شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على إجراء الانتخابات التشريعية في لبنان بموعدها ضمن المهلة الدستورية، وأوضح أنه لا مؤشرات على أنّ أحد الأطراف في لبنان يريد تأجيل الانتخابات النيابية.
ولفت السيد نصرالله في كلمة له حول المستجدات والتطورات السياسية إلى أنه لا مانع لدى الحزب من اقتراع اللبنانيين الموجودين في بلاد الإغتراب على أساس الدوائر الموجودة، وأشار إلى أنه منفتح على النقاش في مجلس النواب على قضية تثبيت النواب الستة، وبحال لم يناقش هذا الأمر في مجلس النواب، فيوجد قانون ليعملوا عليه.
واعتبر الامين العام لحزب الله أنه لا يوجد تكافؤ فرص بالترشيح أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الاغتراب وخاصة بما يخص حزب الله، وقال إنه ما دام الظلم خاصا بنا وهناك مصلحة وطنية فلا مشكلة لدينا وسنتجاوز عن هذه الملاحظة وسنؤيد مبدأ اقتراع المغتربين. وتابع السيد نصرالله أنه دائماً يُطرح موضوع سن الـ18 للاقتراع في مهل دستورية ضيقة ودائماً ما يسقط الاقتراح بهذا الشأن داخل مجلس النواب.
وأشار الامين العام لحزب الله إلى أنه وفي آذار من العام 2009، تقدمت كلتة الوفاء بتعديل دستوري وتم التصويت عليه بالإجماع قبل انتخابات 2009، ولفت إلى أنه بعد الإنتخابات اعيد مشروع القانون إلى المجلس ولم يصوت معه سوى 34 نائباً وبشكل أساسي حركة أمل وحزب الله وبعض الكتل الاخرى، ودعا السيد نصرالله إلى اعطاء الحق باقتراع سن الـ18 وأن لا يحرموا من المشاركة بالانتخابات النيابية ولا أحد يجب أن يكون مظلوماً بذلك.
وشكر السيد حسن نصرالله قيادة الجيش اللبناني على الحل المؤقت لتأمين استمرارية التيار الكهربائي، وقال إنه “كان على الحكومة أن تنعقد وأن لا تخرج قبل إيجاد حل في ملف التيار الكهربائي”، وتابع أنه “بدل ذلك ذهب المسؤولون إلى تقاذف المسؤوليات وتبادل الشتائم وبالطريقة اللبنانية السائدة يدخل الناس في متاهة”.
وطالب السيد نصرالله الحكومة بأن تضع البلد على الحل في الملف الكهربائي والموضوع يحتاج حلاً جذرياً، ولفت إلى أن “هناك عروضا جدية يجب التعامل معها ويمكن الاستفادة من المبلغ المقدم من صندوق النقد الدولي لتأمين حلول جذرية في ملف الكهرباء”، ودعا السيد نصرالله إلى التجاوب مع عرض وزير الخارجية الإيرانية بما خص ملف الكهرباء، وقال “إذا كان هناك فيتو أميركي لعدم حل مشكلة الكهرباء فيجب الإعلان عن ذلك ليبنى على الشيء مقتضاه”.
وأضاف السيد نصرالله “هناك عرض ايراني جديد بخصوص الكهرباء، ردوا على هذا العرض”، وتابع مخاطبا الطرف الآخر: “اطلبوا استثناء من من تسمونها حبيبتكم وصديقتكم امريكا” لقبول العرض الإيراني.
واستغرب السيد نصرالله “أن مسؤولاً لبنانياً طلب من المسؤول الإيراني أن يطلب من الأميركي أن يساعد لبنان”، وقال “ما هذا المستوى من تحمل المسؤولية؟”، وأضاف السيد نصرالله “هناك شبهة في ملف الكهرباء دائماً ما يتم الحديث عن الخصخصة وعن بيع بعض القطاعات في القطاع العام”، وتابع “هناك خشية أن يكون هناك في مكان ما كأن المطلوب أن ينهار قطاع الكهرباء وأن لا تكون الدولة قادرة على الحل وتبدأ المطالبة من الناس بالخصخصة وهناك خشية حقيقية”.
وفي مسألة استقدام المازوت من الجمهورية الإسلامية الايرانية، قال السيد نصرالله “نحن الان في مسألة استيراد النفط لا نزال في المرحلة الأولى التي تستمر حتى نهاية تشرين الأول”، وتابع “نحن لا نريد في ملف المازوت أن نقوم بمنافسة الشركات والمحطات بل قمنا بتلبية الاحتياجات الضرورية”، وأوضح “سوف نجدد هبة المازوت لنفس العناوين التي ذكرناها لمدة شهر جديد وهي المستشفيات الحكومية وغيرها”، وأعلن “نحن أضفنا عنوان الصيادين إلى الشرائح التي يمكن أن يباع لها مادة المازوت”.
وأشار السيد نصرالله إلى ان المرحلة الثانية من ملف المازوت سوف تبدأ بتشرين الثاني ويدخل عليها عنوان التدفئة للعائلات، وأوضح السيد نصرالله أن “عنوان التدفئة كبير وبحاجة لدراسة وضوابط وآلية توزيع مختلفة نتكلم عنها قبل بداية تشرين الثاني وأيضاً يمكن أن ندخل عناوين إضافية لها علاقة بموسم الشتاء”. وأعلن السيد نصرالله ان الحزب يؤيد شراء الدولة المازوت من إيران، وأضاف “نحن نضمن لها التسهيلات اللوجيسيتية “.
السيد نصرالله: القاضي بيطار لا يريد أن يصل إلى الحقيقة بملف إنفجار مرفأ بيروت وهناك كارثة كبيرة سيذهب إليها البلد إن أكمل بهذه الطريقة
وفي قضية التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، شدد السيد نصرالله على أن حزب الله يريد التحقيق حتى لو تخلت عنه العائلات، وأكد أن حزب الله يريد الوصول إلى نتيجة بملف التحقيق بالمرفأ ويريد نتيجة واضحة، وأكد أن القاضي السابق بتحقيقات مرفأ بيروت ذهب إلى الاستنسابية والتسييس، ولفت إلى أن “القاضي الحالي لم يستفد من أخطاء سلف بل ذهب أيضاً إلى الاستنسابية والتسييس”، واوضح السيد نصرالله “الذهاب الى أجهزة محددة ووزراء محددين ورئيس حكومة محدد هو استهداف واضح بالسياسة”.
وشدد السيد نصرالله أن “القاضي الحالي يعمل بالسياسة ويعمل بالاستهداف السياسي ولا يريد أن يصل إلى الحقيقة بملف إنفجار مرفأ بيروت”، وتساءل “القاضي الحالي لم يستمع إلى فخامة الرئيس ميشال عون ولا إلى الرئيس السابق ميشال سليمان، لماذا؟”، وتابع السيد نصرالله “هل سأل القاضي الحالي رؤساء الحكومات السابقين هل هم مسؤولون أم غير مسؤولين؟ وركضت إلى الرئيس حسان دياب؟ لماذا سألت الوزراء السابقين ولم تسأل الوزراء الحاليين؟”، وأضاف “الاستهداف واضح، ويتعاطى على أنه الحاكم بأمره في الملف والأصل يا محقق عدلي أن تقول لعوائل الشهداء كيف أتت الباخرة؟ وباسم من أتت الباخرة؟ وبموافقة من؟ وانت ذهبت إلى ملف رقم اثنين وهو الاهمال الوظيفي”.
وأضاف السيد نصرالله “انت تكبر ملف الإهمال الوظيفي رغم أني مع المحاسبة فيه، هناك كارثة كبيرة سيذهب إليها البلد إن أكمل القاضي بهذه الطريقة”، وأكد أن “مسؤولية القضاة أكبر من الرؤساء ومسؤولية القضاة أكبر من مسؤولية الوزراء ومسؤولية القضاة أكبر من مسؤولية النواب لأنهم هم من أعطوا الموافقات”، وأضاف “القضاء يريد أن يحمي حاله لكن رئيس وزراء محترم مثل الاستاذ حسان دياب تريد أن تجلبه إلى الحبس هل هذه دولة قانون؟ هل هذه دولة قضاء؟”.
وأضاف السيد نصرالله “القضاة الذين عليهم مسؤولية لأنهم من أجازوا ادخال وابقاء المواد ماذا فعلت لهم؟”، وتساءل “المراجعة القانونية للمرتاب والمظلوم من اختصاص من؟ أجيبونا يا مجلس القضاء الأعلى، هذا يحتاج الى جواب”، وتابع “لم تَستَدع القاضي ولم تصدر بحقه مذكرة توقيف ؟”.
وأعلن السيد نصرالله “لدينا إشكالات حول ملف تحقيقات مرفأ بيروت، وما يحصل خطأ كبير جداً جداً جداً جداً ولن يوصل إلى الحقيقة في التحقيقات وهذا لا يعني أننا مع وقف التحقيقات”، ووجه السيد نصرالله نداءً إلى مجلس القضاء الأعلى بأن ما يحصل لا علاقة له بالعدالة أو القانون وعليه أن يحل الأمر “وإذا لم يقم بذلك على مجلس الوزراء أن يقوم بحل هذا الأمر ونحن نتكلم باسم شريحة كبيرة في هذا البلد ومن حقنا أن تجيبونا”.
دولياً، عبر السيد حسن نصرالله عن الألم جراء انفجار قندوز في أفغانستان وأعلن مشاركة عائلات الشهداء حزنها، وقال السيد نصرالله “لدينا معلومات أن أمريكا تقوم بنقل تكفيريي داعش من العراق وسوريا إلى أفغانستان”، واوضح “الأمريكيون حضروا قبل انسحابهم من أفغانستان لحرب أهلية هناك”، ولفت إلى أن “مسؤولية السلطات الحالية في أفغانستان حماية المواطنين بمعزل عن انتمائهم الديني والطائفي”.
فلسطينياً، قال السيد نصرالله إنه “من الواجب الأخلاقي أن نقف أمام الشهيد الفلسطيني المفكر الشجاع نزار بنات الذي اغتالته قوة من السلطة الفلسطينية”، وتقدم “بالتعازي لأسرة الشهيد بنات وكل أصدقائه ومحبيه ونشاركهم حزنهم ونطالب السلطة الفلسطينية بتحقيق العدالة في هذا الملف”.
ودعا السيد نصرالله إلى “التوقف بإعجاب وإكبار واعتزاز أمام ما يقوم به الشعب اليمني العزيز والمظلوم في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، بالرغم من الحرب والدمار والمخاطر الكبيرة والحصار الذي يعيشونه”، ووجه السيد نصرالله التحية للشعب اليمني العزيز والمظلوم، وقال إن ما يقوم به هذا الشعب هو حجة اخلاقية وشرعية على كل المسلمين في العالم، وأضاف السيد نصرالله “برغم كل ما يعيشه الشعب اليمني، فإن إحياءهم لمناسبة المولد النبوي الشريف مذهل ويدعونا للخجل أمام الظروف التي يعيشونها”، وتابع “التحية للشعب اليمني العاشق لرسول الله على ما سيقوم به خلال الأيام المقبلة”، وأضاف “ما يقوم به الشعب اليمني حجة على كل المسلمين في العالم حول تعاطيهم الشعبي مع مناسبة المولد النبوي الشريف”.
الكلمة الكاملة اضغط هنا
المصدر: موقع المنار