ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 28-01-2022 في بيروت على مصير الموازنة وأرقامها، والتي من المتوقع أن ينهي مجلس الوزراء اليوم مناقشاتها بإقرارها وترحيل باقي النقاش الى مجلس النواب..
الأخبار
جنبلاط يطوي مرحلة الحريري… ويلتحق بمعراب
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “عندما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «بيت الوسط»، الاثنين الماضي، لم يكن يحاول أن يثني الرئيس سعد الحريري عن قراره «تعليق» العمل السياسي. يعلم «بيك المختارة»، تماماً، أن قرار الحريري مطلوب منه ولا مجال لنقاشه. وهو أساساً في جوه منذ زيارة تيمور جنبلاط ووائل ابو فاعور للحريري في الامارات قبل أكثر من شهر. هاجسه الأساس عبّر عنه، بوضوح، عبر توجّهه إلى الحريري بسؤال مباشر: «شو بعمل بالاقليم؟». فالزعيم الاشتراكي يدرك تماماً أن أي مقاطعة سنية للانتخابات، إذا ما تدارك خصومه أخطاء الدورة الماضية، تعني إمكان اقتناص مقعدين للوزير السابق وئام وهاب واللواء علي الحاج في اقليم الخروب، وإسقاط مروان حمادة. إسقاط الأخير، في الجبل، سقوط لجنبلاط نفسه. ناهيك عن الخطر على المقعدين الدرزيين في بيروت وراشيا اللذين لطالما حازهما زعيم المختارة بأصوات سنية.
عشية المؤتمر الصحافي للحريري، غرّد جنبلاط بأن «المختارة وحيدة وحزينة». ساد الظنّ لدى كثيرين بأنه قد يحذو حذو الحريري، إن لم يكن من باب التضامن مع الحليف منذ عام 2005، فعلى الأقل من باب أن لا مصلحة لصاحب كتلة الـ 12 نائباً التي شكّلت دائماً «بيضة قبّان»، أن يدخل المجلس المقبل بنصف دزينة من النواب.
في مقابلته التلفزيونية أمس، سريعاً «فكّ» جنبلاط «حداده»، وأعلن تخلّيه عن الحريري، كما سمير جعجع، رغم تغليفه موقفه هذا بمجاملات عن «عدم قدرة أحد على استبدال الحريري الذي منع الإنجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية». ببساطة، سلّم «البيك» بـ«اختفاء» الحريري عن الساحة السياسية، وطوى مرحلته، قائلاً: «بعدما استشهد رفيق الحريري استمرينا مع سعد الحريري (…) وسنستمر بالمواجهة مع القوى الحليفة»، و«سنرى من ستفرز السّاحة السنّية». و«نصح» الرئيس نجيب ميقاتي الذي «لديه تأييد عربي ودولي» بعدم «الاعتكاف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة».
«رسمياً»، أعلن جنبلاط انتظامه ضمن «المنظومة السلمانية» التي ترعاها الولايات المتحدة بقيادة… سمير جعجع نفسه، مرتضياً بالحجم الذي ستسفر عنه الانتخابات، «وربّما قد نُقدِم على خسارة أو قد نحافظ على حجمنا (…) نحن مجبورون أن نستمر ولن نقفل باب المختارة لا أنا ولا تيمور»، معلناً أن أبو فاعور وأكرم شهيب سيزوران معراب لوضع اللمسات الأخيرة على التحالف الانتخابي، وأن الحزب التقدمي الاشتراكي سيكشف عن أسماء مرشحيه خلال أسبوعين.
وزير المال: 14 ألف مليار ليرة من الدولار الجمركي
قال وزير المال يوسف خليل في جلسة مجلس الوزراء أمس، إنه يراهن على أن يرفع الدولار الجمركي إلى الحدود التي تدرّ للخزينة مبلغ 14 ألف مليار ليرة. وقال إنه يميل إلى زيادة الدولار الجمركي 8 أضعاف من 1500 ليرة مقابل كل دولار إلى ما بين 10 آلاف و12 ألف ليرة.
وقد تدخّل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طالباً من خليل تقديم رؤية ودراسة عن انعكاسات زيادة هذا الرسم على السلع وعلى التضخّم. لكن كان بديهياً لوزير المال أن يشير إلى أنه لا أثر تضخمي لزيادة أسعار السلع، علماً بأنه يتم الترويج بأن السلع الأساسية ليست خاضعة للرسم الجمركي، ولا لضريبة القيمة المضافة، ولذلك لن يصيبها ارتفاع الدولار الجمركي. لكن المشكلة تكمن في الضغوط التضخمية التي ستخلقها زيادة الدولار الجمركي على تقليص الاستهلاك وزيادة الانكماش والأثر التضخّمي لهذه الزيادة، والذي قد يصيب كل السلع سواء كانت خاضعة للرسم الجمركي أم لا. فالتضخّم هو بمثابة موجة لا تميّز كثيراً بين سلعة وخدمة، بل لها أثر تفاعلي واسع على مختلف القطاعات الاقتصادية.
على أي حال، النقاش في الدولار الجمركي بدأ أساساً في دراسة المادة 133 من مشروع موازنة 2022 التي اتفق على تعديلها بعدما نصّت على منح وزير المال صلاحيات تشريعية استثنائية عبر الآتي: «لغايات فرض واستيفاء الضرائب والرسوم، يمكن للحكومة أو لوزير المالية بتفويض منها، أن تحدّد سعر تحويل للعملات الأجنبية. وتحدّد دقائق تطبيق هذه المادة، عند الاقتضاء، بموجب قرار يصدر عن وزير المالية». وقد اتفق على تعديل صياغة هذه المادة لمنح صلاحية تحديد سعر صرف العملات الأجنبية للسلع والخدمات التي تترتب عليها ضرائب ورسوم أو ستُفرض عليها الضرائب والرسوم، لمجلس الوزراء بدلاً من وزير المال. في المبدأ، البند الأساسي المعني بهذه المادة هو الدولار الجمركي وإن كان يطاول أيضاً رسوماً وضرائب أخرى. لكن الدولار الجمركي استحوذ على الكثير من النقاش، علماً بأن وزارة المال أعدّت أكثر من سيناريو للزيادة وانعكاسها على الإيرادات الحكومية وعلى التضخّم، إلا أن الوزارة لم توضح في تقرير الموازنة أي سيناريو اعتمدت، حتى أن إيرادات الرسوم الجمركية الواردة في مشروع الموازنة لا تعكس ما قيل عن الدولار الجمركي لجهة رفعه إلى سعر منصّة «صيرفة» الذي يفترض أن يدرّ إيرادات أكثر بكثير من 14 ألف مليار ليرة.
البناء
واشنطن تنصح رعاياها بعدم التوجّه الى الإمارات… التي تطلب الدعم عسكريّاً
الموازنة للإقرار اليوم ودولار الجمارك والاتصالات والكهرباء 20 ألفاً
جنبلاط وجدانيّاً مع الحريري وسياسياً وانتخابياً مع القوات والمجتمع المدنيّ
صحيفة البناء كتبت تقول “جبهة الإمارات واليمن الى مزيد من التصعيد وجبهة كييف ودونباس، وفقاً لما قاله بيان وزارة الخارجية الأميركية بدعوة الرعايا الأميركيين لعدم المخاطرة بالتوجه اليها في ظل مخاطر أمنية متصاعدة، والإمارات تعترف بالمخاطر وتطلب الدعم الأميركي بأسلحة ومعدّات لمواجهة هذه المخاطر، بينما يعرض اليمنيون طريقاً مختلفاً لتفاديها هو وقف التورط الإماراتي في الحرب على اليمن والعودة الى الاتفاقات السابقة التي حيّدت الإمارات من النشاط الحربي وحيّدت المرافق الإماراتية الحيوية من الاستهداف اليمني. ويبدو أن هذا العرض سيحمله وزير خارجية قطر الذي زار طهران والتقى بوزير الخارجية الإيراني، قبيل زيارة أمير قطر الى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي. وجاء في بيان عقب الزيارة ان البحث تناول من بين ملفات المنطقة حرب اليمن.
في لبنان فاجأ تطوّر الإصابات بكورونا وتسجيل رقم على عتبة الـ 10000 إصابة أمس، مع المعلومات حول متحوّر جديد ينتشر بسرعة وهو أشدّ خطورة مما سبق، في ظل تهاون بالإجراءات الوقائية تسبب به التقدير بأن متحور أوميكرون ليس شديد الأذى، وأن اللقاح كاف للحدّ من تأثيراته، وجاء التطور الجديد ليعيد الانتباه لخطورة الوضع.
على الصعيد الحكومي والشعبي العيون مشدودة نحو مصير الموازنة وأرقامها، والمتوقع أن ينهي مجلس الوزراء اليوم مناقشاته بإقرار الموازنة وترحيل باقي النقاش الى مجلس النواب، انطلاقاً من تقدير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الإقرار السريع سيتيح تحويل الموازنة الى إحدى أوراق تسريع التفاوض مع صندوق الدولي، وفي الأرقام الجديدة تحدث وزير المالية يوسف خليل عن اعتماد دولار العشرين ألف ليرة في استيفاء الرسوم الجمركيّة، وفواتير الهاتف والكهرباء، بما يزيد الأعباء على المواطنين اللبنانيين بأرقام تفوق طاقتهم، وهو ما سيفتح النقاش حول مستقبل الرواتب التي ستستهلكها فواتير الكهرباء والاتصالات الجديدة وحدَها، حيث ستكون قيمة الفاتورة التي تبلغ اليوم مئتي ألف ليرة، ثلاثة ملايين ليرة، وفاتورة الهاتف والإنترنت التي تبلغ مئة الف ليرة ستصبح مليوناً ونصف مليون ليرة.
سياسياً، حسم النائب السابق وليد جنبلاط طي صفحة انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهدين السياسي والانتخابي مكتفياً بالتضامن الوجداني، معلناً أن الانتخابات ستفتح الباب أمام التغيير والوجوه الجديدة، مؤكداً تموضعه الى جانب القوات اللبنانية في الانتخابات، ودعمه للقاضي طارق بيطار في تحقيقات مرفأ بيروت، متوجّهاً الى دول الخليج وإيران على حد سواء لتقدير الخصوصية اللبنانية والحفاظ على ما يمثله من نموذج فريد للتنوع، ومركز جامعي واستشفائي.
فيما فرضت العاصفة «ياسمين» إيقاعها على البلاد وحركة المواطنين وتنقلاتهم إلى أماكن عملهم ومدارسهم، بقيت جملة ملفات كقرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله الانتخابي والسياسي والمبادرة الكويتيّة ومشروع موازنة 2022، الحاكمة للمشهد السياسيّ، وسط ترقب لتداعيات خطوة الحريري على الشارعين المستقبلي والسني وعلى الانتخابات النيابيّة عموماً لجهة الترشيحات والتحالفات والنتائج المتوقعة، بموازاة سباق بين الردّ اللبنانيّ على البنود الـ12 التي حملتها المبادرة الكويتية وبين اجتماع وزراء الخارجيّة العرب نهاية الشهر الجاري الذي سيخرج بقرار جماعي موحّد من لبنان بناء على إجابته على المبادرة.
ووفق مصادر مطلعة على مزاج الشارع السني لـ”البناء” فإن جمهور تيار المستقبل والسنة عموماً سيتوزّع إلى خمسة أقسام:
القيادات التقليدية التي لا تنضوي تحت لواء المستقبل وممثلو العائلات في المناطق.
– حزب القوات اللبنانية الذي وتحالفه مع اللواء أشرف ريفي وربما بهاء الحريري (إذا قرّر خوض الانتخابات).
– القوى الإسلامية بمن فيهم الجماعة الإسلامية وقد يتلقون الدعم من تركيا وقطر وغيرهما.
– القوى المستجدّة، أو ما يُسمّى بالمجتمع المدني المدعومة من السفارة الأميركية والسفارة السعودية.
– القوى السنية المنضوية تحت فريق المقاومة أو 8 آذار كالنائب عبد الرحيم مراد والنائب فيصل كرامي وجمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلامية والنائب جهاد الصمد وغيرهم.
وتشير أوساط مطلعة على أجواء المستقبل لـ”البناء” إلى أن “الشارع المستقبلي سيردّ الصاع للقوات اللبنانية التي يتهمها بطعن الحريري في مراحل ومواقع متعددة، وذلك من خلال التصويت ضد المتحالفين مع القوات، وستتوزّع أصوات التيار الأزرق على قوى متعددة وفق الحسابات السياسية تارة والمناطقية والعائلية والمنفعية تارة أخرى، كما أن الشارع المستقبلي يخفي جمر غضبه تجاه السعودية تحت الرماد لكونها مسؤولة عن تدمير الحريري منذ احتجازه في الرياض حتى انسحابه من السياسة. وهذا ما تظهره بوضوح حملة التضامن مع الحريري في بيت الوسط التي أطلقت شعارات تنتقد المملكة وتحملها المسؤولية”.
وأشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى أن “السعودية اعتقدت بأن الحريري بإزاحته يمكن استبداله بقوى سنية أخرى تدين لها بالولاء ويمكنها بالتحالف مع القوات اللبنانية من مواجهة حزب الله، لكن تشتت تيار المستقبل لا يعني انتقاله الى القوات”، مضيفة: “حزب الله وحلفاؤه سيتمكّنون من الحصول على نسبة كبيرة من الصوت المستقبليّ الذي لن يذهب للقوات اللبنانية وإن سعت السعودية وواشنطن لذلك”، ولهذا الأمر قد تدفع استطلاعات الرأي الأميركيين والسعوديين الى تطيير الانتخابات، بحسب المصادر، “إذا أيقنوا عدم تمكنهم من الحصول على الأغلبية النيابية”، مضيفة أن “حزب الله وحلفاءه في حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة واللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين والنائب طلال أرسلان ومع التيار الوطني الحر يتمكّنون من الحصول على الأكثرية وبالتالي إسقاط مخطط انتزاع الأغلبية لمزيد من الحصار السياسي لحزب الله”.
الى ذلك، كشفت مصادر “البناء” أن “الحكومة اللبنانية ستردّ على المبادرة الكويتية بالموافقة على البنود باستثناء جوهر المبادرة والمقاصد الخليجية أي تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله”.
وأشارت أوساط سياسية لـ”البناء” الى أن “المبادرة الكويتية تهدف الى محاولة انتزاع استسلام من لبنان في ملفات عدة لا سيما ترسيم الحدود وسلاح المقاومة، ظناً من الأميركيين بأن لبنان ضعيف ويعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة والدولة منهكة وتتخبط بالأزمات وهذه الفرصة الملائمة لانتزاع الشروط منها، لا سيما ان زيارة وزير الخارجية الكويتي الذي نقل الورقة الخليجية سبق بأيام قليلة الإعلان عن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، ما يخفي تنسيقاً واضحاً بين واشطن وإسرائيل ودول الخليج”، مشيرة الى أن الاميركيين يحاولون الاستثمار في أزمات لبنان لتحقيق مكاسب لمصلحة إسرائيل”.
ولفتت المصادر الى أن لا موعد حتى الساعة لزيارة الوسيط الأميركي، لكنها أوضحت أن “جولة المفاوضات الجديدة لن يقدّر لها النجاح بسبب تعنت إسرائيل ورفضها التفاوض على الخط 29 ومساحته 1430 كلم والذي يصرّ عليه لبنان، بل تريد التفاوض على الخط 23 أي توزيع المساحة المتنازع عليها التي تقدر بـ860 كلم”، مؤكدة ان لبنان “لن يتنازل عن حقوقه في ثروته النفطية. وهذا هو الموقف اللبناني حتى الساعة”.
الى ذلك وبعد إشاعات تطال تهجم أهالي بلدة رامية الجنوبية، على قوات اليونيفيل أعلنت بلدية رامية في بيان، أن “آلية تابعة لقوات اليونيفل قامت يوم الأحد الفائت بتاريخ 1/23 بالدخول الى البلدة وبدون مرافقة الجيش او الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخلال مغادرتها قامت بكسر خزان مياه تابع لأحد أبناء البلدة الذي يملك مزرعة ابقار قريبة من المكان جرى على أثرها ملاحقة الآلية فقامت بكسر بوابة حديدية وخرجت من القرية، ثم عاودت الرجوع يوم الثلاثاء بتاريخ 1/25 الى المكان نفسه وبدون مرافقة الجيش اللبناني، فتجمّع الأهالي مطالبين بتعويض عن الأضرار، وجرى تلاسن مع الأهالي ثم خرجت الآلية من البلدة”.
وفي موازاة ذلك، بقي مشهد زيارة وزير الطاقة السوري غسان الزامل حاضراً في الساحة الداخلية لما يعكسه من مؤشر سياسي إيجابي على صعيد العلاقات اللبنانية – السورية، لا سيما أن الزيارة بحسب أوساط مطلعة على العلاقات أبعد من ملف الكهرباء الى أنها كسرت الحصار المفروض على سورية والحصار المفروض على علاقة لبنان بسورية بذريعة قانون قيصر، ما يُعدّ خطوة هامة على صعيد تصحيح العلاقات اللبنانية – السورية وتطويرها وإعادتها الى طبيعتها.
وأطلق رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، سلسلة مواقف من التطورات المحلية، وأشار إلى أنّه “بعد اغتيال رئيس الحكومة الرّاحل رفيق الحريري، استمرّينا مع رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري، لكن اليوم الوضع أسوأ لأنّ الوضع العربي والدولي أسوأ، لكنّنا سنستمرّ بالمواجهة مع القوى الحليفة إذا وُجدت، في الحد الأدنى من الاعتراض السلمي”. ورأى أنّ “لا قدرة لأحد على استبدال الحريري، وأنّنا سنرى تشرذمًا في بيروت وطرابلس وصيدا وغيرها، والحريري سبق أن منع أي انجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية”، وأضاف: “لن أتطرق الى ظروف انسحاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ونحن مُجبَرون على الاستمرار ولن نقفل باب المختارة”، مضيفاً: “الحريري سيترك فراغاً في الساحة العربية السنية”.
واعتبر جنبلاط، في حوار تلفزيوني أنّ “لا مطالبَ عربيّة، وإنما هناك مذكّرة أتت عبر وزير الخارجية الكويتية، والعرب تخلّوا عن لبنان بحجة التهجّم الشخصي والسياسي لـ”حزب الله” عليهم ونحن ضحية هذا الصراع”، لافتاً الى أنّ “القرار 1559 أكبر منّا، ولكن نوافق على القرار 1701 وهو مفتاح الأمن لكلّ لبنان”.
وتابع جنبلاط “تحدّثت مع الرّوس حول أهمية وضع حدٍّ لحرب الخليج، فإيران تعتدي على السعودية والإمارات وأنصح بالخروج من الحرب وترك شأن اليمن”، وسأل حزب الله: “الى أين نذهب؟ وهل تريدون ترك لبنان ساحة مفتوحة؟”، وتابع قائلاً: “من يمكنه أن يصل الى السيّد نصرالله فليفهمه خصوصيّة الوضع اللبناني، وحمداً لله أنّ الثنائي الشيعي عاد الى الحكومة للبتّ بالموازنة تمهيداً للاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.
ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: “العهد القوي حرق دينّا ودين البلد بهذه القوّة، لذلك فليترك ميشال عون بكرامة هو وصهره”.
وفي ملف الموازنة، سأل جنبلاط: “لماذا لم يطبّقوا “الكابيتال كونترول”؟ ماذا عن الأملاك البحرية والضريبة التصاعديّة؟ وقيل لي إنّ سلفة الخزينة في ملف الكهرباء خارج الموازنة وأين الضريبة على أملاك الأوقاف؟”.
ورد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على جنبلاط من دون أن يسمّيه وكتب على تويتر: “نطالب بالـ capital control منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ ولم نجد مَن يقف معنا… لمن استفاق اليوم، وهو استفاد من غيابه وحوّل أمواله للخارج، نقول له: هيا لنقرّه الآن، ونقرّ معه قانون استعادة الأموال المحوّلة إلى الخارج، خاصةً أنّها تعيد معظم أموال ٩٥٪ من المودعين”.
في غضون ذلك، واصل مجلس الوزراء أمس درس مشروع الموازنة في جلسته في السراي الحكومي. وافيد أنه وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية استيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجيًا حسب السلع.
وبعد الجلسة أشار وزير الإعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات الى أنه “جرى نقاش معمق حول وضع الإدارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح أهداف الموازنة للمواطنين”.
ولفت الحلبي الى انه “تقرر ان يستأنف المجلس جلساته المفتوحة غداً (اليوم) عند التاسعة بقراءة التقرير المقدم من وزير المالية حول مشروع الموازنة، كما سيُصار الى النقاش في المواد بغية اقرار الموازنة في جلسة الغد (اليوم)”. واوضح بأن “الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة، وما تقوم به وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة”. وقال الحلبي: “لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركيّ ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً “صيرفياً”، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانيات المتاحة في الخزينة”.
وفيما سجلت أسعار المحروقات انخفاضاً طفيفاً، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية شاجبة، فقال وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السراي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء: “بالنسبة إلى موزّعي المازوت هناك سوق سوداء وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل الى حدود 10 و15 في المئة، وهذا الأمر يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة”. بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام إلى أنه “ستتم ملاحقة أية مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية، ارحموا المحتاج”. ولفت في المقلب الآخر إلى “تحسّن في الأداء لدى أصحاب المولدات”، وقال: إما “نكفّي نكسّر ببعض” أو يجب أن يلتزموا بالإرشادات والتسعيرات التي تحدّد بدقّة متناهية”. وفي إطار مكافحة تهريب المخدرات الى الخارج، قال وزير الداخلية بسام مولوي في تغريدة على “تويتر”: “عملية جديدة تثبت فيها الأجهزة الأمنية إصرارها على مكافحة تهريب المخدرات الى خارج لبنان، اذ تمكن مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك من ضبط حوالي 12 طناً من المخدرات مموهة في صناديق من مسحوق الشراب (عصير) متوجهة الى السودان كمحطة أولى. التحقيقات متواصلة للكشف على كل محتوى الشحنة وملابسات العملية. لن ندخر جهداً في إحباط كل عمليات التهريب ومنع الأذى والشر عن اشقائنا العرب”.
اللواء
لا موازنة بلا صندوق النقد.. والتجاذب السياسي يُعيق التفاهمات!
جنبلاط ماضٍ بالمواجهة السلمية والتحالف مع «القوات».. وبهاء الحريري على الخط
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع بداية بلورة النتائج العملية لانسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية ومن الترشح للانتخابات النيابية، دخلت البلاد في سباق بين المفاعيل ومناقشات بنود موازنة العام 2022 مادة مادة، على ان تستأنف غدا السبت من حيث ما وصلت أمس، في وقت أعلن فيه النائب السابق وليد جنبلاط مضيه في المواجهة بعد خروج الحريري، وإعلان رجل الأعمال بهاء الحريري، عن تعيين صافي كالو ممثلا سياسيا له في لبنان.
وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان انتظارات ما يجري من حراك إقليمي- دولي يعني إن لبنان في صلب هذا الحراك، ان على المستوى السياسي أو الدعم في ما خص الدعم الكهربائي، وبالتالي فإن الحكومة حريصة على المضي في إقرار الموازنة للعام 2022، كشرط ضروري للتمويل أو التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
توقعت مصادر وزارية ان تتصاعد حدة الانتقادات السياسية ضد مشروع الموازنة العامة طوال مناقشة المشروع في المجلس النيابي ،من اطراف سياسيين ممثلين بالحكومة وغيرهم، في محاولة مكشوفة لاخفاء مسؤوليتهم عن المشاركة بوضع المشروع ،امام الرأي العام.
واشارت المصادر الى ان حملة التصعيد ستقوى تدريجا مع اقتراب موعد الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة، الا انها ستبقى في حدود المزايدات الشعبوية،وقد تؤدي الى تعديلات طفيفة و غير جذريةعلى المشروع بالمجلس النيابي .
ووصفت المصادر الانتقادات التي تصدر عن الاطراف المشاركين بالحكومة، ضد مشروع الموازنة بانها غير منطقية اوعلمية،اولا لان ممثليهم بالحكومة، اما هم من وضع العناوين الاساسية للمشروع، او من الذين وافقوا عليه بمراحله الاولية ، وهم يعرفون،انه لم يعد امامهم التراجع عن المشروع او حتى انكاره، لان ذلك سيطيح بالحكومة، وهذا غير مطروح. وبات الرد اللبناني على الورقة الكويتية قيد الإنجاز، وانتقلت الىعين التينة، حيث يدرسها الرئيس نبيه برّي.
وذكرت المعلومات ان مشروع الرد أعده بداية وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب واودعه إلى الرئيس ميقاتي الذي أرسله بدوره إلى الرئيس عون بعد إجراء بعض التعديلات عليه. وأفادت المعلومات ان «الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية صاغت ردا عمليا لا إنشاء فيه بل يحاكي الهواجس الخليجية تحديدا ويراعي المصلحة اللبنانية والثوابت الوطنية. وتضمن الرد مقترحات من شأنها ترجمة فحواه بشكل فعال».
جلسات الموازنة
واصل مجلس الوزراء جلساته المفتوحة لدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022 والتي ستستكمل غداً والاسبوع المقبل. وترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجلسة في السراي الحكومي، وحضر الجلسة المدير العام للقصر الجمهوري والامين العام لمجلس الوزراء ومدير عام المالية ومدير الواردات في وزارة المال. وأُفيد ان المجلس وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية إستيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجياً حسب السلع.
وحسب المعلومات انهت الحكومة دراسة مواد الموازنة وعددها 138، وعلقت البحث بسبع عشرة مادة ستناقش في جلسة اليوم، وتعنى بسعر الصرف والضرائب والرسوم وسلف الكهرباء والتقديمات الاجتماعية. كما يناقش المجلس تقرير وزير المال حول الموازنة الذي تم توزيعه في جلسة امس الاول.
واقر المجلس بند الانظمة التقاعدية والصرف من الخدمة، وارجات البحث بالمادة 132 المتعلقة بتسديد المصارف الودائع الجديدة بالعملة الاجنبية التي تودع لديها اعتبارا من نشر الموازنة الجديدة بالطريقة عينها ورفع قيمة الضمانة عليها الى 50 الف دولار على ان تحدد دقائق تطبيق البند بقرار من مصرف لبنان. اما المساعدات الاجتماعية المقررة لموظفي القطاع العام فتأجلت لحين تحديد كلفتها.
وعُلِمَ ان مجلس الوزراء صادق على اقتراح وزير الزراعة عباس الحاج حسن بمنع تصدير الأغنام من لبنان لمدة 5 سنوات لتوفير اللحوم للمواطنين باسعار معقولة. ونفى مصدر حكومي مطلع ما تردّد حول إقرار مشروع الموازنة العامة في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مؤكدا ان مناقشة المشروع ستستكمل في جلسات متتابعة ومتلاحقة الأسبوع القادم.
وأدلى في نهايتها وزير التربية والتعليم العالي ووزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي بمعلوات قال فيها: جرى درس المواد من 120 الى 139، اي استكملت دراسة الموازنة بكل موادها. وكنا اتفقنا في خلال درس مشروع هذه الموازنة انه ينبغي، في حال اقرارها من قبل المجلس النيابي الكريم، ان يعاد توزيع الدخل بما يحقق منسوبا عاليا من العدالة الاجتماعية بعد الفجوات التي خلفتها الازمة الراهنة في نشوء طبقات اكثر غنى وطبقات اكثر سحقا. لأن الحكومة مدعوة الى بدء السعي لردم الهوة التي تزيد يوما بعد يوم بين طبقات الشعب اللبناني. كما جرى نقاش معمق بشأن وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية . ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانيات المتاحة في الخزينة.
اضاف: وتقرر ان يستأنف مجلس الوزراء جلساته المفتوحة التاسعة صباح الجمعة لقراءة التقرير المقدم من وزير المال بشأن مشروع الموازنة، كما سيصار الى دراسة المواد التي استؤخر النقاش فيها بغية اقرار مشروع الموازنة في جلسة الغد بالمواد من 1 الى 139.
وعما اذا كان سيُترك موضوع تحديد سعر الصرف لمصرف لبنان ووزارة المال؟ أجاب: سنترك الامر لوزير المالية بحسب النص القانوني، فهو الجهة المناط بها تحديد سعر الصرف بقرار يصدره وزير المالية. وقال رداً على سؤال: لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون المعيار هو منصة «صيرفة».
وعن المادة ١٣٢ التي تحدثت عن تمييز بين المودعين من خلال الاشارة الى الودائع القديمة والجديدة، وما تقرر بشأنها؟ قال الحلبي: جرى حديث في هذا الموضوع، وفي كل هذه المواضيع التي يجري النقاش فيها،لم نصل الى إقرار نهائي لكل مادة على حدة ، لأنه سيتم النظر بكل الواردات المقدرة ، وما ستؤمنه من مداخيل لمصلحة المالية العامة من أجل ان يتم تاليا تحديد أوجه الانفاق والعجز.
فياض وسلام والمافيات
بعد ذلك تحدث وزير الطاقة وليد فياض فقال: هناك تجاوزات تحصل بالنسبة لموزعي المازوت الذين يتجاوزون الرسوم والاسعار المحددة، فهناك سوق سوداء، وهم يتقاضون عمولات اكبر من السعر تصل إلى نحو ١٠ و١٥ بالمئة من السعر المحدد، وهذا امر غير مقبول وهي جريمة يجب أن يحاسبوا عليها.وطالبنا بضرورة مؤازرتنا من قبل وزارة الداخلية وقوى الامن والقضاء لمتابعة هذه الأطراف المخربة وملاحقتها واتخاذ الإجراءات بحقها وتغريمها.
أضاف: أما بالنسبة إلى التجاوزات التي تحصل لأسعار كهرباء المولدات، فقد وضعنا الأسعار لاصحاب الموتورات الخاصة والمشغلين بالسعر غير المدعوم بشكل غير مجحف، ويبقى عليهم تنفيذ التزاماتهم المحددة بالمراسيم وتحديد الالتزام بالتعرفة بالليرة وتركيب العدادات، ووزير الاقتصاد سيساعدنا في هذا الشأن، ونحن نعول على وزير الداخلية ان يفعّل قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية المعنية لمساعدتنا .
اما وزير الاقتصاد امين سلام فعقب قائلاً: تردنا شكاوى حول هذا الموضوع الطارىء بامتياز، وتطرقنا اليه على هامش الجلسة. بالنسبة إلى موضوع اسعار المازوت وتخزينه واحتكاره، هناك تسعيرة موضوعة من وزارة الطاقة، ومَن يود استغلال هذا الظرف الصعب وان يحتكر المازوت ويخزنه ويرفع الأسعار فسيلاحق. وقد بحثنا في عدة آليات مع وزارة الداخلية والبلديات، وصولا إلى الملاحقة عبر النيابات العامة المالية والقضاء، وسأحمل هذه الملاحقات شخصيا لتنفيذها. فلا يجوز استغلال الناس، واي مخالف سيلاحق بأشد الوسائل الممكنة، ولقد وضعت جميع الوزراء المعنيين في هذا الجو.
التيار في دمشق
من جهة ثانية، خطفت الاضواء في توقيتها واهدافها، زيارة وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة نائب الرئيس للعمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب، الى دمشق، بدعوة من الامين العام المساعد لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور الوزير السابق عضو القيادة القطرية في الحزب مهدي دخل الله في مبنى الحزب في دمشق.
وبحسب بيان للتيار، أن «البحث تناول ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، وشدد المجتمعون على وحدة الموقف في وجه التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصاديا وسياسياً».
والتقى الوفد ايضا، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي اعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل، مثنيا على ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج». واقام المقداد مأدبة غداء رسمية على شرف الوفد.
… والجميل عند دريان: ممنوع الاحباط
كما لفتت الانتباه زيارة رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وقال الجميل بعد اللقاء: «يهمنا في هذا الظرف الدقيق أن نسمع من المفتي وجهة نظره وأن نعرف توجهات دار الفتوى بعد الخطوة التي قام بها الرئيس سعد الحريري، فنحن وكما يعلم جميع اللبنانيين على خلاف أساسي معه بالنسبة إلى النهج السياسي الذي يتبعه الرئيس الحريري، والتسويات التي أقيمت في الآونة الأخيرة، وقد أوضح أنها كانت خطأ في كلمته الأخيرة التي أعلن فيها تعليقه العمل السياسي.
اضاف: ومع كل الاختلاف الذي كان بيننا وبين الرئيس الحريري في السنوات الأخيرة للتسوية الرئاسية بشكل أساسي، إنما لا شك في أنَّ الاعتدال الذي جسده تيار «المستقبل» منذ أيام الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى اليوم هو حاجة أساسية للبلد، ولا شك في أن هذا الاعتدال انعكس إيجابا على بناء الهوية اللبنانية، والانتماء اللبناني، والمواطن اللبناني، ولا شك أيضا في أنَّ نبذ العنف الذي اعتمده تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، هو نقطة أساسية بالنسبة إلينا، هذه الأمور الإيجابية يجب أن نبني عليها، ويجب أن نكمل بها.
وتابع الجميل: الوضع حساس جداً، ومن واجبنا أن نأتي إلى دار الفتوى، كي نقول لجميع اللبنانيين، وأولاً لمحبي الرئيس الحريري الذين بالتأكيد أصيبوا بالإحباط، وطرحوا التساؤلات، نريد أن نقول لهم: في هذا البلد ممنوع الإحباط، نحن قضيتنا لبنان أولاً، قضيتنا بناء هذا البلد للأجيال القادمة، نحرره، ونحرر قراره، ونستعيد ديموقراطيته، وهذه معركة ستستمر برغم كل الظروف، ولا أحد يدّعي الوصاية على أي شارع في لبنان، فكل مواطن لبناني حر بقراره، كل مواطن لبناني عنده طموحات وآمال وتطلعات لبناء لبنان جديد.
زيارة غالاغير
الى ذلك بحث الرئيس ميشال عون مع سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن التحضيرات الجارية للزيارة التي سيقوم بها وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغير الأسبوع المقبل الى بيروت و يلتقي خلالها كبار المسؤولين، في متابعة للمساعي التي يقوم بها الفاتيكان لدعم لبنان على المستويات السياسية والاجتماعية والانسانية.
وحسب المعلومات، سيشارك غالاغير في مؤتمر سيعقد في جامعة الروح القدس- الكسليك تحت عنوان «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة» في الثاني من شباط والثالث منه، والهدف منه تسليط الضوء على مضمون رسالة لبنان والعيش المشترك.
جنبلاط: الفرصة الأخيرة والمواجهة
سياسياً، أكّد النائب السابق وليد جنبلاط استمراره في المواجهة، بعد خروج الرئيس الحريري من المعترك. مؤكداً أن لا قدرة لنا على تطبيق القرار 1559.
ولاحظ أن هناك تخلياً عربيا عن لبنان، بحجة هجوم حزب الله على العرب، ونحن ضحايا هذا الصراع، داعيا إلى دعم الشخصيات والمؤسسات، كالمؤسسات السنيّة كالمقاصد، دار الايتام والعجزة.. كاشفا عن مخاطر العهد القوي، وما فعله بالبلد، متخوفا من سعي الرئيس عون لعدم تسليم السلطة والمضي إلى التمديد.
وكشف عن بناء تحالفات مع شخصيات مستقلة والقوات اللبنانية، معربا عن عدم تشاؤمه من بناء طبقة سياسية جديدة، مشجعاً فريق 17 ت1 (2019) على أخذ دورهم. وقال انه ضد التعيينات، ما خلا في المؤسسات الأمنية، قبل اجراء الانتخابات، مشددا على ان المفاوضات مع صندوق النقد هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان.
وعن موازنة 2022 قال: «لست خبيراً لكنني لست راضياً عن مشروع الموازنة». وسـأل: لماذا لم يتم إقرار قانون الكابيتال كونترول؟ الضريبة التصاعدية الموحدة؟ الضريبة على الثروة؟ الضريبة على أملاك الأوقاف؟ لماذا إعفاء الأوقاف عن دفع الضرائب؟
واضاف: الفرصة الأخيرة وضع موازنة مقبولة ترضي صندوق النقد إلّا إذا دخلنا في مزايدات الانتخابات النيابية ومن ثم مزايدات الانتخابات الرئاسية. وتوجه جنبلاط الى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالقول: ادعوك لعدم العزوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية.
وعن الانتخابات دون تيار المستقبل قال: سنقوم بالحد الأدنى من التحالفات مع شخصيات مستقلّة ومع القوات اللبنانية ولكن قد نُقدِم على خسارة أو نحافظ على حجمنا ولست متشائماً وأدعو من أعدمنا تحت شعار «كلن يعني كلن» للترشّح للانتخابات النيابية. واضاف: انا لست متشائماً من قدرة الناس اللبنانيين على خلق طبقة سياسية جديدة وانا اشجع كل التغييريين على خوض الانتخابات . ادخلوا الى المجلس النيابي واحدثوا صدمة ايجابية.
وتابع: لست انا من افرض رأيي على بيروت او غير مناطق … ننظر الى المستقبل. الى تيمور جنبلاط (هو المستقبل) وانا الماضي. ونحاول الحفاظ على موقعنا في مناطقنا حيث تمثيلنا.
واضاف: الجماعة الإسلامية موجودة ولكن فلننتظر ونحدّد والمهم أن لا نخرج بأي تحالفات من أجل الوصول إلى أي حجم ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة السنية متنوّعة ووطنية، ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة في البقاع الغربي لا تخلو من الشخصيات التي يمكننا التحالف معها. واضاف: أيّ خلاف على الأسماء يؤدّي الى الخسارة وسنُعلن أسماء مرشّحينا خلال أسبوعين الى أقصى حدّ.
خليل: الدولار الجمركي قيد الدرس
مالياً، أكد وزير المالية يوسف الخليل أن «وضعنا المالي صعب ولا حل سوى ان نعتمد على أنفسنا»، مشيرا الى أنه «اشعر بحجم الكارثة المالية على البلد والناس». ولفت خليل الى ان «هناك جوّا متفهما وداعما في الحكومة للموازنة»، معتبرا ان «الموازنة هي موازنة الممكن ونحاول تفهم كل مطالب الموظفين في القطاع العام»، مؤكدا «اننا سندفع منحا لموظفي القطاع العام بما فيهم العسكر».
وشدد الخليل على أن «الجو ايجابي داخل مجلس الوزراء ولمست حماساً لدى الوزراء الذين نعمل معهم بشكل جماعي وانفتاح لافكار وطروحات جدية»، معتبرا أن «الوضع الاقتصادي الصعب شرذم القطاعات الانتاجية والمواطن في حالة يرثى لها اقتصادياً واجتماعياً».
وأضاف: «هذه الموازنة هي موازنة طوارئ للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات في البلد»، معتبرا أن «الجو ايجابي داخل مجلس الوزراء و لمست حماساً لدى الوزراء الذين نعمل معهم بشكل جماعي وانفتاح لافكار وطروحات جدية»، لافتا الى أن «الوضع الاقتصادي الصعب شرذم القطاعات الانتاجية والمواطن في حالة يرثى لها اقتصادياً واجتماعياً».
وكشف الوزير خليل أنه «يجري الحديث عن تقديم منح للقطاع العام لمدة سنة»، موضحا أنه «من نقاط ضعف هذه الموازنة عدم الجدية في مكافة التهرب الضريبي والايرادات المنخفضة والاصلاحات التي تم ترحيلها، والدولار الجمركي مشكلة اساسية وهو ملك الدولة نريد تنفيذه لنجذب مداخيل لنقدر نستمر لتغطية المصاريف، لكن ليس من المفروض ان يشعر المستهلك بالفرق نتيجة الزيادة في الرسوم». وأوضح أنه «سنحتاج لموظفين في الجمارك بالتأكيد فور تطبيق مسألة الدولار الجمركي وسنقوم بتثبيت الموظفين في هذا الجهاز». تابع خليل «تحاورنا مع الهيئات الاقتصادية حول رفع سعر الصرف وموضوع الدولار الجمركي».
وكشف النقاب عن اتفاق حصل بين الرئيس ميقاتي والهيئات الاقتصادية على دولار جمركي لا يقل عن 12 ألف ليرة، فيما اقترح ان يكون الدولار الجمركي 8 آلاف ليرة، فيما رجح وزير المال يوسف خليل ان يكون 14 ألفا أو أكثر.
على صعيد التحضير للانتخابات أعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي جهوزية وزارة الداخلية للانتخابات النيابية المقبلة وقيامها بالتحضير والمتابعة المستمرة لتأمين الأمور اللوجستية، وقال انه يواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها، مؤكدا: «نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح». وذلك بعد زيارته قصر بعبدا بعد ظهر امس، والاجتماع إلى الرئيس عون الذي اطلع منه على عمل وزارة الداخلية لجهة مكافحة تهريب المخدرات والاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، فضلا عن مساعدة المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في الساعات الأخيرة.
وفي سياق التحرّك على الأرض، واستنكاراً لما يحمله مشروع الموازنة للعام 2022 من مواد تصعب حياة اللبنانيين والمتقاعدين ومنها المادة 135 التي شكل، حسب مجلس تنسيق المتقاعدين في القطاع العام، المدنيين والعسكريين، دعا المجلس إلى الاعتصام في ساحة رياض الصلح ابتداء من الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم.
الطقس الممطر
ولليوم الثاني، تكشفت أضرار العاصفة التي تجتاح لبنان على الرغم من التفاؤل الذي بسطه الجنرال الأبيض على يوميات اللبنانيين السوداء.
وفي بشري، سقط مبنى قديم غير مسكون في ساحة كنيسة السيدة في بشري بسب كمية الثلوج، واقتصرت الأضرار على الماديات وبعض السيارات الموجودة في المحلة. وتعمل جرافة بلدية بشري على رفع الأنقاض وفتح الطريق.
وفي الضنية، تسبب انزلاق صخور وأتربة نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الساعات الماضية، في إغلاق الطريق المؤدية من بلدة عزقي إلى منطقة عيون السمك، وتعذر عبور السيارات عليها.
891982 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 9199 إصابة، و16 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 891982 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
المصدر: صحف