لا شك أن لون العين عادة ما يكون سببه وراثياً، كما أنه قد يتغيّر قليلاً بتقدّم العُمر.
ويعتمد لون قزحية العين على مقدار تركيز وتوزيع الميلانين (المادة التي تنتجها الخلايا الصباغية) داخل قزحية العين، وتناثر الضوء وسقوطه على القزحية، كما تشارك الجينات الوراثية أيضاً في تحديد اللون بجانب هذه العوامل، وبناء على درجة اختلاف لون قزحية العين تبعاً لمادة الميلانين، فإنه من الممكن وجود طرق طبيعية نستطيع من خلالها تغيير اللون ولو بشكل ضئيل جداً ولفترات بسيطة قد تكون لحظية، فربما نستطيع تغيير اللون من خلال تناولنا لأطعمة تزيد من نسبة الميلانين داخل العين أو تُقلّلها، فمادة الميلانين لا تغير لون العين فقط، بل إنها مسؤولة عن تغيير لون الجلد والشعر أيضاً.
يتغير لون قزحية العين -وهي الجزء الموجود حول بؤبؤ “إنسان العين”- نتيجةً لعدَّة أسباب منها كبر السن، أو التعرّض للشمس كثيراً أو اختلاف الضوء الساقط عليها، أو إجراء عملية جراحية تسبّبت في تغيير اللون أو ارتداء عدساتٍ لاصقة بالعين، كما قد يتغيّر لون العين من سطوع أو خفوت بتغيّر الحالة النفسية للشخص.
يكمن السبب وراء ذلك التغير السريع في سنةٍ واحدة، كما هو شائع بين الأطفال إلى اختلاف تركيز مادة الميلانين داخل الجسم، فعادةً ما يكون هناك نقص في صبغة الميلانين داخل قزحية الطفل؛ ويسبب ذلك ظهور عين الطفل باللون الأزرق قليلاً.
ومع نمو الطفل يبدأ في اكتساب الميلانين من تعرّضه للشمس وتناوله للكثير من الأطعمة التي تزيد من تركيز الميلانين في جسده، ويثبُت لون عين الطفل تقريباً عند بلوغه عاماً على مولده، إذ إنه عادة ما يولد الأطفال بأعين زرقاء نتيجة انخفاض نسبة الميلانين تماماً، وإذا كانت هناك نسبة ميلانين فإنَّ اللون يتجه إلى اللون الأخضر، وإذا كانت هناك نسبة كبيرة من الميلانين فإن اللون يصبح بُنّياً أو أسود.
يُمكن تعزيز وجود الميلانين في الجسم عن طريق زيادة مستويات الغذاء الذي يحتوي عليه، وأفضل خيار لك هو الأطعمة التي تحتوي على فيتامين “أ” وهو موجود في الجزر، والقرع، والسبانخ، والبابايا، والفلفل الأحمر والبطيخ وغيرها من الأغذية التي تعزز من تواجد الميلانين المسؤول الأول عن تغيير لون البشرة والعين والشعر في جسمك.
كما أن هناك الكثير من الأطعمة الأخرى التي تُحفّز إنتاج الميلانين داخل الجسم أيضاً، من أمثلتها الغذاء الغني بفيتامين “هـ” وهي مواد مُضادة للأكسدة، وتمنع أيضاً ظهور علامات الشيخوخة المُبكرة والحفاظ على جسدك وشعرك وعينك صحية لأطول فترة ممكنة، ومن الأغذية الغنية بالميلانين: الزيوت النباتية (زيت القمح، وزيت عباد الشمس، وفول الصويا، والزيتون) والخضراوات الورقية الخضراء والمكسرات (اللوز والصنوبر والجوز والكاجو) والفواكه (الكيوي والمانجو والأفوكادو والخوخ والعنب) وعسل النحل وصفار البيض.
فيما يعد فيتامين “د” من الفيتامينات الأساسية لزيادة إنتاج الميلانين في الجسم أيضاً، فهي تعطي الجسم الحماية التي يحتاجها من الأشعة فوق البنفسجية ويمكن أن تجده في منتجات الألبان والخضراوات والبقوليات والبيض والدجاج والخميرة، والأسماك.
هل يُمكن تقليل مستوى الميلانين في الجسم؟
بالطبع يُمكنك ذلك، فبعض الفواكه تُساعد على تقليل إنتاج الميلانين في الجسم ونذكر منها اليوسفي والبرتقال والجوافة والليمون والفراولة والجريب فروت، وهناك أيضاً الخضراوات مثل القرنبيط والملفوف وكذلك الطماطم.
التغيير في لون العين قد يكون بريقاً أو لمعاناً ومع كثرة تناول الأطعمة المعززة أو المخفّضة لمستوى المادة الصبغية المُسمّاة بالميلانين قد يكون التغيير مؤقتاً فقط، وهذا لا يعني أن التغيير سيكون دائماً بتناولك لهذه الأطعمة أو غيرها، فلون العين يتحكّم به الكثير من العوامل الوراثية والجينات وبعض الأمراض كذلك، ولن يكون الغذاء سبباً رئيسياً في تغيير لون العين بصفةٍ دائمة ومستمرة بل لفترات مؤقتة.
المصدر: هافينغتون بوست