ما نشر وتسرب من معلومات وما اوردته البيانات والتصريحات الرسمية عن أجواء زيارة الوزير عبد الله بوحبيب إلى موسكو ومضمون المباحثات التي أجراها هو بمثابة بشرى للبنانيين عن وجود بارقة أمل واعدة بانطلاق مجموعة مشاريع روسية حيوية ومهمة في نهوض البلد من الكارثة واطلاق مسار التعافي الاقتصادي والتأسيس لمرحلة جديدة تطور دور لبنان وموقعه على عقدة نقل واستثمار واعدة اقليميا ودوليا ومفاعيل محاور ومشاريع العمل التي بحثها الوزير بوحبيب تؤسس لموارد انعاش ونمو اقتصادي مستقبلي واسع وواعد.
أولا، الملفات التي تناولها الوزيران عبدالله بوحبيب وسيرغي لافروف خلال لقائهما تفتح آفاقا ومسارات جديدة لبناء شراكة لبنانية روسية ستمثل رافد إنعاش وحافز نهوض ونمو اقتصادي كما تساعد في تخطي الانهيار فهي تتيح تطوير موارد جديدة وإحياء مرافق تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتنميته، والأهم في المباحثات اللبنانية الروسية انها تخطت الإطار الاستكشافي العام إلى الشروع في بحث الملفات ورسم الخطوات العملية التي سلكتها على الفور. وقد شملت سلة مشاريع نتوقع انتقالها إلى غرف العمليات التنفيذية وتحريك عجلتها في وقت قريب جدا يحرص الأصدقاء الروس على اعتبارها منطلقا لتقديم نموذج لقدرتهم على المساهمة في تحقيق انجازات تلعب دورا حيويا في احتواء الكارثة اللبنانية واحياء الاقتصاد الوطني وتجسيد نموذج للتعاون بين روسيا والدول الأخرى. وميزة الطروحات الروسية أنها تتحصن بروح الصداقة واحترام الخصوصيات الثقافية والسياسية الوطنية والأبعاد السيادية في علاقات ندية متكافئة تتوخى المصالح المشتركة وهذا النسق من الشراكات البناءة هو نقيض الاستعلاء الغربي وتقاليد الهيمنة والنهب والاستغلال ورعاية منظومات الفساد المحلية.
ثانيا، تسليم الأصدقاء الروس لصور الأقمار الصناعية حول انفجار المرفأ سيضع اللغز على طريق الحل الفوري ويبشر بنهاية حالة الحيرة والغموض ومسلسل الفرضيات والاتهامات المشبوهة والروايات الملتبسة والفتنوية، وما بني على كل ذلك الركام من توظيف سياسي وإعلامي واستغلال مشبوه والمساهمة الروسية النوعية في هذا الملف ستجهز على خطط التوظيف التحريضي التي انطلقت في أعقاب التفجير مباشرة وما زال رجع الصدى متفاعلا حتى الساعة تعلكه وتجتره أبواق إعلامية تعمل لتلويث سمعة المقاومة وشيطنتها وفبركة اتهامات ضدها في كل مناسبة ومع أي حدث ملتبس.
ثالثا، من الضروري التنويه بخبرة الوزير بوحبيب وتمكنه وهو الدبلوماسي الخبير والمحنك صاحب التجربة والباحث والكاتب المرموق الذي يشكل وجوده على رأس الدبلوماسية اللبنانية علامة قوة وغنى نوعي يعطي الموقف اللبناني قوة وفاعلية. كما نشير هنا إلى ان المساهمة الروسية والتجاوب مع الطلب اللبناني لجلاء لغز التفجير تمثل بادرة صداقة وحرص على لبنان وهي مساهمة في تحصين الاستقرار بعدما تحول ملف المرفأ إلى مادة استثمار وتحريض فتنوي خطير ومتاجرة بمأساة خطيرة في بازار التلفيق والإثارة الرخيصة التي استهدفت في جلها النيل من المقاومة ، وسيعني جلاء اللغز نقطة نهاية للفرضيات المشبوهة التي دست عمدا لتسميم الأجواء ومن أهم النتائج تعجيل البت بمصير تعويضات شركات التأمين لذوي الضحايا وللمتضررين وهو ما يجب تسريع انطلاقه دون أي عراقيل ويفترض بالسلطات اللبنانية السهر على تحقيق الغاية مباشرة.
روسيا تؤكد حرصها على لبنان ومصالحه العليا وهذه البادرة تزيد من رصيدها الإيجابي السياسي والمعنوي لدى اللبنانيين وهي تحصن روح الصداقة والشراكة بين البلدين والشعبين وتحفز السير في الخيار الروسي الذي بات باعتراف بعض من عارضوه واعترضوه بوابة انعاش ومساعدة مهمة.
المصدر: بريد الموقع