تشير أبحاث علم النفس إلى عدم قدرتنا على مراقبة مستوى معرفتنا ومهاراتنا بدقة، فنميل إلى المبالغة في ما نفهم ونعرف، مما يشجعنا على استخدام نفس الأساليب الفاشلة للدراسة، فنكرر فقرات الكتاب بصوت عال ليلة الامتحان حتى بُحّ صوتنا بلا نتيجة تستحق، لكن لنسأل السؤال الأهم: بماذا ينصحنا العلم لأداء أفضل؟
قسّم جهدك
من المؤكد أن حشو المخ بالمعلومات مرة واحدة ليلة الامتحان هو الإستراتيجية الأكثر شيوعا بين الطلاب في المراحل الانتقالية، ومع ذلك أظهرت الأبحاث منذ أواخر القرن الـ19 أن توزيع وقت المذاكرة على عدد أكبر من الجلسات وتقليل مدة الجلسة الواحدة أفضل من جمع المنهج ومراجعته في جلسة واحدة طويلة.
ولتفادي ذلك، قسّم المنهج على عدة جلسات متباعدة، من ساعة إلى ساعتين كل يومين، أو مرة واحدة على الأقل في الأسبوع بدلا من حشوه في رأسك خلال 12 ساعة قبيل الامتحان، تساعدك هذه الطريقة في التركيز على التفاصيل بكل جلسة، ومعالجة ودمج الأجزاء الجديدة المهمة خلال الجلسة، كما تعد كل جلسة فرصة لك لمراجعة المنهج أو الدورة التدريبية بشكل متكرر على مدار جلسات متعددة حتى تتمكن من استخدام ذاكرتك لمدى طويل.
تذكّر وكرر
نعتقد أن قراءة نص مرات عديدة تجعله مألوفا، لكن ذاكرتنا لا تلتقط صورا كالكاميرا، فبدلا من النظر للنص وتكراره كثيرا تعمل الذاكرة عندما تفهم كيفية استخدام معرفتنا السابقة والمعلومات الجديدة لدمجهما معا، حتى أن قدرتك على استرجاع المعلومة في جلسة مذاكرة واحدة لا تعني استرجاعها عند الحاجة.
يمكنك الاستفادة من جهدك في ممارسة “الاسترجاع المتكرر”، وتتضمن تذكّر المعلومات أكثر من مرة حتى تصبح استعادتها أسهل مستقبلا.
اخلط المواد
عند تنظيم جدول للمذاكرة نقوم عادة بفصل المواد المختلفة لإنهاء مادة قبل البدء في أخرى، لكن أثبتت الأبحاث الحديثة أن التناوب بين المواد المختلفة يمكن أن يكون أكثر فاعلية، خاصة بالنسبة للمواد المتشابهة في طبيعتها ويمكن الخلط بينها بسهولة، كالعلوم الاجتماعية على سبيل المثال.
لا يقتصر “التناوب” بين مواد مختلفة كليا، لكنه يصلح داخل المادة الواحدة، وذلك بالتناوب بين عدة فصول، إذا قسمت جدول مذاكرة مادة إلى فصول، بحيث يهتم كل فصل بشرح فئة مختلفة من الأدوية، فإنه يمكنك تغيير طريقة استذكارك، من التركيز على دواء واحد إلى التركيز على تعريفات الأدوية، ثم طريقة عملها، ثم آثارها الجانبية.
لا تستعن بملخصات الآخرين
اعتدنا في سنوات الجامعة على الذهاب إلى المكتبة وطباعة ملخص الطالب النجيب للمواد قبل أيام من الامتحان، ذلك الطالب كتب الملخص من خلال فهمه الخاص وأعاد بناء المعلومات التي تلقاها وأنتجها في هيئة جديدة، لكن من يطبعون إنتاجه لن يتمكنوا من تكوين فهمهم الخاص.
إذا كنت تسأل عن أهم محفز لفهم مادة سخيفة فهو التساؤل حول ما تقرأ، فمن خلال الرد على أسئلتك الخاصة فإنك تجبر نفسك على التفكير في كيفية شرح المادة بكلماتك الخاصة، وبالإشارة إلى معرفتك السابقة بأجزاء أخرى ودمجها معا لبناء ذاكرة قوية.
يمكنك استخدام منهج “الاستجواب التفصيلي” بطرح الأسئلة بشكل منهجي في قراءتك، وكتابة إجابات تفسيرية واضحة بأسلوبك، حاول التركيز على التفسير قدر المستطاع، لأن هدفك هو جعل المعلومات ذات مغزى لك، وستساعدك الأسئلة التي تبدأ بـ”كيف”، و”لماذا”.
استخدم ملخصك في البداية لاختبار نفسك دوريا حتى تستغني عنه، واجعل “الاسترجاع” جزءا من روتين المذاكرة، لأن الناس غالبا ما يميلون لإعادة قراءة المنهج بدلا من اختبار قدرتهم على تذكر المعلومات.
المصدر: مواقع