تمر شركة فيسبوك بأصعب اللحظات في تاريخها، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي يعتبر الأسوا في رحلة الشركة الأمريكية. الشركة العملاقة تعرضت لضربة مزدوجة بدأت بتصريحات لمسؤولة سابقة في الشركة شككت في مصداقية فيسبوك وكشفت عن وثائق كارثية، تلتها ضربة أقوى تمثلت في توقف منصات الشركة عن العمل مثل فيسبوك وواتساب وأنستغرام.
وقالت فرانسيس هوغن مديرة إنتاج سابقة بموقع فيسبوك اليوم الثلاثاء، إن منصة فيسبوك لها تأثير كارثي على ديمقراطيتنا وتؤذي أطفالنا. وأكدت المسؤولة السابقة بشركة فيسبوك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي: “إن المنصة تعطي الأولوية دائما للأرباح على حساب أمن المستخدمين”. وشددت على أن الحكومة الأمريكية يمكنها اتخاذ إجراءات حاسمة ضد شركة فيسبوك.
وأوضحت هوغن أن منصة فيسبوك لا تلتزم بمعايير الموضوعية وسمحت بترويج رسائل ضارة بالصحة العامة. وتابعت: “الكونغرس الأمريكي يمكنه إجبار شركة فيسبوك على تغيير القواعد التي تلعب بموجبها”. وكانت المسؤولة السابقة في فيسبوك قد طلبت أمس الإثنين الحماية الأمريكية بعد كشفها معلومات عن فيسبوك.
وكشفت هوغن عن أنها المسؤولة عن تسريب معلومات تتعلق بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تسببت في عاصفة من الجدل في الولايات المتحدة. وأجرت فرانسيس هوغن أول أمس مقابلة في برنامج “60 دقيقة” التليفزيوني. وقالت السيدة البالغة من العمر 37 عاما، لصحيفة وول ستريت جورنال، إنها أصيبت بالإحباط لأن فيسبوك لم يكن منفتحا بما فيه الكفاية بشأن إمكانية تسبب الشبكة الإلكترونية في إحداث أضرار.
وكان جزء من عملها في فيسبوك، والذي تركته في مايو / أيار بعد نحو عامين، محاربة التدخل في الانتخابات، إلا أنها سرعان ما شعرت أن فريقها لديه موارد قليلة لا تكفي ليتمكن من إحداث فرق. كما شعرت أن فيسبوك يواصل التركيز على النمو، على الرغم من أن الشركة كانت على دراية بالتأثير السلبي للمنصة على المستخدمين. وزعمت أن شركة “فيسبوك أدركت أنها إذا قامت بتغيير الخوارزمية لتكون أكثر أمانا، فسوف يقضي الناس وقتا أقل على الموقع، وسوف ينقرون على إعلانات أقل، وأنهم سوف يجنون أموالا أقل”.
وفيما يتعلق بانقطاع الخدمات، عادت شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة فيسبوك للعمل تدريجيًا، بعد انقطاع كامل استمر قرابة 6 ساعات. وفقدت الشركة مستخدميها حول العالم، والبالغ عددهم 2.7 مليار خلال تلك المدة، وكذلك تعطَّلت شبكات التواصل بين موظفي الشركة أنفسهم، بحسب ما نقلته “بلومبيرج” عن مصادر بالشركة. وتمثِّل مدَّة انقطاع الخدمة واحدة من أطول الأعطال التي تتعرَّض لها الشبكات التابعة لـفيسبوك، التي تتضمَّن فيسبوك نفسه، وفيسبوك ماسنجر، وواتساب، وأنستغرام.
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا مايك شروبفر في تدوينة للاعتذار عن انقطاع الخدمة: “نحن نواجه مشكلات في شبكاتنا، وتعمل الفرق بأسرع ما يمكن لتصحيح الأخطاء واستعادتها في أسرع وقت ممكن”. وتأتي المشاكل الفنية لشبكات الشركة في الوقت الذي تتوالى فيه الاتهامات من موظّفة سابقة بالشركة تزعم إعطاء الشركة أولوية للأرباح على سلامة المستخدمين.
وقد ترك الانقطاع المفاجئ للشبكة الاجتماعية فيسبوك، ومنصات أنستغرام وواتساب وماسنجر، وحتى نظام الاتصالات الداخلية للشركة “وورك بليس”، ملايين الأشخاص في أنحاء العالم بشكل غير متوقع بدون تطبيقاتهم الاجتماعية الأساسية التي يعتمدون عليها يومياً، مما أثار ردود فعل متباينة، وتقديرات بخسائر في الاقتصاد العالمي تتجاوز 100 مليون دولار لكل ساعة توقف.
ورغم عودة الخدمات عقب 6 ساعات تقريبا، استفادت المنصات الاجتماعية الأخرى من الوضع السيئ للفيسبوك، فقد أبلغت منصة “سيجنال”، للمراسلة عبر الإنترنت التي توفر تشفيرًا شاملاً، عن ارتفاع في عمليات الاشتراك في خدمتها، كما تدفق الملايين إلى تويتر للتعبير عن ردود فعلهم التي مثّلت فوضى عارمة وتباينت بين تشجيع ومزاح وامتعاض والدعوة لعودة الخدمة.
وبالنسبة لمؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، فقد ذكرت “بلومبيرغ” أنه خسر 7 مليارات دولار بسبب عمليات بيع في سوق الأسهم بسبب توقف الخدمة، وكانت الشركة تعاني بالفعل من انخفاض في قيمة أسهمها بعد التقرير المُسرّب لفرانسيس هوغن بأن فيسبوك تختار بشكل روتيني “الربح على السلامة”؛ وأغلقت متراجعة بنحو 4.9%.
المصدر: يونيوز