ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي السادس، كرّمت جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الإعلامي الراحل علي المسمار، وذلك باحتفال أقيم في مدينة صور، بحضور مدير البرامج السياسية في قناة المنار محمد شري، رئيس الجمعية الدكتور عماد سعيد، مسؤول المكتب الصحفي لإعلام حزب الله في المنطقة الأولى يوسف مغنية، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وعدد من الفعليات والشخصيات وعلماء الدين، وعائلة الفقيد الراحل، وعدد من الإعلاميين.
بداية ألقى مغنية كلمة إعلام حزب الله في المنطقة الأولى قال فيها، ربما لا يعرف الكثيرون سيرة الإعلامي الذي شكل نموذجاً للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضاً من العناوين التي بزغت في حياته المختزنة مدونات كتبت بمداد الدم والمجد والفخار، فجسدت كل أشكال القوة والعزم والصبر والثبات، والصمود في وجه المحن.
وأضاف رحل “عليّ” وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة جسده الهرِم، لكن صورته ستبقى في قلوب محبيه وصوته يذكّر بانتصارات عدة كان من يزفّها إلينا. وختم بالقول نحن نجتمع باسمك يا علي لا لأجلك، لنترجم بالكلام ما خططته أنت بالأفعال، ونخرج إلى العلن بعض ما حال تواضعك الكبير دون الكشف عنه، ليترسخ فينا وفي أجيالنا، نهجاً ناضلت طوال حياتك لترسيخه فلا ينطفىء مع انطفاءة النفس فيك.
بدوره سعيد قال إننا بتكريم الراحل علي المسمار نكرم الصوت والكلمة والقلم المقاوم، وإنها إرادة الله سبحانه وتعالى، أن يرحل علي جسداً، ولكنه باق في وجدان الوطن والوطنيين والإعلاميين الأحرار، وفي ذاكرة المقاومة وانتصاراتها المجيدة على العدو الصهيوني.
وألقى كلمة باسم إعلاميي منطقة صور الإعلامي محمد درويش فأشار فيها إلى أن علي المسمار هو حكاية المجد بالكلمة والموقف، ومن المنار كانت الانطلاقة، وكان علي العلامة الفارقة من نصر إلى نصر، حتى أنه برز في حرب تموز عام 2006، ليلتحق بقافلة الأسماء الحيّة، فهو من قافلة منار ونور وإذاعة وإعلام متنور لمقاومة هزمت من قيل أنه لا يهزم، وأضاف إن قناة المنار هي شاشة إمارة الإعلام الحر في عالمنا العربي والإسلامي، والتي لم تقدر الطائرات على طيّ سجلها الذهبي وقلعتها الوطنية، وذلك بالتزام لسان حالها فلسطين والمستضعفين وخط الإمام الخميني العظيم.
من ناحيته حسين المسمار شقيق الراحل علي المسار ألقى كلمة باسم العائلة قال فيها لم يساعدني قلمي على كتابة كلمات بحق شقيقي الإعلامي الراحل المقاوم الحاج علي المسمار، ربما لأن الكلمات مهما كانت جميلة وتحدثت في معانيها عن مزاياه، فإنها حتما لا توفيه حقه، وتبقى عاجزة عن وصف إنسان كانت مسيرته حافلة بمقاومة العدو الإسرائيلي، سواء بالقلم والكلمة أو في مختلف ميادين الجهاد.
وأضاف المسمار لقد كان خبر رحيل علي في الرابع من شهر كانون الثاني فاصلا متواصلا عكس ما كان يعدنا به، فكان هذا التاريخ فاصلاً لمسيرة حافلة بالعطاء والتضحية والوفاء في إذاعة النور وفي قناة المنار، حيث صدح صوت الحاج علي بالحب وكل معاني العزة والكرامة والانتصار للحق، وتألقت صورته بكل ألوان البشاشة والسماحة والعنفوان في كل مراحل المقاومة ومحطات صراعها ونضالها وصولاً للتحرير والانتصار.
وألقى شري كلمة قناة المنار قال فيها من صور الجنوبية المقاومة يكرّم ابن الهرمل الأبية مدينة الشهداء في تعبير جلي عن وحدة حياتنا ومصيرنا ودمائنا وجراحنا وإنساننا.
ولفت شري إلى أن القليلين الذين يمكثون في الذاكرة ونادرون من يتركوا فينا أثراً وعاطفة وحنيناً وفرحاً وحزنا، فعلي المسمار لم يدخل البيوت، بل دخل القلوب، افتقده كل بيت شاهده وسمعه على مدى عشرين عاماً، ونحن نستحضر معه الابتسامة الطيبة والدمعة الصادقة، ومشاهد الانتصار والفخر والعزة، ونستحضر معه بطولات المقاومين، وتضحيات المجاهدين، وصور الشهداء، والطيبة والشجاعة والصدق والصبر والحمد والرضا.
وقال شري كثيرون هم الإعلاميون اليوم حيث الإعلام تحوّل إلى ارتزاق في مزاد مفتوح لمن يدفع ويريد الشهرة السريعة بالإثارة التافهة وبدعوة كسر التقاليد والمحرمات والمقدسات ولو على حساب القيم والوطن والاخلاق، وأما علي المسمار فكان من مدرسة أخرى حيث الإعلام رسالة ومقاومة وقيم وأخلاق وكرامة إنسانية، ووجه “التحية والشكر لجمعية هلا صور على هذه الدعوة الكريمة الطيبة”.
وفي الختام قدّم سعيد والمشاركون درعاً تقديرياً لعائلة الراحل علي المسمار.
المصدر: بريد الموقع