون نحمي ونبني”.
محور الحملة الإعلامية الانتخابية سواءً مني أو من بقية الإخوان، النواب، المرشحين، المسؤولين، العلماء، خلال المناسبات الآتية والمهرجانات واللقاءات في القرى والبلدات والأحياء سيتم التركيز على مضمون هذا الشعار، كيف نحمي وكيف نبني وفي أي مجالات نحن نتحدث عن البناء وهذا إن شاء الله نصل إليه في أوقات لاحقة.
بالنسبة للبرنامج، نحن في 2018 أعلنا عن برنامج انتخابي، طبعاً عندما نضع برنامج كما في كل مرة سابقة، نحن هنا لا نقدم وثيقة سياسية لحزب الله ولا نتحدث عن رؤية استراتيجية وإنما نضع مجموعة من العناوين التي نعتقد أنها أهداف معقولة، واقعية، يمكن أن تتحقق في مدى 4 سنوات أو 8 سنوات أو أكثر أو أقل، فنضع البرنامج ونقول هذا البرنامج هو محور حركة نوابنا ومعهم حزب الله والأصدقاء والحلفاء إذا كنا نتفق على بعض النقاط، فالبرنامج هو من هذا النوع، طبعاً برنامج 2018 أعلن في ذلك الحين، البرنامج الحالي مستوحى من برنامج 2018 لأن هناك عناوين وقضايا ومسائل أنجز بعضها وبعضها لم ينجز يحتاج إلى عمل دؤوب، بعضه لا يمكن إنجازه خلال 4 سنوات وإنما يحتاج إلى زمن أكثر، بعضها هو من الأهداف الثابتة، يعني طالما أنت موجود في المجلس النيابي ستبقى تعمل على هذه العناوين إلى ما شاء الله، إلى أن تحقق وتنجز وتحصن. لذلك البرنامج الانتخابي مستوحى من البرامج السابقة ومأخوذ بعين الاعتبار المستجدات والتطورات التي حصلت خلال الأربع سنوات الماضية وبالتالي تستحق منا موقف أو عناية أو إجراء أو تدبير معين وهذا يتم إضافته إلى البرنامج.
البرنامج تمت مناقشته خلال الأشهر القليلة الماضية، تم إقراره بشكل نهائي، هو الآن في مرحلة مثل ما يقولون اللمسات الأخيرة من ناحية الصياغة اللغوية والأدبية، وإن شاء الله في وقت قريب سيتم الإعلان عن البرنامج الانتخابي لحزب الله لدورة الانتخابات الحالية.
النقطة التالية أيضاً بالانتخابات، في هذه النقطة التي سأتحدث عنها، نحن كنا نتحدث عنها في جلساتنا الداخلية في الانتخابات الماضية أو مع الماكينات الانتخابية، لكن أنا دائماً كنت أرغب في أن تأتي فرصة لأن أتحدث حول هذا الأمر لكل الجمهور وللناس وللصديق وغير الصديق حتى يعرفوا كيف هي رؤيتنا ومقاربتنا لهذه المسألة، هنا أريد أن أتحدث عن موضوع النواب في حزب الله والكتلة النيابية في حزب الله.
النواب في حزب الله، لأن الناس ستذهب لانتخابهم يجب أن تعرف هؤلاء الذين تنتخبهم هم أين؟ وما المطلوب منهم؟ وضمن أي آلية يعملون؟ حتى لاحقاً إذا حصل التقييم – وحق الناس كلها أن تقيّم – يكون التقييم صحيحاً وسليماً وعلى أسس واقعية وسليمة. نواب حزب الله هم جزء من حزب الله، يعني هم ليسوا شيئاً إلى جانب حزب الله، هم ليسوا إطار نيابي مستقل، النواب الفلانيون المستقلون مثلاً، كلا، هم جزء من تركيبة حزب الله، من هيكلية حزب الله، من إدارة حزب الله السياسية والعملية، جزء من مسيرة حزب الله التي تسير باتجاه أهداف محددة وواضحة ومعلنة، فإذاً هم جزء. ولهم إطار في داخل حزب الله واسمهم كتلة الوفاء للمقاومة. مثل ما هنالك لكل عمل في حزب الله إطار، الإطار التنفيذي، الإطار الجهادي، الإطار السياسي إلخ… طبعاً عندما نقول أنهم نواب في حزب الله يعني هم سقفهم حزب الله، مشروعهم حزب الله، ضوابطهم حزب الله، حركتهم حزب الله، هم لا يستطيعون أن يكونوا شيئاً آخر أو خارج هذا السقف أو المشروع أو الإطار أو الحراك. بناءً عليه مثلاً في المواقف السياسية والرؤية السياسية نوابنا هم ملتزمون بقرارات حزب الله، بسقف حزب الله السياسي وبالتالي كل شخص منهم ضمن هذا السقف، ضمن هذا القرار، بطريقته، بأدبياته يعبر عن هذا الموقف مثل أي شخص منا، لكن هو لا يخترع موقفاً سياسياً من عندياته، يعني غير النائب المستقل، لذلك مثلاً النائب المستقل هو الذي يحدد سقفه، أرضه وسقفه ويمكن أن لا يكون لديه سقفاً، هو نائب مستقل بالتالي مهما قال فالتبعات عليه فقط، أما بالنسبة لنواب حزب الله سقفهم السياسي هو سقف حزب الله السياسي وبالتالي عندما يأخذ موقف وإذا خرج عن السقف تبعات الموقف هو على الحزب والمقاومة والمسيرة وليس عليه على المستوى الشخصي. فإذاً هم ملتزمون، وهنا أحياناً بعض الناس عندما يقيموا أنه يمكن أن هناك نائباً سقفه عالي، نائب مستقل سقفه عالي، طبيعي أن يكون سقفه عالياً هو حر، لكن نواب حزب الله ملزمون بالسقف السياسي لحزب الله الذي يسير على ضوء رؤية واستراتيجية ومرحلة وأهداف ودراسة وقرارات جماعية وإلى آخره. وفي علاقاتهم السياسية الشيء نفسه.
حتى بالقضايا السياسية مثلاً، ترشيح فلان لرئاسة الحكومة، إعطاء الثقة للحكومة الفلانية، هذا قرار سياسي، هذا لا يأخذه النواب لوحدهم، طبعاً النواب يناقشوا ويقدموا رأيهم ويستشيروا بالتأكيد، ولكن القرار هو قرار القيادة، قيادة حزب الله الذي يلتزم به النواب ويعبروا عنه، لذلك عندما يسأل أحد ويقول أنت يا حضرة النائب لماذا أعطيت الثقة للحكومة هو بالحقيقة يجب أن يسألني أنا، يجب أن يسأل شورى حزب الله قبل أن يسأل النائب لأن هذا قرار قيادة حزب الله، النواب هم شركاء بالاستشارة وبالرأي ولكن ليسوا هم من يتحملوا مسؤولية قرار من هذا النوع.
عندما ننتقل لقضايا القوانين والتشريعات، النواب لديهم هامش واسع، الكتلة النيابية لديها هامش واسع في دراسة القوانين وهذا أصلاً شغلهم الأساسي، سواء كان اقتراح قوانين يريدون تقديمها وقد قدمها نواب آخرون أو مشاريع قوانين صادرة عن الحكومة اللبنانية، نحن لدينا سياسات عامة مقررة لها علاقة بموضوع الضرائب، لها علاقة بموضوع الإدارة، لها علاقة ببعض المشاريع، لها علاقة بالمناقصات، هناك سياسات عامة محددة، تحت هذه السياسات العامة النواب يدرسون ويأخذون القرار الذي يريدونه، في بعض الحالات الخاصة مطلوب أن يعودوا لشورى حزب الله، أنا لا أعرف إن كان هناك كتلة نيابية في لبنان لديها هذا الهامش الواسع في دراسة القوانين وإقرارها والتصويت عليها بمعزل عن العودة الدائمة إلى قيادتها السياسية مثل كتلة الوفاء للمقاومة، هذه النقطة سأعود إليها لاحقاً بالانجازات.
بالعمل على الأرض، النواب هم جزء من حركة حزب الله على الأرض، ليس هنالك شيء اسمه نائب لوحده، مثلاً نحن لدينا مناطق، لدينا قطاعات، لدينا شعب، لدينا مؤسسات، لدينا ملفات، لدينا أطر ولجان اجتماعية وشعبية، لدينا هيئات، النواب جزء من هذه الماكينة الواسعة والكبيرة التي تتحرك في المناطق وتتكامل مع حركة المناطق، ولذلك عندما نقيّم لا يمكن أن نفصل حركة النائب عن حركة بقية الحزب سلباً أو ايجاباً. والكتلة عندنا أيضاً هي كتلة تعمل بشكل جماعي، والحقيقة من 92 لليوم كتلة الوفاء للمقاومة هي كتلة تعمل بشكل جماعي، يجلسون مع بعض، يدرسون مع بعض، يناقشون مع بعض قبل أن يذهبوا إلى اللجان، عندما يذهبون إلى اللجان المشتركة، عندما يذهبون إلى الهيئة العامة ليصوتوا، هم يعملون كعمل جماعي. هنا أيضاً أحب أن أتحدث عن هذه النقطة، مثلاً في مجال التشريع الذي هو الموافقة على القوانين ودراسة القوانين الذي هو أصل مهمة النائب، لكن طبعاً مهمة النائب في لبنان انحرفت نتيجة الحياة السياسية والاجتماعية في البلد، النائب أساساً مهمته أن يذهب إلى مجلس النواب ويناقش اقتراحات قوانين أو مشاريع قوانين ويدرسها ويدقق فيها مع المختصين ويناقشوا بين بعضهم لأنه على ضوء هذه القوانين سيُقرر مصير الناس وحياة الناس، حياتهم المالية، المعيشية، الاقتصادية، الصحية، التربوية، الأمنية، السياسية. إذاً هناك مسؤولية كبيرة جداً ملقاة على عاتق النواب في مجال وضع القوانين والتشريع التي هي مهمة أساسية جداً. إخواننا في الكتلة من 92 هذا نمطهم، حتى يُعرف هذا الموضوع، هناك اجتماعات دائمة، أسبوعياً مرة أو مرتين، يلتقون بشكل دائم، يدرسون، يناقشون، عندما يذهبون إلى اللجنة المعينة، لجنة الصحة العامة، لجنة العدل، لجنة المال، ليس هناك شيء اسمه نائب من حزب الله يذهب يريد أن يقول رأيه الشخصي، هو يقول رأي الكتلة، رأي الكتلة الذي يكون منسجم مع سياسات حزب الله وأسقف حزب الله وأهداف حزب الله، نعم الأخ النائب هو شريك في النقاش، شريك في القرار، لكن لا يوجد شيء اسمه هذا رأي النائب فلان وهذا رأي النائب فلان، طبعاً إخواننا للانصاف في هذا المجال جديين جداً، نشطين جداً، ومعروف من 92 لليوم يمكنكم أن تراجعوا ويمكنكم أن تسألوا رؤساء اللجان النيابية وتنظروا في اللجان المشتركة وتنظروا في الهيئة العامة الحضور الواضح المباشر، المناقشة الجدية، المناقشة المنظمة، وهذا أصلاً دورهم الأساسي.
من جملة المخاطر التي تواجه المجلس النيابي أن يأتي وقت لا يكون هناك أشخاص مهتمين وجديرين ولائقين وحتى لديهم جلد أن يناقشوا القوانين والاقتراحات والمشاريع ويمحصوها ويناقشونها بدقة وعمق، هذه ستكون ثغرة كبيرة جدا في أي مجلس نيابي يتشكل بنتيجة الانتخابات، لذلك أحب أن أقول لكم أننا نعتبر في قيادة حزب الله وشورى حزب الله أن كتلة الوفاء للمقاومة من أكثر الكتل النيابية الجادة، وحضور أخواننا النواب في هذه النقاشات سواء في التحضير مع الجهات المختصة في مراكز الدراسات والاخوة والاخوات الاختصاصيين أو في إطار اللجنة النيابية المعنية أو اللجان المشتركة أو الهيئة العامة هو أمر مشهود جداً وهذه هي مسؤوليتهم الشرعية الاولى كنواب والملقات على عاتقهم، بعنوان الرقابة، حضورهم باللجان ومراقبتهم للوزراء على إختلاف إختصاصاتهم أيضا حضور قوي وكبير، في عناوين المتابعة مع الوزارات وإدارات الدولة فيما يرتبط بمناطقهم وقضايا الناس أيضاً حضور كبير، الحضور المباشر وسط الناس في كل المناسبات، في الأفراح والاتراح والمناسبات السياسية والدينية، على مدى ثلاثين عاماً هذا الحضور كان فعالاً وكبيراً وظاهراً وقوياً، خلال 4 سنوات التي مضت نحن في 2018 أيضاً أعددنا تقارير وتم عرضها في وسائل الاعلام عن الانجازات، خلال 4 سنوات التي مضت حُققت مجموعة كبيرة من الانجازات والنتائج الجيدة والطيبة، سواء فيما يتعلق في المجال القانوني والتشريعي أو الملفات المحولة والموكلة الى الاخوة النواب كنواب، أو فيما يتعلق في المتابعة وعالم الخدمات المرتبط بمناطقم، مفترض إن شاء الله أن تعد الكتلة كما المناطق لأنه كما قلنا هذا إنجاز، يوجد إنجاز خاص بالكتلة ويوجد أمور مشتركة في المناطق، ستعد تقارير ويتم الاعلان عنها ليقال خلال أربع سنوات الماضية ما هي الانجازات، طبعاً ليس كل شيء تكلمنا عنه قبل 4 سنوات إستطعنا إنجازه وهذا طبيعي، ليس لدينا إدعاء، أكيد كان هناك صعوبات وعقبات لكن الاكيد كان هناك جدية عالية ونشاط متواصل بلا كلل ولا ملل ويوجد إنجازات وإيجابيات كبيرة تحققت، الكتلة إن شاء الله تعلن التقارير حول إنجازاتها، خلال الاربع سنين الماضية، وفي الملفات الأمر نفسه أيضاً، مثلاً من جملة العناوين الاساسية التي تكلمنا عنها في 2018، كان ملف مكافحة الفساد، ودائماً كان السؤال حاضرا “ماذا فعلتم؟ وأين اصبحتم؟” ايضاً هناك تقرير مفصّل وموثّق سيعرض على الجمهور والناس من بداية الملف الى اليوم، ماذا أُنجز ماذا تحضّر وماذا تقدم وما هي النتائج وكيف المفروض أن نكمل، وما هي الصعوبات وما هي الفرص، هذا كله سيأتي وقته، ولكن أنا هنا أشكل فهرساً عاماً، كذلك في مجال الخدمات والانماء للمناطق، هنا أحب أن أؤكد على نقطة، نحن عندما نقيّم خدمات المناطق نقول ماذا أُنجز في المنطقة الفلانية ؟ في الحقيقة لا يمكننا أن نقول فقط ماذا فعل نواب هذه المنطقة؟ لأنه قلت قبل قليل هم جزء من منظومة وإدارة وآليات وماكينة حزب الله، الصح أن نقول ماذا فعل حزب الله في هذه المنطقة ولأهل هذه المنطقة؟ ولسكان هذه المنطقة؟ والنواب جزءٌ منها، عندما نقيٌم نقيٌم على هذا الاساس، لأنه يوجد الكثير من الامور ننجزها في المناطق ونقدم فيها خدمات في المناطق ونكون فيها بخدمة الناس في المناطق وليس بإسم النواب لأن النواب عندنا لنكون صريحين جداً هم مثل بقية مسؤولي حزب الله، هم مجاهدون وخدّام في هذه المسيرة وليسوا زعماء، نحن غير معنيين بأنه كلما أنجزنا شيئا أو نريد أن نقدم خدمة ما، أن نقول هذا عمل النائب فلان والنائب فلان، كلا هذا عمل حزب الله، ما تقوم به مؤسسات حزب الله هو ما يقوم به نواب حزب الله ينفذّ باسم حزب الله، النواب هم جزء من هذه الادارة وجزء من المتابعة وجزء من هذه المنظومة الداخلية، وعلى هذا الاساس يجب أن يكون التقييم، ولذلك بالرغم من كل الظروف الصعبة التي مر بها البلد خصوصاً في السنوات الاخيرة التي قامت به تشكيلات حزب الله ومؤسساته ولجانه وملفاته وألاخوة والأخوات والمسؤولين المتعاقبين في مختلف الأماكن والمواقع ومن ضمنهم النواب ايضاً كان مهماً وكبيراً إن شاء الله هذا يقدم ويُعتقد أنه في المناطق محسوس وملموس بشكل واضح، وإلا النائب لوحده ليس لديه موازنة خاصة وليس لديه إمكانات خاصة ولا إخواننا ينتمون إلى عائلات غنيّة وثريّة ولديها إمكانات حتى نقول أنه ماذا يقدمون على المستوى الشخصي، هو عندما يقدم أو يخدم أو يقوم بأي عمل هذا من خلال الموقع أو الامكانية او القدرة التي يوفرها له حزب الله مثل بقية تشكيلات وقيادات حزب الله، نحن منذ عام 1992 عندما قررنا أن ندخل الى الندوة البرلمانية أي الى المجلس النيابي، وضعنا أهدافاً واقعيّة وتذكرون وقتها، ولم نرفع التوقعات عند الناس، يعني الشيء الذي نعرف أننا لا نستطيع أن نفعله لم نعد الناس به، يمكنكم أن تراجعوا هذه التجربة من 1992، بل يوجد أمور نحن لم نعد الناس بها وقلنا للناس لا تتوقعوها منا وإذا كنتم متوقعين منا أن نقوم بها لا تنتخبوننا ولكن قمنا بإنجازها فيما بعد، يعني بالعكس، أضرب مثلاً يعني في التسعينات وأظن في 1996، لعله في ال1996، بعد الانتخابات في بعض المهرجانات الانتخابية، تعرفون كانت عمليات المقاومة عمليات يومية وشهداء وجرحى وقصف الخ..
كان العنوان الأساسي وما زال هو دعم المقاومة، وحماية المقاومة فيومها أنا كنت في مهرجان انتخابي والأخوة المرشحين موجودون يجلسون إلى جانبي، أنا أطلّع وأخطب وفي جزء من الخطاب أقول أيّها الناس إذا أردتم انتخابنا من أجل أن نضع لكم في القرية ترانس كهرباء لا تنتخبونا، وقتها تعرفون الدولة مقفلة علينا كانت على كل حال. وإذا أردتم انتخابنا لأنّنا سنأتي لكم ببئر مياه لا تنتخبونا، إذا أردتم انتخابنا من أجل تزفيت طريق لا تنتخبونا، وإذا أردتم انتخابنا يعني تنتخبون المقاومة وخيار المقاومة ومجاهدي المقاومة وشهداء المقاومة وجرحى المقاومة حتى يكون في البرلمان نواب يحملون صوت الشهداء وعوائل الشهداء والمجاهدين والمقاومين والبلد المهدّد بالخطر انتخبونا. أنا أنزل عن المنبر الإخوان يقولون لي الله يبارك فيك يعطيك العافية، قلت لهم لماذا؟ “يظهر يمزحون” قالوا أنت بدك تنجحنا بالانتخابات أو بدك تسقطنا في الانتخابات. قلت لهم نحن يجب أن نكون صادقين مع الناس. نحن لا يمكننا وعد الناس بأمور نعلم بأنّنا لن نستطيع تحقيقها، بل نحتمل أنّنا لن نستطيع أن نحقّقها. دعونا لنذهب إلى ما لدينا فيه اطمئنان أنّ هذا يمكن أن نحقق فيه شيئًا.
ولذلك أنا أتذكّر مثلّا حتى في انتخابات 92، و96 و2000 أنا بالمناسبات الانتخابية كنت أقول نحن لا نذهب إلى المجلس النيابي حتى نغيّر النظام أصلًا، لا يوجد إمكانية لتغيير النظام من داخل المجلس النيابي لأنه بالنهاية حتى تعديل الدستور يحتاج إلى ثلثين وآليات معقّدة وصعبة الخ.
نحن إذا ذهبنا إلى مجلس النواب وأتحدّث عن حزب الله مثلًا كم سيكون عددنا ضمن التقسيم الطائفي وتوزيع الدوائر وا وا وا مهما كان عددنا حتى مع بعض التحالفات، تحالفنا الثابت مثلًا مع إخواننا في حركة أمل منذ العام 92 والتحالفات اللاحقة غير متاح، وهذا موضوع حسّاس جدًا، وموضوع لا ينشغل فقط في المجلس النيابي اليوم ليس تغييرًا تغيير النظام السياسي الذي يطالب به بعض النّاس اليوم تطوير النظام السياسي إصلاح النظام السياسي معالجة بعض الثغرات والنواقص في النظام السياسي إذا أردنا الاقتراب منه تقوم القيامة في البلد. وهذا من المقدّسات ويحكى عن المخاطر موضوع معقّد وموضوع ليس سهلًا. وهو ليس شغل المجلس النيابي، أو وجودنا في المجلس النيابي لن يحقق هذا الهدف، ولذلك لا نعد به. فإذا نحن طرحنا دائما مجموعة من الأهداف الواقعية الموضوعية المقدور عليها نسبيًا لأنّه هناك أمور تحدّثنا عنها وبذلنا جهد ولم نستطع لأنّه أحيانّا كنّا نصل لنتيجة أنّ المجلس النيابي يتخذ قرارًا، ويعاد ويطعن به عند المجلس الدستوري يلغيه لاحقًا أضرب أمثلة.
على كلٍ دائمًا عندما نقيّم عمل أي مجموعة يجب أن نرى ما هي الوظائف الملقاة على عاتق هذه المجموعة ما هي الأهداف التي قيل لهم أنّنا نتوقع منكم هذا، وبالتالي نرى جهدهم ونقيّم. أما إذا أردنا أن نقيّم على ضوء كل واحد ما هي توقعاته، وما هي آماله وماذا ينتظر، وأحيانًا قد تكون توقعاته غير واقعية، وأحيانًا مثالية ويطلبها من هذه المجموعة في المجال الجهادي وفي المجال السياسي وفي المجال النيابي يكون تقييمه غير موضوعي وغير علمي وغير منصف. أودّ أن أقول في ختام هذه النقطة بشكل عام وضمن الأهداف المرسومة والمطلوبة، وضمن التوقّعات التي كانت لدينا دائمًا خلال السنوات الماضية لعمل كتلة الوفاء للمقاومة والإخوة النواب في هذه الكتلة المتعاقبين الذين دخلوا وخرجوا. نحن لدينا تقييم إيجابي وعالي لعمل الكتلة وأعضائها والإخوة وحضورهم وجهودهم ونشكرهم دائمًا على ذلك، وهذا ما نتطلّع إليه ونتوقعه منهم في المستقبل.
النقطة التالية أيضًا انتخابات، في الجلسات الداخلية كنّا نتحدّث عن هذا الموضوع، وأنا أرغب أيضًا أن أتحدّث به للناس لأني مقتنع بالإدارة الإقناعية إلى أبعد مدى. ومن حق الناس أن يسألوا ويستفسروا، من حقهم علينا أن نشرح لهم نبيّن لهم نوضح لهم لأنّه أكيد تارة يسيرون معنا فقط على الثقة، وطورًا يسيرون معنا. إضافةً للثقة هناك قناعة بالأفكار التي نطرحها أو المواقف التي نتخذها أو التدابير التي نلجأ إليها. أنا أحبّ دائمًا أن يكون الناس دائما مقتنعين بخياراتنا وطريقنا ومواقفنا وليس أن يسيروا فقط معنا نتيجة الثقة أو نتيجة المحبة أو نتيجة العاطفة أو نتيجة الحماس. ولذلك تلاحظون عمومًا أنا في الخطابات أشرح وأوضح وأبيّن، وأحيانًا بعض الناس يقولون لي أنت تفصّل كثيرًا، هذا ليس عملك أنا أقول لهم لا، الناس كم تكون الأمور واضحة لهم، وكم تكون ظاهرة لهم هذا يجعلهم يسيرون معنا ويكملون بقناعة لأنّ هذا له علاقة بحاضرهم وبمستقبلهم، وله علاقة بكرامتهم وأمنهم ومعيشتهم وحياتهم. ومن جملة النقاط التي أودّ التحدّث عنها طريقة حزب الله في ترشيح النواب. عندما نأتي كل أربع سنوات، نقول والله هؤلاء الإخوة الأعزاء هم مرشحو حزب الله، يمكن أحيانًا أن نجري بعض التعديلات، حسناً كيف يشغل هذا الموضوع وكيف نصل لهذه النتيجة.
كل حزب وكل حركة وكل جماعة لها طريقتها الخاصة، وبالنسبة لنا وأنا لن أتحدّث عن طرق الآخرين سأتحدّث عن طريقتنا وضوابطنا وآلياتنا، كيف يتمّ هذا الموضوع؟ لأنّه بالنهاية سنعلن أسماء المرشحين للدورة الانتخابية الجديدة. ومعروف بطريقة حزب الله ما يلي: أولًا من يتخذ القرار بآخر المطاف هي شورى حزب الله كما هي العادة، إمّا بالإجماع، وإمّا بالغالبية، وإن كان عادة من سنوات طويلة نحن في حزب الله وفي قيادة حزب الله، إمّا نأخذ بالإجماع حتى لو بقي واحد لديه رأي مختلف نبقى نتناقش حتى نصل لنتيجة معينة، لكن بالنهاية القرار تتخذه شورى حزب الله.
في فترة سابقة يتمّ التشاور مع الجهات المعنية مع المناطق، ومع التنظيم مع الإخوان الذين يعرفون الإخوان بشكل جيد، نحن نعرف الإخوان كلّنا من أجيال متقاربة نعرف بعضنا بشكل جيّد ندقّق كثيرًا بملفات الأشخاص نتحدّث دائمًا منذ البداية. الأخ الذي كان موجوداً ومرّ عليه دورة و2 و3 يكون معروف لدينا أكثر لا يحتاج لتدقيق مثلما نريد أن نقدم على ترشيح جديد مثلًا. نستفيد ويحصل تشاور داخلي نستفيد من استطلاعات الرأي التي يجريها غيرنا ونجريها نحن ودائما هناك مشكلة طبعًا موضوع استطلاعات الرأي في لبنان تحتاج لبعض التدقيق من حيث قبول النتائج بحسب المواكبة التفصيلية ومن خلال إطلالة على الملفات، ونعقّد جلسات ونجري تقييمًا طويلًا وفي النهاية نحسم بحيثيات اتخاذ القرار واختيار الأفراد، هناك أمور أحبّ أن ألفت لها لأنّها موضوع نقاش ومفيد النقاش حولها مع النّاس. مثلًا دائمًا في الجلسات الداخلية الآن على مواقع التواصل الاجتماعي سواء داخل حزب الله أو الحريصين والمحبّين لحزب الله من أصدقائنا مثلًا دائمًا هناك نظرية الدماء الجديدة نقاش القديم والدماء الجديدة. مثلًا هناك أحد ما يطّلع معه يجب أن توضع ضابطة تقول أنّ أي أخ من الأخوان يترشّح لدورتين نيابيتين وخلص، وبالتالي يتمّ ترشيح أخ آخر مكانه، الاكتفاء بدورتين أو ثلاثة للنائب. هناك من يطرح فكرة لا، كل شيء قديم يجب أن يعود للتنظيم لديه عمل آخر لا مشكلة، لكن دائمًا يجب أن تكون كاملًا دماء جديدة. يذهبون نحو الإفراط والتفريط. أنا بهذه النقطة أودّ أن أقول ما هي رؤيتنا وهي رؤية واقعية هذا لا يخص حزب الله فقط، لكن بالنهاية هذا موضوع إنساني كل الناس من خلال فكرهم وفهمهم وتجربتهم يستطيعون أن يكوّنوا رؤية بهذا الموضوع.
انظروا العمل النيابي والعمل السياسي مثل العمل الجهادي، كما العمل الإداري، وكما العمل المؤسّساتي هو ليس فقط شخص وكفاءة شخصية ودراسة بالجامعة أو الدورة، وإنّما جزء مهم منه يكتسبه الإنسان من خلال التجربة. من خلال التجربة ينزل إلى الأرض يعمل يختبر يناقش بحسب طبيعة المهمة التي يقوم بها يمكن أن يرتكب أخطاء، ثمّ يتنبه لها يصحّح أخطاءه يرى أخطاء الآخرين يحصل تراكم تجربة، ويحصل رشد وخبرة، وبالتالي عندما يعود ويواجه قضايا مشابهة هو يستند إلى تجربته وإلى تجربة الآخرين الذين يعايشهم إلى كفاءته الشخصية إلى معرفته إلى علمه، ولذلك عندما يتقدّم الانسان في العمر غالبًا يصبح لديه وعي أكبر ورشد أكثر وتجربته تكبر وخبرته تصبح أوسع. وبالتالي ليس صحيحاً أن تأتي نظرية وتقول بأن يحذف القديم كلّه ونأتي بدماء جديدة، الدماء الجديدة أيضًا لديها مشكلة قد يكون هناك أشخاص كفوئين وجيدين ولائقين، ولكن هؤلاء جدد ليس لديهم هذه التجربة، ولم يخوضوا هذا النوع من السجالات ومن الصراعات أحيانًا في مواقف حادّة، وهناك أوضاع صعبة يمرّوا بها في قرارات يجب أن تتخذ ليس فقط لها علاقة بالعلم، بل لها علاقة بالأعصاب ولها علاقة بالشجاعة ولها علاقة بماء الوجه ولها علاقة بتحمّل التبعات أمام النّاس. وبالتالي الصحيح هو التالي أنّه طالما القديم مازال منتجًا ومفيدًا وحاضرًا ومؤثرًا وبالعكس لديه تراكم تجربة ولديه تطور بالخبرة ويعرف الناس أكثر ويحيط بالموضوعات، ويعرف القوانين ويعرف لعبة السلطة ويعرف المداخل والمخارج، وكيف يحصل احتيال أحيانًا بكثير من الأمور طالما هكذا الأفضل أن يستمرّ هو نعم مع الحرص أنّه كم يمكن أن ندخل دماء جديدة إلى هذا البدن، هذه الفكرة هي الصحيحة، فيكون بشكل دائم لدينا من القديم الخبرة والتجربة والأصالة والتأسيس، ولدينا من الجديد الأجيال الجديدة والعناصر الجديدة. نحن نتنّبى هذه الفكرة وهذا ما عملنا عليه منذ العام 1992 مثلا عام 92 نحن كان لدينا مجموعة إخوان نجحوا بالانتخابات النيابية، لكن عندما جئنا لانتخابات الـ 96 أجرينا تعديلات، وحتى عندما أجرينا التعديلات انطلقنا من معايير، من أسس. سأضرب أمثلة ودائمًا كان يفتح الباب أمام إدخال دماء جديدة إذا سرنا مع كتلة الوفاء من الـ 92 ونرى نواب الـ 96 ونواب الـ 2000 وهكذا دائما كان يدخل أفراد جدد ودماء جديدة وجيل جديد إلى الكتلة. لكن قلت أنّه حتى عندما نجري التعديل كان هناك أسباب منطقية وموضوعية أيضًا. سأضرب أمثلة أيضًا للتوضيح مثلًا بعد تجربة الـ 92 نحن كان لدينا علماء دين نواب، مع الوقت تبيّن أنّ النائب في لبنان لا يكفي أن يذهب للمجلس النيابي، هذا خطأ، لكن هذا الموجود أنّ يذهب لمجلس النواب ويشارك بالتشريع وسن القوانين وإعطاء الثقة وحجب الثقة ومناقشة الحكومة لا. “بدو يفتل” بين الدوائر هذه الدائرة وتلك وتلكم وهات الدائرة هذه الوزارة وهذا الوزير والمدير العام والمحافظ والقائم مقام وعلى المكاتب. نحن وجدنا أنّه ليس شغّلة علماء الدين ومشايخنا، هذا الموضوع وهذا الزي اتخذنا قرارًا أن لا يكون هناك مشايخ إلا رئيس الكتلة، آنذاك هذ أتاح إدخال أفرادًا جدد إلى كتلة الوفاء للمقاومة. مثلًا المرة الماضية نحن اتخذنا قرارًا فصل الوزارة عن النيابة، طبعًا والإخوة الذين قيل لهم لا تترشحوا هم كفوئون ليكونوا نواب وكانوا نواب وجدرين وناجحين وكل شيء. وعندما فصلنا الوزارة عن النيابة حكمًا هناك إخوان كانوا نواباً وانتهت ولايتهم هؤلاء صاروا مشروعنا للتوزير، لذلك ذهبوا إلى الوزارة، ولاحقًا جاءت قصة حكومة التكنوقراط التي تحتاج لنقاش كثير. لكن هذا كان أساسًا أحيانا نفس الإخوة نتيجة ظروف شخصية، ظروف أمنية لا يكون لديه رغبة شخصية أن يكمل، يفضّل أن يعمل داخل التنظيم، هو يطلب: يا أخي ردّوني إلى التنظيم، يخلو مكان، ندخل مكانه دماء جديدة. فدائمًا كان هناك فرصة أن يدخل إلى الكتلة دماء جديدة، أحيانًا نفس التجربة التنظيمية، نحن نقول لأخ أن ترشّح ويصبح نائباً أربع سنوات أو ثماني سنوات ونكون محتاجين له حقاً بالتنظيم، وهناك بديل عنه بالنيابة ولا يوجد بديل عنه بالتنظيم. كنّا نلجأ لإجراءات من هذا النوع.
إذًا دائمًا كان الباب لدينا مفتوح، الموضوعي والطبيعي أن نقوم بتعديلات، وادخال أفراد جدد ودماء جديدة كما يقال إلى كتلة الوفاء للمقاومة. أمّا فكرة ان هناك أناس يتوقّعون أن نأتي ونذهب بكلّ القديم، ونأتي بكلّه جديد أصلًا هذا غير عقلائي وغير منطقي، وفي الدنيا كلّها لا يعمل أحد بهذه الطريقة. بالعكس دائمًا يجب أن يكون بمجموعة النواب كتلة النواب أناس مخضرمين، أناس لديهم تجربة، لديهم خبرة عاشوا تجارب طويلة عريضة، ونعم يجب أن تدخل دماءً جديدة من أجل الاستمرارية بالحقيقة لأنّه الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، نحن في مسيرة معرض فيها قادتنا للاستشهاد والاغتيال والقتل، الآن الموت الطبيعي والأمراض هذا يلحق الكلّ، هذه نقطة.
نقطة ثانية أيضًا بالترشيحات بالمعايير نحن لا نرشّح على أساس العلاقات الشخصية والصداقات أنّ والله هؤلاء اصدقائي فأنا أرشّحهم، أصدقاء فلان بالشورى فلان وفلان وفلان، لا، أبدًا، أو أقاربنا.. ليس لدينا هكذا أمر. أبدًا بل على العكس أحبّ أن أقول لكم عندما يكون هناك شخص من أقاربنا، مثلًا من أقاربي أنا، أو من أقارب أي من أعضاء الشورى بالحدّ الأدنى، وهناك بديل عنه، بالتأكيد كونه من الأقارب يصبح هذا الأمر ليس لمصلحته، بل يصبح لمصلحة الآخر. يمكن أن يظلم لأنّ هذا والله شقيقنا، أو ابن عمّنا أو صهرنا أو قريبنا، وهو يكون كفؤ لا ينقصه شيء. وهذا دائمًا يحصل والآن حصل نفس الأمر عندما كنّا نناقش ببعض الترشيحات في بعض الإخوة تمّ استبعادهم فقط لأنّهم أقارب لأعضاء في شورى القرار في حزب الله حتى لا نضع أنفسنا في دائرة الشبهة. ويقال يأتون بأولادهم وأصهرتهم وأشقّائهم وأقاربهم وما شاكل طالما هناك كفاءات متنوّعة فلنذهب إلى تلك الكفاءات. لكن عندما يصبح الموضوع متعيّن يحتاج إلى نقاش خاص. نحن لا نرشّح على أساس طلب الأشخاص يعني من يطلب أنّه يريد أن يكون نائبًا، نحن نرشّحه، على العكس، من يطلب أن يصبح نائبًا، هذه تسجّل نقطة ناقصة بملفه. هذه ثغرة، هذه نقطة ضعف، ولذلك هناك عدد من إخواننا الذين تمّ ترشيحهم منذ العام 92 إلى اليوم، وحاليًا أصلًا ليس لديهم علم، ولا في بالهمّ ولا يفكّرون أن يكونوا نواباً، وعندما اتخذنا قرار بعد دراسة الملفات والخيارات وجئنا نبلّغهم لم يقبلوا. هناك أناس قبلوا لأنّنا نحن اخترناهم، وهناك أناس ألزمناهم وبعضهم مازالوا نواباً، وبعضهم لا، بعد أربع سنوات قالوا لنا يكفي أربع سنوات، كلّفتونا ألزمتونا ردّونا إلى حيث كنّا “إلى مدينة جدّنا”. فلا نرشّح على أساس طلب الأشخاص نحن نذهب ونبحث عن الأشخاص لأنّه كما نبحث على أي مسؤولين ليتحملوا المسؤولية. وأيضًا نحن لا نرشّح على أساس التمثيل العائلي أنّنا نريد خلق توازن عائلي مرة من هذه العائلة، والمرة المقبلة من تلك العائلة، والمرة المقبلة من تلك العشيرة. من حق العائلات والعشائر أن يقولوا نحن نحبّ أن يكون منّا نائب. والله نائب ناجح وينتمي إلى عائلة معيّنة لا نبدّله لأنّنا نريد أن نأتي بنائب من عائلة ثانية إرضاءً للعائلة الثانية، ومن الـ 92 لم نشتغل بهذه الطريقة، ونحن لا نشتغل بهذا الأسلوب. طبعًا نحترم كل من طالبنا أو يطالبنا في اللقاءات الداخلية بأن يكون هناك نائب من عائلته ينتمي إلى عائلته إلى عشيرته، هذا حقّهم الطبيعي، لكن هذه طريقتنا ومعاييرنا بالانتخاب. النواب يمثلون حزب الله، لا يمثلون عائلاتهم ولا يمثلون عشائرهم، ولا يمثلون اشخاصهم، كذلك لا نختار على أساس الوضع الجغرافي الضيّق المعين. نعم حريصون أن يكون من داخل الدائرة، ومن داخل الدائرة الانتخابية، لكن لا نأتي ونقول أنّنا نريد تمثيل هذه البلدة، والآن سنمثّل هذه البلدة، ونمثل هذه المدينة، ولا نريد تمثيل تلك المدينة.
لا، نحن نلحق الأشخاص الذين نعتبر أنّ فلان فلان فلان فلان فلان قادرين على القيام بهذه المهمة وقادرين على تمثيل حزب الله وجمهور حزب الله والناس التي تثق بحزب الله بشكل جيّد يا الله. إلى أي بلدة ينتمي؟ لأي عائلة ينتمي؟ لأي مدينة ينتمي؟ لأي جغرافيا ينتمي؟ شرق غرب شمال جنوب هذا بات تفصيلاً. طبعًا هناك أصل ما أمكن نحرص عليه، ومازلنا نحرص عليه أن يكون من أبناء الدائرة الانتخابية نفسها.
إذًا هذه أسس نحن عادة نلجأ إليها كمعايير وننطلق منها بانتخاب الأشخاص، وحتى عندما ننتخب الأشخاص بعض الناس يقول لك هذا أفضل الموجودين، كلا، هذا التعبير ليس دقيقاً، لأنه يمكن أن يوجد مثلهم الكثير في الحزب ولكن هؤلاء الكثر الموجودون في الحزب موجودون في مواقع سياسية ومواقع جهادية ومواقع تنظيمية، يديرون مؤسسات أكيد بإستطاعتهم أن يكونوا نواباً، نحن لسنا حزباً نيابياً نحن حزب جزء منه نواب وكادرنا يتحمل مسؤوليات واسعة وكبيرة جداً، ومعروف وضع جسمنا، نحن نبحث عن الاخوة اللائقين الموجودين المناسبين الذين قد يكون هناك نظائر لهم في بقية حزب الله ولكن يتحملون مسؤوليات متنوعة، طبعاً دخلت احياناً في الحديث حتى في بعض التعديلات كان هم الاخوة يطلبون مني ذلك، يعني أخ يقول أنه بعد أربع سنوات أو خمس سنوات ظروفي الشخصية والامنية، تقييمي الشخصي هو أنني لا أتحمل مسؤولية أداء ما تطلبونه مني كنائب، يعطيكم العافية، هو جدير ولائق أن يكون ولكن ظروفه لا تساعد، وحصل مع شخصيات أساسية من نوابنا الذين كانوا في السابق، أحببت أن أقول هذا العرض حتى يكون مفهوم جيداً أنه عندما نختار نوابنا، ندرس جيداً ونناقش جيداً ونقيّم جيداً ونأخذ كل الجوانب بعين الاعتبار ونأخذ البدائل المتاحة أيضا بعين الاعتبار، ونأخذ كل حاجات المسيرة والحزب بعين الاعتبار، ثم نصل الى النقطة التي نأخذ فيها القرار الترشيحي، إذاً اليوم نحن مثل كل الانتخابات الماضية الذين نرشّحهم هم ليسوا مرشحي عائلاتهم وليسوا مرشحي عشائرهم وليسوا مرشحي بلداتهم ولا مدنهم ولا أصدقائهم الشخصيين هم مرشحو مسيرتنا، حزبنا، ومقاومتنا، نحن نعوّل على أن يقوموا بالمسؤولية ونقدمهم للناس، نعبّر عن ثقتنا بهم، ونطلب من الناس ونأمل من الناس أن يعطوهم أيضاً الثقة، بناء على تقييمنا نحن لدينا تعديل محدود في الترشيحات ايضاً بناء على دراسة وتقييم وبعيداً عن أي مجاملات شخصية أو أو أو يمكن أن تحصل عادة عند الأحزاب والقوى الاخرى، حسناً، باسم الله الرحمن الرحيم، لأنه نريد أن نبدأ من رئيس كتلة الوفاء سنبدأ من الجنوب الثالثة.
دائرة الجنوب الثالثة، في الدائرة عن قضاء النبطية الحاج محمد رعد، عن دائرة بنت جبيل الدكتور السيد حسن فضل الله، عن دائرة مرجعيون حاصبيا الدكتور الحاج علي فياض، دائرة الجنوب الثانية عن صور، لأنه لدينا مرشحين فقط عن قضاء صور، الشيخ حسن عزالدين والحاج حسين جشّي، يعني في الجنوب ليس لدينا تغيير، نحن في المرة الماضية أقدمنا على تغيير في الجنوب كان كافيا، دائرة بيروت الثانية، الحاج أمين شري، دائرة البقاع الاولى، يعني قضاء زحلة، هنا لديهم تعديل مع التوجه بالشكر الجزيل والكبير للنائب الأستاذ أنور جمعة، اولا على تقبله لتحمل مسؤولية قبل 4 سنوات وعلى تحمله للمسؤولية خلال هذه الأربع سنوات، أولا مشكور على كل ما قام به وتقبل الله أعماله وهو يعود إلى قواعده في تشكيلات حزب الله، المرشح والاخ الاستاذ رامي أبو حمدان، طبعا من جيل الشباب الجدد، يعني الان لدينا اسماء لشباب جدد، دائرة البقاع الثالثة بعلبك الهرمل، الدكتور حسين الحاج حسن والدكتور علي المقداد والدكتور إبراهيم الموسوي والدكتور إيهاب حمادي، ولم نقم بأي تعديل، دائرة جبل لبنان الثالثة قضاء بعبدا الحاج علي عمار، دائرة جبل لبنان الاولى جبيل كسروان الاستاذ رائد برو، ايضا من جيل الشباب الجدد، فيكون لدينا إثنان من الإخوان الشباب إن شاء الله، يعني دم جديد، يضخ دم جديد إلى كتلة الوفاء للمقاومة، هذه ترشيحاتنا للإنتخابات النيابية المقبلة إن شاء الله في شهر أيار، نحن درسنا أمورنا بشكل دقيق جداً وأخذنا كل الجوانب بعين الاعتبار، إستمعنا إلى كل الملاحظات وقيمناها ودرسناها ونعتقد بعد طلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى والتأييد والتسديد والعون منه، عادة نحن في القرارات نعمل بهذا الشكل، عقلنا يصل الى مكان وأكثر من هذا مع وقبل وبعد يعني نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّق ويؤيّد ويسدّد، وصلنا إلى هذه النتيجة، هؤلاء الأخوة الكرام كانوا وما زالوا في كل المواقع التي شغلوها داخل التنظيم أو في المواقع النيابية تحملوا مسؤوليات كبيرة، قدموا إنجازات مهمة، في النهاية لا يوجد أحد معصوم، قاموا بإنجازات كبيرة يعول عليهم للمرحلة المقبلة، كانوا في المرحلة السابقة حاضرين بقوة في مواجهة الصعوبات، هذا ما أحببنا الليلة أن نعلن عنه وأن نقدّمه لناسنا وجمهورنا وقواعدنا وإخواننا وأخواتنا ونحن نعلق أمالاً كبيرة على هؤلاء الإخوان وطبعاً نحن لعله أكثر كتلة نيابية أدخلت دماً جديداً وقامت بتعديلات بعد كل دورة بناء على معطيات موضوعية، يعني يصبح لدينا حتى الان 16 أو 17 نائب سابق خلال هذه الفترة الزمنية، بينما يمكن في كتل أخرى لا يوجد هذا الأمر، هذا دليل الحرص أنه دائماً ندخل دماً جديداً ونقدّم جواً جديداً، نتمنى التوفيق للإخوة ونتمنى التعاون من قبل الناس وخصوصاً في مختلف الدوائر الانتخابية وأن نكون إن شاء الله يداً بيد وكتفاً إلى كتف في هذه العملية الإنتخابية المهمة جداً التي سنتحدث لاحقاً إن شاء الله عن آفاقها وعن تحدياتها وعن إستحقاقاتها وعن ما يطرح فيها، عن الأمال وعن التوقعات وعن ما ينتظر بلدنا ومقاومتنا وشعبنا ومنطقتنا، هذا يأتي إن شاء الله في الأوقات اللاحقة، أسألكم الدعاء ويعطيكم العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.