أطل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مساء اليوم الاثنين على قناة المنار للتحدث حول المستجدات والأحداث الأخيرة. واعتبر سماحته في بداية الكلمة في أن “الحضور الشعبي الجماهيري في اليمن حجة إلهية وايمانية على جميع مسلمي العالم الذين ينتمون إلى هذا النبي”، وأضاف ” نعتز ونفتخر بالمواقف الكبيرة والشجاعة التي أطلقها قائد انصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله”.
وعزّى سماحته بشهداء قندهار الذين قتلهم تنظيم داعش الوهابي الإرهابي صاحب المنشأ والصنع والرعاية الأميركية والتمويل الخليجي، وبالشهيد مدحت صالح الذي قتله الصهاينة، كما توجه بالعزاء إلى القيادة السورية والشعب السوري وأهلنا في الجولان السوري المحتل.
واعتبر السيد نصرالله أن “هناك من يصنع لأهلنا في هذه المناطق ولجيراننا في هذه المناطق عدوا وهميا دائما، وهناك من يريد ان يشعر أهل عين الرمانة والحدث وفرن الشباك بالخوف والقلق وأن يعتقدوا دائما أن جيرانهم في المناطق المجاورة وخصوصا في الضاحية الجنوبية أعداء لهم”.
وتابع “عندما يخاطب هذا الحزب ورئيسه عموم المسيحيين في لبنان أو يلتقي بهم نرى أن كل الخطاب والتوجيه والجهد يتركز وهذا قديم متجدد دائما يجب أن يبقى المسيحيّون في لبنان في دائرة القلق على وجودهم وعلى بقائهم وحريتهم وشراكتهم للمسلمين ويتم استغلال أي حادثة صغيرة قد تحصل بين عائلتين لإثارة مخاوف المسيحيين وقلق الوجود لديهم”.
وأردف قائلا: “هذا الحزب ورئيسه يقدمون أنفسهم على أنهم المدافعون عن الوجود المسيحي وعن المقاومة المسيحية وهم من يحفظ دماء المسيحيين وأعراضهم،و تحت هذا العنوان وهذا الشعار يشد هذا الحزب ورئيسه العصب ويعمل استقطابًا من أجل تحقيق أهداف لها صلة بالزعامة وحضور هذا الحزب وما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية لها مشاريع ومصالح في لبنان”.
ولفت سماحته إلى أن “القضاء اللبناني في العديد من القضايا أدان رئيس حزب القوات في الجرائم التي نسبت إليه، و في السنوات الأخيرة بدأ حزب القوات باختراع عدو لدى المسيحيين في لبنان، فالعدو الذي من الممكن أن يعمل عليه ويعمل بازارًا عليه مع دول وجهات إقليمية ودولية ،ويقدم نفسه على أنه يستطيع الوقوف بوجه هذا العدو وهنا أتى حزب الله لان المستهدف في لبنان هو حزب الله اميركا واسرائيليا وخليجيا ببعض الاعتبارات”.
وأوضح أن “كل الدلائل تقول إن القوات قتلوا شهداء حركة أمل في الطيونة لكن رئيسه ركز على حزب الله لان ما يراد تسويقه في الخارج هو الصراع مع حزب الله”.
وأضاف سماحته ” لدى حزب القوات ميليشيا مقاتلة ولا مشكلة لديه أن يفتعل أحداثًا ولو تؤدي إلى مواجهة دموية وأن يسقط ضحايا لان هذا يمكن توظيفه في خدمة الهدف وحتى لو يمكن ان تجر إلى حرب أهلية”.
وتابع” البرنامج الحقيقي لحزب القوات اللبنانية هو الحرب الأهلية لان الحرب الأهلية هي التي تؤدي إلى تهجير المسيحيين وأن تحصرهم في منطقة معينة وبالتالي انشاء كانتون مسيحي يهيمن عليه حزب القوات ولا مكان فيه لأحد آخر”.
ورأى السيد نصرالله أن “ما حدث يوم الخميس الماضي هو مفصل لمرحلة جديدة،في التعاطي بما يتعلق بهذا الموضوع في الشأن السياسي الداخلي”.
وأضاف “عرفنا قبل ليلة أن في منطقة عين الرمانة وبدارو وفرن الشبان كان هناك استنفار للقوات لكننا اخذنا تطمينات من الجيش والأجهزة الأمنية أن ما تقوم به القوات هو جهد احترازي ،و كل ما صدر عن رئيس هذا الحزب ونوابه هو تبنٍّ كامل للمعركة وهم جاؤوا وحرضوا أهل المنطقة وقالوا لهم غداً هناك اجتياح لمنطقتهم”.
وتابع” نحن سلمنا أرواحنا ودماءنا للجيش اللبناني احتراماً لمشاعر أهلنا وجيراننا ولم نجرِ اجراءاتنا”.
وأكد السيد نصرالله أن”محاولة تقديم حزب الله كعدو وهم وخيال وتجنٍّ وظلم، حزب الله ليس عدوا للمسيحيين في لبنان ولا حركة أمل ولا الشيعة عدو ولا المسلمون”.
وأضاف” لمن يريد أن يقول إن حزب الله عدو للمسيحيين يمكن أن تسألوا الكنائس والأديرة التي دافع عنها الجيش السوري وحزب الله كيف تصرف مع الوجود المسيحي”.
وتساءل السيد “من حافظ على المسيحيين في سوريا الجيش السوري وحزب الله وحلفاؤهم أم القوات اللبنانية وحلفاؤها؟”.
ولفت إلى انه عندما كان حزب الله كان مع المسيحيين والمسلمين في الجرود كانت القوات اللبنانية مع “الثوار”.
وأضاف”من دافع عن المسلمين والمسيحيين في بعلبك الهرمل هم أهل المنطقة وحزب الله ولاحقا جاء الجيش لأنه كان ممنوع أن يدافع وأن يطلق النار وممنوع أن يسترد جثامين شهدائه وهذا القرار السياسي شريك به حزب القوات اللبنانية”.
وتوجه سماحته للأخوة المسيحيين قائلاً:” أيها المسيحيون في لبنان كل من يريد أن يقدم لكم الشيعة والمسلمين عدوًا هذا ظلم وافتراء ولغم كبير في البلد، و أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه وحلفاؤه الإقليميون والدوليون وأكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو هذا الحزب ورئيسه وراجعوا التاريخ القريب”.
وأكد أنه” أكبر تهديد لأنه تحالف مع داعش والنصرة ومن سماهم المعارضة في سوريا “.
وتابع” أريد أن اسأل لو أن هؤلاء نجحوا وسيطروا على سوريا أين كان المسيحيون في سوريا؟ أنا أريد أن اجيب “ما كان بقي مسيحي في سوريا ولا كنيسة ولا بطريرك ولا مطران”.
ورأى سماحته أن”القوات اللبنانية عمل على الفتنة السنية – الشيعية”.
وتابع” أول واحد وقف في وجه تفاهم مار مخايل هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه ومن 6 شباط 2005 هجوم على التفاهم من قبل حزب القوات لانه لا يقبل الآخر ولا يريد الحوار معه ولا يريد للمسلمين والمسيحيين أن ينفتحوا على بعضهم”.
وأضاف”عندما تم تفاهم معراب نحن تكلمنا بكلام ايجابي وقلنا إن أي تعاون بين قوى سياسية في لبنان وأي هدوء في الساحات ينعكس على كل البلد ولم نبذل أي جهد لتخريب تفاهم معراب ولم نكن معنيين بهذا الموضوع نهائياً”.
وأكد السيد أن”حزب الله عامل ايجابي بالنسبة للوجود المسيحي”.
وتابع “لمعلومات الجميع في لبنان المثالثة فكرة طرحها الفرنسيون في زمن جاك شيراك على الإيرانيين وتواصلنا مع الرئيس بري في حينها ورفضنا هذا الأمر لأن مصلحة لبنان مع المناصفة”.
وأردف” قبلنا بالقانون الارثوذكسي لأن حليفنا المسيحي قال ان هذا القانون يضمن تمثيلا حقيقيا وصافيا للمسيحيين ومن نسف هذا القانون هو حزب القوات”.
وقال سماحته:”للإنصاف وللتاريخ الوزير سليمان فرنجية وقف معنا في موضوع الانتخابات الرئاسية عندما كنا ملتزمين بإنتخاب الرئيس عون بالوقت الذي لو نزل مع بعض النواب الآخرين كان من الممكن أن يكون هو رئيساً للجمورية”.
وأضاف”يوم الخميس وقبل الخميس وبعده، في كل يوم إذا اعتدت القوات اللبنانية علينا في الشارع وإذا صبرنا نكون للحفاظ على الوجود المسيحي ونكون عم نفوت الحرب الأهلية التي يريدها حزب القوات ورئيسه”.
ونصح السيد نصرالله حزب القوات ورئيسه أن “يشيل من رأسه أي عمل يؤدي إلى اقتتال داخلي بمعزل لخدمة من لأنه يكون عم يحسب خطأ”.
وتوجه لرئيس حزب القوات بالقول:” في حسابات الإقليم والمنطقة انت غلطان 100 % وبقصة حزب الله أضعف من منظمة التحرير أنت غلطان كتير كتير واذا بنيت معركتك على هذا الحساب تكون غلطان”.
وأضاف” لحزب القوات ورئيسه كرمال تحضر لحرب أهلية تكون حساباتكم صحيحة فإن الهيكل العسكري لحزب الله الذي يضم رجالاً مدربين ومنظمين وأصحاب تجربة وروحية ولو أشير لهم أن يحملوا على الجبال لأزالوها اكتب عندك 100 ألف مقاتل مع أسلحتهم المتنوعة والمختلفة وجهزناهم لندافع عن ارضنا ونفطنا وغازنا الذي يسرق أمام أعين اللبنانيين ولنحمي كرامة وسيادة بلدنا من كل عدوان وارهاب وليس للقتال الداخلي”.
واعتبر اننا” لسنا ضعافاً أبدا ولسنا عاجزين ونحن حساباتنا صح ولدينا ثوابت وأهداف وقضية ورسالة ودين وأخلاق لذلك في هذا الموضع أقول لحزب القوات ورئيسه لا تخطئوا الحساب قعدوا عاقلين وتأدبوا وخذوا عبرة من كل حروبكن وخذوا عبرة من كل حروبنا”.
وأضاف”هناك مسؤولية على الدولة اللبنانية وعلى المرجعيات الدينية وخصوصا المسيحية وأن يقفوا بوجه هذا القاتل المجرم السفاح التقسيمي لكي يمنعوا الاقتتال الداخلي ويثبتوا السلم الداخلي والأمن والسلام في البلد”.
ولفت سماحته إلى”وجود جزئين في الأحداث في الطيونة ،الأول لحين سقوط الشهداء والجرحى، والثاني بعد البلبلة”.
وقال السيد إننا” نريد أن نعرف كيف حصلت هذه المجزرة وننتظر التحقيق كما نريد محاسبة المسؤولين الذين قتلوا واعتدوا على الناس وهذا محسوم”.
وتابع “التحقيق من المفترض أنه سيظهر أنه تصرف فردي أو بأوامر وهذه مسألة لا يمكن التسامح بها على الإطلاق وأول جهة يجب أن لا تتسامح بهذا الأمر هي قيادة الجيش اللبناني”.
وأردف بالقول:”الجيش اللبناني أطلق علينا النار في جسر المطار عام 1993 وفي حي السلم ومستديرة مار مخايل هذه حقيقة لكن يجب أن نكون حريصين على وحدة هذه المؤسسة وتماسكها لأن وحدة مؤسسة الجيش وتماسكها هي الضمانة الوحيدة لوحدة لبنان”.
وأوضح أن”مشروع حزب القوات اللبنانية الحقيقي هو جر حزب الله والجيش اللبناني إلى صدام لكن هذا لا يعني أن نسامح من يرتكب الجريمة ان كان ضابطاً او جندياً ونطالب بالتحقيق والمحاسبة من أجل تصويب الأمور”.
وأضاف”يوجد 18 شخصاً موقوفاً على خلفية أحداث خلدة وخلال أيام قليلة ستكون هناك محكمة، هناك تحقيق وكل شخص لديه مسؤولية عن هذه الجريمة سيلاقي جزاءه واذا تم تسييس القضاء نحن عيوننا مفتوحة واذا القضاء ما حاسب نحن لا نترك دم أخواننا على الأرض”.
وفي قضية انفجار مرفأ بيروت قال:” نحن حريصون جداً على معرفة الحقيقة، لاننا معنيون بمعرفة الحقيقة لأن هناك شهداء وجرحى، وهناك احياء دمرت”.
وأضاف” لن ننكفئ لحظة عن ملف انفجار مرفأ بيروت ونحن نقوم بمسؤولية سياسية حقيقية ونحن كنا الأجرأ لان يوجد كثير من الناس ما عم تحكي لان هناك تهديد”.
وتابع” أكثر من جهة تحدثت إلينا عندما سمعت ملاحظاتنا وقطعت وجزمت أن لا يوجد شيء في القرار له علاقة بحزب الله”.
وأوضح أن”هناك مسار لا يؤدي إلى الحقيقة والعدالة وأكتر حدا يتحمل المسؤولية في هذه الجريمة هم القضاة القاضي الذي أذن بدخول النيترات إلى البلاد والأجهزة الأمنية والقاضي الذي احتفظ فيهن، فهل صدر بحق هؤلاء القضاة مذكرات توقيف ؟ وهل طلب اعتقالهم ؟ هل هذا قضاء نزيه وسلوك نزيه يوصل إلى العدالة ؟”.
وأضاف”هناك سفارات ومرجعيات تمارس الترهيب”.
وفي الختام توجه سماحته لعوائل الشهداء والجرحى والجمهور بالقول:” هؤلاء الشهداء عندما يسقطون مظلومين هم مثل شهداء المقاومة ويخدمون نفس الهدف ولكن أحياناً يكون الرد على دمائهم مختلفاً”.
وأضاف” الهدف الذي يجب أن لا نضيعه هو أننا نريد لبنان بلدا آمنا ومستقرا مع محاسبة القتلة وعدونا وأميركا يريدون حربًا أهلية في لبنان وأن يسلبونا العيش المشترك”.
وتابع” المطلوب صبر وبصيرة أكثر من أي وقت مضى وانفتاح اسلامي مسيحي اكثر من أي وقت مضى لتفويت آخر لغم أو سلاح أو عبوة أو خيار يمكله العدو”.
المصدر: موقع المنار