الصحافة اليوم 24-09-2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 24-09-2021

الصحافة اليوم

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 24-09-2021 في بيروت على زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى باريس التي وصلها أمس، حيث من المرتقب أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه..

الأخبار
الجيش يعيد التحقيقات في «نيترات البقاع»: فحص جديد لمطابقتها مع عيّنات المرفأ

جريدة الاخبارتناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “التحقيق في ملف «نيترات البقاع» بعد تسليمه إلى الجيش يثير أسئلة مشروعة، حول ما بعد انتهاء التحقيق وعمّا إذا كان الهدف هو اللفلفة أم الوصول إلى نتائج شفّافة، تُنهي الملف على بينة واضحة من دون تلفيق.

تحمل قضية «نيترات البقاع» وجهين: أمني – قضائي، وآخر تغلّفه أسئلة سياسية وأمنية مشروعة تطرحها أوساط سياسية. وفي هاتين النقطتين تتقاطع معلومات وتحليلات ومداولات مطروحة على الطاولة الأمنية، استناداً إلى الجو السياسي والأمني العام، بعدما تدرّجت القضية من المازوت إلى النيترات، لتنحصر في اسم واحد وجهة سياسية واحدة، رغم توقيف أكثر من شخص. وتخلص كذلك إلى أسئلة حول نقل الملف إلى عهدة الجيش وما إذا كانت الغاية منه اللفلفة أم الوصول إلى نتائج واضحة وشفّافة؟

بحسب المعلومات الأمنية، فإن مديرية الاستخبارات في الجيش بدأت عملها في هذا الملف من الصفر، بعدما أصبح جميع الموقوفين الذين تربطهم علاقة تجارية مزمنة في عهدتها. أي أنها لم تأخذ بكل ما قيل وكُتب أمنياً وقضائياً حول هذه القضية، وبدأت تحقيقاتها على كل المستويات المطلوبة بهدوء، وقد قطعت شوطاً فيها، من دون أن تخلص بعد إلى نتائج يمكن البناء عليها، خصوصاً أن النقطة المحورية – نتائج المختبر حول نوعية النيترات ونسبة تركيز الآزوت فيها – تحتاج إلى 48 ساعة لصدورها، بدءاً من أمس، لأن الجيش لن يعتمد التقرير الاولي للشرطة القضائية الذي أنهى فحص العيّنات في ساعة واحدة، لمزيد من التدقيق واعتماد وسائل أكثر أماناً وصدقية في استخلاص النتائج المخبرية.

وعدا عن الجانب التقني البحت في التحقيق، ورغم أن الانظار موجّهة إلى نتائجه واحتمال ربطه بنيترات المرفأ، والتحقيق حول كيفية الحصول على النيترات وتخزينها وبيعها واستخدامها كسماد أو لتفجير الصخور أو لغايات أخرى، فإن للخلاصات تبعات سياسية أكثر منها أمنية، وأكبر من حصرها في تحقيقات حول التهريب أو التخزين.

ثمّة تحديات مطروحة أمام الجيش الذي أحال إليه مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملف. وحتى الآن، تبرز معطيات وأسئلة سياسية أكثر منها أمنية، تتناول بداية الملف عندما كان محصوراً بقضية المازوت. وليس سراً أن ما جرى تداوله، حتى في الوسط الأمني، بأن القطبة المخفية في هذه القضية وتداعياتها لها صلة بالكباش السياسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. إذ إن أسئلة طُرحت حول توقيت كشف الخزانات، ومن كشفها، وكيف تطوّر الملف تدريجاً، وصولاً إلى انفجار قضية النيترات وهوية من وشى بالشاحنة واحتمال ارتباطه بأجهزة أمنية. لكنّ القضية أخذت بعداً آخر يتعدّى استعراض دهم المستودعات وسحب المازوت والحملات الإعلامية التي ترافقت معها، لتأخذ مع قضية النيترات منحى سياسياً أكثر حساسية. فكلمة نيترات في الأساس مادة «إعلامية دسمة» بمجرد ذكرها، ربطاً بانفجار المرفأ.

وإذا كان انتظار الأطراف السياسيين نتائج التحقيق لربطه بهذا الانفجار مع ما يمكن أن يخلقه من حملات سياسية، فإن التحدي أمام الجيش يكمن في مكان آخر وسط أسئلة: لماذا لم يبق الملف في عهدة فرع المعلومات؟ ومن له مصلحة في رمي «قنبلة» النيترات عند الجيش، وسحبها من فرع المعلومات المشهود له كذلك بشفافيته وحسن إدارته للملفات الأمنية وتحقيقاته غير المشكوك فيها، ومن الصعب أن يكون متورطاً في تجاذب سياسي بين الحريري وجعجع، وأن يضحي بصدقيته لغايات سياسية. ولماذا يميز القضاة بين أجهزة أمنية فيفضلون جهازاً على آخر ولا يعاملونها سواسية بل بحسب الانتماءات؟

التحدي الأول هو أن هذا التحقيق سيكون مرتبطاً باسم قيادة الجيش وليس مديرية المخابرات التي أوكل إليها التحقيق. والسبب يتعدّى التراتبية الإدارية، ليصبح متعلقاً بدور الجيش في مرحلة تُصوَّب إليه العيون محلياً ودولياً. فأي خطأ في هذا الملف يُفهم منها تسييسه، سيحمل تبعات على قيادة الجيش من القوى المحلية والخارجية، خصوصاً أن الطرف الأساسي المعني بالاتهامات التي طاولت عائلة الصقر أي القوات اللبنانية، لا يزال حريصاً على ترك الموضوع يُعالج في الأطر القانونية. كذلك فإن ما من طرف عاقل قد يحول هذه القضية مادة خلاف بين الجيش والقوات، أو اعتبار أن الجيش يهادن أي قوة سياسية لأي سبب، وأي خطأ في تسييس التحقيق سيكون مدعاة بلبلة سياسية، لن يكون الجيش طرفاً فيها.

وفق ذلك، يصرّ الجيش على أن يكون التحقيق بعيداً عن أي تجاذبات سياسية، وحصره بالموضوع التقني، علماً أن إحالة الملف إليه لها بعد قانوني بحت، لأنها من صلب مهامه وفق قانون الأسلحة الذي يحدد اعتبار نيترات الأمونيوم المحتوي على نسبة آزوت تتعدّى 33.5 في المئة من المواد المُعدّة لصنع المتفجّرات.

وتبقى الخلاصة أن الجيش يأخذ القضية المحوّلة إليه بجدية، وحريص على إعلان نتائج التحقيق والمختبر بكل شفافية أمام الرأي العام. لكنّه في الوقت نفسه حريص على التذكير بضرورة إبعاد هذا الملف عن المزايدات، قبل جلاء الحقائق كاملة. فماذا لو انتهى الملف مثلاً إلى حقائق حول عمليات تجارية مزمنة كأسمدة أو متفجرات صخور، في حين أن الخلاف حولها بات فتيل تفجير سياسي. أما في حال انتهى إلى حقائق دامغة حول نوعيّتها وأسباب وجودها، فحينها يصبح للكلام معنى جديّ آخر من الناحية القضائية والأمنية.
اللواء
دعم الصندوق بين ماكرون وميقاتي.. وعون يطالب بـ«حق التفاوض»!
دعوتان من الكويت وقطر لرئيس الحكومة.. وتضامن لبناني واسع مع المملكة في «اليوم الوطني»

صحيفة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “اللقاء اليوم بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يُشكّل، بحد ذاته، فرصة ثمينة، هي موضع متابعة، نظراً لما قد يترتب عليها من نتائج، تجعل من الممكن ترجمة خارطة الطريق التي وضعتها المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان على الخروج من الانهيار العام، واعادته الي سكة النهوض من جديد.

ويأتي اللقاء في ظروف المصالحة الاميركية- الفرنسية، ومفاوضات نشطة حول الملف النووي الإيراني، وإعادة رسم استراتيجيات النفوذ وتقاطع المصالح في مناطق التوتر في الشرق الأوسط، ومن بينها لبنان.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة بدليل تأليف الحكومة وتبني البيان الوزاري البرامج الاصلاحية في جميع الوزارات والقطاعات والتدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان الذي دخل حيز الوجود ويبقى تسديد لبنان الدفعة الأولى من العقد، أما النقاط الأخرى فهي على قدم وساق بدليل أن الرئيس ميقاتي على تنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل سفره إلى فرنسا كما سيستكمله بعد عودته، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي سيستمع إلى الجو الفرنسي في موضوع المبادرة أي اين أصبحت وما هي المشاريع المطلوبة، ومعلوم أن التراتبية قائمة على الاصلاح وبرامج المساعدات والمشاريع وهي لا تزال على هذا النحو. وهنا تكمن روحية المبادرة.

وأشارت إلى أنه بالنسبة إلى القصر الجمهوري فإن رئيس الجمهورية معني بالتفاوض عملا بالمادة 52 من الدستور وذلك في عقد الاتفاقات الدولية ومنه تبدأ وتعود القوانين.

واوضحت أن البرامج الإصلاحية موجودة والقوانين الإصلاحية في مجلس النواب لا بد لها أن تتحرك بما فيها إقرار استقلالية السلطة القضائية واللامركزية الإدارية الموسعة وبرامج المساعدات التي يتم التوافق عليها بين الحكومة اللبنانية والصناديق أو الجهات المانحة والمقرضة، وهناك قوانين مطلوبة وقطاعات كالكهرباء وسواها والمطلوب إعادة إعمار المرفأ وعلى الصعيد الحياتي دعم الأسر الأكثر فقرا والطبابة والاستشفاء والتربية وفي امكان الحكومة الحالية وضع مداميك ذلك ولكن بالعودة إلى المبادرة الفرنسية.

وفي سياق زيارات الرئيس ميقاتي للدول الصديقة والشقيقة، علمت «اللواء» انه تلقى دعوة لزيارة كل من دولة الكويت ودولة قطر.. وان الاتصالات تجري لزيارة تركيا.

بالتزامن، أكّد مصدر وزاري لـ «اللواء» ان كلمة السر الحكومية هي «النجاح» وإعادة كسب الثقة الشعبية، بعدما فقدت الحكومة الماضية ثقة النّاس، ليس بالوزراء والطبقة السياسية وحسب، بل بالدول والنظام. وقال المصدر: التعليمات للوزارة العمل، بلا انقطاع، في محاولة لاحداث أمور ملموسة، من قبل المواطن.

بالمقابل، دفعت «مافيا المحروقات» التي كشفت دورها التخريبي في ما خص الاستقرار العام، ولو في مرحلة التقاط الأنفاس، بالأزمة إلى الكهرباء، عبر البيان الكارثي للمؤسسة التي قالت انه لم «يعد في امكانها تأمين حدّ أدنى من التغذية التيار الكهربائي». في وقت استمرت فيه الطوابير والصفوف الطويلة للسيارات المركونة على أبواب المحطات، ومضت «المافيا» في السوق السوداء إلى التلاعب بالأسعار وبيع الغالونات.

وتوقعت مصادر وزارية ان يكون موضوع تأهيل وتطوير الكهرباء، من ضمن الملفات المهمة التي سيتناولها البحث، بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم لاسيما وان هذا الملف، مدرج ضمن المبادرة الفرنسية، ويتطلب معالجة سريعة ،ولم يعد يحتمل اي مماطلة، او تأخير بسبب التداعيات السلبية التي يتركها على مختلف نواحي الحياة العامة في لبنان. وكشفت المصادر ان هذا الملف يقع في اولويات جدول الاصلاحات التي تلحظها المبادرة الفرنسية، وهناك توجه متقدم، لكي تتولى شركات فرنسية والمانية، مهمة النهوض بقطاع الكهرباء، من ألفه الى يائه ،باشراف مباشر من الجهات المالية الدولية الممولة لهذا الملف، وبعيدا عن التدخلات والمحسوبيات، والسمسرات المعهودة.

لقاء.. وطلالة
وسط هذه الأوضاع المثيرة للقلق، وصل الرئيس ميقاتي الى فرنسا حيث يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يولم على شرفه، في اول زيارة خارجية له لتحريك الدعم الدولي للبنان والبحث في مسارات خطة التعافي الاقتصادي، فيما يطل رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم ايضاً من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة عبر تقنية «الفيديو» قرابة الرابعة بعد ظهر اليوم من لبنان لتعذر سفره هذه السنة للمشاركة في اعمال الجمعية العامة. وستكون كلمته الثالثة مبدئياً، ويتطرق فيها حسب معلومات «اللواء» الى مجمل الاوضاع اللبنانية السياسية والاقتصادية والاصلاحات المرتقبة، وتوجهات لبنان بعد تشكيل الحكومة، ومواضيع ترسيم الحدود والنازحين وثوابت لبنان التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية دوماً في المواضيع الوطنية والكبرى.كما تتناول الكلمة التطورات الخارجية التي تهم لبنان لا سيما الاقليمية منها.

ترسيم الحدود مجدداً
وكان الرئيس عون ترأس اجتماعاً للوفد اللبناني أمس إلى مفاوضات ترسيم الحدود خصص لتقييم مسار المفاوضات والخطوات المقبلة بعد توقيع اسرائيل عقود تقييم تنقيب الغاز والنفط مع احدى الشركات في المنطقة المتنازع عليها لاسيما وان هذه الخطوة تتناقض مع مسار التفاوض. حضر الاجتماع، رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد الرئيس عون تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

وكان موضوع ترسيم الحدود مدار بحث بين وزير الخارجية عبد الله بوحبيب والسفيرة الاميركية دوروثي شيا الى جانب البحث في العلاقات الثنائية ودعم الجيش اللبناني، الى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

مولوي وتعديل المهل الانتخابية
كما استقبل الرئيس عون وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد، والتحضيرات التي تقوم بها الوزارة لإجراء الإنتخابات النيابية في الربيع المقبل، بالاضافة الى شؤون تتعلق بعمل المديريات التابعة للوزارة. وقال مولوي اثر اللقاء: «لا مانع من إجراء الإنتخابات النيابية قبل موعدها المحدد، وذلك يحتاج تدخلا تشريعيا لتعديل بعض المواد والمهل».

تضامن لبناني مع المملكة
وعلى صعيد السعي لإعادة وصل ما انقطع مع المملكة العربية السعودية، شكلت مناسبة اليوم الوطني السعودي الـ91 فرصة للمسؤولين والشخصيات السياسية والنيابية أو الفعاليات بإعلان التضامن مع المملكة العربية السعودية والشكر للمملكة لوقوفها الدائم إلى جانب لبنان.

واستذكر الرئيس عون في برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «روابط الأخوة التي تجمع لبنان بالمملكة منذ زمن المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود.. ودعا إلى أن تتكلل جهود الملك سلمان في توطيد أواصر التضامن العربي الذي أحوج ما نحن إليه اليوم لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا».

ووجه الرئيس سعد الحريري التهاني للملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان والشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. وقال في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: «بهذه المناسبة استذكر وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان ومساعدته، وكذلك احتضانها للعرب وحمل لواء الدفاع عن قضاياهم. اتمنى للمملكة دوام التقدم والازدهار والمزيد من الاستقرار».

وقال الوزير المولوي: أتقدم من المملكة قيادة وشعبا بأسمى آيات التقدير، وأؤكد أنها ستبقى بإذن الله قبلة العرب وعنوان وحدتهم في مواجهة التحديات كافة. لطالما تميزت العلاقات اللبنانية – السعودية بمواقف أخوية تحملني على تأكيد حرصي كوزير للداخلية على السعي للمحافظة على أمن المملكة وشعبها تماما كحرصي على الحفاظ على أمن المجتمع اللبناني وشبابه، وذلك عبر مواصلة العمل الدؤوب على منع كل ما يمس بأمنها المجتمعي، لا سيما عمليات تهريب المخدرات.

إلى ذلك، أدرجت بيروت، ضمن جولة، لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد انتهاء مشاركته في أعمال الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وتشمل الجولة دمشق، وربما عواصم أخرى.

أزمة المحروقات تخبط وارتجال
استمرت حالة التخبط والارتجال في معالجة ازمة انقطاع الكهرباء وشح المحروقات وتسعيرها، حيث اعلنت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان قرب توقف معامل الانتاج عن العمل كليا، وقالت: أن خزينها المتبقي من المحروقات الذي كان مؤمنا بموجب السلفة المعطاة لها بموجب القانون رقم 215 تاريخ 08/04/2021، لا سيما لمادتي الفيول أويل (Grade A) و (Grade B) منه، قد تدنى بشكل حاد جدا، بحيث أنه قد نفذ بالكامل في كل من معمل الجية الحراري والباخرتين المنتجتين للطاقة «فاطمة غول» و«أورهان باي»، مما أدى إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة، وقد شارف على النفاد في كل من معمل الذوق الحراري وكليا في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية إلا لمحرك واحد في كل منهما، الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى توقفهم قسريا عن إنتاج الطاقة».

أضاف البيان : «وبالتالي، وعلى الرغم من بذل مؤسسة كهرباء لبنان قصارى جهدها، بما يتوفر لديها من امكانيات حالية، في اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية متتالية، من أجل تأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية المستقرة لأطول فترة ممكنة، في ظل الظروف الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة التي تمر بها البلاد، فقد استنفدت جميع الخيارات الممكن اللجوء إليها، ولم يعد بإمكانها سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية بما يتجانس مع خزينها المتبقي من المحروقات وكميات المحروقات المرتقب توريدها بموجب اتفاقية التبادل مع الدولة العراقية، والتي لا تكفي وحدها سوى لقدرة انتاجية بحدود //500// ميغاواط كحد أقصى، ما ينتج عنه صعوبات عديدة لتأمين ثبات واستقرار الشبكة ويهدد بانهيارها الشامل في أي لحظة، بحيث أنه خلال الأسبوعين الأخيرين فقط تعرضت الشبكة الكهربائية إلى ما يزيد عن سبع (7) انقطاعات عامة على كامل الأراضي اللبنانية، وإنه اذا ما استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ//500// ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر».

وعلى صعيد المحروقات، تم رفع جدول تركيب أسعار المحروقات سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان الى 209300 ليرة لبنانية و95 أوكتان الى 202400 ليرة والمازوت الى 162700 ليرة، ما شكّل ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار.في كل الموادالاستهلاكية والغذائية .

وكشف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أنَّه تواصل مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض للمساعدة والمؤازرة للكشف على مخزون مادة البنزين لدى المحطات التي أقفلت أبوابها بوجه المواطنين، خصوصًا بعد تسلمها للمادة الحيوية. وأشار مولوي إلى أنَّ وزير الطاقة أرسل إليه كتابًا بخصوص هذا الموضوع، مشددًا على أنَّ موضوع المحطات سيُعالج(امس).

وكان وزير الطاقة والمياه قد أدان «الممارسات التي تقوم بها بعض المحطات بعد تسلُّمها كميات من المحروقات من امتناعٍ عن تزويد المواطنين بهذه المادة الحيوية، وقال: أنَّ الممارسات الشاذة من البيع في السوق السوداء وتعبئة الغالونات مستمرة من قبل البعض.

وأوضح أنَّه «برغم حجج بعضها التي ترتبط بتصحيح نظام التعداد الخاص بماكينات تعبئة البنزين لكي تستوعب السعر الجديد لليتر الواحد، فإن ذلك لا يعيق استئناف التعبئة للمواطنين وعدم تركهم أسرى لهذه الطوابير، خصوصًا أنَّ ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة إليها». وحذَّر فياض المحطات «من الاستمرار في أعمال مماثلة تضر بمصلحة المواطنين، والمصلحة الوطنية تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية، وصولًا إلى سحب تراخيصها».

وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق». وأوضح أنّ «البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وسنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين». وقال: أنّ بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق. وتابع: أنّه كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر. وبدأت المحطات التي كانت مقفلة ببيع البنزين، لكنّ الزحمة كبيرة وطوابير السيارات تضاعفت.

وفي الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن «عناصر كثيرة تؤثر على سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر». وأشار الى أن «الأسعار من المورّد الى التاجر تم خفضها ولكن من التاجر الى المواطن تتطلب وقتاً»، متوقعاً أن «يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام».

وفي السياق، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: السؤال المطروح بكل صراحة: هل يمكن التوفيق بين مشروع المقاومة واستفراده بالقرارات وهيبة الدولة في الحفاظ على الحد الادنى من السيادة على بعض من مقدراتها، بعد غزوة المازوت وتبعاته. وهل هذه الحكومة لتطرح رؤية إقتصادية جديدة بدل Cedre واسطوانة البنى التحتية؟

620552 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 602 إصابة جديدة بفايروس بكورونا و7 حالات وفيات بكورونا ليرتفع، ليرتفع إلى 620552 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..
البناء
تفاؤل إيراني ـ سعودي بمستقبل العلاقات… والملك سلمان يأمل بنتائج ملموسة للمحادثات
المقداد وحسين لعودة سورية العربية… وأنصار الله يتقدّمون في مأرب وشبوة
ميقاتي وماكرون نحو مؤتمر للمانحين و3 مليارات دولار… والترسيم على الطاولة

جريدة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “من بوابة المشهد الدولي والإقليمي سيطل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من باريس بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن حصيلة المحادثات الهادفة للتحضير لمؤتمر للمانحين، تتوقع باريس أن يوفر ثلاثة مليارات دولار تشكل نقطة الانطلاق في خطة النهوض من بوابة حل أزمة الكهرباء، التي تتقدم الأولويات ومعها إعادة مرفأ بيروت، من دون أن تخفي باريس تطلعها لنيل الحصة الرئيسية من المشاريع لشركاتها، بينما في بيروت يتابع رئيس الجمهورية التحضيرات لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بعدما كشفت واشنطن عن رغبتها بإطلاق المفاوضات مجدداً، في ظل معطيات وصلت للجانب اللبناني تشير إلى وجود تبدل أميركي لجهة الاستعداد لإعطاء الأولوية لإنجاح المفاوضات على حساب الأولوية السابقة المتمثلة بترجيح كفة المطالب الإسرائيلية، ووفقاً للمعلومات فإن تسريب خبر عقد شركة هاليبرتون كان بهدف فتح باب البحث باستئناف المفاوضات في ضوء الاستعداد الأميركي لمغادرة المنطقة خلال سنة، وحرصها على تحقيق تبريد في الملفات الساخنة يسبق رحيل قواتها من سورية والعراق، وفي الطليعة ملف الحدود البحرية للبنان، الذي ينظر إليه الأميركيون كنقطة ساخنة قابلة للاشتعال في ظل ما يصفونه بفائض قوة متراكم لدى المقاومة مقابل تراجع قدرة الردع الإسرائيلية كما أظهرتها معركة سيف القدس أخيراً.

المناخات الجديدة في المنطقة عبرت عنها التصريحات الإيرانية والسعودية عن تفاؤل بتقدم في المحادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وإنجاز تفاهمات حول الملفات الأمنية كما قال بيان وزارة الخارجية الإيرانية، بينما كان لافتاً كلام الملك سلمان بن عبد العزيز الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمينه إشارة إيجابية لفرص تقدم العلاقات مع إيران، والأمل بتحقيق نتائج ملموسة للمحادثات الإيجابية بين البلدين. ويتزامن التحسن الإيراني- السعودي مع التقدم النوعي الذي حققه أنصار الله في جبهات القتال في مأرب وشبوة قالت مصادر عسكرية إنه الأهم منذ بدء معركة مأرب، وتوقعت مصادر أممية أن ينتج من ذلك تنشيط المساعي السياسية لتسريع الحلول التي بات معلوماً أنها مشروطة بموافقة سعودية على فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقاً لمعادلة، «فك الحصار ووقف العدوان شرطان لوقف النار».

في المناخات الجديدة تبدو سورية في صدارة الأحداث، سواء من بوابة رفع الحظر الأميركي الجزئي الذي بدأ مع فتح الباب لحصول سورية على الغاز المصري والكهرباء الأردنية ضمن صفقة الاستجرار لحساب لبنان، تعويضاً عن بعض خسائر سرقة الثروات النفطية السورية في المنطقة الشرقية، من قبل الأميركيين والجماعات المسلحة العاملة تحت عباءتهم، فيما تتسارع الخطوات التحضيرية السورية والروسية وبمشاركة من قوى المقاومة لمعارك إدلب التي تتقدم تدريجياً نحو المواجهة المباشرة الواسعة، بينما تتصاعد حال المقاومة الشعبية في شرق سورية بوجه القوات الأميركية في ظل موقف سوري- روسي موحد عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار القوات الأجنبية عقبة أمام وحدة سورية، فيما الحديث يدور في واشنطن عن التمهيد للانسحاب من سورية ضمن تفاهم مع روسيا من دون توقع تنازلات موازية من الجانب الإيراني، كما كانت التوقعات الأميركية السابقة، في ظل إزالة الحظر الأميركي عن العلاقات العربية مع سورية، كما عبرت الدعوة الأردنية لوزير الدفاع السوري التي توجت بزيارته الرسمية لعمان، وعودة الحديث عن تسارع المساعي العربية لإنهاء القطيعة التي رافقت الانخراط العربي الرسمي في الخطة الأميركية لإضعاف سورية وحصارها بوهم القدرة على إسقاطها، وعودة سورية إلى الجامعة العربية كانت موضوع المحادثات التي أجراها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في نيويورك، حيث يشاركان في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما شهدت نيويورك اجتماعاً موسعاً لوزراء خارجية دول المنطقة تصدرت عودة العلاقات مع سورية مواضيع البحث فيه.

وتتجه الأنظار إلى باريس التي وصل إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث من المرتقب أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه. ويناقش ماكرون وميقاتي رؤية الحكومة وبرنامج عملها انطلاقاً من بيانها الوزاري وحزمة الإصلاحات التي تنوي إنجازها بالتوازي مع استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي على أن يدليان في ختام المباحثات بإعلان مشترك من باحة قصر الإليزيه. وبحسب معلومات «البناء» فإن فرنسا تشترط تنفيذ إصلاحات سريعة تطال قطاع الكهرباء والقضاء ومكافحة الفساد والتهريب لتواصل جهودها لاقناع المجتمع الدولي لدعم لبنان في إطار مؤتمر سيدر. وتشكل زيارة ميقاتي ونتائجها الاختبار الأول لمدى التعامل الدولي والأوروبي تحديداً تجاه الحكومة، فإيفاء فرنسا بوعودها لجهة الدعم الفرنسي المباشر يعد فاتحة لحذو دول أخرى حذوها وتخصيص مبالغ مالية للبنان إضافة إلى استثمارات في قطاعات عدة.

وعكست مصادر سياسية مطلعة لـ»البناء» ارتياحاً لدى رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي للمسار الذي سلكته الأمور، لا سيما على صعيد تأليف الحكومة، لكن يجب انتظار كيفية تعامل هذه الحكومة الجديدة ومقاربتها للملفات الحساسة خصوصاً التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومدى الانسجام والتوافق بين مكونات الحكومة»، ولفتت إلى أن «تأليف الحكومة هو المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات وإعادة النهوض الاقتصادي وطلب المساعدة الخارجية إضافة إلى وجود سلطة تعيد الانتظام العام إلى عمل المؤسسات والاستقرار، لكن لا يمكن الحكم على نجاح الحكومة منذ الآن لذلك نحن الآن في حالة ترقب وانتظار»، متوقعة أن يتمكن ميقاتي من الحصول على وعود حاسمة بدعم لبنان بمليارات الدولارات على شكل قروض واستثمارات في قطاعات حيوية كالكهرباء والاتصالات والمرفأ والمياه».

ولفتت مصادر وزارية لـ»البناء» إلى أن «التوجه العام للحكومة هو دعم التفاوض مع صندوق النقد الدولي لكن هذا لا يعني الموافقة والسير بكل الشروط التي سيفرضها، لا سيما الاستدانة وترتيب أعباء جديدة على الخزينة وعلى المواطنين».

وفي سياق ذلك أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري على وجوب أن يكون أي اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي وفق المصلحة اللبنانية ومن دون القبول بأيّ إملاءاتٍ أو وصفةٍ جاهزة، فضلاً عن الاستفادة من حقوق السحب الخاصة بلبنان من صندوق النقد الدولي والبالغة 1.140.000 مليون دولار أميركي، في مشاريع البنى الحيويّة كالكهرباء والصحة والمياه أو في تعزيز احتياطاتنا الأجنبيّة بحساب خاص للدولة اللبنانية وفق خطّة تقررها الحكومة بحسب الأصول.

على صعيد آخر، رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً ضم رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد عون تقريراً يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

وفي سياق ذلك رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن «تلزيم الإسرائيلي إحدى الشركات الأميركيّة التنقيب عن الغاز في مناطق متنازع عليها مع لبنان، يستدعي من الدولة اللبنانية وسلطتها أن تحسم أمر حدودها البحريّة وفق المعايير العلميّة والقانونيّة ومتطلبات اعتمادها لدى الأمم المتحدة بما يتناسب مع القانون الدولي، ليصبح حقّ لبنان بمساحته الجغرافيّة وحدوده البريّة والبحريّة مصاناً على المستوى القانوني بشكلٍ نهائي تبعاً لما تقرر الدولة اللبنانية اعتماده وتثبيته وفق الأصول المرعية الإجراء دوليّاً، وندعو إلى استعجال إصدار المراسيم التطبيقيّة للقوانين المحالة إليها من المجلس النيابي، وإلى تفعيل ملاقتها لتنفيذ القرارات والقوانين النافذة».

واستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وجرى البحث في العلاقات الثنائية وترسيم الحدود، ودعم الجيش اللبناني إلى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وكان عون أبرق إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مهنئاً بعيد توحيد المملكة، ومما جاء في البرقية: «لا يسعني للمناسبة إلا أن استذكر روابط الإخوة التي تجمعنا، منذ زمن المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، الذي يحفظ له لبنان مكانة بارزة، وهو الذي أرسى قواعد التلاقي على قيم الخير والأصالة التي ما زالت مملكتكم الشقيقة تسير عليها تجاه وطننا وشعبنا وتوطيد أواصر التضامن العربي الذي أحوج ما نحن بحاجة إليه اليوم لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا».

في غضون ذلك، بقيت الأزمات الحياتية في صدارة المشهد الداخلي مع تفاقم الأزمات أكثر، لا سيما أزمتي المحروقات والكهرباء وسعر صرف الدولار الذي بلغ 16 ألف ليرة أمس، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية. وغرقت مختلف المناطق اللبنانية أمس بالعتمة الشاملة مع نفاد مادة الفيول على رغم وصول بواخر الفيول العراقي، حيث أفادت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان عن مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل في الكهرباء أواخر شهر أيلول الجاري بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ /500/ ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر».

وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن «الفيول الذي حصلت عليه مؤسسة كهرباء لبنان بموجب قانون سلفة الكهرباء الذي أقر في مجلس النواب في حزيران الماضي بقيمة 200 مليون دولار نفد إلى الصفر، وهذا ما أدى إلى شبه العتمة الشاملة، أما الفيول العراقي فجاء لكي يغطي العجز الجديد الذي نتج من انتهاء فيول السلفة وبالتالي لن يرفع ساعات التغذية».

إلا أن المصادر كشفت عن حلول سريعة للأزمة بعد عودة ميقاتي من فرنسا، إذ أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري، إلى أن «النفط العراقي هو المصدر الوحيد للتغذية للشعب اللبناني»، لفت إلى أن «مخزون استيراد الفيول بقيمة السلفة ينتهي في 25 أيلول الجاري، بالتالي النفط العراقي أتى ليكون بديلاً عن المخزون من السلفة الذي توزّع بين معملي دير عمار والزهراني، وهذا الفيول يغذي 4 ساعات يومياً لحدود 15 أو 16 يوماً في المعملين، وإذا أرادوا العمل بكل طاقتهم، يمكنهم أن يعملوا لـ 8 أيام بمعدل 8 ساعات، لذلك كهرباء لبنان تعمل بشكل تقنين مشدد».

على صعيد أزمة المحروقات لم يسجل أي انفراج مع استمرار مشهد طوابير السيارات على رغم ارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى 209000 ليرة وتسليم شركات عدة للبنزين وفتح الكثير من المحطات التي كانت مغلقة، وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق». وأوضح أنّ «البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وبدءاً من اليوم (أمس) سنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين». وأكّد أنّ «بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق». وتابع أنّه «كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر».

إلا أن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أكد أنه تواصل مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض للمساعدة والمؤازرة للكشف على مخزون مادة البنزين لدى المحطات التي أقفلت أبوابها بوجه المواطنين، خصوصاً بعد تسلمها للمادة الحيوية. وأشار مولوي إلى أن وزير الطاقة أرسل إليه كتاباً بخصوص هذا الموضوع، مشدداً على أن موضوع المحطات سيُعالج اليوم. وأوضح مولوي أنه «على رغم حجج بعضها التي ترتبط بتصحيح نظام التعداد الخاص بماكينات تعبئة البنزين لكي تستوعب السعر الجديد لليتر الواحد، فإن ذلك لا يعيق استئناف التعبئة للمواطنين وعدم تركهم أسرى لهذه الطوابير، خصوصاً أن ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة إليها».

وشكّل رفع أسعار المحروقات ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار. في الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن «عناصر كثيرة تؤثر في سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر». متوقعاً أن «يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام».

وواصلت شركة الأمانة للمحروقات توزيع مادة المازوت على الفئات الأكثر أولوية كما بدأ توزيع المادة على بلديات عدد من القرى والبلدات لتغذية المولدات الخاصة، لكن لم يبدأ التحسن في ساعات التغذية، إلا أن مصادر مطلعة على عملية التوزيع أفادت لـ»البناء» بأن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً خلال خطاباته الأخيرة حول بواخر النفط، بأن البواخر لن تسد كل حاجات السوق ولن تكون بديلة عن وزارات الدولة وشركات الاستيراد بل تهدف إلى تخفيف الأعباء على المواطنين وتوفير المادة قدر الإمكان»، وأوضحت أن «البواخر تأتي على دفعات بشكل تدريجي وتسلم إلى السوق وفق سلم الأولويات من المستشفيات والمؤسسات الصحية والرعائية على أن يبدأ التوزيع الأسبوع المقبل على المؤسسات والمصانع والمعامل والمولدات التي تطلب المادة»، متوقعة أن يبدأ السوق بالتحسن خلال الأسبوعين المقبلين». وأوضحت المصادر أن «عملية استيراد النفط الإيراني يتم في البر من بانياس إلى البقاع ثم إلى مراكز التوزيع ثم إلى المؤسسات ما يرتب كلفة نقل مرتفعة تفوق أضعاف كلفتها في البحر». ولفتت المصادر إلى أن «شركة الأمانة للمحروقات تلعب دوراً أساسياً على أكثر من صعيد: كسر الحصار الخارجي على لبنان، كسر احتكار الشركات والكارتيلات وتوفير المنافسة وتأمين الانتظام والثبات والوفرة في مادتي المازوت والبنزين في الأسواق وفتح الباب أمام المؤسسات الصناعية لاستيراد المادة بشكل مباشر من دون الشركات المحتكرة».

المصدر: صحف