أثبتت دراسة جديدة صحة نظرية تفسر سبب ظلمة السماء ليلا، كان العلماء قد رفضوها قبل مئتي سنة، باستخدام صور من تلسكوب هابل الفضائي.
وكان عالم الفلك الألماني الشهير هاينريش فيلهلم أولبرز (1758-1840) صاحب ما يعرف بـ”مفارقة أولبرز” أو “مفارقة السماء المظلمة” قد تساءل: إذا كان هناك عدد لا نهائي من النجوم في الكون، فكيف يمكن أن يصبح مظلما في المساء وكل نقطة في السماء بها نجم. واقترح وقتها أن سحبا من الهيدروجين قد تكون السبب في منع وصول الضوء.
وبعد ذلك قدر علماء الفلك عدد المجرات بنحو مئة إلى مئتي مليار مجرة في الكون المنظور، ليس بما يكفي لملئ السماء، ومن ثم نُبذت هذه النظرية التي تفسر سبب ظلمة الكون. لكن العلماء يقدرون الآن أن هناك نحو تريليوني مجرة بعد استخدام تلسكوب هابل الذي أتاح إمكانية العودة لنحو 13 مليار سنة مع نشوء الكون.
وقد ذكر عالم فيزياء فلكية بجامعة نوتنغهام وأحد المشاركين بالدراسة أن “العامل الإضافي من عشرة أو أكثر من عشرة أضعاف عدد المجرات يمكن أن يملأ السماء بالنجوم. لكن معظم الضوء أو كل الضوء من المجرات البعيدة جدا يمتصه غاز الهيدروجين الموجود بيننا وبين المجرات. وهذه كانت واحدة من الأفكار التي اقترحها أوبلرز، لكن الناس أهملوها وعدنا لتفسيرها كحل للمشكلة”.
وقال البروفيسور كريستوفر كونسيليتشي أيضا “وبالإضافة إلى المجرات التي لا يمكن رؤيتها لهذا السبب، قد يكون هناك المزيد الذي لا يمكننا رصده لأنها بعيدة جدا، والكون ليس قديما بما يكفي لكي يجد الضوء الوقت للوصول إلى الأرض”.
وأضاف أن سحب الهيدروجين كان قد أثبت وجودها علماء فلك آخرون من خلال دراسة طيف الضوء. وقال “لم نكن نعرف أن هناك مجرات وراء هذا الجدار من الهيدروجين. وقد تكون هناك أكوان متعددة أو أشياء وراء ما يسمى الأفق، الحد الذي يمكن أن نراه، وهو في الأساس كمية المسافة التي يمكن أن يكون الضوء قد قطعها منذ بداية الكون”.
المصدر: مواقع