أكد خبير أمني فلسطيني، أن اعتقال الأجهزة الأمنية في غزة لأحد المتخابرين المخضرمين مع الاحتلال، وأحد منفذي عملية اغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا، يعد إنجازًا مميزًا وانتصارًا جديدًا على الموساد الإسرائيلي، أحد أعتى أجهزة الاستخبارات في العالم.
وقال المختص في الشؤون الأمنية، محمد أبو هربيد، في لقاء مع وكالة “شهاب” للأنباء، اليوم الاثنين، إن “الموساد أحد أكبر 10 أجهزة استخبارات في العالم، ولديه إمكانيات ضخمة وتعاون مع مختلف دول العالم، إلا أنه أصبح يتلقى الضربات الأمنية تباعًا من الأجهزة الأمنية في قطاع غزة”، مضيفاً “نحن أمام سقوط اسطورة جديدة من مكونات هذا الكيان، والموساد حاول تشكيل هالة لنفسه بأنه يصنع المستحيل، ولا يمكن كشف تحركاته، ويستطيع اختراق أمن الدول، ولم يثبت أن دولة تمكنت من كشف جريمة قام بها حتى لو على أراضيها”.
وتابع “عندما نتحدث عن غزة فالأمر مختلف، وكل إمكانيات الأجهزة الأمنية للاحتلال تضطرب، كون العقيدة الأمنية الفلسطينية في غزة ذات معايير خاصة، ولديها رؤية واضحة في التعامل مع المخاطر والتهديدات، وهذا ما شهدناه في ضربات أمنية وجهت للاحتلال”.
وحول تعامل الأجهزة الأمنية مع قضية اغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا، قال أبوهربيد إن “اعتقال أحد المتورطين في هذه الجريمة، يعد كشفًا من نوع خاص يختلف عن أية عملية أمنية نفذت في الماضي، وحتى في تاريخ العمل الأمني الفلسطيني”، ممضيفاً “ما سيدلي به هذا المتخابر يمثل كنزًا أمنيًا جديدًا، سيكشف معلومات أخرى تمكن الأجهزة الأمنية في غزة من التعرف على سلوك جديد للموساد الإسرائيلي، واستراتيجيات عمله في العالم، وبالتالي تصبح خارطة عمل الموساد كتابًا مفتوحًا أم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة”.
وتابع أبو هربيد أن هذا الكشف قلب المعادلة الأمنية وشكل صدمة للاحتلال، وحتى لأجهزة الأمن في العالم ووسائل الإعلام العالمية تنتظر نتائج أخرى من التحقيقات حول هذا الكشف الأمني الكبير، مشيراً إلى أن “هذه الجريمة حدثت على بعد آلاف الأميال عن فلسطين في العام 2018، واستخدم خلالها الموساد عمليات تضليل وتشويش لمنع الأجهزة الأمنية الماليزية للوصول إلى المنفذين، إلا أن ذلك فشل أمام تتبع الأجهزة الأمنية في غزة ويقظتها ومراكمتها للخبرات”، مشدداً على أنه “بعد صراع عنيف بين أجهزة الأمن في قطاع غزة، مع جهازي (الشاباك) والاستخبارات (آمان) الإسرائيليين، ندخل الآن مرحلة الصراع الواضح مع (الموساد)، والذي يعتبر رأس الهرم في أجهزة أمن الاحتلال، ويعول عليه ويروج له بشكل كبير”.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، قد أعلنت أمس عن اعتقال أحد المتورطين في جريمة اغتيال الشهيد الدكتور فادي البطش في ماليزيا. وأشارت إلى أن المعتقل هو متخابر مخضرم وصل إلى مرتبة ضابط في “الموساد”، ويعمل مع الاحتلال منذ العام 2006، ونفذ عدة مهام أخرى لصالح الاحتلال.
واغتال الموساد الإسرائيلي الشهيد العالم فادي البطش في 21 أبريل 2018، عبر إطلاق مجهولان يقودان دراجة نارية الرصاص عليه أثناء توجهه لصلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
المصدر: وكالة شهاب