أعلن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الأربعاء أن “قضايا قليلة ومهمة جدا مازالت باقية في مفاوضات فيينا بين ايران ومجموعة “4+1″”، مؤكدا القول “إننا سوف لن نعبر من خطوط ايران الحمراء في المفاوضات مهما كانت الظروف”.
وفي السياق، اكد وزير الخارجية الايراني أنه “من الضرورة لأي مفاوضات أن تكون مفيدة وان تعود بمنافع للشعب الايراني”، مضيفاً “ما زالت المفاوضات المباشرة مستمرة من قبل كبير المفاوضين الايرانيين مع مندوبي مجموعة “4+1″ ويتم عن طريق مورا تبادل الرسائل والوثائق غير الرسمية (non-paper) مع اميركا”.
وكشف عبداللهيان، في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في طهران، عن تلقي “الكثير من الرسائل من المسؤولين الاميركيين حول ضرورة المفاوضات المباشرة، ولكن المهم بالنسبة لنا هو اي منافع ستعود لايران من ورائها وهل ستحقق مستقبلا مختلفا عما حدث في المفاوضات الراهنة وهل ستحقق مكسبا اكبر مما تحقق لغاية الان”، موضحاً أنه ” لقد سمعنا من الجانب الاميركي حتى الان كلاما ورسائل ايجابية لكنهم لم يقوموا باي اجراء عملي لاثبات حسن نواياهم”.
وقال أمير عبداللهيان “نحن متفائلون بمفاوضات فيينا لغاية الآن اجمالاً ونأمل أن تصل القضايا الحساسة والمهمة القليلة المتبقية في المفاوضات الى نتيجة خلال الايام القادمة عبر انتهاج الجانب الغربي الرؤية الواقعية وان نصل الى نتيجة من خلال الجهود المبذولة في فيينا على مدى اكثر من 9 اشهر بحيث تبقى جميع الاطراف المقابلة ملتزمة بكامل تعهداتها في اطار الاتفاق الموقع عام 2015” .
من جهة ثانية، قال أمير عبداللهيان، في إشارة إلى لقائه بنظيره العماني، “لقد توصلنا الى اتفاقيات جيدة في الحكومة الجديدة، وكانت للسيد باقري زيارة الى مسقط كما حضر محافظ البنك المركزي ووزير الصناعة والمناجم والتجارة في مسقط بهدف عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة كما عقدت اجتماعات لجنة الصداقة العسكرية واللجان ذات الصلة بين البلدين في طهران ومسقط على التوالي”.
واضاف أن “كل هذه الأمور تشير الى ان العلاقات بين البلدين تمضي في مسار جيد جدا، كما ان العلاقات السياسية القائمة بين البلدين اليوم هي علاقات ممتازة ونموذجية واستراتيجية في منطقة الخليج الفارسي”.
واشار الى ان “العلاقات السياسية بين البلدين هي اليوم في اعلى مستوياتها كما تحقق تقدماً كبيراً في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري خلال الاشهر الماضية لكنها ما زالت غير كافية في ضوء طاقات البلدين الكبيرة”، مضيفاً “اتفقنا على بذل المزيد من الجهود لتعزيز العلاقات ونأمل بتوفر إمكانية اللقاء بين رئيس الجمهورية الاسلامية وسلطان عمان في القريب العاجل، وقد تم توجيه الدعوة لآية الله رئيسي لزيارة مسقط”.
زيارة قطر
واشار أمير عبداللهيان الى “سياسة الجوار المعتمدة من قبل الحكومة الجديدة في ايران”، وقال “خلال اليومين الماضيين اجرى الدكتور رئيسي لقاءات واتفاقيات مهمة جدا مع امير قطر وتم ابرام 14 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات كما شارك في اجتماع القمة للدول المصدرة للغاز”.
المحادثات مع السعودية
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الايراني “نحن نعتقد أن المزيد من الامن والاستقرار في المنطقة انما يتحقق في ظل التعاون الشامل”، مضيفاً أنه “لقد جرت لغاية الآن 4 جولات من المحادثات بين طهران والرياض برعاية ودعم المسؤولين العراقيين المعنيين”.
وأضاف أنه خلال اللقاء مع وزير الخارجية العراقي في ميونيخ “تلقينا رسالة حول اعلان الجانب السعودي استعداده لمواصلة المحادثات، ونحن اعلنا استعدادنا للمحادثات والوصول الى نتائج تدعم العلاقات بين البلدين. نحن على استعداد لمواصلة سياسة التشاور والمحادثات والتعاون المشترك مع جميع الاطراف بجدية حول القضايا الاقليمية”.
وتابع وزير الخارجية الايراني “نحن نعتقد أنه لا سبيل سوى الحوار والتشاور وبالتالي التعاون لحل الازمات المتعددة في المنطقة، المنافسات المبنية على عدم الثقة لا نتيجة لها سوى تخريب المنطقة واهدار الثروات الكبيرة فيها، نأمل أن تدرك جميع الاطراف أنها لا يمكنها ان تحقق الأمن لنفسها في ظل زعزعة امن الاخرين. بناء على ذلك نؤكد مرة اخرى استعدادنا لأي مبادرة اقليمية تساعد في تنمية الامن المستديم والمزيد من النمو الاقتصادي والانساني في المنطقة”.
الأوضاع في اليمن تحولت الى كارثة انسانية كبرى
ورأى امير عبداللهيان أن “الاوضاع في اليمن تحولت الى كارثة انسانية كبرى”، لافتاً الى ان “استشهاد السفير الايراني في صنعاء حسن ايرلو بعد اصابته بمرض كورونا بسبب ظروف الحصار وقلة الامكانيات الطبية دليلا على ذروة تدهور الاوضاع الانسانية في اليمن”، معرباً عن امله بأن “تعود جميع الاطراف الى طريق الحل السياسي”.
وقال إن “الجمهورية الإسلامية الايرانية تدعو لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والغاء الحصار اللاانساني ووقف الحرب في اليمن وبدء الحوار اليمني-اليمني، وهي على استعداد لاستخدام جميع طاقاتها مع الاطراف الاقليمية واليمنية لتحقيق هذا الهدف”.
وكان وزير الخارجية العماني قد وصل الى طهران صباح اليوم، وتعد زيارته هذه اول زيارة يقوم بها لايران بعد تولي حسين امير عبداللهيان مهام وزارة الخارجية قبل عدة اشهر.
المصدر: ارنا