ارتقى 7 شهداء وأصيب عشرات بجروح جراء إطلاق النار على مواطنين في منطقة الطيونة ببيروت. وقد أكدت المعلومات ان اطلاق الرصاص كان في اغلبه باتجاه الرؤوس والصدور بقصد القتل. واستهدف الرصاص متظاهرين متجهين الى قصر العدل ثم سكان واهالي المنطقة.
وبالسياق، فقد أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني في ضوء الاحداث التي وقعت في منطقة الطيونة وضواحيها، وذلك لمعالجة الوضع تمهيدا لاجراء المقتضى وإعادة الهدوء الى المنطقة.
من جهته، تواصل ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للغاية ذاتها، ودعا ميقاتي “الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان”، تابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الاجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية، وتوقيف المتسببين بالاعتداء الذي ادى الى وقوع اصابات، وتابع مع وزيري الداخلية بسام مولوي والدفاع موريس سليم الوضع وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن المركزي لبحث الوضع.
وبذات الإطار، قال “المفتي الجعفري الممتاز” الشيخ أحمد قبلان “كل دم وفتنة وتهديد للسلم الأهلي وفلتان أمني وقع اليوم على المحتجين العزل أو سيقع هو بعنق السفارة الأمريكية والقاضي طارق البيطار الذي يجب عزله وتوقيفه ومساءلته بشدة، فضلا عن طوابير الإرهاب الأمريكي”، وتابع “الفتنة بدأت بالقاضي البيطار ويجب إقالته فورا، وكمين القتل البارد في الطيونة خطير جدا ودلالته الأمنية والسياسية بالغة وأخطر من أي وصف”، واضاف “على مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى انتشال لبنان من فتنة البيطار وطوابير الأمريكان قبل خراب البلد”.
من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي “الأمر بدأ بإطلاق نار من قبل قناصين وشهدنا إطلاق نار على الرؤوس وهذا أمر غير مقبول”، وتابع “مجلس الأمن المركزي شدد على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي الذي هو أقدس الأقداس”، وأكد على “ضرورة اتخاذ كامل الاجراءات للحفاظ على السلم الأهلي وستكون هناك توقيفات ومعلوماتنا تفيد بسقوط ست قتلى حتى الآن و ستة عشر جريحا”، ولفت الى ان “الجريمة التي حصلت متعلقة بإطلاق النار عبر القنص ولا علاقة لها بالتظاهرة التي كانت منظمة أمام قصر العدل”.
بدوره، رأى رئيس “لقاء علماء صور ومنطقتها” الشيخ علي ياسين أن “ما يجري اليوم في لبنان وبالأمس في سوريا أمران متلازمان بعد ان فشل المتآمرون في محاصرة المقاومة وبيئتها، لجأوا الى اختراع (ديتلف ميلس) جديد لتضييع الحقيقة لتوتير الساحة اللبنانية تماهيا مع المشروع الصهيواميريكي الذي يسعى الى فوضى أمنية بعد ان نجح في الفوضى الاقتصادية”، وحذر “اصحاب المشروع الصهيواميريكي من استغلال دم اللبنانيين لتنفيذ مشاريعهم ومآمراتهم، مؤكدا “ضرورة وعي الشعب اللبناني والابتعاد عن تلبية رغبات المتآمرين المذهبية والطائفية والمناطقية”.
من جهته، قال النائب عاصم عراجي “المطلوب التعقل والحكمة، البلد بخطر كبير والكل مطالب بالتهدئة وإلا الهيكل سيقع على الجميع”.
وفي نفس السياق، قال النائب جميل السيد “من هو الطرف الأكثر ابتهاجا بما يجري اليوم في شوارع بيروت؟ إسرائيل”، وتابع “الإنقسام يرهق المقاومة، والتقسيم يدمرها”.
من جهته، قال الحزب التقدمي الإشتراكي “مؤسف وخطير جدا أن تعود الى بيروت من جديد مشاهد إطلاق النار والقنص التي تذكر اللبنانيين بحقبات مضت وتم طيها إلى غير رجعة”، واكد على “أحقية التظاهر السلمي في إطار حرية التعبير عن الرأي ضمن الأصول والقوانين”، وشدد على ان “المظاهر المسلحة وإطلاق الرصاص مرفوضة جملة وتفصيلا من أي جهة كانت”، ودعا “لايلاء الجيش والقوى الأمنية الدعم الكامل لضبط الوضع واستتباب الأمن”.
من جهته، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان “قيادة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية كافة الى ضبط الوضع وإيقاف الاشتباكات التي تحصل في منطقة الطيونة”، واكد ان “ما تشهده بيروت مرفوض ومدان والاعتداء على الناس وإزهاق أرواحهم وانزال الإضرار بممتلكاتهم يزيد من مآسيهم، ويعمق الجراح بدلا من بلسمتها”، وطالب “الحكومة اللبنانية بعقد اجتماع عاجل وطارئ للحد من التفلت الأمني الخطير، الذي إن تطور لا ينذر إلا بالسوء”.
واستنكر “مفتي صور وجبل عامل” القاضي الشيخ حسن عبدالله الاعتداء على المواطنين السلميين في الطيونة، وشدد على “ضرورة محاسبة الفاعلين وكشف المستور عن رواد الفتن في البلد، من خلال القتل والاجرام وكم الافواه لان حرية التعبير والتظاهر السلمي حيال القضايا التي تحمل التباين السياسي كفلها الدستور، وان لبنان يشهد تظاهرات في الساحات والشوارع على مدى اكثر من سنتين خلت وان المتظاهرين عبروا عن مكنوناتهم بوسائل شتى”.
ودان “لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والقومية” اعتداء الطيونة، وقال إن “عوكر نجحت مع غرفتها السوداء وزمرتها القضائية المشبوهة في جر البلد الى مشهد قاتم كنا كلبنانيين قد أسقطناه من ذاكرتنا وحولناه الى ذكرى لأخذ العبرة”.
وقال النائب فريد هيكل الخازن “الجيش مطالب بضرب بيد من حديد أي مطلق للنار وأي سلاح ظاهر”.
واستنكر الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتداء الطيونة، وقال إن “أعداء لبنان يستكملون هجومهم المستمر منذ عام 2005 على مقاومته وشعبه بعد استحكام الحصار الخارجي والتآمر الاقتصادي ـ النقدي الداخلي، باستخدام التحقيق في تفجير مرفأ بيروت هذه المرة، لتوجيه اتهام سياسي معد سلفا، بهدف شيطنة قوى المقاومة وتأليب شعبنا في لبنان ضدها، مما يسهل امرار مشاريع التطبيع الناشطة في المنطقة مع الدولة اليهودية الزائلة”.
وبدوره، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي عسيران أن “ما حصل اليوم هو ما تنتظره إسرائيل وجاء لمصلحتها وأي فكرة لفتنة في لبنان هو من مصلحتها”، ورأى ان أن “المطلوب من المسؤولين كافة القيام بما هو واجب علينا لوقف الخطر والانحدار الذي وصلنا اليه”.
المصدر: موقع المنار - الوكالة الوطنية