تتواصل العملية العسكريةُ الروسيةُ في اوكرانيا من المحاور الرئيسية الثلاثة في الشمال والجنوب والشرق. واعلنت موسكو تعلنُ اخراجَ ثلاثةٍ وثمانينَ هدفاً عسكرياً واحدى عشرةَ قاعدةً جويةً في اوكرانيا من الخدمةِ والسيطرةَ على الطريقِ السريعِ بين كييف وموسكو.
وتحدثت روسيا عن تدميرِ رتَلٍ للجيشِ الاوكراني بفعلِ الضرباتِ الجوية. واعلنت قواتُ حرسِ الحدود الاوكراني عن اختراقِ رتلٍ من الدباباتِ الروسيةِ الدفاعاتِ الاوكرانيةَ وتوجهِه نحوَ العاصمة، فضلاً عن مهاجمةِ مروحيةٍ روسيةٍ مطارَ غوستوميل العسكريَ قربَ كييف.
بدوره اعلنَ الجيشُ الاوكرانيُ اسقاطَ سبعِ طائراتٍ مروحيةٍ اغارت على اهدافٍ في البلادِ بما فيها العاصمة. وقال الامنُ الفدراليُ الروسي اِنَ حراسَ الحدودِ الاوكرانيينَ يَعبُرونَ بأعدادٍ كبيرةٍ الى روسيا ويُسلمونَ أنفسَهم. فيما تحدثت السفارةُ الاميركيةُ في اوكرانيا عن تقاريرَ متواصلةٍ عن عملياتٍ عسكريةٍ وقتالٍ في جميعِ انحاءِ البلاد.
واكد الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتين عدمَ نيةِ موسكو الاضرارَ بالنظامِ العالمي ، مشدداً على انَ”روسيا لا تزالُ جزءاً من الاقتصادِ العالمي ،لافتاً خلالَ جلسةٍ معَ رجالِ اعمالٍ روسٍ الى انَ المخاطرَ في مجالِ الامن تشكلت بحيثُ لم يعد من الممكنِ التوصلُ لحلٍ بايِ طرقٍ اخرى”.
الرئيس الروسي اشار الى انَ”ما يجرى في اوكرانيا هو اجراءٌ اضطراريٌ وهو السبيلُ الوحيدُ للدفاعِ عن امن روسيا”.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أنّ بوتين رفض كل مبادرات حسن النية التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الأخرى.
وقال بايدن في كلمة له من البيت الأبيض ان بوتين يسعى إلى إحياء الاتحاد السوفيتي سابقا وطموحاته تتناقض مع مبادئ العالم الحديثة مشيراً الى عقوبات تم فرضها على روسيا ستؤثر على مصارفها التي تمتلك أرصدة مالية بقيمة تريليون دولار. واوضح الرئيس الاميركي ان العقوبات على روسيا ستتطلب بعض الوقت لتؤتي نتائجها وان بلاده ستعمل على الحد من قدرات روسيا على تمويل قدراتها العسكرية.
من جهته اعتبر رئيسُ الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الهجومَ على أوكرانيا هو هجومٌ على الديمقراطيةِ في أوروبا والعالم وتوقعَ أن تكونَ الأشهرُ القادمةُ في أوكرانيا مظلمة.
وفي مؤتمرٍ صحافي بعدَ ترؤسه اجتماعاً طارئاً لسفراءِ الحلفِ عبرَ تقنيةِ الفيديو، أوضح الأمينُ العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الناتو وضعَ أكثرَ من 100 طائرةٍ حربيةٍ في حالةِ تأهبٍ قصوى وأن موسكو أغلقت البابَ أمامَ العملِ السياسي.
من جهته أكد الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القرارات التي سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة ستحدد مصير العالم”.
وناشد غوتيريش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف العملية العسكرية، مؤكدا ان “خطوات روسيا لا تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة”. وكشف غوتيريش عن تخصيص عشرون مليون دولار من صندوق الطوارئ للأمم المتحدة لأوكرانيا.
ورفضت الصينُ مصطلحَ الغزوِ الذي تصفُ به وسائلُ الإعلامِ العمليةَ العسكريةَ الروسيةَ ضدَ أوكرانيا.
وقالت المتحدثةُ باسمِ وزارةِ الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن بكينَ تراقبُ الوضعَ في أوكرانيا عن كثَب، ودعت جميعَ الأطرافِ الى ضبطِ النفس.
واتهمت تشون ينغ الولاياتِ المتحدةَ بتصعيدِ الأزمةِ في أوكرانيا، وأنها تواصلُ بيعَ أسلحةٍ لأوكرانيا ما يزيدُ التوتر.
وأعلنت الرئاسة الإيرانية أن الرئيس السيد ابراهيم رئيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا هاتفيا الأوضاع في أوكرانيا وتطورات مفاوضات فيينا النووية.
وخلال الاتصال أكد بوتين لرئيسي أن”ما يجري في أوكرانيا هو نتيجة نقض الغرب للمعاهدات الأمنية مع روسيا، من جهته اعتبر رئيسي أن توسع حلف النيتو شرقا هو عامل توتر وتهديد جدي لأمن الدول المستقلة”، مشدداً من جهة أخرى على ضرورة وجود ضمانات أمريكية ورفع العقوبات للتوصل لاتفاق في فيينا، واشار إلى أن طهران تسعى لاتفاق قوي ودائم في فيينا وليس لاتفاق هش.
من ناحيته قال المتحدث باسمِ وزارةِ الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده إن “الجمهوريةَ الإسلاميةَ الإيرانيةَ تتابعُ بقلقٍ بالغٍ التطوراتِ في أوكرانيا مع الأسفِ أنَ استمرارَ استفزازاتِ الناتو بمحوريةِ أمريكا أدى إلى وضعٍ تكونُ فيه منطقةُ أوراسيا على وشكِ الدخولِ في أزمةٍ شاملة. ودعت الخارجيةُ الايرانيةُ أطرافَ الأزمةِ الأوكرانية إلى وقفِ إطلاقِ النارِ وبدءِ مفاوضاتٍ فوريةٍ لإيجادِ حلٍ سياسيٍ للأزمة.
وكان وزيرُ الخارجيةِ الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد أنَ سببَ الأزمةِ الأوكرانية حالياً يرجعُ لاستفزازاتِ حلفِ شمالِ الأطلسي “الناتو” ضدَ روسيا، مشيراً في الوقتِ ذاتِه إلى أنَ اللجوءَ للحربِ ليس حلاً.
المصدر: قناة المنار