أظهرت دراسة حديثة أن عدد المصابين بفيروس كورونادون تطوير أعراض المرض يمثلون تحديا كبيرا في محاربة الوباء. فالعدوى ينقلها أيضًا الأشخاص المصابون الذين يشعرون بصحة جيدة ويجهلون كل شيء عن مرضهم. وبالتالي، فإن دينامية انتشار الجائحة تعتمد إلى حد كبير على نسبة المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض. ولكن كم عددهم الضبط؟ سؤال أرق الباحثين وخبراء الفيروسات حاولت عدة دراسات الإجابة عليه منذ البداية. وتراوحت تقديرات الخبراء بين 4 و81 في المائة، بمعنى آخر أن لا أحد كان في وضع يسمح له بتقديم تقدير دقيق.
وسبق لباحثين سويسريين عام 2020 أن أجروا دراسة واسعة أظهرت أن ما بين ربع وثلث جميع الإصابات خالية من الأعراض وهي نسبة كبيرة، رغم أنه من باب المستحيل تحديد العدد بشكل دقيق. غير أن باحثين أمريكيين حاولوا الذهاب خطوة إلى الأمام في دراسة نُشرت مؤخرًا في المجلة المتخصصة باللغة الإنجليزية “PNAS”، قدموا فيها أرقامًا جديدة توصلوا إليها من خلال تحليلين منفصلين. ووفقا لتقديراتهم، من المحتمل أن يكون ثلث جميع الإصابات بكورونا تقريبا بدون أعراض نهائيا.
كشفت نتائج أولية لدراسة حديثة أجريت على مدى بعيد في ثلاثة مستشفيات جامعية ألمانية في كل من كيل وفورتسبورغ وبرلين أن نصف المتعافين من كورونا ظلوا يعانون من أعراض متبقية استمرت حتى بعد تسعة أشهر بعد الإصابة بالفيروس، بل وأحيانا حتى بعد إصابتهم بالفيروس للمرة الثانية في الموجات الوبائية الموالية. ومن هذه الأعراض فقدان حاسة التذوق، والتعب المستمر، وضعف التفكير والتركيز.
وجاءت هذه الدراسة منافية لتقديرات منظمة الصحة العالمية التي سبق وأن أوضحت أن شخصا واحد فقط بين كل عشرة مصابين بفيروس كورونا، هو من يعاني من أعراض مستمرة بعد 12 أسبوعا من الإصابة بالفيروس.
أكدت دراسة جديدة من اسكتلندا أن الأشخاص الملقحين قادرين على نقل فيروس كورونا، وهذا المعطى كان معروفا منذ بداية حملات التطعيم، ولكن كان هناك افتراض بأن التطعيم من شأنه أن يقلل من خطر انتقال العدوى. وهذا ما أكدته الآن دراسة كبيرة أجرتها هيئة الصحة العامة في اسكتلندا، اعتمادا على تحليل بيانات لما يقرب من 150 ألف طبيب وممرض بين ديسمبر/ كانون الأول 2020 ومارس/ آذار 2021. وتم تحليل بيانات أفراد أسر قبل وبعد الإصابة بالفيروس قبل وبعد التطعيم.
بعد الجرعة الثانية من التطعيم انخفضت النسبة إلى 2.98 إصابة لكل 100 شخص سنويًا. وبالتالي انخفض خطر الإصابة بشكل ملحوظ بعد التلقيح. وسجل الباحثون أيضًا انخفاض العلاج في المستشفيات بين الملقحين. غير أن الباحثين أكدوا أنه يجب التعامل مع نتائج هذه الدراسة بحذر، فمن الممكن أن يكون تأثير التلقيح أكبر أو أقل من حيث الإصابة بالعدوى. فلا يزال هناك نقص في البيانات السريرية تقول الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، تم جمع الكثير من البيانات قبل ظهورسلالة دلتا، المعروف بعدواها الشديدة.
المصدر: dw.com