تتكشف الاوراق عن دور عميق لكيان الاحتلال في الانقلاب العسكري في السودان وفق الكثير من المصادر السودانية والصهيونية في ظل مسعى تل ابيب لتعزيز علاقاتها مع الانقلابيين قبيل وبعد الانقلاب الاخير، هذا ما اظهرته زيارة الوفد الصهيوني الذي زار الخرطوم فور وقوع الانقلاب ما يؤكد ان تل ابيب تسعى الى اضفاء الشرعية على السلطة العسكرية واعطاء الانطباع لدى القادة العسكريين ان استمرار بقائهم في السلطة مرهون بعمق العلاقة مع تل ابيب.
وبالسياق، قال المحلل الصهيوني للشؤون العربية روعي كايس إن “وفدا اسرائيليا زار في الايام الماضية الخرطوم بعد وقت قصير من سيطرة العسكريين على السلطة واطاحتهم بشركائهم المدنيين”، وتابع “هذه المعلومات تفسر كإشارة دعم اسرائيلية للعسكريين وتدخل اسرائيلي، وهناك اشخاص نتحدث اليهم في السودان يؤكدون ان اسرائيل ضالعة في هذا الانقلاب ولا شك ان نشر هذه الاخبار سوف يسكب المزيد من الزيت على النار ويورط اسرائيل على الساحة السودانية”.
بدورها، قالت الناشطة الاجتماعية الصهيونية سيغال كوك إن “العلاقات التي ارادت اسرائيل بناءها هي مع الجنرالات وقادة مليشيات القتل، وقبل اسبوعين زار اسرائيل بشكل سري رئيس مليشيات الاجرام دقلو والذي ادارت اسرائيل العلاقات معه من خلف ظهر رئيس الحكومة حمدوك الذي قال ان هذا الامر يعرقل العلاقات مع السودان بسبب السعي الاسرائيلي لاقامة علاقات مع الجناح العسكري في السلطة”.
المعلقون الصهاينة اكدوا ان تل ابيب حققت انجازات كبيرة من العلاقات مع القادة العسكريين في السودان فيما رأى محللون اخرون ان المسألة مرتبطة بلعبة مصالح معقدة بين الكيان العبري والسعودية والامارات.
من جهتها، قالت الاعلامية الصهيونية اميلي عمروسي “يمكن ان نقول امرا جيدا عن عبد الفتاح البرهان من الناحية الاسرائيلية، فهو من اوقف التعاون بين السودان وبين حزب الله وحماس الذين كان لديهم بنية تحتية كبيرة في عهد النظام السابق، وفعل امرا ايجابيا واراد تطبيع العلاقات مع اسرائيل والتقى نتنياهو”.
كما لفتت كوك الى ان “اسرائيل لعبت دورا في لوح الشطرنج في لعبة المصالح في السودان وهذه المصالح تمثل السعودية والامارات”، وتابعت “الامارات هي التي تستفيد الكثير من الحكم الديكتاتوري الموجود في السودان فهي تتعامل مع احد الجنرالات الذي زار اسرائيل وهو الجنرال دقلو الذي قاد مليشيات الجنجويد التي ارتكبت جرائم حرب، والامارات استخدمت اسرائيل من اجل اعطاء الشريعة للنظام في السودان ورفع العقوبات عنه”.
يشار الى ان المصادر الصهيونية اكدت ان خلافا بين العسكريين والمدنيين في السلطة في الخرطوم قبيل الانقلاب هو الذي اخر التوقيع على اتفاقية التطبيع مع تل ابيب.
المصدر: قناة المنار