فيما يلي، كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان إحياء ذكرى القادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السادة العلماء، الأخوة والأخوات، الحفل الكريم، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، بسم الله الرحمن الرحيم ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم” صدق الله العلي العظيم.
في البداية أُرحب بكم جميعاً الأهل الكرام الأعزاء، السادة العلماء، السادة النواب، السادة الوزراء، ممثلي كل من يمثل وما يمثل، الأهل الكرام جميعاً ابتداءً من الأخوة والأخوات المجتمعين في بلدة النبي شيت إلى الأخوة والأخوات في بلدة جبشيت، إلى الأخوة والأخوات في بلدة طيردبا، إلى الأخوة والأخوات المجتمعين هنا في الضاحية، في مجمع سيد الشهداء عليه السلام.
قبل الدخول إلى المناسبة من واجبي في أيام رجب هذه أن أُبارك لكم جميعاً وللمسلمين جميعاً ولكل المحبين لأن لِعليٍ عليه السلام محبين من المسلمين والمسيحيين وغيرهما، أُبارك لكم ذكرى ولادة أمير المؤمنين وإمام المتقين فاتح خيبر- طبعاً فاتح خيبر يعنينا كثيراً هذه الأيام كجزء من معركتنا – فاتح خيبر، قاتل مرحبها وقالع بابها، الذي يُحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فاتح خيبر أسد الله الغالب علي ابن أبي طالب عليه السلام. عندما نذكر اسمه أو نتذكره في عقلنا أو في قلبنا نشكر الله سبحانه وتعالى أولاً وأريد أن أضيف وأنا واحد منكم أشكر والدي، كل واحد منا يشكر والديه، الفضل أولاً لله سبحانه وتعالى ولوالدينا الذين ربيانا منذ الصغر على معرفة هذا الإمام العظيم، على الإيمان به، على حبه وعلى عشقه، أنا واحد من الناس كلما يخطر في بالي عليٌ عليه السلام أذكر والدي وأقول في نفسي تلك الأبيات المشهورة التي نَعرفها جميعاً، لا عذب الله أمي إنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن. هذه الذكرى العظيمة العطرة المباركة، مباركةٌ لكم جميعاً إن شاء الله.
أدخل إلى مناسبتنا بشكل مباشر، قادتنا الشهداء، هذا العام الأخوة اختاروا شعاراً للمناسبة سموه القرار 1982، شعار القرار 1982، مضى على شهادة شيخ شهدائنا الشيخ راغب حرب 32 سنة، ومضى على شهادة سيد شهدائنا السيد عباس الموسوي 30 عاماً ومعه الشهيدة المجاهدة الجليلة العزيزة أختنا الكبيرة السيدة أم ياسر وابنهما ونجلهما الحبيب حسين، ومضى على شهادة قائدنا الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية 14 سنة، ومضى على – بعد أشهر قليلة في شهر حزيران – انطلاقة المقاومة الإسلامية وحزب الله 40 عاماً، نحن بعد عدة أشهر يصبح عمر مسيرتنا 40 عاماً، 40 ربيعاً، الآن الأخوة جمعوا بلفتة ذكية، جمعوا الأرقام 38 للشيخ راغب و30 سنة للسيد عباس و14 سنة للحاج عماد كانت النتيجة 82، وانطلاقة مسيرتنا بعام 82 وقرارنا الكبير الذي أسس لهذا الجهاد ولهذه الشهادة ولهذه الانتصارات كان في عام 82 فاختاروا عنوان القرار 1982، قد لا تعني هذه الأرقام شيئاً، نحن لا ندعي أن هنالك أسرار في هذه الأرقام، يكفي جمالية المشهد وحتى لو اعتبرناها صدفة، جمال هذه الصدفة.
في كل الأحوال عام 1982 بالنسبة لنا كان عام القرار، التأسيس، الولادة، الانطلاقة والاستمرار الذي ما زال قائماً حتى الآن، ودماء شهدائنا عمدت هذه المسيرة وأعطتها كل ما هي عليه الآن، الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود لهذه الدماء الزكية وشهادة القادة الذين نحيي ذكراهم هذا اليوم وشهادة القادة على امتداد الطريق والمسيرة كان تأثيرها عظيماً وكبيراً ومسيرتنا تكمل العام الأربعين. في لغة الأرقام والسنوات أيضاً عندنا 30 عاماً على شهادة السيد عباس، عادةً عندما ينتهي عقد يحصل وقفة ما، عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، أربعين سنة، هذا يحتاج أيضاً إلى وقفة خاصة مع ذكرى السيد عباس رحمة الله عليه، طبعاً الأخوة في هذا السياق في مجموعة برامج أود أن ألفت لها في بداية الكلمة:
أولاً، خلال السنوات الماضية قام مجموعة من الأخوة والأخوات بجهد كبير في إطار الجهات المعنية في حزب الله في جمع آثار السيد عباس الموسوي، كلماته، خطاباته، مواقفه، مقابلاته، بياناته، ما كتب، من البدايات حتى ما قبل تأسيس حزب الله، في مجموعة كاملة لآثار السيد عباس، تقريباً 13 مجلداً طُبع وأعتقد أنه سيعرض خلال الأيام القليلة الماضية – إن كان لم يعرض بعد – وهذا طبعاً يُشكل جزءاً من وثائقنا وجزءاً من تاريخنا وجزءاً من حضورنا، لأن السيد عباس هو شخصية أساسية في هذه المسيرة منذ ساعاتها الأولى. طبعاً في نفس السياق خلال أسابيع قليلة سيتم إنجاز مجموعة الآثار الكاملة للشيخ راغب رحمة الله عليه وسيتم عرضها في أجواء إحياء مناسبة الأربعين ربيعاً للمقاومة وحزب الله في شهر حزيران وأيار. أيضاً في أجواء ذكرى الثلاثين عاماً للسيد عباس إن شاء الله أنا سأكون في خدمتكم بعد أيام في مقابلة مباشرة مع تلفزيون المنار للحديث عن السيد عباس وأنا بكل تواضع أولى من يتحدث عن السيد عباس عن قرب، لأنه عندنا أجيال بالحد الأدنى من ولد منذ 40 عاماً لم يعاشروا السيد عباس ولم يعرفوه عن قرب، الآن ممكن أن يكونوا شباباً من عمر 9 سنوات، 10 سنين شاهدوه على التلفاز ولكن هؤلاء في الحد الأدنى من ولد منذ 40 عاماً هم يحتاجون أن نقدم لهم، أن نعرف لهم السيد عباس بشكل أفضل وبشكل جيد وبشكل بيّن وهذا إن شاء الله أنا سأكون في خدمتكم بعد أيام مباشرة على تلفزيون المنار.
أيضاً في الأسابيع القليلة المقبلة سوف يتم عقد مؤتمر له طابع فكري وثقافي وعلمي تحت عنوان سيد شهدائنا فكراً وسيرة، أيضاً للتعريف بفكر السيد عباس، سيرة السيد عباس، جهاد السيد عباس، تضحيات السيد عباس، هذا الأمر طبعاً لاحقاً يجب أن ينظم مشابه له لبقية القادة الشهداء وبقية الشهداء.
بالعودة إلى البدايات، المقاومة عندما نَتحدث عن القادة الشهداء للمقاومة وبالتالي نتحدث عن المقاومة نحن لا ندعي على الإطلاق أنها بدأت عام 1982 وأنها بدأت معنا، المقاومة كفكر وثقافة ووجود في لبنان وفي المنطقة هي سابقة على اجتياح 1982، كان هناك المقاومة الفلسطينية التي سبقت بعقود وكان لها حضورها الكبير في المنطقة، في فلسطين والمنطقة، في لبنان كان هناك أيضاً أحزاب وفصائل لبنانية تؤمن بالمقاومة وتمارس المقاومة بشكل أو بآخر، في الدائرة الشيعية يعود هذا الأمر – عندما نتحدث عن “إسرائيل” – في البدايات إلى سماحة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله عليه، في بدايات إرهاصات قيام دولة العدو والكيان الغاصب لفلسطين، وبعده بشكل أساسي إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، الذي ركزه ثقافةً وموقفاً وموقعاً ورؤيةً وأيضاً وجوداً تنظيمياً وعسكرياً خارجياً عندما أعلن تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية التي أصبح إسمها مختصراً بأمل. إذاً نحن لا ندعي عندما نتحدث عن مقاومتنا، عن الإسلامية، عن مسيرتنا، عن انطلاقتنا، أبداً لا نُصادر المقاومة ولا نَدعي أننا نحن من أسس المقاومة ونحن من أطلق المقاومة وأن قادتنا الشهداء هم من فعلوا ذلك، هذا أمر سابق. ميزة الاجتياح عام 1982 أنه وضع الشعب اللبناني، هذه ميزة اجتياح 1982، يجب أن نلتفت لهذه النقطة، بختلف عن اجتياح 78، يختلف عن الاجتياحات الإسرائيلية السابقة المحدودة، عن كل اعتداءات “إسرائيل” على لبنان وبالمناسبة اعتداءات “إسرائيل” على لبنان منذ قيام هذا الكيان الغاصب ولم يتوقف يوماً هذا الإعتداء سواءً في المنطقة الحدودية، في العمق اللبناني، قصف الطائرات في مطار بيروت، الاغتيالات في الداخل اللبناني، هذا أمر معروف. ميزة اجتياح 1982 أنه شكل أكبر تهديد للبنان ولشعب لبنان وأكبر تحدي في تاريخ لبنان، للبنان ولشعب لبنان، تهديد وتحدي تاريخي واستثنائي لهذا البلد ولهذا الشعب، وليس فقط للبنان، للمنطقة، للمقاومة الفلسطينية التي تم إخراجها من لبنان، للقضية الفلسطينية، لسوريا، ولكن التهديد الأكبر كان للبنان لأنه أصبح لبنان أمام احتلال واسع وكبير وأمام هيمنة اسرائيلية وتسلط اسرائيلي، إذاً لبنان أمام خطر الاحتلال الغير معلوم إلى متى سيستمر وكان يمكن أن يستمر كما هو الحال في فلسطن، ولبنان كان أمام خطر السيادة التي ستسلب والاستقلال الذي سينتهي ومصادرة القرار أمام التبعية لإسرائيل والدخول في العصر الإسرائيلي كما قيل في تلك الأيام وتغيير الهوية. اليوم من جملة المسائل التي تناقش في لبنان وتوجه فيها اتهامات جزافاً شمالاً ويميناً مسألة الهوية، في 1982 كانت هوية لبنان مهددة، الهوية العربية كانت مهددة، لبنان كان سينتمي إلى العصر الإسرائيلي، كان سيصبح مُلحقاً بإسرائيل وبالمشروع الصهيوني، وكانت هناك أيضاً إرادات داخلية مؤيدة لهذا المنحى ولهذا الاتجاه، وهنا بين هلالين يجب أن نسجل – وهذه اتركوها لوقتٍ آخر – أن المقاومة بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله هي التي حافظت على هوية لبنان، هوية لبنان التي كادت أن تندثر نتيجة اجتياح 1982، كل من يُناقش اليوم بتغيير هوية لبنان يجب أن يتذكر بالعام 1982 وبالعام 2000 وبالعام 2006 وإلى اليوم المقاومة هي التي تحفظ هذه الهوية، هي التي حفظتها بالدم، بالتضحيات، بالجهاد وهي التي سوف تبقى تحفظ هذه الهوية. أمام هذا التهديد التاريخي الاستثنائي، كان لبنان بحاجة أيضاً إلى مقاومة من هذا النوع، من هذه السنخية، مقاومة تاريخية، مقاومة استثنائية، كانت المقاومة كانت مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الصهيوني الأميركي في لبنان تحتاج إلى مستوى عالٍ ومتطور وكبير ومتقدم وضخم كماً ونوعاً في مواجهة هذا المشروع، في هذا المناخ وُلدت المقاومة الإسلامية في لبنان، وُلد حزب الله في لبنان لينضم إلى بقية قوى المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان وليخوضوا معاً، مع شعبهم، مع كل الأحرار في هذا البلد، مع كل السياديين الحقيقيين في هذا البلد معركة تحرير لبنان واستعادة سيادته وصُنع استقلاله الحقيقي الجديد وحريته وكرامته وعزته وحضوره وإلى آخره. في هذا المناخ كانت هذه الولادة.
هنا يَبرز شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب من بين مجموعة من القادة والعلماء كصوتٍ مرتفع وعالٍ جريء وشجاع، واضحٍ، بيّنٍ، صريحٍ، قويٍ صلب، حاضر في قلب الميدان، صدره مفتوح للرصاص وللموت، مُقبلٌ على الشهادة وهو يَصرخ صرخة الحق، يرفض الاحتلال والمساومة ويَرفض القعود والانتظار السلبي لما هو آتٍ من المستقبل، يَصنع الحاضر ويًمهد للمستقبل، لا يَبتسم في وجه العدو، لا يُصافح، يُقاوم ويَدعو إلى المقاومة بكل أشكالها، ضَاق العدو به ذرعاً بصوته وجرأته فقتله، مَثل الشهيد الشيخ راغب حرب لمسيرتنا في حياته ومواقفه وفي شهادته عنوان الانطلاقة عنوان القرار الكبير بالمقاومة حتى النهاية حتى الشهادة أو النّصر حتى إحدى الحسنيين، وهو القرار الذي مضى فيه إخواننا وأخواتنا، رجالنا ونساؤنا، كبارنا وصغارنا منذ عام 1982 ليلحق بالشهيد الشيخ راغب آلاف الشهداء من خيرة إخواننا ورجالنا ونسائنا وحتى الأطفال وهم يحملون اسمه وصوته ووصيته وموقفه.
السيد عباس مع الشيخ راغب وعلى خطى الشيخ راغب مشى في طريق ذات الشوكة هذا منذ ساعة الاجتياح الأولى كنّا سويًا كلّنا نعرف السيد عباس كيف تحوّل أصبح السيد عباس مع ساعة الاجتياح الأولى شخصًا آخر السيد عباس أصبح السيد المقاتل الذي يتركّز همّه على الجبهة والعمليات والمقاتلين والمحاور ومعسكرات التدريب وتجهيز السلاح، واستقطاب المجاهدين وتعبئة الناس للجهاد وصنع بيئة المقاومة من حزيران الـ 82 من الانطلاقة إلى الشهادة في 16 شباط 92 كان السيد عباس ذائبًا في المقاومة ليس لدى السيد عباس شيء آخر إلا ما يتصلّ بالمقاومة وببيئة المقاومة وهم الناس. كان يرى في هذا الطريق ترون خطاباته ومقاطع منها التي تتكرّر عادة في هذا الطريق، طريق المقاومة والشهداء السبيل الوحيد الوحيد لنجاة لبنان وخلاص شعبه ولتحرير المقدسات مع السيد عباس كان تثبيت المنهج والمقاومة والطريق كان مأسسة المقاومة وتحوّلها إلى كيان منظم قوي متين واسع مترامي الأطراف. السيد عباس كان عنوان ثباتنا ومضينا على طريق النصر مع الحاج عماد الحاج عماد عنوان ورمز له لنفسه فيما يمثّل هو من قيمة عظيمة، ولكلّ إخوانه المجاهدين والقادّة في المقاومة الذي عمل معهم وعملوا معه طوال عقود مع الحاج عماد وإخوانه كان موعد المقاومة، المقاومة التي انطلقت كفكر كنفس كقضية كرسالة كخيار كطريق، ومع الحاج عماد كان موعد المقاومة مع الفعل مع العمل مع الميدان مع الحضور مع السلاح، مع الدم، مع الشهادة، مع الانتصارات، مع تغيير المعادلات، مع سحق عظام العدو، مع إسقاط صورة الجيش الذي لا يقهر.
مع الحاج عماد كان بناء القدرات، وكان تطور المقاومة كمًا ونوعًا، وهذا عنوانه في مسيرتنا. عماد مغنية كان في مسيرتنا عنوان النصر الذي تطلع إليه الشيخ راغب، ووعد به السيد عباس وتحقق على يدي الحاج عماد. الحاج عماد عنوان التطور الذكي، والإبداعي، والعسكري، والأمني في هذه المقاومة التي بفضل الله وعونه ونصرته وبالتضحيات ولتخطيط والعمل بالتكليف والصبر والجهد والجهاد صنعت كل هذه الانتصارات وكل هذه الانجازات.
أيّها الإخوة والأخوات هذه المقاومة على خطى قادتها الشهداء، وكل القادة الشهداء الذين جاءوا فيما بعد السيد مصطفى بدر الدين، والحاج حسان اللقيس، وكثيرون من القادة من الكوادر من الإخوة الأعزّاء تُواصل العمل لمواجهة هذا العدو، وتهديدات هذا العدو وأطماع ومشاريع هذا العدو تحمي لبنان تناصر شعب فلسطين، وعينها على القدس والمقدسات، ورغم كلّ المؤامرات وكل الصعاب في الداخل وفي الخارج في مثل هذه المناسبة في كل سنة كانت مناسبة لأتحدّث قليلًا عن العدو، قليلًا عن المقاومة لأنّه منذ عدّة سنوات غرقنا في الأحداث الداخلية، وأحداث المنطقة.
اسمحوا لي أن أتحدث في بقية الوقت قليلًا عن العدو، وقليلًا عن المقاومة، وأنهي بالقسم الأخير بالاستحقاقات الداخلية. عن العدو البعض يتصور في المنطقة وفي لبنان أيضًا أن مستقبل المنطقة مرتبط بعنصر ثابت اسمه “إسرائيل” وكيان “إسرائيل” ولا يتصوّرون مستقبل للمنطقة بمعزل عن هذا، ولذلك البعض يتجه إلى الاعتراف بالعدو إلى التعايش مع العدو وإلى التطبيع مع العدو كما يجري هذه الأيام، وهذه الأيام للأسف الشديد تستقبل المنامة في البحرين رئيس حكومة العدو الإسرائيلي في خطوة متقدّمة من خطوات التطبيع مع العدو. حركات المقاومة في المنطقة ومنها نحن لنا رؤية مختلفة، وليس أوهام وسأتحدث “مش شعارات، مش آمال، مش أماني” وإنّما رؤية واقعية وتستند إلى معطيات واقعية وإلى قراءة واقعية، نحن نعتقد بواقعية أنّ هذا الكيان مؤقّت وأنّ هذا الكيان بدأ يتراجع.
إذًا أودّ أن أسجّل له بداية القوس النزولي ويتحدثون عادة كما تعرفون ببعض المصطلحات هناك قوس قوس صعودي يكون صاعد، ويصل لنقطة يبدأ بالنزول يسمى القوس النزولي. أنا أعتقد أنّ القوس النزولي بالنسبة لإسرائيل والمشروع الصهيوني بدأ عام 1985 لماذا؟ عندما فرضت المقاومة في لبنان بكلّ قواها وفصائلها عندما فرضت المقاومة في لبنان على العدو الاسرائيلي أن ينسحب من جبل لبنان ومن بيروت، ومن الضواحي، ومن صيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا ليختبئ خلف الحزام الأمني والشريط الأمني المعروف. خلال هذه السنوات التي كان نتيجتها سنة 1985 خرج كل من جاء ليثبت هذا المشروع من أمريكيين وغيرهم قوات المارينز وانسحب جيش العدو، هنا بدأ القوس النزولي، واستكمل هذا الأمر سنة 2000 عندما انتهت إسرائيل الكبرى. جيش إسرائيل الذي لا يستطيع أن يبقى في لبنان البلد الأضعف في المنطقة باعتقادهم هي لا تستطيع أن تقيم دولة من النيل إلى الفرات هذا بالقوس النزولي. وبالقوس النزولي عام 2005 الانسحاب من غزة، ومن ثمّ عام 2006 الهزيمة سقطت إسرائيل العظمى، إسرائيل الكبرى سقطت عام 1985. وغرقت أكثر عام 2000 إسرائيل العظمى سقطت عام 2006 مع إنطلاقة الانتفاضة في فلسطين، ومع تشكّل محور المقاومة في المنطقة هذا القوس النزولي ينحدر أكثر. المسار العام للكيان هو مسار انحداري، وهذا ليس تقييمي أنا حزب الله بالنهاية هو جزء من هذه المعركة، وربّما إذا قدّم هذا التقدير يتهمّ، ولكن اليوم قادة العدو كبار قادة العدو كبار الفلاسفة والمنظّرين في كيان العدو، معاهد الأبحاث والتقدير للأمن القومي في كيان العدو كثير منهم يتحدّثون بهذه اللغة. هذا ما سأتحدّث عنه قليلًا عندما أتحدّث عن العدو. إذًا نحن نرى “إسرائيل”، نراها في حالة انحدار نراها على طريق الزوال المسألة هي مسألة وقت ليس أكثر مستقبل المنطقة هو مستقبل مختلف عمّا ينظر إليه آخرون، ويبنون عليه حساباتهم هناك حسابات كثيرة بنيت في الثمانينات، وحسابات بنيت في التسعينيات بعد أوسلو بـ93 في لبنان، وفي المنطقة وكلّها راحت كلّها ذهبت إدراج الرياح.
طبعًا ربّما، وأنا أتحدّث ناس كثر يقولون السيد، يتحدّث بعالم آخر لأنّه للأسف خلال العشر سنوات الماضية كل منطقتنا، وليس فقط لبنان كلّ منطقتنا كانت مشغولة بالأحداث والتطوّرات الداخلية الهائلة والاجتياحات الخطيرة والمشاريع الكبرى الطاحنة التي كانت قائمة. والآن بالتداعيات الاقتصادية الصعبة والقاسية القائمة سواء في لبنان، في داخل فلسطين وسوريا والعراق وإيران واليمن وفي كثير من دول المنطقة حتى في الدول المتصالحة مع العدو الإسرائيلي تعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية كبرى حتى داخل الكيان الذي ترعاه أمريكا وسنتناول هذا الموضوع قليلاً.
كل الناس مذهولة عمّا يجري في هذا الكيان، لكن نحن كجزء من محور المقاومة نحن كمقاومة أيضًا كمقاومة في لبنان وبلدنا في دائرة التهديد حدودنا، أرضنا، غازنا، نفطنا، نفط لبنان معنيون أن نتابع يوميًا تطورات هذا الكيان في خلاصة بالكلام عن كيان وعن العدو نحن أمام كيان مأزوم ويسير باتجاه الانحدار وأمام جيش مأزوم.
أهمية الجيش والحديث عن الجيش الاسرائيلي لأنّه هو حامي حمى هذا الكيان بمعزل عن الجيش الإسرائيلي لا يمكن لهذا الكيان أن يستمرّ يومًا واحدًا هذا معروف لأنّه كيان مصطنع، ولأنّه كيان غير طبيعي، ولأنّه كيان طارئ، ومصيره مرتبط بمصير جيشه. هناك دول كثيرة في العالم وفي التاريخ حتى لو انهار جيشها كانت هذه الدولة تبقى وهذا المجتمع يبقى لأنّه ابن الأرض وأصيل في هذه الأرض و.. و.. وا.. إلخ “إسرائيل” ليست كذلك. بالعنوان الأول كيان مأزوم سأقرأ بكلمتين عن الإسرائيليين ولن آتي بشيء من عندي.
بداية شهر شباط 2022 قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد طبعًا هم كل سنة يجرّون تقديرات معاهد الأمن القومي يأتوا برؤساء وزراء سابقين وجنرالات سابقين ورئيس هيئة أركان سابق رئيس موساد سابق ويتحدّثون إلى ما شاء الله. تحدّثوا عن وجود ثلاثة تهديدات كبيرة جدًا للكيان. التهديد الأول إيران النووية، والتهديد الثاني محور المقاومة حكومات وحركات وتطوّر قدرات محور المقاومة خصوصًا في المجال الصاروخي والمسيرات، ولن أشرحهما لأنّهم واضحون. ثالثًا، الأزمة المجتمعية الأزمة الداخلية المشكل الداخلي المأزق الداخلي في كيان العدو، وهذا كثر لا يعرفون عنه شيء أو لا يتابعوه ولا يتابعون أخباره. ماذا يقول وزير الخارجية لبيد الذي يفترض أن يتناوب ويرأس الحكومة بدلًا من بينيت الرئيس الحالي لحكومة العدو: إنّ اكبر تهديد هو تفكّك النسيج الاجتماعي للمجتمع الاسرائيلي معتبرًا أنّه دون حصانة اجتماعية داخلية لن نتمكن من مواجهة إيران أو حزب الله أو التعامل مع الادعاءات بأنّ إسرائيل دولة عنصرية وتعرفون منظمة العفو الدولية ومؤسّسات أخرى أعلنت أنّ إسرائيل دولة فصل عنصري. اليوم الدولة الوحيدة في الكرة الأرضية المصنّف على ما أعتقد حتى أكون محتاطًا أنّها دولة فصل عنصري هي “إسرائيل”، وفي السابق كانت دولة جنوب إفريقيا.
طبعا خرج الأمريكي ليدافع عن هذا الموضوع. ورئيس هيئة أركان العدو السابق غابي أيزنكوت كلّ من يغادر الخدمة يؤلّف كتب ويقدّم نظريات ويصبح استراتيجي حذّر من أنّ الشرخ في المجتمع الاسرائيلي اسمعوا جيدًا هذا ليس صحافي حتى نقول صحافي يشعر بالملل. هذا رئيس أركان يعتبر نفسه منظرًا استراتيجيًا من أنّ الشرخ في المجتمع الإسرائيلي أخطر من إيران وحماس هذا نصه وأضاف: الناس قلقون ليس بسبب التهديد الإيراني، وإنّما بسبب الضعف الداخلي التكتل آخذ بالضعف، إنعدام المساواة، الاحتكاكات بين القطاعات، عدم استيعاب جماهير بكاملها داخل المجتمع. وينبغي الإدراك أنّه لا يوجد أمن قومي دون تضامن اجتماعي. ورئيس وزراء العدو السابق نتنياهو قال ويعتبر رئيس طول وحكم إسرائيل إلى ما شاء الله. قال إنّه سيجتهد لكي تبلغ إسرائيل عيدها المئة يريد بذل جهده حتى تبقى إسرائيل تكمل المئة عام لماذا؟ وأضاف هذا ليس بديهيًا ليس مسلماً أنّ إسرائيل ستبقى وتعيش مئة عام ليس بديهيًا، فالتاريخ يعلّمنا أنّه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من ثمانين عامًا. هذا نتنياهو هذا ليس حزب الله والجهاد الاسلامي وحماس أو فلان يتحدّث وينظر أن هذا مستقبل الكيان، هذا رئيس حكومة العدو يعرف ما لديه تمامًا يحتاج إلى أن يبذل جهود جبارة لكي تبقى “إسرائيل” على قيد الحياة.
طبعًا هناك من يتصوّر أنّه يضخّ الحياة هذه الدول المطبعة التي ترسل الآن أموالها للكيان هي تخدم المشروع الصهيوني، وتحاول أن تضخّ بعض الحياة في كيان العدو. الجنرال في الاحتياط وهذا جنرال شاؤول أريلي وهو أيضًا مستشرق اسرائيلي مختص في الصراع العربي الصهيوني، قال إنّ إسرائيل اعتمدت عددًا من الاستراتيجيات التي فشلت في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، وهي تواصل السير نزولًا في الطريق نحو فقدان هذا الحلم. والمحلّل السياسي الإسرائيلي فلان والصحافي فلان قد لا يكونون معروفين أكّد أنّ إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة هناك ناس يُلحقوا ” إسرائيل” لتطول أنفاسها. “إسرائيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة لا طعم للعيش في هذه البلاد يجب مغادرتها إلى سان فرانسيسكو أو برلين. الصحافي في هآرتس جدعون ليفي معروف قال أصبحت “إسرائيل” المكان الأكثر خطرًا في العالم على اليهود لن تستطيع “إسرائيل” وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي، إذ أنّ السرطان الذي تُعاني منه قد بلغ مراحله النهائية ولا سبيل لعلاجه. اسمعوا جيدًا يقول ولا سبيل لعلاجه لا بالأسوار هذه الجدران التي يبنونها عندنا على الحدود، وفي داخل فلسطين المحتلة وفي محيط غزة ولا بالقبب الحديدية ولا حتى بالقنابل النووية. هذا واقع هذا نموذج جئت ببعض العيّنات جمعها الإخوان وكتبوها وإلا إذا جلسنا وقرأنا ماذا يقول الإسرائيلين؟ ماذا يقولون؟ كبارهم نبقى حتى الصباح نقرأ. هذه قناعة تتشكل اليوم عند الكيان وهذه ليست منطلقة لا من منامات ولا من خيالات ولا من شعارات وإنّما منطلقة من قراءة واقعية ميدانية لواقع كيان العدو. وفي العناوين التي تعبّر عن هذا، وسأتطرّق إليها كعناوين، تراجع رغبة الإسرائيليين في تحمل مخاطر القتال هذه واحدة من أزمات الجيش اليوم، الشباب الإسرائيلي لا يذهب إلى الجيش رغمًا عنه وإذا ذهب للجيش يذهب إلى العمل الإلكتروني والسايبري والأمور التي ليس فيها قتال ومخاطر. ورغبة الإسرائيلين في عدم التحمّل، وتراجع ثقة الإسرائيليين بالجيش ومؤسسات الدولة وهناك أرقام. وأيضًا ازدياد الهجرة المعاكسة وسأقرأ بعض الأرقام كشفت نتائج استطلاع للرأي مؤخّرًا بين الإسرائيليين أنّ 40 بالمئة منهم يفكّرون في مغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا ونحن ندعوهم إلى ذلك ونبارك لهم ذلك وحاضرون أيضاً للمساهمة بثمن بطاقات السفر جراء تردي الوضع الاقتصادي، عدم المساواة، وخيبة الأمل بسبب تعثر التسوية مع الفلسطينيين لأن الكيان بقي يواجه هذه التحديات والمخاطر واعمال المقاومة. دراسة صادرة عن مركز تراث بيغن إن 59% من اليهود في اسرائيل توجهوا او يفكرون بالتوجه الى سفارات أجنبية للإستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، بينما أبدى 78% من العائلات اليهودية دعم أبنائهم الشباب للسفر إلى الخارج وهكذا.
الوضع الاقتصادي، رغم ان أمريكا معهم، تقوم بدعمهم سنوياً بمليارات الدولارات، في الوقت الذي تمنع عن لبنان الفلس أن يأتي الى لبنان كمساعدة، مع ذلك فإن الوضع الاقتصادي داخل الكيان وضع صعب وكارثي، آخر احصاء عندهم 1,079,500 شخص عاطل عن العمل، نسبة البطالة وصلت إلى 23% ، هذا يمس بالكيان، وهذا يُهدم الكيان، هذا كيان مصطنع لا يستطيع العيش والاستمرار بهذه الطريقة، واوصاف وتوصيف للوضع الاقتصادي طويل، فقدان القيادة القوية والموثوقة، التصدعات الداخلية في الكيان، صراعات علمانيين ومتدينين وشرقيين وغربيين وقوميات وأبيض وأسود وأحزاب وسياسات ويمين ويسار، الفساد المستشري في الكيان وفي المجتمع، الجريمة الموجودة في داخل الكيان المنتشرة في المجتمع، كلها هذه تضع هذا الكيان في المنزلق، لا اقول غداً او بعد غد او سنة او سنتين، نحن نتحدث عن مسار، مسار لن يطول، قد تحصل أحداث تُعجل كثيراً وصول هذا المسار الى نهايته. عندما نأتي الى الجيش الأمر نفسه، تراجع الثقة بالجيش وقيادة الجيش وضباط الجيش، وهذه عزّزتها هزائمهم المتكررة ومنها في الـ 2006، مشكلة الحافزية عند الضباط والجنود لا احد مستعد ان يُقتل مثلما كانوا في السابق، الانتقادات المتكررة لقيادات الجيش في الوسط الاسرائيلي، الفجوة البشرية داخل كيان العدو وداخل الجنود والمجندين والضباط نتيجة الانقسامات المجتمعية الموجودة، الكلفة والجدوى ونقاش كبير حول الانفاق الهائل على الجيش مقابل جدوى محدودة، كفاءة قوات الاحتياط التي تراجعت خلال السنوات الماضية، رداءة الخدمات اللوجستية، ازمة الغذاء، بعد قليل رأينا غانتس يقول انه يريد ان يقدم مساعدات الى لبنان – والله شفنا جنوده على الحدود يبحثون في القمامة عن الطعام ليأكلوا – رداءة الغذاء ورأيتم تقارير من التلفزيونات الاسرائيلية، مشكلة المواصلات في اي حرب مقبلة لديهم مشكلة، طبقية الرواتب، ضعف الانضباط، ثقافة الكذب والصمت، كبار الجنرالات ينكلمون عن هذا الموضوع، طمس الحقائق، معضلة وسائل التواصل، والأسوأ و الأخطر الجرائم الجنسية في هذا الجيش المختلط، عندما قالوا أنهم يريدون إدخال المجندات أو الجنديات الى سلاح القتال والدبابات – يعني عاين خير – ما الذي سينتج حينها!! على كل، هذا كيان العدو، جيش العدو، هذا في القوس النزولي ذاهب في هذا الاتجاه، اليوم بعض الدول العربية الذي طُلب منها التطبيع هي لم يُطلب منها التطبيع إلا من أجل تقديم وقت، حياة، نفس، فرصة جديدة ليستمر هذا الكيان، لمساعدة هذا الكيان للخروج من أزماته الحقيقية، ونحن لا نتحدث اوهام. إذاً المقاومة هنا، محور المقاومة يتحرك ضمن افق واضح، ضمن افق واعد، الشعب الفلسطيني اليوم من خلال صموده، من خلال ثباته، من خلال تضحياته، من خلال دمائه الزكية في نابلس، في جنين، في القدس، من خلال كل ما يتحمله من اعباء في قطاع غزّة والضفّة والداخل والسجون، المطلوب هنا الثبات الصّبر في المقاومة، عدم الاستسلام، عدم اليأس، لأن أمامه افق هذا ليس بلا افق على العكس، اليوم نحن نتحدث مع بعض أكثر من أي زمن مضى عن أن التسوية السياسية لا افق لها، افق معدوم، اليوم اكثر من اي وقت مضى المفاوضات لا افق لها، افق معدوم، الافق الوحيد المفتوح الواعد الحقيقي الجدي الذي يمكن ان يوصل الى النتيجة خلال سنوات هو هذا الافق أفق المقاومة، أيضاً إذا اضفنا التطورات الدولية والاقليمية، تبدل الأولويات لدى قوى كبرى في العالم، الآن لا يوجد وقت لشرح هذا الموضوع، هذا مقطع العدو، العدو نحن اللبنانيون المنشغلين بوضعنا الاقتصادي والمعيشي والمادي الصعب والان ذاهبون الى انتخابات اريد ان اقول في هذا المقطع، نعم انا لا استهين بهذا العدو ما زال يملك الكثير من قدرات القوّة، انا لا اقول انتهى وانما اقول انه في حالة هبوط، في حالة نزول، في حالة انحدار ولذلك هو مردوع، الان يأتيك اناس في لبنان ويقولوا ، انتم مردوعين والاسرائيلي مردوع، لا مشكلة، لأن الاسرائيلي من الـ 48 هو الذي يعتدي، هو الذي يهجم، هو الذي يخطف، هو الذي يقتل، هو الذي يقوم بارتكاب المجازر، هو الذي يقصف بنيتنا التحتية ومطارنا وجسورنا وطرقاتنا، واليوم المقاومة ردعته، احد اسباب الردع ليس فقط المعادلة، المعادلة اساس، القوة في مواجهة العدو اساس، ايضاً واقع العدو، وهن العدو، ضعف العدو، عدم قدرة العدو على تحمل الكثير من الأعباء التي كان حاضراً ان يتحملها في الماضي، هذا ابقوه في القراءة.
ننتقل الى المقاومة ايضاً كلمتين، المقاومة ايها الاخوة والاخوات، أنا أُحب ان اقول لكم شيئاً، لأنه في كل سنة عادةً أنا أُحب ان اقدم تقرير لكم وأيضاً لأرواح قادتنا الشهداء، للشيخ راغب، للسيد عباس، للحاج عماد، نقول لهم نحن اين اصبحنا وماذا انجزنا وماذا استجد عندنا؟ هناك اناس في لبنان يعتقدون انهم اليوم يقومون بتهويل على المقاومة وتغريدات وبيانات ومقالات – طبعاً مستكتبة بالمال – واعتراضات وما شابه ويعتقدون ان المقاومة الآن جالسة مربكة بنفسها ، محبطة، مكتئبة وغير مستقرة ولا تدري ماذا عليها ان تفعل، هذا وهم، او انها الان مستفزة ومستنفرة ومشغولة كيف تريد ان تواجه هؤلاء الذين يقومون بهذا السلوك، المقاومة بمعزل عن كل ما يجري من لعب – هذا اسميه انا لعب – او من جد والذي هو الوضع الاقتصادي والمعيشي والحباة الصعبة والمعاناة الحقيقية، دائماً كنت اقول لكم واليوم اريد ان اؤكد، هناك شيء اسمه في المقاومة ان هناك اناس شغلهم وعملهم هو هذه المقاومة، بنائها، بناء قدراتها، تطويرها في كل المجالات، مواكبة العدو على كل صعيد، معلوماتياً، عملياتياً، تقدير، امكانات، قدرات، خطط، مقاومة، مناورات المقاومة، جهوزية المقاومة، كونوا مطمئنين ان اي شيء تسمعوه في لبنان او يُحكى في لبنان من خلافات وصراعات وشتائم وتغريدات ووسائل التواصل الاجتماعي وفيلتمان يصرف 500 مليون دولار كل ذلك لا قيمة له، هذا هباءً منثوراً كرماد اشتّدت به الريح في يوم عاصف، هذا لا قيمة له بالعكس المقاومة مستمرة، ايضاً المقاومة هي في حالة مواجهة دائمة مع العدو لكن الناس لا يشعرون بها لانه في بعض الاحيان لا يوجد قتال مباشر، كلن هناك الكثير من الامور تحدث في الاخفاء احيانا لا يتم الحديث عنه او التعبير عنه، انا سأركّز على موضوع واحد ادخل منه، الاسرائيلي في السنوات الاخيرة يعلم ان الذهاب الى حرب امر مكلف وصعب ولذلك يستمر بالتهديد في الحرب ولكن حتى الان لم يلجأ اليها لانه يعرف كلفتها، وتكلمنا عن مجتمعه وكيانه وجيشه، لكن هو اخترع شيء أُسمه “المعركة بين الحروب” وانتم سمعتم بهذا المصطلح، انها ليس بحرب لكنها يقوم بمعركة بين الحروب، على سبيل المثال يحاول ان يقوم بعمل امني بطريقة معينة في لبنان، يرسل مسيرات فوق الضاحية الجنوبية ليفجر مكان في الضاحية الجنوبية مثلما حصل قبل سنتين و”شوي”، الامر الذي يقوم به في سوريا من حين الى حين يخرج الطيران الاسرائيلي ويضرب صواريخ من الجولان ويستهدف بعض الأهداف داخل سوريا، هذه يطلق عليها الاسرائيلي ”المعركة بين الحروب”، لا اريد ان ادخل بتحليل واسع حول هذا الموضوع، اريد ان اتحدث فقط بجزئية المقاومة، من جملة اهداف المعركة بين الحروب ما عُنوانه القصف في سوريا هو وقف انتقال السلاح النوعي الى لبنان، هو لا مشكلة لديه اذا مرّ رصاص او ذخيرة او كلاشن او ار بي جي هذه تقطع عنده لا مشكلة ويعرف ان الكمية المتوفرة في لبنان كافية الى ما شاء الله، هو هاجسه دائماً السلاح النوعي ان لا يصل الى لبنان، ولا يوجد شيء يُخفى بأن هذا السلاح من اول اليوم حتى الان هو يأتي من الجمهورية الاسلامية الداعمة لحركات المقاومة جهاراً نهاراً وبشرف وتفتخر بذلك ونشكرها على ذلك، تمام!؟ هو يعرف ان هذا الامر يحصل بهذا الشكل، ولذلك هو يقصف في سوريا، وضع احد الاهداف – هذا ليس الهدف الوحيد – وقف النقل الى لبنان، حسناً هذا شكل تهديد، انا ما اريد ان اتحدث بصدده اليوم من أجل أن تطمئنوا وتفرحوا ايضاً وتزدادوا ثقة وايماناً وايضاً من اجل الرأي العام الاسرائيلي الذي يكذب عليه الجيش الاسرائيلي ويحدثه عن نتائج المعركة بين الحروب وانا صحيح بالنسبة للناس ان السيد يكشف اسرار، لكن هذه الأسرار يعرفها العدو وهي ليست مخفية عنه، وبالتالي انا لا اكشف سر عن العدو وانما انا اخبركم شيء كي تكونوا انتم فرحين به، حسناً اذاً، تعطيل النقل من ايران الى لبنان، انا لم اقول ان تعطل او لم يتعطل هذا بحث اخر، تأثر او لم يتأثر هذا بحث آخر، لكن لا شك انه شكل تهديد، هذه المقاومة، مدرسة هذه المقاومة، مدرسة عماد مغنية في هذه المقاومة، مدرسة قاسم سليماني في هذه المقاومة التي هي مدرسة في الحقيقة سماحة الامام وسماحة القائد حفظه الله هي تحويل التهديد الى فرصة، حسناً هذا تهديد فلنحوّله الى فرصة، اريد ان اقول للاسرائيلي، معركتك بين الحروب ادّت الى نتائج ممتازة لنا وانت الخاسر ولست رابحاً بالعكس،
ما هو تحويل التهديد الى فرصة؟ ما يلي:
اول نقطة، انا استطيع اليوم ان اعلن انه منذ سنوات وليس الان، نتيجة اننا نواجه تهديد نقل الصواريخ الدقيقة الى لبنان، حسناً، بالتعاون مع اخواننا، لدينا اذكياء وتقنيين وافراد متخصصين وبالتعاون ايضاً مع الخبراء في الجمهورية الاسلامية نحن اصبح لدينا قدرة على تحويل صواريخنا الموجودة بالآلاف الى صواريخ دقيقة وبدأنا ذلك منذ سنوات، وحولنا عدد كبير من صواريخنا الى صواريخ دقيقة، ولسنا نحتاج ان ننقل من ايران، والمعركة بين الحروب خاصّتك بلا طعمة وليس لها نتيجة، هذا اولاً! طبعاً البعض ممكن ان يقول أنه نعم الاسرائيلي يعلم والامريكي يعلم والامريكان خلال السنوات الماذية ساترفيلد ومن قبله كانوا يأتوا وفوداً الى لبنان ويتكلموا مع المسؤولين اللبنانيين ويضغطوا عليهم كي يوقفوا هذا المشروع، ويطالبونهم بوقف هذا المشروع، وتم العمل كثيراً بالقنوات الدبلوماسية واتتنا رسائل تهديد كثيرة خلال السنوات الماضية، طبعاً الاسرائيلي يبحث عن الاماكن، وانا احب ان اقول له نحن عادةً لا نضع كل شيء بمكان واحد، وانتشروا أليس كذلك، وانتشرواا، عندما ننتشر إذهب وابحث، هو يبحث عن الاماكن ويشغل العملاء وسوف أتطرّق قليلاً الى المسيّرات، اصبح محتاجاً لتشغيل عدد اكبر من العملاء والموضوع الاساسي البحث عن الاماكن، بموضوع المسيرات الامر نفسه، وهنا فليذهب وليبحث عن الاماكن وليبحث وليبحث وليبحث وان شاء الله نحن بانتظاره وبعون الله تعالى، بفضل الله تعالى، وبوعي المقاومين، وحماقة العدو، وببركة دعائكم ان شاء الله قد نكون امام عملية انصارية 2 إن شاء الله، لانه هو طبعاً لا يثق بعملائه، عملائه يجلبون له معلومات، عندما يصل الى مرحلة تنفيذ سيقوم بإرسال كوماندوس، يرسل جنود اسرائيليين وضباط اسرائيليين، اما ان يأتوا من البحر او يقوم بإنزالهم في منطقة بعيدة او يقوم بإنزال صاغب، نحن بانتظاره، انا اقول للاسرائيلي نحن بانتظارك على امل انصارية 2 ان شاء الله وجميعكم تعرفون ما معنى انصارية 2.
نموذج ثاني بموضوع المعركة بين الحروب، مثلاً، ما هو الامر الذي هو خائف منه، الاسرائيلي وغير الاسرائيلي يتحدثون عن امرين مهمين غير القوات البرية والمشاة والقوات الخاصة والنوعية التي يفترض انها ستدخل الى الجليل وما شاكل، هو يركز بالسلاح النوعي، على القدرة الصاروخية والمسيرات، معروف موضوع المسيرت اليوم ماشاء الله الحرب في اليمن، المسيرات هي من اهم اسلحة الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه في مواجهة كل هؤلاء الطواغيت، حسناً، هو يريد ان يمنعنا من احضار مسيرات من ايران، ايضاً اليوم وهو ليس سر عن الاسرائيلي لكن ايضاً حتى تفرحوا انتم، كما اننا ملكنا القدرة التكنولوجية على تحويل صواريخنا الى صواريخ دقيقة، نحن اليوم في لبنان ومنذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيرات، من يريد ان يشتري فليقدّم طلب! لسنا بحاجة ان نقول من ايران، ولذلك هذه المعركة بين الحروب بهذا الهدف ليس لها اي قيمة، واذا اكمل بهذا النمط الله اعلم ما الذي سنقوم بتصنيعه وما الذي سنقوم بفعله لأننا امام الحاجة وامام التهديد نحن قوم لا نسكت لا نستكين لا نقعد لا نستسلم لا نيأس، امام الحاجة وامام التهديد يجب ان نبحث عن كل الفرص، وشبابنا اللبنانيون المقاومون يملكون من العقول والفهم والذكاء والقدرة والارادة والتصميم والعزم على اكتساب اي خبرة يمكن ان يتصورها احد موجودة في هذا العالم.
حسناً، من جملة المعركة بين الحروب كان المحاولة التي قام بها في الضاحية قبل سنتين عندما ارسل مسيرتين وانفجرت احداها والثانية تعطّلت او تم تعطيلها ومنذ ذلك الحين نعم نحن اصبحنا امام تهديد مسيرات، قبلها كانت المسيرات تأتي لتجمع معلومات لكن مع هذا التحول هو ذهب نحو خطوة متقدمة الى الامام التي هي خطوة عمليات، ودخل في مرحلة المسيرات في اطار العمليات، اليوم ارسل مسيرة على حي ماضي غداً يرسل الى مكتب او على مسجد او تجمع او منتدى و مسيرة او احتفال وتأخذ يده، هنا نحن كنا امام تهديد، كان يمكن ان نستسلم امام التهديد، وكان يمكن ان نحول التهديد الى فرصة، المقاومة حولت التهديد الى فرصة، فأخذت قرار تفعيل الدفاع الجوي الموجود منذ سنوات طويلة لدى المقاومة، منذ زمن الحاج عماد رحمة الله عليه، ولكن اخذت قرار التفعيل بالحد الادني في مواجهة المسيرات، الان في مواجهة الطيران الحربي بحث آخر.. في مواجهة المسيرات، ولذلك انا قلت في المقابلة قبل ايام، نعم حتى الان خلال هاتين السنتين الأخيرتين هناك تراجع كبير جداً في حركة المسيرات الاسرائيلية في سماء لبنان، وهذا تطور مهم جداً، وأحد أسباب حاجنهم أنهم اصبحوا يريدون ان يجندوا عملاء عن جنب وطرف في لبنان ليملؤا الخلل او الفراغ الذي احدثه غياب كبير للمسيرات، مسيرات كانت تنزل وتجمع معلومات وتغطي، اليوم لم يعد هناك هذه الامكانية، حتى العدد، الاعداد القليلة او المرات القليلة التي تدخل فيها الى لبنان بحذر، بدراسة، بدقة، بمواكبة، تصوروا اليوم ان المسيرة العادية التي كانت تسرح وتمرح في سماء لبنان عشرات المرات في اليوم اذا ارادت ان تدخل الى لبنان يدخل معها سلاح الجو ليحمي المسيرة من الدفاع الجوي للمقاومة، هذا ايضاً انجازاً كبيراً، هذا تهديد تحول الى فرصة، وطبعاً عندما يتفعل هذا السلاح سيصبح اقوى وافعل ويصبح حضوره اكبر في كل الاحداث والمناسبات المقبلة، المقاومة الان مستمرة، اختصر لانهي موضوع المقاومة وأنتقل بكلمتين للقسم الاخير، أقول لكم المقاومة كبنية وإمكانات وجهوزية وإستعداد في حالة تقدم وتطور، مثلا الصيف والربيع الذي مضى كان من أضخم مواسم التدريب خلال عشرات السنين، في الوقت الذي كانوا هؤلاء من في الداخل عاملين “هيلا هو” وقامين قاعدين والـNGO’S تتشكل وملايين الدولارات تدفع من السفارة الاميركية كانت المقاومة تُنفذ أوسع برنامج تدريب وتأهيل منذ عشرات السنين خلال الصيف الماضي، إذا المقاومة كبنية وإمكانيات وجهوزية وإستعداد في حالة تقدم وتطور بمعزل عن كل ما يجري حولها، ونؤكد هنا حضورها ضمن المعادلة التي دائما نؤكد عليها الجيش والشعب والمقاومة، هذا فيما يتعلق بالمقاومة وأعتقد ان هذا التقرير يرضيكم ويرضي إن شاء الله أرواح الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد وكل شهداءنا والمهم بالدرجة الاولى ان يرضي الله سبحانه وتعالى، نحن هنا نقوم بواجبنا تجاه بلدنا وتجاه مقدساتنا وتجاه شعبنا في مواجهة هذا التهديد وهذه الاطماع،.
الاستحقاقات الداخلية التي تشغل اللبنانيين عنوانين كبيرين الان، العنوان الاول وهو الاول ليس من حيث الاهمية بل من حيث الترتيب في الذكر هو موضوعه التحضير للإنتخابات النيابية وما يحضر للإنتخابات النيابية وما بعد الانتخابات النيابية، والعنوان الثاني هو الهم اليومي الذي له علاقة بالوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي والنقدي والبنوك والمودعين ووو الخ…
بموضوع الانتخابات كل يوم يوجد مواقع دينية وسياسية ووسائل إعلام كل يوم توجه إتهامات أنه تأجيل انتخابات، إلغاء الانتخابات، وهناك من يتآمر على تأجيل الانتخابات وكل يوم كل يوم كل يوم وكأنه المطلوب طبعا بشفافية وأكثر شيء يركزون عندما يتكلمون عن تأجيل الانتخابات، أنا لا أراهم كثيرا يتهمون إخواننا في حركة امل او بقية حلفائنا، يركزون اكثر على التيار الوطني الحر وعلى حزب الله، وكأنه المطلوب كل يوم أن يوضح كل واحد منا ويقول بان الانتخابات ستجري في موعدها وفي وقتها ولا نقبل بأن تتأجل و..و..و.. إلى حد أنني أحب ان أقول لكم اليوم: انا واحد من الناس بدأت أشك أنهم هؤلاء الذين كثيرا ما يتحدثون ويتهموننا بتأجيل الانتخابات، يُريدون جدياً تأجيل الانتخابات، هم الذبن لا يريدون الانتخابات، حيث أن الحسبة التي عملوها وبنوا عليها آمال و..و..و.. لم تُضبط معهم، فيقولون لك بدلاً من هذه البهدلة فلنقوم بتأجيل الانتخابات، يعني في الحقيقة هم من يجب أن يكونوا متهمين وليس نحن، ولذلك لا حاجة لأن نعود ونؤكد على اهمية إجراء الانتخابات في موعدها.
اثنين، بالنسبة لحزب الله إخواننا أعلنوا في اكثر من مناسبة وأنا في هذه المناسبة أؤكد نعم نحن ذاهبون الى الانتخابات كما في كل المواسم السابقة، بجدية وحيوية وحضور قوي وتفاعل ومسؤولية، وتعبئة كبيرة كما هو الحال في كل الانتخابات السابقة لانه بالنسبة لنا كل الانتخابات كانت مهمة، يعني لا يمكنني ان نقول بان تلك لم تكن مصيرية وهذه مصيرية، كل الانتخابات في لبنان مصيرية، لكن احيانا تكون مصيرية واضحة كثيرا وأحيانا مصيرية بحاجة الى شرح، اليوم إنتخابات مصيرية واضحة كثيرا، ليست بحاجة الى شرح مثل ال2018، أو مثل الـ2009، هناك كانت بحاجة الى القليل من الشرح، اليوم نحن ذاهبون الى إنتخابات مصيرية واضحة، لانهم هم وضحوها ونعم لسنا بحاجة الى توضيح هذا الموضوع، وسأتكلم عن هذه النقطة، بالنسبة لنا أنا اليوم يهمني أن أعلن شعارنا الانتخابي للإنتخابات المقبلة بشكل رسمي لانه من الان فصاعدا كل الماكينات الانتخابية والمناطق والفعاليات ان تعمل على هذا الموضوع، الذي أسمه عنواننا: “باقون نحمي ونبني”، شعارا إذا للإنتخابات المقبلة “باقون نحمي ونبني”، في المواسم السابقة قلنا “نحمي ونبني” في هذا الموسم نريد أن نؤكد على وعودنا السابقة ونقول “باقون نحمي ونبني”، ولمن يريد أن يحول بيننا وبين أن نحمي ونبني نقول له “باقون نحمي ونبني”، نواصل هذا الوعد ونواصل هذا الطريق، نحمي من خلال هذه المعادلة الذهبية الماسية الحقيقية سموها ما شئتم، المقاومة كجزء من المعادلة، نطورها ونحصنها ونبنيها، تكلمنا بما يكفي، الجزء الثاني من المعادلة الجيش اللبناني الذي نُصر على حمايته وعلى تحصينه وعلى تقويته وعلى إمداده بالمال وبالسلاح كما ونوعا، وأيضا نُصر على ان لا يبقى باب الدعم للجيش اللبناني باباً واحداً، يجب أن يفتح المجال لبقية دول العالم التي تقدمت في السابق ويمكن أن تتقدم بهبات او تبرعات أو انواع مساعدة مختلفة، لأن الهدف يجب ان يكون تقوية الجيش من أجل حماية هذا البلد، الجيش اللبناني كمؤسسة وطنية نُجلها ونحترمها ونقدر دورها ونعتبرها الضمانة الاساسية لأمن البلاد ولوحدة البلاد، وهي جزء من هذه المعادلة التي نؤمن بها لحماية لبنان في مواجهة كل الاخطار، والجزء الثالث من المعادلة، الجزء الأغلى هو الشعب، هو الناس، لماذا الشعب جزء من المعادلة؟ الآن لأن المقاومة إن لم تستند الى بيئة حاضنة، إذا أهلها وناسها و آباءها وامهاتها وكبارها وصغارها وعلماءها ونخبها وسياسييها إذا لم يحتضنها هؤلاء، إذا تخلى عنا هؤلاء، إذا تبرأ منها هؤلاء، إذا رجموها بالحجارة، إذا حاصروها، هي لن تستطيع ان تدافع عنهم، ولا عن كرامتهم، ولا عن دمائهم ولا عن أعراضهم ولا عن وجودهم ولا عن حاضرهم ولا عن مستقبلهم، الناس والشعب البيئة هو جزء أساسي من المعادلة، ولذلك عندما نتحدث عن الانتصارات التي صُنعت لم تصنعها المقاومة المسلحة وحدها، البيئة الحاضنة هي عامل أساسي وقوي وكبير في صنع الانتصارات، يعني أنتم، الناس في القرى والبلدات وفي المدن والمدارس والحقول والمصانع، حتى ولو لم يحملوا البندقية، يكفي أنهم في موقع الوعي والإيمان والإلتزام يحتضنون هذه المقاومة يدافعون عنها، لا يتخلون عنها، لا يتآمرون عليها هم شركاء في كل الانتصارات التي صنعت حتى الان، حسنا اليوم هذه البيئة وهؤلاء الناس هم المستهدفين، الدول لا تستطيع أن تستهدف الجيش لحسابات أخرى لا علاقة لها بإسرائيل، عندما يأخذون قرارا بأنه يجب ان ينهار البلد ويفرط، ساعتها تكون سياساتهم تجاه الجيش اللبناني مختلفة، المقاومة، جربوا الحروب العسكرية وفشلت، وجربوا الاغتيالات وفشلت، وجربوا المعركة بين الحروب وفشلت، ماذا بقي؟ بقي الجزء الثالث في المعادلة والذي هو جزء أساسي جدا، وجزء مقوم، الذي هو البيئة والناس، ولذلك في السنوات الاخيرة وما زالوا وسيكملون، هو شغل على الشعب اللبناني، على الرأي العام اللبناني وعلى البيئة التي تحتضن المقاومة، اليوم نحن لسنا محتاجين أن نستدل ونقول انهم هم يعملون على هذه البيئة، التصريحات ولكن الناس لا يقرأون عن ماذا يتكلمون في إسرائيل، مسؤولين إسرائيليين وكتاب وباحثون صحافيون، مؤتمرات عقدت في دبي وأبو ظبي وبيروت وأماكن اخرى من العالم كيف نخلص من المقاومة في لبنان، مؤتمرات في الخارج عقدت، لبنانيون كثر شاركوا في هذه المؤتمرات، والجميع يتكلم بوضوح، نحن نريد ان نضغط على هذه البيئة من أجل أن تتخلى عن المقاومة، هذا لا يحتاج الى توضيح ولا يحتاج الى تحليل، حسناً كيف نضغط على الناس؟ وكيف نضغط على بيئة المقاومة التي تحتضن المقاومة؟ في الكلام في اللغة في المنطق، لا يوجد مشكلة ولكن هذا لن يؤدي الى نتيجة لان منطق المقاومة أقوى، منطق المقاومة أقوى، ونحن كل يوم نقول هذه هي إستراتيجيتنا الدفاعية ونحن لا نخاف من أي حوار حول الإستراتيجية الدفاعية أو من أي طاولة حوار، هذا منهجنا في الدفاع وحماية لبنان، قولوا لنا ما هو منهجكم؟ وهذه هي مصداقية طريقنا قولوا لنا ما هي مصداقية طريقكم؟ والسلام، لا يوجد منطق ولا حجة ولا دليل، لذلك هم خارج المنطق وعملهم فقط في اللغة هي الشتائم والتوهين والاتهامات والتسقيط، تسقيط الكرامات مثل ما ترون على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وما شاكل وكله حقه مدفوع أموال، وإتهامات اتهمامات إتهامات اتهامات، وصحفي من هؤلاء الموقوفين هو يعترف بأنه كان يدفعون له على المقال على ذمة ما نقل، على المقال 300 دولار الى 700 دولار، ومقال يتهم به حزب الله فقط، هؤلاء بدل ما يشتمونا عليهم ان يشكرونا لأننا أصبحنا مصدر رزق لهم، لولانا لا يدفع لهم أحد اموال لكي يكتبوا، حسنا شتائم وتسقيط وتوهين وإتهامات، أنه أكتب عن حزب الله ومرفأ بيروت هذه 700 $ حق المقالة، لكن هذا لا يوصل الى مكان، الشتائم والاتهامات والتسقيط هذا لا يجعل بيئة المقاومة تتخلى عن المقاومة بل بالعكس، هذا يجعل بيئة المقاومة تزداد إيمانا بالمقاومة وتمسكا بها ودفاعا عنها ولو أننا لسنا ماسكين العالم الله هو اعلم ماذا كان ليحصل، هل هذا صحيح او كلا؟
اذا ليس هذا الطريق هو الذي يوصل الى مكان، ما هو الطريق الذي يوصل ؟ الضغط الاقتصادي، الحياتي والمعيشي، الدواء والاكل والخبز والبنزين والمازوت والمعاش والراتب وسعر الدولار، أخنقوا البلد وحملوا المقاومة مسؤولية كل شيء، أما الذين سرقوا والذين فسدوا والذين نهبوا والذي عملوا سياسات خاطئة والذين صار لديهم مئات ملايين الدولارات ومليارات الدولارات، يوجد من أصبح لديهم مليارات الدولارات، أنا لا أتكلم جزافا، هؤلاء ليس لهم علاقة، المصيبة لديكم في لبنان في البلد هي سلاح المقاومة، إذا تخليتم عن المقاومة فإنكم سوف تأكلون خبزاً وهذه أكبر كذبة، أنظروا الى كل الذين تخلوا عن المقاومة ماذا ياكلون الان؟ هل يأكلون الخبز؟ انتم إذهبوا وفتشوا، لا نريد أن نأتي على ذكر أسماء دول وشعوب حتى لا نُسيء الى أي أحد الآن، في كل الاحوال البيئة اليوم هي المستهدفة، في دائرة هذا الاستهداف هنا يأتي موضوع الانتخابات، ويتكلمون عن عنوانه الواضح والصريح الانتخابات هدفها ماذا؟ انه نريد أن نصل لأغلبية في المجلس النيابي لكي نصل الى موضوع سلاح المقاومة، مثلا يخرج لكم اليوم احد من كثرة ذكائه وشطارته أنه يطلع من الجنوب مثلاً، من محل آخر يعني، يعني أهل الجنوب هم الذين أكثر ناس في لبنان عانوا من الإحتلال ومن وطأة الإحتلال ويخرج في الجنوب مثلا ليقول لك انا مرشح ومشروعي الساسي تنفيذ القرار 1559 مع العلم أن أهل الجنوب هم أكثر اللبنانيين ممن عانوا من الاحتلال ووطأة الاحتلال وبالتالي هم اكثر الناس تمسكا بسلاح المقاومة، معهم أهل البقاع وبقية اللبنانيين ولكن هم الذين عانوا وهم من كانوا تحت الاحتلال المباشر، يطلع واحد ليقول لك: أنا مرشح ومشروع السياسي تنفيذ القرار 1559، ما هو ذلك المرشح؟ قال تنفيذ القرار 1559، اليوم بكل وضوح يوجد فريق ذاهب الى الانتخابات وشعاره هو العداء للمقاومة وإستهداف سلاح المقاومة ونزع سلاح المقاومة، ولذلك قلت أن الموضوع لا يحتاج الى شرح، طبعا مع إستغلال للوضع المعيشي والاحتماعي والاقتصادي الصعب ومغالطة تحميل المقاومة مسؤولية هذه الأوضاع، هذا طبعا يرتب على الناس في لبنان مسؤولية، لتحمي هذا الخيار ليستطيع هذا الخيار يحميها، نتكلم لاحقا في هذا الموضوع وللبحث صلة لأنه عندما ندخل الى موسم الانتخابات إن شاء الله نتكلم بالموضوع، أيضا نحن في هذا السياق نحن نحمي هوية لبنان، نحن نحمي هوية لبنان العربية، الهوية العربية ليس هوية التطبيع ولا هوية الاستسلام للعدو، الهوية العربية هي أمر اخر، أيضا نحن نحمي هوية لبنان الذي نص عليها في مقدمة الدستور وفي مواده القانونية، بلد الحريات، هذا لبنان بلد الحريات، منذ تأسيسه، ميزة لبنان ماذا كانت؟ دائما والتي يتغنى بها الجميع، هذه نقطة سوف أُفصل فيها لاحقا أكثر، لأنه جزء من المعركة السياسية اليوم في البلد أنه يوجد فريق يتهمنا اننا نحن نريد أن نغير هوية لبنان، هو الذي يغير الهوية، جزء من هوية لبنان حرية التعبير، حرية الاعلام، لبنان طول عمره ملجأ كل المعارضات السياسية في العالم العربي وفي العالم، من يريد أن يحول لبنان الى بلد القمع، إلى البلد الممنوع فيه أن يفتح أحد فمه وممنوع أحد أن يتكلم وممنوع أحد أن يأخذ موقف في مكان ما فقط، أما مثلا في لبنان من الصباح الى ثاني يوم صباحا سب وشتم وأتكلم وأتهم في سورية والسوريين لا يوجد مشكلة، في إيران والايرانيين لا يوجد مشكلة، في البلد الفلاني لا يوجد فيها مشكلة، الان في موضوع أوكرانيا تكلم على روسيا مثلما تريد لا يوجد مشكلة، على الصين مثلما تريد لا يوجد مشكلة ولكن هؤلاء كلا، يا غيرة الدين هذه هوية لبنان كلا حبيباتي، هوية لبنان هي هوية الحريات، في لبنان الذين إجتمعوا أول أمس في قاعة رسالات هم الذين يحمون هوية لبنان الحقيقية، ويحمون الحريات في لبنان، في لبنان بلد الحريات من حق الشعب البحريني المظلوم أن يُحيي ذكرى إنتفاضته في 14 شباط، من حق الشعب اليمني المظلوم أن يصرخ ليتحدث عن أطفاله وعن نسائه وعن شعبه الذي يُذبح ويُجزر ويُدمر في كل ليل ونهار في اليمن بفعل العدوان الاميركي السعودي على اليمن، من حق اي انسان في هذا العالم ان ياتي الى لبنان ويتكلم، نحن كنا نقدم الدماء في سوريا وكان في لبنان اقلام واعلام ومعارضين سوريين ولبنانيين يتحدثون كما يشاؤون، مم نتكلم ولم نعترض ولم نطالب باي اجراء ولم نعمل أي قانون، والآن صاروا يريدون ان يعملوا قوانين، الجمهورية الإسلامية بالنسبة إلينا هي ذات مكانة معنوية عالية جداً، ونحن لا نُجامل في هذا الأمر، وهي تتعرض في كل يوم في وسائل الاعلام وفي مواقع الاتصال الاجتماعي، لم نُطالب بقانون وقمع، واقصى شيء يمكن ان يقوم به الشخص ان يرفع دعوى امام محكمة المطبوعات وهات لياخذوا حكم، يجب أن تحسموا هذا بلد حريات او لا؟ يا حريات يا ليس حريات، لكن حرية بسمنة وحرية بزيت لا يوجد “ما في”، يا حريات يا ليس حريات، اليوم نحن الذين ندافع عن هوية لبنان في موضوع الحريات، في موضوع نبني هذا الموضوع يحتاج لكلام مطول لكن أُريد ان اتكلم كلمتين، نعم نحن نبني ونخدم ونعمل في خدمة شعبنا منذ البداية، حتى عندما كانت امكانياتنا ضعيفة وعندما كنا خارج الدولة، وحتى عندما اصبحنا في داخل الدولة كنا نخدم كل اللبنانيين، لأن هذا موقع رسمي لا يجوز استغلاله لمنطقة او لطائفة او لحزب او لجماعة، في كل الاماكن التي عملنا فيها وزراءنا ونوابنا واخواننا كانو في خدمة الناس، الان سوف اتكلم مطولاً بهذا الموضوع لاحقاً، اليوم في لبنان واحدة من اللغة التي تُحكى أن الحياة ليست فقط صواريخ، صحيح وهذه واحدة من المغالطات، الحياة ليست فقط صواريخ صحيح، لكن الصواريخ في لبنان هي التي تحمي الحياة، هي التي تمنع قانا الاولى حصول قانا الثالثة، الصواريخ هي التي تحمي الدولة وهي التي تحمي البلد وهي التي تحمي الشعب وهي التي تحمي الحدود وهي التي تحمي الناس الخ… إلكن من قال اننا نحن حزب صواريخ فقط؟ أنا هنا أريد أن اتحدث عن الخصوم، الحلفاء والاصدقاء لا توجد هناك مشكلة بيننا وبينهم، اريد الحديث عن الخصوم الذين يتكلمون بهذه اللغة، انتم ماذا فعلتم ونحن ماذا فعلنا؟؟ طبعا لاحقا سوف اتكلم بالتفصيل لكن خط عريض، بعض الخصوم هم في الدولة منذ ثلاثين عام وقد استلموا وزارات فيها اموال طائلة وهائلة، وبعض الخصوم هم في الدولة منذ العام ٢٠٠٥، أنا اريد ان اسألهم: بأموال الدولة وبالأموال التي جاءتكم كتبرعات من الخارج، دعونا نرى، إعملوا أفلام وثائقية، اعرضوا على الشعب اللبناني، أنتم ماذا قدمتم. أين الجامعات والثانويات والمدارس ودور الايتام والمستشفيات والمراكز الصحية والمهنيات والطرقات والبنى التحتية وخدمة الناس والتعليم ودعم الطلاب، طبعا يوجد ناس قدموا شيئاً، لكن يوجد الكثير من الناس خصوصاً منذ ٢٠٠٥ وهناك اناس منذ ثلاثين سنة أعطوا اموال ماذا قدموا؟ فليخبرنا هؤلاء ماذا قدموا؟؟ فقط منذ ٢٠٠٥ الأميركان يقولون نحن في السنوات الأخيرة قدمنا إلى لبنان عشرة مليار دولار أين؟ محمد بن سلمان يقول نحن دفعنا للبنانيين منذ ٢٠٠٥ حتى ٢٠١٧عشرين مليار دولار أين؟ هذه ٣٠ مليار دولار دعونا نراها، أين هي الثلاثين مليار دولار؟ دعونا نراها، اين المؤسسات التي تخدم المناطق اللبنانية والشعب اللبناني بكافة طوائفه، نعم هل تعرفون اين تجدون هذه الثلاثيين مليار دولار؟ تجدون الجزء الاكبر منهم في البنوك، في الاموال التي تم تهريبها الى الخارج، اما نحن فجاهزون أن نقول ماذا قدمنا وماذا عملنا وماذا “سَوينا”، نحن واصدقائنا وحبايبنا والذين حولنا جاهزون بالأرقام، ومعروف ما الذي قدمناه او ما الذي نقدمه ونحن سوف نكمل في هذا الموضوع.
اذا في معركة نبني حتى في موضوع بناء الدولة لدينا كلام لكن الوقت الان لم يعد يتسع لهذا الامر، نحن امام هذا التحدي، المطلوب خلال الاسابيع القليلة المقبلة عندما إلى الانتخابات المطلوب ان تستمع الناس بوعي ومنطق وأن تحاسب الناس بوعي ومنطق، والناس “لا تتاخذ” بالاشاعات ولا بالمغالطات ولا بالكلمات التي تُشوه الحقائق والوقائع، وانما تبحث عن خلاصها وعن مستقبلها الذي يجب ان تصنعه بأيديها، للبحث صلة في نحمي ونبني وفي الانتخابات وفي البرنامج الانتخابي والترشيحات الانتخابية والتحالفات الانتخابية كله نصل اليه لاحقا إن شاء الله.
عهدا لقادتنا الشهداء عهدا لكل شهدائنا لكل احبائنا، عهدا لعوائل الشهداء عهدا لجرحانا وعائلات جرحانا، عهدا لكل اسرانا المحررين الذين عانوا من قيود الاسر وظلام الزنازين والسجون، عهدا لشعبنا الابي الصابر المضحي المحتسب المحتضن الوفي للسيد عباس وللشيخ راغب وللحاج عماد وللامام موسى الصدر ولكل هذا التاريخ ولكل هذا الحاضر، والذي يتطلع الى مستقبل العزة والكرامة، نحن معكم ماضون باقون نحفظ الوصية نحمي ونبني وننتصر ونُنجز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتحميل كلمة الأمين العام لحزب الله اضغط هنا
لمشاهدة أبرز مواقف الأمين العام لحزب الله في ذكرى القادة الشهداء اضغاط هنا
المصدر: العلاقات الاعلامية