الدولارُ يسابقُ الوقتَ لبلوغِ الثلاثينَ الفَ ليرة، تحتَ مرأَى ومسمعِ المتحكمينَ بامرِ المال، فهؤلاءِ اما متآمرون واما عاجزون، وبكلتا الحالتينِ يجبُ ان تُكَفَّ ايديهم عن التلاعبِ باعصابِ وارزاقِ الناس ..
تعاميمُ ارتجاليةٌ وقراراتٌ ماليةٌ بعنجهيةٍ وادِّعاء، وبلدٌ مُعلَّقٌ على مزاجيةِ واستنسابيةِ البعض، ممن يَمنعونَ الدولارَ عن الاسواقِ ويمنحونَها للقطاعاتِ المحظية، والنتيجةُ كسادٌ كبير، وتركُ السوقِ للكثيرِ من التجارِ المتغوِّلين، الذين لا يعرفونَ رحمة، المحصَّنينَ من كلِّ مساءلةٍ او محاسبة.
وفي حسابِ اللبنانيينَ كرةُ نارٍ تتدحرج، وَقودُها الدولار، وتَنفُخُ فيها السياسةُ بما ظهرَ منها وما بطن، لتزيدَ من سعيرِها، ولتُحرقَ ما تبقى من اخضرِ لبنانَ المالي ويابسِه السياسي .
فما يَجري حربٌ ماليةٌ شاملةٌ بأسوأِ أدواتِ القتل، كما قال المفتي الجعفريُ الممتاز الشيخ أحمد قبلان، مركزُ قيادتِها “عوكر”، حيثُ غرفةُ عملياتِ اللعبِ بالدولارِ عبرَ أدواتِها الماليةِ ، توازياً معَ قرارٍ سياسيٍ دوليٍ محليٍ بحمايةِ المندوبِ القضائي الأميركي طارق البيطار، المصرِّ على إغلاقِ البلدِ سياسياً حتى لو “وصل الدم للركب”، بحسَبِ تعبير الشيخ قبلان .
اما تعبيرُ الرئيسِ ميشال عون عن الواقعِ الحالي فقد اختصرَه بالقولِ اِنَ ثلاثينَ سنةً من الحوارِ لم توصلْ الى نتيجة، ما يَعني ضرورةَ تغييرِ المتحاورينَ ولو كنتُ واحداً منهم كما قال. الرئيسُ الذي أكدَ امامَ نقابةِ المحرِّرينَ انَّ الانتخاباتِ النيابيةَ ستَجري في ايار، اضافَ اَنه معَ الدعوةِ الى جلسةٍ حكومية، واَنه ماضٍ بالتحقيقِ الجنائي .
اقليمياً مفاوضاتُ فيينا تَمضي تحتَ وابلٍ من الضغوطِ السياسيةِ والتهويلاتِ المنبرية، والجمهوريةُ الاسلاميةُ على موقفِها من التمسكِ بحقوقِها، واولُها رفعُ العقوبات. اما الموقفُ الاميركيُ اللافتُ فكانَ اليومَ لوزيرِ الخارجيةِ انطوني بلينكن، الذي أكدَ انَ واشنطن لا تزالُ تُفضِّلُ الحلَّ الدبلوماسيَ للنووي الايراني، وهي ماضيةٌ بخيارِ مفاوضاتِ فيينا..
المصدر: قناة المنار