نظمت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” لقاء حواريا مع وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، في قاعة تموز في بعلبك، ضمن حملة “شركاء في مواجهة الأزمة المعيشية”، تحت عنوان “تطوير القطاع الزراعي ودعم الأمن الغذائي الوطني”، في حضور العميد جوني عقل ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، المقدم غياث زعيتر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المقدم حسين الديراني ممثلا مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، رئيس مصلحة الزراعة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمود عبد الله، رئيس قسم طبابة بعلبك الدكتور محمد الحاج حسن، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، مخاتير، وفاعليات زراعية ونقابية واجتماعية.
اللقيس
واوضح مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس أن “الحملة تهدف إلى تفعيل التعاون بين الجهات الرسمية والفاعليات الاجتماعية لتخفيف الأزمة الاقتصادية والمعيشية”.
وشرح “إنجازات وجهود الجمعية في تطوير ودعم القطاع الزراعي وتحسين البيئة الزراعية في بعلبك الهرمل الذي بدأ منذ أربع سنوات”، وقال: “من إنجازاتنا في القطاع الزراعي إنشاء القرية الزراعية، التي قدمت حتى اليوم حوالي 16 ألف خدمة، وصلت إلى آلاف المزارعين، كما أنشأنا خمس مدارس زراعية”.
أضاف: “رغم الفوضى والإنهيار الإقتصادي ما زلنا مستمرين بتقديم الخدمات والإنجازات ومع ذلك ما زلنا أيضا نحتاج إلى إنجاز الكثير”.
وحدد مجموعة المواضيع ذات الأولية للنقاش مع وزير الزراعة، ومنها المياه، الأسمدة، الأدوية، التدريبات، التخزين، مصادر الطاقة، الأعلاف، التعاونيات، الجمعيات الزراعية وغيرها.
الحاج حسن
وقال الوزير الحاج حسن: “في بعلبك كثير من العطاء وكثير من الحزن وكثير من عدم الإنماء والتجاهل هذا في ما مضى، وإن سألتني عن الأسباب أقول الأسباب كثيرة، وربما قدرنا في الأطراف أن نكون دائما في أخر الصف، ولكن في موضوع الوطنية والتضحية والتقديمات والعطاء كنا من الأوائل الذين زرعنا دماء أبنائنا على كل الحدود ودافعنا بشراسة عن هذا الوطن وكرامة كل من في هذا الوطن، لنصل إلى هذه اللحظة التي نقول فيها نحن نحتاج أيضا صناعة الكرامة الداخلية من خلال تعزيز قدرة المواطن على أن يكون قادرا على تأمين قوت يومه أولا وتثبيت المزارع في أرضه، وهذا الذي وضعته نصب عيني”.
اضاف: “الجميع يسأل ما النتائج على الأرض بعيدا من النظريات والكلام، وهذا سؤال محق ولكن توصيف الواقع هو نصف الحقيقة والنصف الآخر هو جهدي وجهدكم. نحن في وزارة الزراعة نعتمد على استراتيحية كانت قد وضعت مع معالي الوزير السابق والاداريين والتقنيين في الوزارة، وهي إستراتيجية ممتازة جدا تؤسس لقطاع زراعي كبير واعد، لكن أيضا الواقع بعد السنتين الماضيتين وانهيار العملة والأزمة الاقتصادية الخانقة والانقسام السياسي الحاصل قديما والذي نتمنى أن لا يتجدد، أسس لانهيار الواقع الزراعي، هذا الأمر ذو شقين داخلي وخارجي. في الداخلي الدعم توقف والمنتج المحلي انخفض إلى ما يقارب 60 % والمزارعون الصغار لا قدرة لهم لتأمين البذار والأسمدة وغيرها لأن جميعها بالدولار، وهو ما لا يملكون، وهذا الأمر انعكس على الإنتاج وكلفة الإنتاج حتى وصل الحال بنا أن سعر كيلو البطاطا 16 ألف ليرة. فبأي عدل يصل قوت الفقير إلى هذا السعر، ويأتي “وينظر علينا” أحدهم يجب إيجاد حل لهذا الأمر.، هل نجد الحل بالجشع لدى التجار واحتكارهم السلع وحرمان أبناء بلدنا وأهلنا؟ هذا ما لا يقبله لا شرع ولا الدين”.
وتابع: “أما في الأمر الخارجي، نحن أيضا عانينا من أزمة في بعض الأسواق التي حتى الآن يوجد فيها بعض الإشكالات التي تقع بين الأخوة، وطبيعي جدا الدول تتعاطى بذهنية المصالح، وأتمنى من كل قلبي في لبنان أن نصل في سياستنا الخارجية إلى أن ندافع بشراسة عن سياستنا التي تعنينا وعن حق مواطنينا وخدمة ناسنا وأهلنا، بهذا تكون مصلحة الوطن العليا”.
وقال: “بدأنا بفتح أسواق جديدة، وهذه الأسواق لولاها لكان كل الإنتاج الزراعي على الأرض، وكنا أمام أزمة ذات وجهين، الأسواق ليست سهلة من علاقات وحسابات وبعض الدول تعتبر أنها مجرد أن تفتح على المنتج اللبناني هي تعلن حربا في مكان ما أو ترفع راية في مكان ما”.
واردف: “نحن دعاة أن نكون على أطيب العلاقات مع كل أشقائنا العرب، أنا من بعلبك أذكر، كما قلت في عمان والقاهرة وبغداد الحبيبة بالأمس، أنه لا عدو للبنان إلا عدوا واحدا هو العدو الإسرائيلي حتى تستعاد الحقوق والكرامات، ولا يصبح الإسرائيلي قادرا على أن يجتاح أرضنا برا و بحرا وجوا، سنقاوم بكل الوسائل المتاحة حتى نستعيد حقنا وكرامتنا، وشرعة حقوق الإنسان والقوانين الدولية تضمن لنا هذا الحق. لدينا عدو واحد، أما باقي دول المنطقة فهم اصدقاؤنا من إيران إلى تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج وكل الوطن العربي من المشرق إلى المغرب”.
وتابع: “تفاجأت بأن منتجاتنا الزراعية لا تصل إلى الجزائر وتونس والمملكة المغربية، وكأن المغرب العربي بعيد عنا، أبدا، نحن في لبنان نعتبر أن هذا الوطن هو الحاضنة للشرق والغرب، والأفضل لنا أن نكون حقيقة قولا وفعلا قلب العرب، فلدينا منتجات زراعية ممتازة، ونحن نحرص على أن تكون منتجاتنا في كل الأسواق العربية والعالمية”.
وأشار إلى أن “استراتيجية وزارة الزراعة تتركز على زراعة وإنتاج الزعفران الذي سيكون زراعة رديفة قابلة للتسويق في كل دول العالم، لتثبيت أهلنا ومزارعينا في البقاع”.
وأكد “أهمية شق الطرقات الزراعية، بما يمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم واستثمارها وزيادة المساحات المزروعة، واستصلاح الأراضي”، وقال: “لقد وضعنا خطة وآلية في المشروع الأخضر لبحثها مع الجهات المانحة، لأن موازنة وزارة الزراعة كانت 122 مليار ليرة ورفعناها إلى الضعف، ولكن هذه الإمكانيات المتواضعة لا تفي لشق الطرقات الزراعية واستصلاح الأراضي”.
وشدد على “اعتماد الوزارة الشفافية وإعلام المزارعين على كل ما يصلنا من مساعدات وتوزيعها وفق آلية واضحة تحول دون أي شكل من أشكال الفساد المحسوبية، وتحفظ المال العام”.
وقال: “سيتم توزيع مليون و350 ألف غرسة مثمرة في يوم وطني واحد، ستقدم لنا من الجهات التالية: من “أسكاد” 150 ألف غرسة، من سوريا 200 ألف غرسة، ومن تركيا مليون غرسة مثمرة، سيتم توزيعها عبر مصالح الزراعة بالتشبيك مع البلديات والتعاونيات والجمعيات”.
وسأل: “لماذا نستورد 85 % من الحمص، ولا يكون لدينا ما يكفي من الإنتاج لسد الحاجة المحلية، ونستورد معظم حاجتنا من القمح، وأرضنا صالحة لإنتاج الحبوب؟ وسوف تعلن الوزارة عن يوم وطني لفحص التربة بالمجان بالشراكة مع مركز الأبحاث العلمية الزراعية ومركز كفرشيما، كما سنطلق قريبا السجل الزراعي لتصبح الأمور واضحة وفق داتا للمزارعين”.
وردا على سؤال عن رسوم 1500 دولار تتقاضاها سوريا على كل براد يدخل عبر أراضيها، قال الحاج حسن: “نحتاج إلى حديث من دولة إلى دولة لإيجاد حل لهذا الموضوع، وسوريا منفتحة لتخفيف العقبات، فالعمل في سبيل مصلحة لبنان أمر مقدس، ويجب ألا تحول السياسة دون ذلك”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام