أعلنت القوات المسلحة اليمنية اليوم الثلاثاء تحرير مناطق واسعة من صرواح وصولاً إلى مشارف مدينة مأرب في عملية “فجر الانتصار” بمساحة تقدر بـ 600 كم مربع.
وأوضح العميد سريع في مؤتمر صحفي، أنه”وبعد النجاح الكبير الذي حققته عملية “البأس الشديد” في تحرير عدد من المديريات بمساحة إجمالية تقدر بـ 1600 كم مربع، دشنت القوات المسلحة عملية “فجر الانتصار” والتي استهدفت تحرير مناطق أخرى في محافظة مأرب ودحر الغزاة وأذنابهم من الخونة والعملاء والمرتزقة”.
وقال العميد سريع: “بعد إقرار الخطة العملياتية وبمشاركة مختلف الوحدات العسكرية بدأ المجاهدون في تنفيذ الخطة التي اقتضت الهجوم على العدو من عدة مسارات قبل أن تتفرع المسارات الرئيسية إلى عدة مسارات فرعية أخرى”.
وأضاف: “سمحت قواتنا وبموجب التوجيهات السابقة للمرتزقة بالفرار من المعركة حيث اقتضت التوجيهات بعدم إطلاق النار على كل مرتزق وخائن وعميل بعد أن يبادر إلى ترك القتال ويفر تاركاً موقعه وهذا التوجيه مستمر حتى يومنا هذا”.
وأكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، أن”المرتزقة والخونة والعملاء ممن يقاتلون في صف تحالف العدوان ضد شعبهم وبلدهم، بإمكانهم الفرار من المعركة بأسلحتهم الشخصية فقط وستمنحهم قواتنا فرصة إضافية للنجاة كما فعلت من قبل وتفعل ذلك اليوم”.
وتابع”استمرت قواتنا في التقدم وتكبيد العدو خسائر كبيرة وتمكنت بفضل الله مع انتهاء العملية من تحرير مساحة إجمالية تصل إلى 600 كم مربع، ولعل أبرز نتائج عملية فجر الانتصار هو تحرير المساحة الجغرافية بين المنطقة المحررة في عملية البأس الشديد وصولاً إلى مشارف مدينة مأرب عاصمة المحافظة”.
وأشار إلى أن”طيران تحالف العدوان شن 948 غارة منها غارات استهدفت منازل المواطنين والطرق العامة، مؤكداً أن تكثيف العدوان للغارات لم يثنِ الأبطال المجاهدين عن الاستمرار في تنفيذ المهام العملياتية وفق الخطة حتى تحقيق كافة أهدافها”.
ولفت إلى أنه “خلال المعركة نجح المجاهدون في الدفاع الجوي في إسقاط 6 طائرات تجسسية مقاتلة، منها أمريكية الصنع فيما تمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط 11 طائرة تجسسية وتنفيذ أكثر من 518 عملية تصدي وإجبار على المغادرة، لافتاً إلى أن عمليات الدفاع الجوي ساهمت في إرباك العدو وإحباط الكثير من عملياته الجوية”.
كما أوضح العميد سريع أنه “خلال عملية فجر الانتصار سجلت مختلف وحدات قواتنا المسلحة حضورها النوعي والمتميز من المشاة إلى ضد الدروع والمدفعية والدفاع الجوي والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والاستطلاع والإمداد وكل الوحدات بلا استثناء”.
واستعرض متحدث القوات المسلحة، إجمالي عمليات القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير، حيث نفذت القوة الصاروخية 68 عملية منها 49 عملية استهدفت تجمعات ومراكز وقواعد ومعسكرات العدو ضمن جغرافيتنا الوطنية، و19 عملية منفذة خارجياً ضمن جغرافيا العدو، فيما نفذ سلاح الجو المسير 245 عملية منها 170 عملية استهدفت العدو في جغرافيته، و75 عملية منفذة داخلياً في المناطق المحتلة التي ستحرر بعون الله.
وأضاف: “كان من ضمن نتائج عملية فجر الانتصار تدمير وإعطاب وإحراق ما يقارب 300 مدرعة وآلية وناقلة جند إضافة إلى 850 أسلحة، وأربعة مخازن أسلحة، ووقوع ما يقارب خمسة آلاف و650 من مرتزقة العدو ما بين قتيل ومصاب وأسير، فيما بلغ عدد القتلى الفاُ و300 والمصابون أربعة آلاف و320 والأسرى 30″.
وخاطب العميد سريع أبناء الشعب اليمني قائلا ” إن قواتكم المسلحة أصبحت اليوم على مشارف مدينة مأرب من عدة جهات، بعد أن دحرت الخونة والمرتزقة من أذناب تحالف العدوان وأتباعه من مديريات عدة بمأرب وتمكنت من تحريرها بشكل كامل”.
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة عقدت العزم على تحرير كافة أراضي الجمهورية وفرض السيادة الوطنية وتحقيق الحرية والاستقلال وذلك لن يحدث إلا بطرد قوات الاحتلال الأجنبي وتطهير اليمن من دنس الغزاة وأتباعهم من الخونة والعملاء والمرتزقة.
ولفت أنه “لا توجد معركة واحدة في التاريخ انتصر فيها المرتزقة ولا توجد معركة تمكن فيها الأجنبي من إعادة مرتزقته ليحكموا باسمه شعباً حراً عزيزاً مستقلاً”.
وتوجه العميد سريع بنداء لأبناء مأرب بالقول: “هذا نداء الوطن، نداء الشعب، نداء الملايين من الأحرار ممن ضاقوا من ويلات الحصار وتحملوا القصف والتدمير وقدموا التضحيات الجسيمة، هذا نداء الجميع بأن تكونوا مع شعبكم وبلدكم، وأن تنتصروا لمبادئكم وأعرافكم التي ترفض الخونة وترفض العملاء، فلا تنجروا إلى معركة السعودي والإماراتي، فهي معركة أعداء اليمن والخونة والمرتزقة والعملاء، فكونوا مع بلدكم، مع شعبكم مع وطنكم مع أنفسكم”.
ومضى بالقول: “يا أبناء مأرب كونوا مع جمهوريتكم الحقيقية، جمهورية الشعب والاستقلال، جمهورية الحرية وليست جمهورية العبودية للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وليست جمهورية الفساد والاستبداد، ندعوكم إلى جمهورية اليمن الحر العزيز الشامخ، جمهورية الأحرار الذين رفضوا الظلم والخضوع ووقفوا بعون الله أمام تحالف الشيطان والعدوان من أجل هذا الشعب ومن أجل هذا البلد”.
وشدد أن “القوات المسلحة، ماضية لتحرير اليمن حتى يتحقق الاستقلال فمن أراد الاستقلال لليمن فسيكون في معركة الحرية والاستقلال ومن أراد التبعية والوصاية والاحتلال فسيبقى مع العدو وبئس المصير”.
ونوه إلى أن”زمن الوصاية والتبعية ولى إلى غير رجعة وأصبحنا الآن على مشارف زمن اليمن الحر المستقل بكامل جغرافيته”.
وخاطب العميد سريع المرتزقة والخونة والعملاء بالقول: “هذا الشعب يستحق أن يحيا في ظل دولة حرة مستقلة ومشروعكم مشروع عمالة وارتزاق وخيانة ومن يحكم مناطقكم؟ أليس الأجانب، أليس فسادكم، تريدون أن تنقلوا هذه التجربة إلى كل اليمن! ما هو مشروعكم؟ وماذا قدمتم لليمن خلال العقود الماضية سوى الذل والإهانة، سوى الخضوع للسعودي والأمريكي، سوى الفساد سوى الارتزاق”.
وسخر من منطق المرتزقة قائلاً: “تتحدثون عن الحرية، وأنتم عبيد للسعودي والإماراتي وجميعكم عبيد للأمريكي، إن آخر من يتحدث عن الجمهورية وعن اليمن وعن الحرية هو أنتم ففاقد الشيء لا يعطيه”.
وأشار العميد سريع إلى أن القوات المسلحة ومن واقع المسؤولية الملقاة على عاتقها وهي بصدد التحرير والتطهير تهيب بالجميع ضرورة التعامل بمسؤولية أخلاقية ووطنية مع التطورات القادمة.
وأضاف: “نقول لكافة المواطنين في مدينة مأرب بأن عليهم المساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم الانجرار إلى ما يروج له إعلام العدوان والمرتزقة فأبناء الجيش واللجان الشعبية هم إخوانكم ولن يكونوا إلا معكم وبما يحفظ أمنكم ويعزز استقراركم “.
وأكد العميد سريع، أن القوات المسلحة وتنفيذاً لتوجيهات القيادة ستعمل على تأمين الجميع بما في ذلك المرتزقة الذين تركوا القتال في صفوف العدو والتزموا منازلهم بغض النظر عن دورهم خلال المرحلة السابقة.
وجدد متحدث القوات المسلحة، تحذير القوات المسلحة لكافة قادة المرتزقة في مدينة مأرب وفي غيرها، من أية محاولات عبثية للتحريض والتخريب وسيكون أبناء مأرب هم أول من سيقفون لإفشال أية محاولات.
وأشار إلى أن “مأرب ليست محافظة سعودية أو مقاطعة بريطانية أو ولاية أمريكية، مأرب يمانية يمنية بقبائلها الأصيلة وأبنائها الأحرار ونؤكد لتحالف العدوان أن معركتنا ضدكم متصاعدة ومستمرة ما دمتم تحتلون أجزاء عزيزة من بلدنا وما دمتم تحاصرون هذا الشعب وتعتدون عليه”.
واستعرض الإيجاز الصحفي لمتحدث القوات المسلحة مشاهد من عملية “فجر الإنتصار”. واختتم سريع المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أن القوات المسلحة ومعها كل أحرار الشعب ماضية نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال وهو عهدنا للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي نؤكد اليوم ما جاء في خطابه الأخير “سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي أحتلها تحالف العدوان” وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال ولا يخضع لأي وصاية وسنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً”.
المصدر: المسيرة