حتى ينجليَ دخانُ الحرائقِ اللبنانية، ولهيبُ الدولارِ وغبارُ التحركاتِ السياسيةِ غيرُ الواضحةِ المسارِ والمآل، كانت الصورةُ اليمنيةُ بتمامِ وضوحِها، وعدسةُ المنارِ توثّقُ لحظاتِ الانتصار، فدخلت الحديدةَ المحرّرةَ معَ الفاتحين، والتقت اهلَها المهللينَ لنصرٍ من الله على يدِ الجيشِ وانصارِ الله..
جالت كاميرا المنار في المحافظةِ الساحليةِ الاستراتيجيةِ ورسمت بالصورةِ معالمَ النصرِ وتداعياتِه، وما سيَتبعُه من تأثيرٍ على قواتِ العدوانِ ومرتزقتِهم على طولِ الساحل..
وعلى طولِ سلسلةِ جبالِ مديريةِ جوبة الواقعةِ في محافظةِ مأرب كانَ المجاهدون يمشون خفافاً على بقايا آلياتِ واحلامِ اهلِ العدوان، ويرمونَ برصاصاتِ ثباتِهم آخرَ المحاولاتِ العدوانيةِ للبقاء، على انَ المتبقيَ لم يَعُد الا القليلَ لتحريرِ كاملِ محافظةِ مأرب ودخولِ مدينتِها فاتحين..
في لبنانَ لا أفقَ مفتوحاً، ولا نوايا جِديةً باحترامِ النفسِ والسيادةِ الوطنية، ولا امكانيةَ للرهانِ على الوقتِ للتغيير، فالجوعُ يكوي امعاءَ الكثيرِ من اللبنانيين في غيرِ منطقة، والنارُ تلفحُ وجوهَهم وتُحرقُ ارزاقَهم، ولا شيءَ يتغير.
فالبعضُ من المعنيينَ ينتظرُ السبلَ لتامينِ رضى الامير، وعلى هذا الاساسِ انتظارُ الوفودِ الخارجيةِ الوافدةِ في القادمِ من الساعات، طليعتُها وزيرُ الخارجيةِ التركي مولود تشاويش أوغلو وبعدَه نظيرُه القطريُ محمد بن عبد الرحمن، لكنْ ليسَ في الجعبةِ الدبلوماسيةِ لايٍّ منهما خطةٌ او مبادرةٌ جاهزة ، كما تقولُ مصادرُ متابعة، وانما مساعٍ للدفعِ باتجاهِ التخفيفِ من حدةِ الأزمةِ التي اختلقَتها السعودية، وإمكانيةِ إحداثِ ثُغرةٍ في جدارِ تعنُّتِ اميرِها..
اما جدارُ الازمةِ الاقتصاديةِ السميكُ في لبنان، فلا ارادةَ لدى المعنيينَ على اختراقِه، في ظلِّ تصلبِ حيتانِ المالِ المدعَّمينَ بالتعاميمِ الاعتباطيةِ للحاكمِ بامرِ المال . وباتَ أكبرُ حُلُمٍ لِلُبنانيّ اطالةَ عمرِ الدعمِ الجزئي على الادويةِ المستعصية، واطفاءَ الحرائقِ التي اتت على بساتينِه وارزاقِه قبلَ ان تَطرقَ بابَ بيتِه..
المصدر: قناة المنار