ينتشر متحور أوميكرون الذي يسبب الإصابة بكوفيد 19، بسرعة في جميع أنحاء العالم، مما يجبر الحكومات على مراجعة استراتيجياتها الوطنية حول كيفية التعامل مع الوباء.
لقد ثبت أن أوميكرون أكثر عدوى من السلالات الأخرى، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يرفضون أخذ اللقاحات، وبالتالي يتسببون في نشر العدوى. وبينما ارتفعت أعداد المصابين به، إلا أن عدد الحالات التي احتاجت دخول المستشفيات كانت أقل.
وهناك أدلة على أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح أو جرعة معززة، هم أقل عرضة للدخول إلى المستشفى أو الوفاة إذا ما أصيبوا بأوميكرون.
وقد دفع هذا العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى تقليص فترة العزلة الذاتية إلى خمسة أيام للحد من المشاكل التي يواجهها الأشخاص الذين يُطلب منهم البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت الدول من التهاون مع أوميكرون، مذكّرة بأن هذا المتغير لا يزال يشكل خطراً “قاتلاً” ، لا سيما بالنسبة لغير الملقحين.
وقال فيسينتي سوريانو، خبير الأمراض المعدية في جامعة لاريوخا الدولية في إسبانيا، لبي بي سي: “بعد تعرض شخص ما لأوميكرون، يمكن للفيروس أن يتكاثر في غضون يوم واحد فقط”.
وفي غضون يومين، يمكن الكشف عن الإصابة بالمرض.
ما هي فترة بقاء الشخص مصاباً بالفيروس؟
يدرك العلماء أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا يميلون إلى أن يكونوا أكثر عدوى في وقت مبكر أثناء الإصابة.
ولكن مع أوميكرون، يُعتقد أن الفيروس يمكن أن ينتقل قبل يوم إلى يومين من ظهور الأعراض وبعد يومين إلى ثلاثة أيام من ظهورها.
يقول سوريانو: “نعتقد أن الفيروس معدي فقط لمدة خمسة أيام. بمعنى آخر، القدرة على نقل العدوى إلى الآخرين تمتد من ثلاثة إلى خمسة أيام بعد أن تظهر نتيجة الاختبار إيجابية، والذي يظهر في اليوم الثاني من الإصابة”.
ويبدو أن متحور أوميكرون يظل في الجسم لمدة سبعة أيام تقريباً كما يقول.
هذا يعني أنه بعد حوالي سبعة أيام من ظهور الأعراض، لن يكون معظم الناس ناقلين للعدوى، في حال لم تظهر عليهم أي أعراض
ما هي المدة التي سيبقى فيها ناقلاً للعدوى إذا لم تظهر علي الأعراض؟
لا يعاني العديد من الأشخاص المصابين بكوفيد من أي أعراض طوال فترة إصابتهم.
يجب أن يتوقعوا أن تستمر العدوى لديهم لنفس الفترة التي يعاني منها الشخص المصاب الذي تظهر عليه الأعراض، كما يقول سوريانو، ولا يزال الكثير غير معروف عن العدوى بدون أعراض. ولكن يبدو أن مدة الإصابة مماثلة لتلك التي يعاني منها الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض”.
ويضيف: “تظهر الدراسات حول اصابة الأطفال بكوفيد- 19 دون أن تظهر عليهم أعراض عادة، أن مدة حملهم للفيروس هي نفسها لدى البالغين الذين تظهر عليهم الأعراض”.
هل يمكن لشخص مصاب وبدون أعراض أن ينقل العدوى للآخرين؟
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بكوفيد بدون ظهور أعراض لديهم، لا يزالون قادرون على نقل الفيروس إلى الآخرين. كما أنهم أكثر قابلية في نقل العدوى للآخرين، لأنهم لا يعرفون أنهم مصابون وبالتالي لا يعزلون أنفسهم ولا يحتاطون لمنع انتشار الفيروس.
وحسب الأبحاث المنشورة في JAMA Network Open (مجلة الجمعية الطبية الأمريكية) أن حوالي واحد من أصل كل أربعة إصابات ناجمة عن العدوى من قبل أشخاص مصابين بالفيروس بدون أعراض.
ويُعتقد أن هذا يحدث مع متحور أوميكرون بنسب أعلى من السلالات السابقة.
وتوصي السلطات باستخدام كمامات الوجه، لا سيما في الأماكن المغلقة، للمساعدة في تقليل مخاطر نشر الأشخاص للفيروس دون قصد.
المصدر: بي بي سي