أعلن المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة سعید خطیب زاده، في إشارة منه الى مفاوضات فيينا والمزاعم التي صدرت خلالها، “إننا نتفاوض على أساس المسودات التي قدمناها للطرف الآخر بشأن الغاء العقوبات والإجراءات التعويضية، ولا يوجد في الأساس شيء يسمى اتفاقية خطوة بخطوة أو خطة مؤقتة”.
وعلق خطيب زاده في مؤتمر صحفي الاثنين على تصريحات الأطراف الآخری بعد انتهاء المفاوضات، قائلاً إن هذه الأطراف “لم تعترض على نصوص إيران في الاتفاق النووي وقالت يجب التحقق من ذلك مؤکدة أنه لا يمكننا تلبية جميع الشروط”، مضيفاً “شهدنا بعض التقاعسات وعدم الوفاء بالتزامات من قبل الاطراف الآخری”، ومؤكدا “إننا نحمي مصالح شعبنا وسيكون فريقنا حاضراً في مفاوضات فيينا بإرادة قوية”.
كما صرّح أن “الوفد الإيراني دخل فيينا بالتفاعل والمرونة، لكن الطرف الآخر لم يكن يتحلى بالمرونة اللازمة، قائلاً “نحن ننتظر أن نتلقى رأي الجانب الآخر حول الوثيقتين اللتين قدمناهما”. كما قال عن تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة “إذا كانت هذه التصريحات للاستهلاك المحلي ولإرضاء البعض فيمكن تجاهلها؛ فرنسا نفسها هي إحدى نوافذ فيينا، وتعرف أن بعض التصريحات ليس لها أساس قانوني وعقلاني”
وقال “نتوقع من دول کفرنسا أن تتصرف بمسؤولية أكبر”، مؤکداً أن “عسكرة منطقتنا أمر غير مقبول، والأسلحة التي يبيعونها للمنطقة هي أساس الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة”.
واشار إلى “دور فرنسا التدميري والمزعزع للاستقرار”، قائلاً “نشهد بيع أسلحة بقيمة عشرات الاف المليارات من الدولارات لدول المنطقة، وهم يجتمعون عدة مرات لمناقشة موضوع صواريخنا”، مؤكداً أن “هذه الاجراءات ستزيد من عزمنا كي نعزز درعنا الدفاعي اعتماداً على عزمنا وقوتنا الداخلية”.
وردا على سؤال حول ما حدث ليل السبت في نطنز، قال خطيب زاده “ليس لدي أكثر مما صرحت به هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للأمن القومي في هذا الصدد”.
وبشأن طبيعة القضايا التي تم تضمينها في نص الوثيقة الإيرانية المقترحة في فيينا ، قال المتحدث باسم الخارجية “نتابع المفاوضات داخل غرف التفاوض. قدمنا المقترحين بناء على الاجتماعات والمناقشات السابقة. الأول يتعلق بالغاء العقوبات التي جاءت نتيجة حملة ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران بعد عام 2015، وكُتبت في نص هذه الوثيقة القضايا والفقرات الثانوية”.
وبخصوص القضايا التي أثيرت بعد مفاوضات فيينا، قال “ما أقوله ليس النسخة الأمريكية لمفاوضات فيينا بل انها رواية إيرانية ودقيقة بعيدة عن المبالغة المعتادة التي تلجأ اليها وسائل الإعلام الغربية. ونعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق جيد في إطار التزام جميع الاطراف بعهودها”. وذكَّر خطيب زاده ربما لم يتوقع الجانب الآخر أن يقدم الفریق الإيراني نصوصًا مكتوبة جاهزة يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاق جيد في أقصر وقت ممكن. لذلك، بمجرد تقديم هذه النصوص ، بدأت بعض التسريبات الإعلامية تقول إن هذه النصوص لا يمكن تنفيذها”.
وتابع المتحدث باسم الخارجية “للأسف الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة ليست ملتزمة تمامًا بتعهداتها، ووصلت المفاوضات إلى نقطة طلبت فيها الأطراف الأوروبية على الفور العودة إلى عواصمها للتشاور”.
وفي جانب اخر من تصريحاته لفت خطيب زاده الى ان الأحداث الأخيرة على الحدود مع أفغانستان تعود الی عدم معرفة حرس الحدود التابعين لحركة طالبان بنقطة الصفر الحدودیة. وتابع “حاول الجانبان في طهران وكابول حل المشكلة، والآن أصبحت طالبان على معرفة بالنقاط الحدودية، وأنشأنا خطوط اتصال مباشر بين الجانبين لمنع تکرار مثل هذه الأحداث”، مضيفاً أن “مستقبل أفغانستان يجب أن تحدده إرادة الشعب الأفغاني”، داعیا الی تشکیل الحکومة الشاملة “كي تنعم افغانستان بالأمن و الاستقرار”.
المصدر: ارنا