تشكلُ الضربةُ اليمنيةُ للسعودية والإمارات رداً مباشراً على تمادي العدوان في جرائمِه ، ونقطةَ تحولٍ في الحرب. لم تكن مجرد تحذيرات، تلك التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف العدوان، بل هي ترجمة لقرار بقلب المعادلات ، وإدخالها في عصر جديد.
عصر لا مكان فيه لغطرسة الأميركية، فرسالة اليمن واضحة، لا خطوط حمر، أمام الدفاع عن شعب وأرض اليمن، بعدما أوغل العدوان قتلاً وتدميراً، للشعب والحجر والحضارة.
ويشكل هذا الإستهداف تحولاً في مسار المواجهة، وتثبيت لمعادلة جديدة مع قوى العدوان. استهداف قاعدة الظفرة، يشكل رسالة من القوات المسلحة اليمنية، بأن كل مشارك في العدوان سيحاسب، حتى الولايات المتحدة، التي أطلقت دفاعاتها لإعتراض الصواريخ، من دون أن تفلح. وبعد الضربة، نصحت السفارة الأميركية جميع رعاياها بتوخي مستوى عال من الوعي الأمني، في وقت ارتفع سعر برميل النفط الخام إلى ما يقارب التسعين دولاراً، وهبطت البورصات الخليجية.
واعتبر كبار المسؤولين الصهاينة أن عملية اعصار اليمن الثانية ضد الامارات والسعودية أكثر قلقا على الكيان اسرائيل من الرياض وأبو ظبي. وأعلن عن قيام كبار القادة العسكريين والمسؤولين عن منظومات الدفاع الجوي في تل ابيب بمشاورات مطولة حول هذه الضربة، وحللوا جوانبها العملانية وتداعياته لان الهجوم الثاني كان مذهلا من حيث جرأته، وان الصواريخ لو لم يتم اسقاط بعضها بحسب زعمهم كانت ستصيب هدفا استراتييجيا كبيرا وانه تم تجنب كارثة كبيرة.
الاوساط الصهيونية والتي أطلقت انذارات تحذيرية من القدرات اليمنية، اكدت ان ما يقلق الكيان ايضا هو اللامبالاة الواضحة من العالم حيث لا توجد الا الادانات، فيما فقدت الولايات المتحدة قدراتها الردعية والامر يزداد سوءا بالنسبة للكيان، حيث تم سماع تردداتها حتى في غزة.
واخيرا أقرَّ مصدر امني صهيوني عند سؤاله عن تزويد اسرائيل الامارات بمنظومات دفاعية ان الامر معقد ولا يمكن ان يحدث بين عشية وضحاها، معتبرا ان الامارات باتت مكشوفة مضيفا ان هناك عدم استجابة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية في مواجهة إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
المصدر: المنار